إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أرجوا المساعد| أريد أن تساعدوني في موضوع " المذنب بين نظرة الدين والمجتمع "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أرجوا المساعد| أريد أن تساعدوني في موضوع " المذنب بين نظرة الدين والمجتمع "

    المذنب بين نظرة الدين والمجتمع

    أريد عن هذا الموضوع بشكل عام يكون مرتب وطويل, وأيضاً نماذج من حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كيف كان يتعامل مع المذنب.

    أرجوا المساعدة

  • #2
    رد : أرجوا المساعد| أريد أن تساعدوني في موضوع " المذنب بين نظرة الدين والمجتمع "

    هكذا موضوع الأفضل أن تجتهد فيه ، وأيضاً سيفيدك جداً وأنت تبحث لتكتب فستطلع على كم واسع من الثقافة ،
    فأنا رأيي : إقرأ لتكتب ، واكتب لتقرأ .
    لي كلمات بسيطة أحب أن أقولها ، أن المذنب مذموم في الدين وهذا معلوم ،
    هو أيضاً مذموم في المجتمعات حتى غير المسلمة ، فالنفس البشرية فطرت على محبة الخير والبر وأهله ، وبغض مظاهر المعاصي والمجاهرة بها حتى وإن كانت هي ترتكبها في الأساس ، إلا طبعاً بعض الاستثناءات التي تتنكر لفطرتها .
    تقبل مروري

    تعليق


    • #3
      رد : أرجوا المساعد| أريد أن تساعدوني في موضوع " المذنب بين نظرة الدين والمجتمع "

      ما رأيكم بهذا الموضوع ؟!
      معرفة الذنوب - بمداها الواسع ومراتبها الكثيرة بحسب مستويات الأشخاص- وتحصيل القدرة على اجتنابها - صغيرها وكبيرها- مما يهتم به الساعون إلى الكمال، لذا فقد شُغل حيز كبير من القرآن الكريم ببيان الذنوب وآثارها في الدنيا وعاقبتها في الآخرة والتحذير منها وبيان ما يكفّرها ويزيل آثارها، وقصص الأمم التي عكفت على المعاصي ولم تجتنبها وما حلّ بها من العذاب بسبب ذلك، والحياة السعيدة لمن اجتنبها، ولو حاولنا جمعها لوجدنا أن القرآن الكريم كله يعالج هذه القضية بشكل مباشر أو غير مباشر.
      لماذا يذنب العبد؟
      لا يمكن التقليل من قوة ضغط الذنوب والخطايا على الإنسان حتى يندفع إلى ارتكابها مع كثرة ما يعرف عن آثارها الوخيمة في الدنيا وعاقبتها الفظيعة في الآخرة، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (ألا وإن الخطايا خيلٌ شُمُسٌ حُمل عليها أهلها وخُلعت لُجُمها فتقحّمت بهم في الناس)([7]) فالخطايا كالخيول العنيدة المتمردة على صاحبها ولا لجام لها ليمسك بها فتقتحم بصاحبها إلى المخاطر.
      وهنا يأتي السؤال: من أين جاءت هذه القوة للخطايا؟ أو قل: إذا كانت الذنوب بهذه الخطورة وهذا التأثير المدمر في حياة الإنسان فلماذا يرتكبها، وهذا بحث نفسي واجتماعي وقد يحتاج إلى إجراء استبيان، ولكن يمكن استفادة بعض مناشئ الذنوب مما ورد في الروايات الشريفة، ينفع الالتفات إليها في اجتنابها وتوقيها، عن الإمام الباقر (عليه السلام): (توقّي الصرعة خير من سؤال الرجعة)([8]):-
      1- الجهل بمقام الربوبية ووظائف العبودية، فإن من يعرف الله تعالى يتجنب المعاصي بمقدار تلك المعرفة ويؤتيه الله تعالى فرقاناً يميز به الحق و الباطل {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الأنفال : 29]، حتى إذا اكتملت عنده المعرفة –كالمعصومين (عليهم السلام)- أصبح عبداً خالصاً لله تعالى ينفر بطبعه من المعصية ويتقزز منها، فمن رأى الغيبة على حقيقتها ووجدها اكلاً للحم اخيه ميتاً هل يقدم عليها ؟ ومن رأى الدنيا جيفة قد اجتمعت عليها الكلاب هل يتنافس عليها ، وهكذا .
      ثم الجهل بأمور الدين، فما دام الإنسان لم يتفقه في دينه ولم يتعرف على ما يقربه إلى الله تعالى ويجنبه سخطه فإنه يتورط في المعاصي من حيث يعلم أو لا يعلم، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (جهل المرء بعيوبه من أكبر ذنوبه)([9])؛ وكتطبيق لهذا المبدأ فقد ورد في التجارة قول الإمام الصادق (عليه السلام): (من أراد التجارة فليتفقه في دينه ليعلم بذلك ما يحلُّ له مما يحرم عليه، ومن لم يتفقه في دينه ثم اتجر تورط في الشبهات)([10]).
      والتحذير لا يختص بالتجارة وإنما يعم كل شؤون الحياة؛ لأنها كلها مقنَّنة بأحكام في الشريعة، فالجهل بها يوقع في المعصية كجهل ربِّ الأسرة بأن كثيراً مما يفعله في البيت هو ظلم لزوجته وأسرته، والظلم ذنب لا يغفر حتى يرضى المظلوم.
      2- وجود الدوافع وأصول الذنوب في النفس الإنسانية المعبَّر عنها بالغرائز والشهوات والتي خلقت أصلاً لتؤدي أدواراً إيجابية في حياة الإنسان ولتكمّل قواه الأخرى كالعقلية والجسدية والقلبية، لكنها إذا خرجت عن حدّها إلى جانب الإفراط أو التفريط كان سبباً للوقوع في المعاصي، أشار إلى هذه القوى هشام بن الحكم في ما نقل عنه ابن أبي عمير في الاستدلال على عصمة الإمام (عليه السلام) قال: (إن جميع الذنوب لها أربعة أوجه لا خامس لها: الحرص والحسد والغضب والشهوة، فهذه منتفية عنه –أي المعصوم- ثم بيّن ذلك) فراجعه([11]).
      3-ويعاضدها الشيطان بالتزيين والإغواء والتطمين والتهوين من الأمر حتى يقارف الذنب والمعصية قال تعالى حاكياً عن إبليس: [قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ] (الحجر: 3-40). وفي دعاء للإمام السجاد (عليه السلام): (فلولا أن الشيطان يختدعهم عن طاعتك ما عصاك عاصٍ، ولولا أنه صوَّر لهم الباطل في مثال الحق ما ضلَّ عن طريقك ضال)([12]). وقد ورد التحذير من إغراء الشيطان وإغوائه كثيراً في القرآن الكريم والروايات الشريفة مما لا يخفى على أحد.
      هذا التزيين الشيطاني وهذه الموافقة لأهواء النفس وشهواتها جعل للخطايا تأثيراً ساحراً يسكر صاحبه حتى يتورط فيها، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (احذروا سكر الخطيئة، فإن للخطيئة سكراً كسكر الشراب، بل هي أشدُّ سكراً منه، يقول الله تعالى: (صُمٌّ بُكمٌ عميٌّ فهم لا يرجعون] (البقرة: 18) )([13]).
      4- الاغترار بالستر الإلهي على العاصين وعدم فضح الإنسان بذنبه (فلو اطلع اليوم على ذنبي غيرك ما فعلته ولو خفتُ تعجيل العقوبة لاجتنبته، لا لأنك أهون الناظرين إليّ وأخفُّ المطلعين عليّ بل لأنك يا ربِّ خير الساترين.. وأكرم الأكرمين .. تستر الذنب بكرمك وتؤخر العقوبة بحلمك) (الحمد لله الذي يحلم عني حتى كأني لا ذنب لي)([14]).
      وذلك كله لسعة رحمة الله وطول أناته على ذنوب عباده رحمة بالعباد وإعطاءهم مزيداً من الفرص للندم والرجوع والإقلاع عن الذنب، وحبّاً من الله لعباده وشفقة عليهم، فيتمادى الإنسان ويغتر، ظاناً أن الفرصة مفتوحة على الدوام، ولا يعلم أنه قد يوصله تماديه واغتراره إلى حد هتك الستر وانغلاق الباب وسدّ الفرصة، قال تعالى: [إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً، وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً] (النساء: 17-18).
      5- استصغار الذنب والاستخفاف به لما ارتكز في الذهن من أن الذنوب الموعود بها النار هي الكبائر أما غيرها فيمكن ارتكابها، وهذا التفكير بحد ذاته من الكبائر لما فيه من الجرأة على الله تعالى وعدم الاعتبار بعظمته وعلو شأنه وهو موجب لسخط الله وسلب اللطف عن العبد فتؤدي به هذه الصغائر إلى الوقوع في الكبائر والعياذ بالله.
      لذا كثر التحذير من استصغار أي ذنب، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (لا تستصغروا قليل الآثام فإن الصغير يُحصى ويرجع إلى الكبير)([15])، وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نزل بأرض قرعاء فقال لأصحابه: ائتوا بحطب، فقالوا: يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب، قال: فليأت كل إنسان بما قدر عليه، فجاؤوا به حتى رموا بين يديه بعضه على بعض، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هكذا تجتمع الذنوب، ثم قال: إياكم والمحقرات من الذنوب، فإن لكل شيء طالباً، ألا وإن طالبها يكتب ما قدموا وآثارهم وكلّ شيء أحصيناه في إمام مبين)([16])، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أعظم الذنوب عند الله سبحانه ذنب صغر عند صاحبه)([17]) وعنه (عليه السلام): (إن الله أخفى سخطه في معصيته، فلا تستصغروا شيئاً من معصيته، فربما وافق سخطه وأنت لا تعلم)([18]).
      6- الغفلة، فإن كثيراً من الذنوب –وبعضها من الكبائر- ترتكب لا للجهل بها وإنما للغفلة كالغيبة التي يُعلم أنها من الكبائر ووصفها الله عز وجل بأشنع الأوصاف وهي إدام أهل النار، ومع ذلك فقد أصبحت الغيبة فاكهة المجالس والمادة الرئيسية للأحاديث، فينبغي للمؤمن أن يتجنب الغفلة بترك المقدمات الموجبة لها، وإذا عرضت عليه فليخرج منها فور التفاته؛ بذكر الله تعالى، قال عز وجل: [إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ] (الأعراف:201) وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (الغفلة ضلالة)([19]) وعنه (عليه السلام): (إياك والغفلة والاغترار بالمهلة، فإن الغفلة تفسد الأعمال)([20]). ومن وصايا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر: (هُمَّ بالحسنة وإن لم تعملها لكيلا تكتب من الغافلين)([21]).
      7- سوء الخلق، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (لكل ذنب توبة إلا سوء الخلق، فإن صاحبه كلما خرج من ذنب دخل في ذنب)([22]).
      8-الاختلاط الكثير مع الناس ومجالسة البطّالين، والخوض في فضول الكلام، فهذه الأمور كلها مظنة الوقوع في الذنوب والمحرمات؛ لذا ورد التحذير من حضور هذه المجالس والمشاركة في اللغو الباطل [وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ] (المدثر:45)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (مجالسة أهل الهوى منسأة([23]) للإيمان ومحضرة للشيطان)([24])، وفي الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أكثر الناس ذنوباً أكثرهم كلاماً في ما لا يعنيه)([25]) وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (إياك والهذر، فمن كثر كلامه كثرت آثامه)(10) وعنه (عليه السلام): (الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به، فإذا تكلمت به صرت في وثاقه، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورِقك، فرُبّ كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة)(11).
      9- سوء فهم بعض ما ورد في القران الكريم كالشفاعة و الرحمة و المغفرة او في الروايات الشريفة من الثواب على بعض الأفعال كدخول الجنة بالبكاء على الحسين (عليه السلام) وإقامة شعائره وشفاعة أهل البيت (عليهم السلام)، فقد أعطى الله تعالى هذه الكرامات لأهل البيت (سلام الله عليهم) رحمة بالعباد لكي تسدّ الخلل والتقصير والقصور مع حسن النية والعزم على فعل الخير والطاعة وبذل الوسع في ذلك، وليس بأن تكون سبباً للتمادي والجرأة والعناد واللجاجة، قال تعالى: [وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى] (الأنبياء:28) وقال تعالى: [وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ] (الأعراف: 156)، وكما عبّر الإمام الرضا (عليه السلام) عن إعطاء هذه الدرجات أنه (بشرطها وشروطها) في حديث سلسلة الذهب المعروف.
      وقد حذّر الإمام الصادق (عليه السلام) في وصيته عند وفاته وقد جمع أقرباءه ومتعلقيه: (إن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة)([26]) وقال الإمام الباقر (عليه السلام): (لا تتهاون بصلاتك، فإن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال عند موته: ليس مني من استخف بصلاته)([27]).
      وقد لخّص الإمام السجاد (عليه السلام) ذكر هذه الأسباب لمقارفة الذنوب بما ورد عنه في الدعاء المعروف بدعاء أبي حمزة الذي يدعى به في أسحار شهر رمضان، قال (عليه السلام): (إلهي لم أعصك حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد ولا بأمرك مستخف ولا لعقوبتك متعرض ولا لوعيدك متهاون، لكن خطيئة عرضت وسوّلت لي نفسي وغلبني هواي وأعانني عليها شقوتي، وغرّني سترك المرخى عليّ) وقال (عليه السلام): (إلهي ما لي كلما قلت قد صلحت سريرتي، وقرب من مجالس التوابين مجلسي، عرضت لي بلية أزالت قدمي ... سيدي لعلك عن بابك طردتني، وعن خدمتك نحيتني، أو لعلك رأيتني مستخفاً بحقك فأقصيتني أو لعلك رأيتني معرضاً عنك فقليتني، أو لعلك وجدتني في مقام الكاذبين فرفضتني، أو لعلك رأيتني غير شاكر لنعمائك فحرمتني، أو لعلك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني، أو لعلك رأيتني في الغافلين فمن رحمتك آيستني، أو لعلك رأيتني آلف مجالس البطالين فبيني وبينهم خليتني أو لعلك لم تحب أن تسمع دعائي فباعدتني، أو لعلك بجرمي وجريرتي كافيتني أو لعلك بقلة حيائي منك جازيتني..)([28]).
      كيف نحصل القدرة على اجتناب الذنوب؟
      إن اجتناب الذنوب يحتاج أولاً إلى معرفة تفصيلية بها لأن بعضها وإن كان معلوماً كالكبائر إلا أن الكثير منها غير معلوم وبعضها لا يلتفت إليها أحد كعدم قضاء حوائج المؤمنين والاهتمام بها، ففي رواية عن الإمام الصادق وولده الكاظم (عليهما السلام): (من أتاه أخوه في حاجة يقدر على قضائها فلم يقضها له سلّط عليه شجاعاً ينهش إبهامه في قبره إلى يوم القيامة مغفوراً له أو معذباً)([29]) وهكذا غيرها مما ذكرناه في خطاب سابق وذكرنا أمثلة عليها من دعاء الإمام السجاد (عليه السلام) في الاستغفار من كل نعمة لم يشكرها أو ظُلم أحدٌ عنده فلم ينصره وهكذا، ناهيك بالمحرمات المعروفة، وهذا يتطلب تفقهاً واطلاعاً مستمراً على كتب السلف الصالح والاستماع دائماً إلى المحاضرات الإرشادية والوعظية.
      ومما يقلل فرصة ارتكاب الذنب زيادة المعرفة بالله تعالى وتقوية العلاقة به تبارك وتعالى، كتذكر أنه محسن إلينا بما لا يعد ولا يحصى من النعم، و [هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ] (الرحمن:60) و[أَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ] (القصص:77) وفي ذلك يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (لو لم يتوعد الله على معصيته لكان يجب ألا يُعصى شكراً لنعمته)([30])، وعن الإمام الرضا (عليه السلام) في حديث قال: (ولو لم يخوِّف الله الناس بجنة ولا نار لكان الواجب عليهم أن يطيعوه ولا يعصوه لتفضله عليهم وإحسانه إليهم وما بدأهم به من إنعامه الذي ما استحقوه)([31]).
      أو الالتفات إلى أن الذنوب تمنع بعض عطاء الله تبارك وتعالى ونحن محتاجون إليه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) المؤمنين (عليه السلام): (لو لم يرغّب الله سبحانه في طاعته لوجب أن يطاع رجاء رحمته)([32]).
      أو تذكر أنك بمحضر الله تبارك وتعالى وتحت نظره ولا تخفى عليه خافية في السماوات والأرض [يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ] (غافر:19)، فمعصيته والحال هذه جرأة على جبار السماوات والأرض وتحدٍ لعظمته، من وصايا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر: (يا أبا ذر لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت) ومن كلماته (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا تنظروا إلى صغر الذنب ولكن انظروا إلى من اجترأتم)([33]).
      أو أن يلتفت إلى أن هذا الذنب قد يوجب هتك الستر الذي ضربه الله تعالى عليه فتفضحه الذنوب، أو أن ينال به سخط الله تعالى وغضبه بحيث لا تنفعه توبة ولا تدركه الألطاف الإلهية، فقد أخفى الله غضبه في معصيته، فلا يُعلم أي معصية توجب ذلك فعلى العبد أن يتوفاها جميعاً، من دعاء الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (وإن خذلني نصرك عند محاربة النفس والشيطان فقد وكلني خذلانك إلى حيث النصب والحرمان). في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (للمؤمن اثنان وسبعون ستراً فإذا أذنب ذنباً انهتك عنه ستر، فإن تاب رده الله إليه وسبعةً معه، وإن أبى إلا قدماً قدماً في المعاصي تهتك أستاره، فإن تاب ردها الله إليه ومع كل ستر منها سبعة، فإن أبى إلا قدماً قدماً في المعاصي تهتك أستاره وبقي بلا مستر وأوحى الله تعالى إلى ملائكته أن استروا عبدي بأجنحتكم)([34]).
      وفي الكافي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (من همّ بسيئة فلا يعملْها فإنه ربما يعمل العبد السيئة فيراه الرب تعالى ويقول: وعزتي وجلالي لا أغفر لك بعد ذلك أبداً)([35]).
      ومما يساعد على تجنب المعاصي أن يعلم بأن في ارتكاب الذنب إيذاءً وإساءة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولأمير المؤمنين (عليه السلام) ولفاطمة الزهراء (عليها السلام) والأئمة المعصومين (سلام الله عليهم) ونحن نحبهم ولا نريد إيذاءهم وهم مطّلعون على أعمال العباد، كما نطقت به الآية الكريمة: [وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ] (التوبة:105)، روي عن الإمام (عليه السلام) قال: (ما لكم تسوؤون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال رجل: جُعلتُ فداك وكيف نسوؤه؟ قال: أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه فإذا رأى فيها معصية الله ساءه ذلك، فلا تسوؤوا رسول الله وسرّوه)([36]).
      ومن المعرفة الموجبة لتجنب المعاصي الالتفات إلى الهدف من وجودنا في هذه الدنيا وما ينبغي أن نصرف أعمارنا فيه مما يوصل إلى الغاية، وحينئذٍ سوف لا يكون للإنسان مجال للعب والعبث واللهو فضلاً عن ارتكاب المعاصي، عن الإمام الكاظم (عليه السلام): (إن العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب؟ وترك الدنيا من الفضل، وترك الذنوب من الفرض)([37]).

      ومما يحفّز على ترك الذنوب معرفة آثارها في الدنيا والآخرة
      آثار الذنوب في الدنيا والأخرة
      ونتعرض هنا لبعض آثارها في الدنيا، أما في الآخرة ابتداءً من الموت وما بعده من أهوال البرزخ والحساب ويوم القيامة فإن في القرآن الكريم ما يكفي لبيان تلك العظائم [يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ] (الحج:2) [يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً] (المزمل:17) [بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ] (البقرة:81) [قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ] (الأنعام:15) [وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ] (النمل:90)
      وأهون ما يذكر من تلكم الآثار الحجب عن النعيم مدة قد تطول كثيراً، في الكافي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن العبد ليُحبس على ذنب من ذنوبه مائة عام وإنه لينظر إلى أزواجه في الجنة يتنعمن)([38]).
      إن معرفة هذه الآثار الوخيمة للذنوب توجب على كل عاقل اجتنابها، عن الإمام علي (عليه السلام): (عجبت لأقوام يحتمون الطعام مخافة الأذى كيف لا يحتمون الذنوب مخافة النار)([39]) وعن الإمام الباقر (عليه السلام): (عجبت لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار)([40]).
      وقد حصلنا من الروايات على جملة من تلك الآثار:
      1- قصر العمر وتعجيل الفناء بحيث يظهر من أقوال المعصومين شيء عجيب وهو: أن أكثر الناس لا يبلغون أعمارهم المقدرة بسبب الذنوب مما يسمى بالأجل المخروم، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (موت الإنسان بالذنوب أكثر من موته بالأجل، وحياته بالبر أكثر من حياته بالعمر)([41])، وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (من يموت بالذنوب أكثر ممن يموت بالآجال، ومن يعيش بالإحسان أكثر ممن يعيش بالأعمار)([42])، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (تجنبوا البوائق يُمَدُّ لكم في الأعمار)([43]).
      ومن الذنوب التي اشتهر أنها تعجل الفناء قطيعة الرحم، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تؤخَّر إلى الآخرة، عقوق الوالدين، والبغي على الناس، وكفر الإحسان)([44]).
      2- إن الذنوب سبب للمصائب والآلام والنكبات التي يتعرض لها الفرد والمجتمع، في الكافي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (أما إنه ليس من عرق يُضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلا بذنب، وذلك قول الله عز وجل في كتابه: [وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ] (الشورى:30) ثم قال (عليه السلام): (وما يعفو الله أكثر مما يؤاخذ به)([45])، وفي الكافي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إن أحدكم ليكثر به الخوف من السلطان وما ذلك إلا بالذنوب فتوقوها ما استطعتم ولا تمادوا فيها) وقد تستحدث لهم بلاءات لم يكن يعرفونها من قبل، في الكافي عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: (كلما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون)([46]).
      3-إنها توجب اسوداد القلب وانغلاقه فلا يستجيب للهداية، في الكافي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (كان أبي يقول: ما من شيء أفسد من خطيئة، إن القلب ليواقع الخطيئة فلا تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله)([47]) أي يصبح كالإناء المقلوب فلا يحتفظ بشيء من الحق والهدى ولا تؤثر فيه الموعظة، وفيه عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء فإن تاب انمحت وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبداً) وشاهده من كتاب الله قوله تعالى: [كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ] (المطففين:14).
      4- نقص الرزق، في الكافي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (إن العبد ليذنب الذنب فيُزوى –أي يقبض ويصرف- عنه الرزق)([48]) وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا غضب الله عز وجل على أمة ولم يُنزل بها العذاب غلت أسعارها وقصرت أعمارها ولم تربح تجّارها ولم تُزك ثمارها ولم تغزر أنهارها وحبس عنها أمطارها وسُلِّط عليها شرارها)([49]).
      5- الحرمان من الطاعات خصوصاً المهمة منها كصلاة الليل أو النوم عن صلاة الصبح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن الرجل يذنب الذنب فيُحرم من صلاة الليل وإن العمل السيئ أسرع في صاحبه من السكين في اللحم)([50]).
      6- زوال النعم، قال تعالى: [إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ] (الرعد:11) في الكافي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إن الله قضى قضاءً حتماً ألا ينعم على العبد بنعمة فيسلبها حتى يحدث العبد ذنباً يستحق بذلك النقمة)([51]) وعنه (عليه السلام): (إن الله عز وجل بعث نبياً من أنبيائه إلى قومه وأوحى إليه أن قل لقومك إنه ليس من أهل قرية ولا ناس كانوا على طاعتي فأصابهم فيها سراء فتحولوا عما أحب إلى ما أكره إلا تحولت لهم عما يحبون إلى ما يكرهون، وليس من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضراء فتحولوا عما أكره إلى ما أحب إلا تحولت لهم عما يكرهون إلى ما يحبون).
      وضرب القرآن الكريم مثلاً في سبأ([52]) [لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ، فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ، ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلا الْكَفُورَ، وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ، فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ، وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلا فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ] (سبأ: 15-21).
      وقد ورد في الأحاديث الشريفة أن من الذنوب التي تغيِّر النعم وتعجَّل عقوبتها البغي على الناس.
      7- عدم استجابة الدعاء والإبطاء في تحقيق ما يطلبه الداعي، قال الباقر (عليه السلام): (إن العبد ليسأل الحاجة من حوائج الدنيا فيكون من شأن الله قضاؤها إلى أجل قريب أو وقت بطيء فيذنب العبد عند ذلك ذنباً فيقول الله للملَك الموكَّل بحاجته لا تنجز له حاجته واحرمه إياها فإنه تعرَّض لسخطي واستوجب الحرمان مني)([53]).
      8- نكد الحياة وشقاؤها وتعاستها، قال تعالى: [وَمَن أَعرَضَ عَنْ ذِكرِي فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيَامَةِ أعمَى] (طه:124) وقال تعالى: [وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ، وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ، حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ، وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ] (الزخرف: 36-40) فمن يتعامى عن الحق واتباعه يخلّي الله تعالى بينه وبين شيطانه يغويه ويصده (عليه السلام) سبيل الله ويكون ملازماً له فيشقيه ويتعبه [وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ] (فصلت: 25).
      9- تشوّش الفكر وانشغال الذهن وسوء الحفظ والحرمان من العلم النافع المقرِّب إلى الله تعالى، بسبب الصراع الذي يعيشه ووخز الضمير وخوف الفضيحة والعقاب، والذلة الباطنية التي يحسّ بها، ولحرمانه من لطف الله تعالى، روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: (اتقوا الذنوب فإنها ممحقة للخيرات، إن العبد ليذنب الذنب فينسى به العلم الذي كان قد علمه)([54])، وهو ما عبّر عنه الشاعر:
      شكوتُ إلى حكيمٍ سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
      وعـــلّله بـــأن العــــلـــــم نــــورٌ ونور الله لا يــؤتى لعـاصي
      10- ويعم أثر الذنوب حتى يتضرر به الآخرون وربما المجتمع كله، قال تعالى: [وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً] (الأنفال: 25)، وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: (الذنب شؤم على غير فاعله، إن عيَّره ابتلي، وإن اغتابه أثم، وإن رضي به شاركه)([55]).
      والخلاصة:
      أنه إذا أراد الإنسان أن يوفقه الله تعالى للمزيد من طاعته فليترك الذنوب.
      وإذا أراد أن يحيى حياة مطمئنة سعيدة صافي البال فليترك الذنوب.
      وإذا أراد طول العمر بخير وعافية وسعة رزق فليترك الذنوب.
      وإذا أراد أن تدوم عليه نعم الله وتقل عليه المصائب فليترك الذنوب.
      وإذا أراد سلامة القلب واللحاق بالصالحين فليترك الذنوب.
      ولذا كان يوم العيد الحقيقي هو كل يوم لم تجترح فيه ما يكرهه الله تبارك وتعالى، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض الأعياد: (إنما هو عيدٌ لمن قبِل الله صيامه وشكر قيامه، وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد)([56]).
      العواصم من الذنوب:
      وعلى رأس العواصم من الذنوب –وهو الأصل فيها- اللطف الإلهي الذي به عصم الله تعالى أنبياءه ورسله والصالحين من عباده قال تعالى: [وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ] (يوسف:24)، وقال تعالى: [وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً] (الإسراء: 74).
      في رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى داوود النبي (عليه السلام) أن ائت عبدي دانيال فقل له: إنك عصيتني فغفرت لك وعصيتني فغفرت لك، وعصيتني فغفرت لك، فإن أنت عصيتني الرابعة لم أغفر لك، قال: فأتاه داوود (عليه السلام) فقال له: يا دانيال، إني رسول الله إليك وهو يقول لك: إنك عصيتني فغفرت لك وعصيتني فغفرت لك، وعصيتني فغفرت لك، فإن أنت عصيتني الرابعة لم أغفر لك. فقال له دانيال: قد بلغت يا نبي الله.
      قال: فلما كان في السحر قام دانيال وناجى ربه فقال: يا رب إن داوود نبيك أخبرني عنك: إني عصيتك فغفرت لي، إني عصيتك فغفرت لي، وأخبرني عنك أني إن عصيتك الرابعة لم تغفر لي، فوعزتك لأعصينك ثم لأعصينك، ثم لأعصينك، إن لم تعصمني)([57])، أي: يا رب إنك إن وكلتني إلى نفسي فإني لا أستطيع أن أعصمها من الذنوب إلا أن تعصمني أنت برحمتك.
      ومن العواصم الدعاء والذكر واليقظة كلما اعترته، قال تعالى: [إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ] (النحل:99)، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (أكثر الدعاء تسلم من سَورة الشيطان)([58])، وقال (عليه السلام): (تحرّز من إبليس بالخوف الصادق)([59]).
      (ومنها) تجنب الحضور والتواجد في الأجواء المساعدة على المعصية لقطع منافذ الشيطان والنفس الأمارة بالسوء بحيث يصبح ارتكاب المعصية متعذراً ، قال علي (عليه السلام): (من العصمة تعذر المعاصي)([60])وعنه (عليه السلام) قال: (ثلاث من حفظهن كان معصوماً من الشيطان الرجيم ومن كل بليةٍ: من لم يخلُ بامرأة ليس يملك منها شيئاً، ولم يدخل على سلطان، ولم يُعِن صاحب بدعة ببدعته)([61])؛ والإكثار من الوجود في المساجد ومجالس الصالحين فإنها تمنع من الوقوع في الذنب، ، وعنه (عليه السلام): (من اختلف إلى المساجد أصاب إحدى الثمان: ... أو يترك ذنباً خشيةً أو حياءً)([62]).
      (ومنها) المراقبة والمحاسبة الدقيقة والمستمرة للنفس، والأحاديث الآمرة بذلك كثيرة، روى الشيخ الطوسي (قدس سره) في كتاب الغيبة بسنده إلى أبي هاشم الجعفري قال: (سمعت أبا محمد (عليه السلام) يقول: من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل: ليتني لا أؤاخذ إلا بهذا، فقلت في نفسي: إن هذا لهو الدقيق ينبغي للرجل أن يتفقد من أمره ومن نفسه كل شيء، فأقبل عليَّ أبو محمد (عليه السلام) فقال: يا أبا هاشم صدقت فالزم ما حدثت به نفسك فإن الإشراك في الناس أخفى من دبيب الذر على الصفا في الليلة الظلماء ومن دبيب الذر على المسح الأسود)([63]).
      (ومنها) استعظام الذنب واستفضاع عاقبته، روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: (إن الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبدٍ خيراً جعل ذنوبه بين عينيه ممثلة والإثم عليه ثقيلاً وبيلاً، وإذا أراد بعبدٍ شراً أنساه ذنوبه)([64]).
      وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن المؤمن ليرى ذنبه كأنه تحت صخرة يخاف أن تقع عليه، والكافر يرى ذنبه كأنه ذباب مرَّ على أنفه).
      (ومنها) عدم الإعجاب بالنفس، وما يصدر منها من طاعات؛ لأن ذلك يوجب إيكال العبد إلى نفسه فيذنب حتى يكون له واعظاً ومؤدبا من نفسه، في الكافي بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن الله علم أن الذنب خير للمؤمن من العجب ولولا ذلك ما ابتلي مؤمن بذنب أبداً)([65]).
      مكفّرات الذنوب:
      إن الله تعالى يعلم ضعف العبد عن مسك زمام نفسه الأمّارة بالسوء ومقاومة غواية الشيطان وتزيين الشهوات ويعلم بجهل الإنسان بعواقب أفعاله، وهو أشفق على عباده وأرحم بهم من أنفسهم، وأكرم من أن يقابلهم على سيئاتهم بمثلها، قال تعالى: [وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً] (فاطر:45)، قال الإمام الصادق (عليه السلام): (وما يعفو الله أكثر مما يؤاخذ به)([66])، في تفسير قوله تعالى: [وَمَا أصَابَكُم مِن مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أيدِكُم وَيَعفُو عَن كَثِيرٍ] (الشورى: 30).
      فضاعف سبحانه وتعالى لهم الحسنات وتمهل في تسجيل السيئات، في الخصال عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إذا همّ العبد بحسنة كتبت له حسنة، فإذا عملها كتبت له عشر حسنات، وإذا همّ بسيئة لم تكتب عليه فإذا عملها أُجّل تسع ساعات فإن ندم عليها واستغفر وتاب لم تكتب عليه وإن لم يندم ولم يتب كتبت عليه سيئة واحدة)([67])، وفي رواية أخرى: قال الله تبارك وتعالى: (قد جعلت لهم التوبة أو بسطت لهم التوبة حتى تبلغ النفس الحنجرة، قال يا ربّ حسبي)([68]) أي قال آدم (عليه السلام) حسبي تلك الفضائل لذريتي مما كان للشيطان من التأثير عليهم.
      ثم لم يكتف سبحانه بكرمه ورحمته بذلك بل جعل لهم مكفرات لذنوبهم حتى يخفف عنهم أوزارهم التي احتملوها على ظهورهم بسوء أفعالهم ، ويلاحظ على تلك المكفرات أن بعضها اختيارية وبعضها غير اختيارية، فالاختيارية أفعال ينبغي للإنسان أن يقوم بها ليكفّر بها عن سيئاته وان لم يفعل ابتلى بغير الاختيارية وهي اشق عليه، لذا ورد في بداية دعاء ابي حمزة الثمالي عن الامام السجاد (عليه السلام )( اللهي لا تؤدبني بعقوبتك)، اما غير الاختيارية- كالامراض- فهي أمور تعرض للإنسان بسبب منه أو من غيره فيعتبرها الله تعالى بكرمه كفارة لذنوب من تعرض لها، فعلى الإنسان أن يسعى بجد في طلب المغفرة والتكفير عن ذنوبه بالاسباب الاختيارية ، وأن لا يجزع إذا حصل له ما يكفّر الذنوب، فإن بقاء ذنب واحد عليه إلى يوم القيامة كافٍ لفضيحته وإيلامه .
      لذا ورد في أدعية شهر رمضان الاستعاذة من انقضائه أو انقضاء الليلة التي هو فيها وقد بقي عليه ذنب أو تبعة يؤاخذه بها: (إلهي وأعوذ بوجهك الكريم وبجلالك العظيم أن ينقضي أيام شهر رمضان ولياليه ولك قبلي تبعة أو ذنب تؤاخذني به أو خطيئة تريد أن تقتصها مني لم تغفرها لي سيدي سيدي سيدي)([69]).
      من وصايا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لابن مسعود: (يا ابن مسعود: لا تحقرن ذنباً ولا تصغّرنّه، واجتنب الكبائر، فإن العبد إذا نظر يوم القيامة إلى ذنوبه دمعت عيناه قيحاً ودماً، يقول الله تعالى: [يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً] (آل عمران:30)، يا ابن مسعود: إذا قيل لك: (اتقِ الله) فلا تغضب فإنه يقول: [وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ] (البقرة:206) )([70]).



      أما مكفرات الذنوب فهي:
      1- التوبة والاستغفار بصدق:
      والتي تتضمن بحسب بيان أمير المؤمنين (عليه السلام) لمعنى الاستغفار الندم على ما صدر منه وعقد العزم بصدق على عدم العود، ورد المظالم إلى أهلها وتدارك ما فاته من التقصير في حقوق الله تبارك وتعالى وفرائضه، وحينئذٍ يكفّر الله سيئاته وينسي الملائكة الحافظين ما كتبوا وكل الشهود بما فيهم جوارحه، ويمحو عنه آثار تلك الذنوب والخطايا، ويكتب له بدل ذلك كله حسنات، قال تعالى: [إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً] (الفرقان:70).
      2- القيام بالأعمال الصالحة والطاعات:
      قال تعالى: [وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ] (هود:114) [ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً] (الطلاق:5).
      قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إذا عملت سيئة فاعمل حسنة تمحها)([71])، وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (أوصيكم بتقوى الله .. وارحضوا بها ذنوبكم وداووا بها أسقامكم).
      وورد هذا الأثر في أعمال كثيرة كزيارة الحسين (عليه السلام) وإحياء ليلة القدر وصوم بعض الأيام المعينة وبعض الصلوات المستحبة، وهي مذكورة في كتب السنن و المستحبات، نذكر منها ماروي عن الامام موسى بن جعفر ( عليه السلام) قال : ( ثلاث ليالي من زار فيها الحسين (عليه السلام) غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تاخر : ليلة النصف من شعبان والليلة الثالثة والعشرون من شهر رمضان وليلة العيد ) وورد في صوم ثلاث ايام الخميس و الجمعة و السبت من الاشهر الحرام وهي شهر محرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة انها كفارة ذنوب تسعمائة عام وهكذا.
      3-الصلاة في أوقاتها:
      عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (لو كان على باب أحدكم نهر فاغتسل منه كل يوم خمس مرات هل كان يبقى على جسده من الدرن شيء؟ إنما الصلاة مثل النهر الذي ينقي، كلما صلى صلاة كان كفارة لذنوبه إلا ذنب أخرجه من الإيمان مقيم عليه)([72]).
      وننبه دائماً إلى أن مثل هذه الأمور تلحظ مع شروطها كقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لو صلّيتم حتى تكونوا كالأوتار، وصمتم حتى تكونوا كالحنايا لم يقبل الله منكم إلا بورع)([73])، وكقول الإمام الصادق (عليه السلام): (من صلّى ركعتين يعلم ما يقول فيهما، انصرف وليس بينه وبين الله ذنب)([74]).
      4- الابتلاءات والمصائب والمصاعب في الدنيا:
      قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن المؤمن إذا قارف الذنوب ابتلي بها بالفقر، فإن كان في ذلك كفارة لذنوبه وإلا ابتلي بالمرض، فإن كان في ذلك كفارة لذنوبه وإلا ابتلي بالخوف من السلطان يطلبه، فإن كان في ذلك كفارة لذنوبه وإلا ضيق عليه عند خروج نفسه، حتى يلقى الله حين يلقاه وما له من ذنب يدعيه عليه فيأمر به إلى الجنة)([75]).
      وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إذا أراد الله بعبد خيراً عجّل عقوبته في الدنيا، وإذا أراد بعبد سوءاً أمسك عليه ذنوبه حتى يوافي بها يوم القيامة)([76]).
      5- رعاية حرمة شهر رمضان
      من دعاء الامام السجاد ( عليه السلام) في وداع شهر رمضان ( السلام عليك ما كان امحاك للذنوب واسترك لانواع العيوب) ( السلام عليك كما وفدت علينا بالبركات وغسلت عنّا دنس الخطايا) حتى روي عن النبي ( صل الله عليه واله وسلم) انه قال : سمي شوال شوالاً لأن فيه شالت – اي ارتفعت وذهبت- ذنوب المؤمنين فلم يبق فيه ذنب الا غفره الله تعالى ببركة صيام شهر رمضان فان اجر كل اجير يعطى عند ختمه للعمل ([77])
      6- الأمراض:
      قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (السقم يمحو الذنوب)([78])، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (ساعات الوجع يذهبن ساعات الخطايا)، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (حمى ليلة كفارة سنة).
      7- الأحزان والهموم:
      قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إذا كثرت ذنوب المؤمن ولم يكن له من العمل ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها به عنه)([79])، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (ساعات الهموم ساعات الكفارات، ولا يزال الهم بالمؤمن حتى يدعه وما له من ذنب).
      8- إتيان المساجد:
      عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (عليكم بإتيان المساجد، فإنها بيوت الله في الأرض، ومن أتاها متطهراً طهره الله من ذنوبه وكتب من زوّاره، فأكثروا فيها من الصلاة والدعاء)([80]).
      9- العفو والصفح عن أخطاء الآخرين وتقصيراتهم:
      لأن هذه من أخلاق الله تبارك وتعالى وهو يجازي من اتصف بها بأكثر منها، قال تعالى: [وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ] (النور:22)، روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: (من عفا عند المقدرة عفا الله عنه يوم العسرة)([81])، ولكن مع الالتفات إلى معنى العفو ومنه ما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام): (ما عفا عن الذنب من قرَّع به)([82]). وفي دعاء الإمام السجاد (عليه السلام): (اللهم إنك أنزلت في كتابك العفو وأمرتنا أن نعفو عمن ظلمنا وقد ظلمنا أنفسنا فاعفُ عنا فإنك أولى بذلك منا)([83]).
      10- اتباع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والاستنان بسنته الشريفة في الأفعال والأقوال:
      قال تعالى: [قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ] (آل عمران:31).


      11- إغاثة الملهوف:
      قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (من كفارات الذنوب العظام: إغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب)([84]).
      12- كفارات خاصة:
      إن بعض الذنوب والتقصيرات لها كفارات خاصة، فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: (إن من الذنوب ذنوباً لا يكفّرها صلاة ولا صوم، قيل يا رسول الله، فما يكفرها؟ قال: الهموم في طلب المعيشة)([85]).
      وما ورد في القول المشهور: (كفارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان).
      وما في قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (من الذنوب ذنوب لا تغفر إلا بعرفات)([86]).
      13- حسن الخُلُق:
      قال الإمام الصادق (عليه السلام): (إن حسن الخلق يذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل)([87]).
      14- كثرة السجود:
      قال الإمام الصادق (عليه السلام): (جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: (يا رسول الله كثرت ذنوبي وضعف عملي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أكثر من السجود فإنه يحط الذنوب كما تحط الريح ورق الشجر)([88]).
      15- الحج والعمرة:
      قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحجة المتقبلة ثوابها الجنة، ومن الذنوب ذنوب لا تغفر إلا بعرفات)([89])، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (إن أفضل ما توسل به المتوسلون إلى الله .. حج البيت واعتماره، فإنهما ينفيان الفقر ويرحضان الذنب).
      16- افتتاح صحيفة العمل واختتامها بالخير:
      قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): (إن الملك الموكل على العبد يكتب في صحيفة أعماله فاملوا بأولها وآخرها خيراً يغفر لكم ما بين ذلك)([90]).
      17- سكرات الموت:
      قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الموت كفارة لذنوب المؤمنين)([91]).
      18- الصلاة على محمد وآله:
      قال الإمام الرضا (عليه السلام): (من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمد وآله فإنها تهدم الذنوب هدماً)([92]).

      المصادر والمراجع:
      ([8]) بحار الأنوار: 78/18، ح31.
      ([9]) بحار الأنوار: 78/91، ح 95.
      ([10]) وسائل الشيعة: 12/283، كتاب التجارة، أبواب،/ آداب التجارة، باب 1، ح4 .
      ([11]) بحار الأنوار: 25/192، ح1 عن كتب الشيخ الصدوق (قدس سره) معاني الأخبار والعلل والأمالي والعيون.
      ([12]) الصحيفة السجادية: الدعاء 37.
      ([13]) بحار الأنوار: 77/102، ح1.
      ([14]) المقطعان من دعاء الإمام السجاد (عليه السلام) المعروف بدعاء أبي حمزة الثمالي.
      ([15]) الخصال: 616، ح10.
      ([16]) الكافي: 2/288، ح3.
      ([17]) غرر الحكم: رقم 3141.
      ([18]) بحار الأنوار: 73/349، ح43.
      ([19]) غرر الحكم: 196، 2717.
      ([20]) ميزان الحكمة: 3/2287.
      ([21]) مكارم الأخلاق: 2/378.
      ([22]) بحار الأنوار: 77/48، ح3.
      ([23]) منسأة بفتح الميم والهمزة: أي تأخير وتأجيل.
      ([24]) نهج البلاغة: الخطبة: 86.
      ([25]) و (10) و (11) منتخب ميزان الحكمة: 552.
      ([26]) مستدرك الوسائل: 3/25، ح2923.
      ([27]) الكافي: 3/269، ح7.
      ([28]) دعاء أبي حمزة الثمالي، تجده في مفاتيح الجنان، أعمال أسحار شهر رمضان.
      ([29]) وسائل الشيعة: كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أبواب فعل المعروف، باب 25، ح5، 9، 10.
      ([30]) نهج البلاغة: الحكمة 290.
      ([31]) عيون أخبار الرضا: 2/180.
      ([32]) غرر الحكم: 7564.
      ([33]) بحار الأنوار: 77/168، ح6.
      ([34]) بحار الأنوار: 73/63، عن نوادر الراوندي: 6.
      ([35]) سفينة البحار: 3/216، بحار الأنوار: 73/308.
      ([36]) مجالس المفيد: 196، المجلس 23، ح29.
      ([37]) بحار الأنوار: 78/301، ح 1.
      ([38]) الكافي: 2/272، باب الذنوب، ح19.
      ([39]) تحف العقول: 204.
      ([40]) بحار الأنوار: 62/269، ح 60.
      ([41]) سفينة البحار: 3/217، بحار الأنوار: 78/83.
      ([42]) سفينة البحار: 3/217، بحار الأنوار: 5/140.
      ([43]) عيون أخبار الرضا: 2/36.
      ([44]) ميزان الحكمة: 3/383، ح6857.
      ([45]) أصول الكافي: 2/269، باب الذنوب، ح3، وللمزيد من الاطلاع راجع قائمة بالذنوب التي تغيّر النعم والتي تنزل النقم والتي تهتك العصم والتي تعجل الفناء والتي ترد الدعاء في بحار الأنوار: 73/375-376 عن معاني الأخبار للصدوق: 270-271.
      ([46]) الكافي: 2/272، باب الذنوب، ح29.
      ([47]) أصول الكافي: 2/268، باب الذنوب، ح1.
      ([48]) أصول الكافي: 2/268، باب الذنوب، ح 8.
      ([49]) ثواب الأعمال: 305، الخصال: 2/360، الباب 7، ح 48.
      ([50]) أصول الكافي: 2/268، باب الذنوب، ح 16.
      ([51]) أصول الكافي: 2/273، باب الذنوب، ح22.
      ([52]) محل الشاهد: أنه كان لأهل سبأ بساتين ورياض غنّاء عن يمين بلادهم وشمالها وطلب منهم ربّهم أن يشكروا نعمه فأعرضوا فأرسل عليهم سيلاً من المطر الشديد والجرذ الذي نقب السد جزاءً لتمردهم، وجعل لهم على طول المسافة بينهم وبين الشام قرىً ليستريحوا ويتزودوا لسفرهم فكانوا يقيلون في قرية ويبيتون في أخرى حتى يصلوا آمنين من المخاوف والمضار فقال العصاة: باعد بين أسفارنا أي أزل القرى واجعل المسافات شاسعة في الصحراء ليصعب على غير التجار والمتمولين والمترفين السفر والتجارة ويحرموا الفقراء ويتباهون عليهم باتخاذ المراكب.
      ([53]) الاختصاص: 31.
      ([54]) بحار الأنوار: 73/377، ح14.
      ([55]) منتخب ميزان الحكمة: ح2420.
      ([56]) نهج البلاغة: الحكمة 428.
      ([57]) بحار الأنوار: 73/362، ح90.
      ([58]) بحار الأنوار: ج78/9، ح64.
      ([59]) بحار الأنوار: 78/64، ح1
      ([60]) نهج البلاغة: 535، الحكمة 345.
      ([61]) بحار الأنوار: 74/197، ح32.
      ([62]) الخصال: ج2، باب الثمانية، ح10.
      ([63]) بحار الأنوار: 73/359، ح78.
      ([64]) والذي بعده تجدهما في ميزان الحكمة: 3/375، ح 6794، 6795.
      ([65]) أصول الكافي: 2/313، باب العجب، ح1.
      ([66]) أصول الكافي: 2/269، باب الذنوب، ح3.
      ([67]) الخصال: 2/418، باب التسعة، ح11.
      ([68]) بحار الأنوار: 71/249، ح11.
      ([69]) من أدعية العشر الأواخر في شهر رمضان.
      ([70]) بحار الأنوار: 77/101.
      ([71]) الحديثان تجدهما في ميزان الحكمة: 3/387-388، ح6893، 6895.
      ([72]) بحار الأنوار: 82/236، ح66.
      ([73]) بحار الأنوار: 84/258، ح65.
      ([74]) الكافي: 3/226، ح12.
      ([75]) ميزان الحكمة: 3/385، ح6869.
      ([76]) ميزان الحكمة: 3/385، ح6873.
      (1) مصابيح الجنان : 599 عن السيد في الاقبال
      ([78]) الأحاديث الثلاثة في ميزان الحكمة: 3/386، ح6876، 6877، 6868.
      ([79]) الحديثان تجدهما في ميزان الحكمة: 3/386-387، ح6885، 6888.
      ([80]) منتخب ميزان الحكمة: 307، ح2928.
      ([81]) منتخب ميزان الحكمة: 439، ح 4329.
      ([82]) غرر الحكم: 9567.
      ([83]) من دعاء أبي حمزة الثمالي.
      ([84]) ميزان الحكمة: 3/388، ح6899.
      ([85]) ميزان الحكمة: 3/387، ح6886.
      ([86]) ميزان الحكمة: 3/389، ح6902.
      ([87]) ميزان الحكمة: 3/388، ح6898.
      ([88]) ميزان الحكمة: 3/389، ح6901.
      ([89]) الحديثان تجدهما في ميزان الحكمة: 3/389، ح6902، 6903.
      ([90]) ميزان الحكمة: 3/389، ح6904.
      ([91]) ميزان الحكمة: 3/389، ح6906.
      ([92]) ميزان الحكمة: 3/389، ح6905.

      تعليق


      • #4
        رد : أرجوا المساعد| أريد أن تساعدوني في موضوع " المذنب بين نظرة الدين والمجتمع "

        أرجوا المساعدة يا اخوة ويا اخواتي

        تعليق


        • #5
          رد : أرجوا المساعد| أريد أن تساعدوني في موضوع " المذنب بين نظرة الدين والمجتمع "

          ما زلت انتظر ردكم ؟!!

          تعليق


          • #6
            رد : أرجوا المساعد| أريد أن تساعدوني في موضوع " المذنب بين نظرة الدين والمجتمع "


            الموضوع الذي نقلته أخي الكريم هو من مواقع الروافض أعداء الله فتنبه !

            وإن شاء الله سأفليه لك لأستخرج لك منه الأحاديث المكذوبة عندما يكون لدي وقت.

            تعليق


            • #7
              رد : أرجوا المساعد| أريد أن تساعدوني في موضوع " المذنب بين نظرة الدين والمجتمع "

              المشاركة الأصلية بواسطة أبو أسامة اليماني مشاهدة المشاركة

              الموضوع الذي نقلته أخي الكريم هو من مواقع الروافض أعداء الله فتنبه !

              وإن شاء الله سأفليه لك لأستخرج لك منه الأحاديث المكذوبة عندما يكون لدي وقت.
              طيب يا اخي في موضوع مثلو لكن للسنة ؟؟؟

              ننتظر تفليتك للموضوع

              بتقدر تعطيني عناوين كتب لمثل هيك مواضيع ؟؟؟؟

              * أرجوك لا تتأخر عليّ

              تعليق


              • #8
                رد : أرجوا المساعد| أريد أن تساعدوني في موضوع " المذنب بين نظرة الدين والمجتمع "

                اخي الاحاديث الي اوردتهن بموضوعك كلها رافضيه ,,باقر والمعصوم,,,,
                هذا موضوع منقول عن كفارات الذنوب بأحاديث صحيحه,وحسنه
                يبقى عليك تضيف بعض الكلمات مثل مقدمه وهكذا
                ,,وان شاء الله اكون افدتك



                أخي الحبيب : إن الشيطان قال : و عزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم فقال الرب : و عزتي و جلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني . ‌
                ( حسن ) انظر حديث رقم : 1650 في صحيح الجامع . ‌


                كم أيام مرت علينا ؟؟ وكم ذنب فيها أتينا ؟؟فهل تريد أن تمحى عنك هذه الذنوب ؟؟

                قال الله تعالى : يا ابن آدم ! مهما عبدتني و رجوتني و لم تشرك بي شيئا غفرت لك على ما كان منك و إن استقبلتني بملء السماء و الأرض خطايا و ذنوبا استقبلتك بملئهن من المغفرة و أغفر لك و لا أبالي
                ( صحيح ) انظر حديث رقم : 4341 في صحيح الجامع . ‌
                فلا تتكاسل و افعل ما يلي :
                1 – بادر بالتوبة و الاستغفار :
                قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ فإن ندم و استغفر الله منها ألقاها و إلا كتبت واحدة . ‌
                ( حسن ) انظر حديث رقم : 2097 في صحيح الجامع . ‌

                2 – عند سماع الأذان :
                قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :من قال حين يسمع المؤذن : و أنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله رضيت بالله ربا و بمحمد رسولا و بالإسلام دينا غفر الله له ما تقدم من ذنبه . ‌ ( صحيح ) انظر حديث رقم : 6422 في صحيح الجامع . ‌

                2 – الوضوء و الصلاة:
                قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :إذا توضأ العبد المؤمن فتمضمض خرجت الخطايا من فيه فإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من تحت أشفار عينيه فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أضفار يديه فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أضفار رجليه ثم كان مشيه إلى المسجد و صلاته له نافلة.( صحيح ) انظرحديث رقم : 449 في صحيح الجامع . ‌
                وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :من توضأ مثل وضوئي هذا ثم قام فصلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه بشيء غفر له ما تقدم من ذنبه . ( صحيح ) انظر حديث رقم : 6175 في صحيح الجامع . ‌
                وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :من توضأ هكذا ثم خرج إلى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة غفر له ما خلا من ذنبه . ( صحيح ) انظر حديث رقم : 6177 في صحيح الجامع . ‌

                وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه و كانت صلاته و مشيه إلى المسجد نافلة . ‌( صحيح ) انظر حديث رقم : 6178 في صحيح الجامع . ‌
                وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ( صحيح ) انظر حديث رقم : 395 في صحيح الجامع .
                وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :من توضأ مثل هذا الوضوء ثم أتى المسجد فركع ركعتين ثم جلس غفر له ما تقدم من ذنبه و لا تغتروا . ‌( صحيح ) انظر حديث رقم : 6174 في صحيح الجامع . ‌
                وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :إذا قال الإمام : سمع الله لمن حمده فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه. ( صحيح ) انظر حديث رقم : 705في صحيح الجامع . ‌

                3 – بعد الانتهاء من الطعام :
                قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :من أكل طعاما ثم قال : الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام و رزقنيه من غير حول مني و لا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه و من لبس ثوبا فقال : الحمد لله الذي كساني هذا و رزقنيه من غير حول مني و لا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر . ‌( حسن ) انظر حديث رقم : 6086 في صحيح الجامع . ‌

                5- في شهر رمضان :
                قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه . ‌
                ( صحيح ) انظر حديث رقم : 6326 في صحيح الجامع . ‌
                وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه . ‌
                ( صحيح ) انظر حديث رقم : 6440 في صحيح الجامع . ‌
                وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :من قام ليلة القدر إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه . ‌
                ( صحيح ) انظر حديث رقم : 6441 في صحيح الجامع . ‌

                6 – غفران الذنوب و إن كانت مثل زبد البحر :
                قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :من قال : سبحان الله و بحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر . ‌ ( صحيح ) انظر حديث رقم : 6431 في صحيح الجامع . ‌

                7 – صوم يوم عرفة: يكفر سنتين ماضية ومستقبلة
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :صوم يوم عرفة كفارة السنة الماضية و السنة المستقبلة . ‌
                ( صحيح ) انظر حديث رقم : 3805 في صحيح الجامع . ‌

                8 – صوم يوم عاشوراء :
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :صوم عاشوراء يكفر سنة ماضي ( صحيح ) انظر حديث رقم : 3806 في صحيح الجامع . ‌

                9 – موجبات المغفرة :
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن موجبات المغفرة بذل السلام و حسن الكلام . ‌( صحيح ) انظر حديث رقم : 2232 في صحيح الجامع . ‌

                ( إن من موجبات المغفرة ) أي من أسباب ستر الذنوب وعدم المؤاخذة بها ( بذل السلام ) أي إفشاؤه بين الناس على كل من لقيته عرفته أم لا سيما الفقراء والمساكين ( وحسن الكلام ) أي إلانة القول للإخوان واستعطافهم على منهج المداراة لا على طريق المداهنة والبهتان .

                10 – المداومة على قراءة سورة الملك :
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له و هـي : { تبارك الذي بيده الملك } . ‌ ( حسن ) انظر حديث رقم : 2091 في صحيح الجامع . ‌

                11 - كلمات إذا قلتهن غفر الله لك :
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك و إن كنت مغفورا لك ؟ قل : لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله الحكيم الكريم لا إله إلا الله سبحان الله رب السموات السبع و رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين( صحيح ) انظر حديث رقم : 2621 في صحيح الجامع



                12 – التسامح في المعاملة :
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :غفر الله لرجل ممن كان قبلكم كان سهلا إذا باع سهلا إذا اشترى سهلا إذا اقتضى . ‌ ( صحيح ) انظر حديث رقم : 4162 في صحيح الجامع . ‌
                قوله ممن كان قبلكم كالحث لنا على امتثال ذلك لعل اللّه أن بغفر لنا وهذا الحديث قد تعلق به من جعل شرع من قبلنا شرع لنا لأنه تعالى ذكره لنا على لسان رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم ذكراً ووعظاً والحديث [ ص 406 ] أصل في تكفير السيئات بالحسنات وتمسك به من فضل الغنى على الفقر قالوا : فإذا كان هذا الغفران في مجرد المساهلة فما بالك بمن تصدق وأطعم الجياع وكسى العراة؟ .

                13 – الرفق بالحيوانات :
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي يلهث كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء فغفر لها بذلك . ‌ ( صحيح ) انظر حديث رقم : 4163 في صحيح الجامع . ‌
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ بي فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسك بفيه ثم رقي فسقى الكلب فشكر الله فغفر له في كل ذات كبد رطبة أجر . ‌( صحيح ) انظر حديث رقم : 2873 في صحيح الجامع . ‌

                14 - الوضوء و صلاة ركعتين :
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ما من عبد يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله بذلك الذنب إلا غفر الله له . ‌( صحيح ) انظر حديث رقم : 5738 في صحيح الجامع
                وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ما منكم من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقوم فيركع ركعتين يقبل عليهما بقلبه و وجهه إلا وجبت له الجنة و غفر له . ( صحيح ) انظر حديث رقم : 5802 في صحيح الجامع . ‌

                15 – صلاة الجمعة :
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من اغتسل يوم الجمعة فأحسن الغسل و تطهر فأحسن الطهور و لبس من أحسن ثيابه و مس ما كتب الله له من طيب أو دهن أهله ثم أتى المسجد فلم يلغ و لم يفرق بين اثنين غفر الله له ما بينه و بين الجمعة الأخرى . ‌ ( صحيح ) انظر حديث رقم : 6064 في صحيح الجامع . ‌
                16 – صلاة التسابيح :
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا عباس ! يا عماه ! ألا أعطيك ؟ ألا أمنحك ألا أحبوك ؟ ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله ذنبك أوله و آخره قديمه و حديثه خطأه و عمده صغيره و كبيره سره و علانيته ؟ عشر خصال : أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و سورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة و أنت قائم قلت : سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر خمس عشرة مرة ثم تركع فتقولها و أنت راكع عشرا ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا ثم تهوي ساجدا فتقولها و أنت ساجد عشرا ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا فذلك خمس و سبعون في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات فلو كانت ذنوبك مثل زبد البحر أو رمل عالج غفرها الله لك إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة فإن لم تفعل ففي عمرك مرة . ‌( صحيح ) انظر حديث رقم : 7937 في صحيح الجامع . ‌

                17 – ذكر الله :
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن لله ملائكة سياحين في الأرض فضلا عن كتاب الناس يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا : هلموا إلى حاجاتكم فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا فيسألهم ربهم و هو أعلم منهم : ما يقول عبادي ؟ فيقولون : يسبحونك و يكبرونك و يحمدونك و يمجدونك فيقول : هل رأوني ؟ فيقولون : لا و الله ما رأوك فيقول : كيف لو رأوني ؟ فيقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة و أشد لك تمجيدا و أكثر لك تسبيحا فيقول: فما يسألوني؟ فيقولون : يسألونك الجنة فيقول : و هل رأوها ؟ فيقولون: لا و الله يا رب ما رأوها فيقول : فكيف لو أنهم رأوها ؟ فيقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا و أشد لها طلبا و أعظم فيها رغبة قال : فمم يتعوذون؟ فيقولون: من النار فيقول الله : هل رأوها ؟ فيقولون : لا و الله يا رب ما رأوها فيقول : فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارا و أشد لها مخافة فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم فيقول ملك من الملائكة : فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة ! فيقول : هم القوم لا يشقى بهم جليسهم . ( صحيح ) انظر حديث رقم : 2173 في صحيح الجامع . ‌

                18 – اليقين بقدرة الله على المغفرة :
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :قال الله تعالى : من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له و لا أبالي ما لم يشرك بي شيئا . ‌( حسن ) انظر حديث رقم : 4330 في صحيح الجامع . ‌

                19 – الذكر دبر الصلوات :
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا أبا ذر ! ألا أعلمك كلمات تقولهن تلحق من سبقك و لا يدركك إلا من أخذ بعملك ؟ تكبر دبر كل صلاة ثلاثا و ثلاثين و تسبح ثلاثا و ثلاثين و تحمد ثلاثا و ثلاثين و تختم بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير من قال ذلك غفرت له ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر . ‌ ( صحيح ) انظر حديث رقم : 7821 في صحيح الجامع . ‌

                20 – غفران الذنوب ودخول الجنة :
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يعجب ربك من راعي غنم في رأس شظية بجبل يؤذن للصلاة و يصلي فيقول الله عز و جل : انظروا إلى عبدي هذا يؤذن و يقيم الصلاة يخاف مني قد غفرت لعبدي و أدخلته الجنة . ‌( صحيح ) انظر حديث رقم : 8102 في صحيح الجامع . ‌


                21 – سيد الاستغفار :
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ألا أدلك على سيد الاستغفار؟ ( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت و أبوء لك بنعمتك علي و أعترف بذنوبي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) لا يقولها أحد حين يمسي فيأتي عليه قدر قبل أن يصبح إلا وجبت له الجنة و لا يقولها حين يصبح فيأتي عليه قدر قبل أن يمسي إلا وجبت له الجنة . ‌( صحيح ) انظر حديث رقم : 2612 في صحيح الجامع . ‌

                22 – إماطة الأذى عن الطريق :
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له . ‌( صحيح ) انظر حديث رقم : 2874 في صحيح الجامع . ‌

                23 – الاستغفار في ثلث الليل الآخر :
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول : هل من سائل فيعطى ؟ هل من داع فيستجاب له ؟ هل من مستغفر فيغفر له ؟ حتى ينفجر الصبح . ‌
                ( صحيح ) انظر حديث رقم : 802 في صحيح الجامع . ‌

                24 – الشهادة في سبيل الله :
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين . ‌ ( صحيح ) انظر حديث رقم : 8119 في صحيح الجامع . ‌

                تعليق


                • #9
                  رد : أرجوا المساعد| أريد أن تساعدوني في موضوع " المذنب بين نظرة الدين والمجتمع "

                  «أنين المذنبين»

                  بسم الله الرحمن الرحيم



                  عينين جاحظتين.. ووجه مكفهر..

                  جفنين... وكفين... وصدر مستعر...

                  حنين...، وأنين... ودمع منهمر...

                  رفع رأسه وقال لي:

                  أسألك بالله.. هل يغفر الله لي...؟!!

                  والله لقد فعلت...، وفعلت...، وفعلت...

                  قلت:

                  أخي: أرخي ستر الله عليك.. وتستر بعافيته..

                  فإن طعم الفضيحة مر...

                  واعلم أن ربك غفور رحيم... نعم والله... لو أتيته لا تشرك به شيئًا، ومعك من الخطايا والذنوب ما يضيق به الأفق.. تريد عفوه... ومغفرته.. غفر لك على ما كان منك ولا يبالي...

                  ولو تقربت إليه شبرًا تقرب إليك ذراعًا..، ولو تقربت ذراعًا تقرب إليك باعًا... بل لو أتيته تمشي أتاك هرولة.. جل في علاه، وتقدس في ربوبيته وإلاهيته وأسمائه الحسنى وصفاته العلى... سبحانه.. يفرح بتوبتك فرحًا شديدًا... يليق بجلاله وعظمته.. يعدك مغفرة منه وفضلا.. يبدل سيئاتك حسنات..

                  قال: عجبًا... جنيت... وجنيت... ذنوبًا عظيمة.. ثم يبدلها حسنات.. ما هو دليلك بالله عليك...؟!

                  قلت:

                  ألم تقرأ قول الحق جل في علاه... }فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا{[الفرقان: 70].

                  فبكى صاحبي – والله – حتى رحمته...

                  * * *

                  «أنين المذنبين»

                  إنها أنة تتلوها أنة...

                  وزفرة تتبعها زفرة...

                  ولوعة تعبقها حرقة...

                  آه... لهذا الأنين... كم أقض مضاجع الصالحين..

                  وأزعج نفوس المحبين.. أنين، وأي أنين..

                  إن لواعج النفس لتكاد تتحطم... في كياني..

                  وإن الصدر ليضيق... وإن اللسان لا ينطلق... ولا أملك إلا دمعتي... بين يدي سيدي ومولاي... هذا هو حال العبد عند سيده.. عند ربه جل وعز.

                  إنها دمعة أسى ولوعة.. صاغها القلب المحزون.

                  وخطَّها الخاطر المعنى بالأنين... ورسمها فنان الجفون على لوحة العيون، فجاءت معبرة... وللأنين والحرقة واللوعة مصورة..
                  أمولاي إني عبد ضعيف..






                  أتيتك أرغب فيما لديك..


                  أتيتك أشكو مصاب الذنوب






                  وهل يشتكى الضر إلا إليك..


                  فمن بعفوك يا سيدي






                  فليس اعتمادي إلا عليك...



                  آه....

                  كم أحرقت هذه اللوعة أجفان أهل الوجل...

                  فـ }تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ{[الأعراف: 201].

                  إن أنين المذنبين له لحن خاص...، وإيقاع عجيب في قلوب التائبين.

                  ورب ذنب أورث لوعة...

                  ورب لوعة أورثت فكرة...

                  ورب فكرة أورثت عبرة...

                  ورب عبرة أورثت توبة..

                  ورب توبة أورثت الجنة... بفضل الله وكرمه ومنه...

                  إن من أحرقت الخطايا قلبه...، وسودته فهو كالكوز المجخي.. لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا... لا يكون من أهل هذا الأنين..

                  لا يئن إلا خائف...

                  ولا يحن إلا محب...، ولا يتحرك قلبه إلا محزون من ذنبه...

                  وقلب العبد في خير ما دام بين الخوف والرجاء...

                  هؤلاء أسهروا الليالي المقمرة...

                  وأبكوا الأجفان الفاترة...

                  بسطوا أقدامهم في ليلهم... يتملقون العظيم.. الكريم.. الحكيم أن يتوب عليهم...، وأن يتجاوز عنهم...

                  يسجد أحدهم ليله كله.. وكأنه ثوب ملقى على الأرض..

                  الأجفان منهم تبلل الأردان..، والأثواب تخيل أنها أكفان... والدموع هي الترجمان }فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{[الرحمن: 13]...

                  لسان حال أحدهم:
                  أتيناك بالفقر يا ذا الغنى






                  وأنت الذي لم تزل محسنًا..


                  وعودتنا كل فضل عسى






                  يدوم الذي منك عودتنا..


                  ففي الفضل ما أحد مثلكم






                  وفي الفقر لا أحد مثلنا..



                  ينتفض أحدهم إذا سمع البشرى..

                  وتأخذه الرعدة...

                  بل ويكاد يصرع... حينما يسمع...:

                  }قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{[الزمر: 53].

                  سبحان الله... سبحان الله... سبحان الله...

                  الجبار جل جلاله.. يؤملنا في رحمته }وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ{[الأعراف: 156].

                  ويطلب منا الدعاء ويعدنا بالإجابة... }ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ{[غافر: 60].

                  وينفس عن المكروب بمعيته الخاصة من نصر وتأييد وتوفيق وتسديد }إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ{[النحل: 128].

                  أيها المبارك...:

                  اخرج واخرق حجب آفاق ذنبك بأنينك... بتوبتك.. بصدق اللُّجأ إليه جل وعز...
                  اقرع الباب تجد عنده






                  بوفاء وسخاء وكرم...



                  }وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ{[التوبة: 15]، }يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ{[البقرة: 142]، }يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ{[الشورى: 49].

                  وتأمل قول الحق جل شأنه: }وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللهُ{[آل عمران: 135].

                  من لها غيره...

                  من لها سواه... سبحانه..
                  سبحان من يعفو ونهفوا دائمًا






                  ولم يزل مهما هفى العبد عفى...


                  يعطي الذي يخطي ولا يمنعهُ






                  جلاله عن العطى لذي الخطى...



                  أيها المبارك...

                  اجعل من أنينك، وتوجعك من ذنبك مفتاحًا للولوج إلى الجنة.. بفضل الله ورحمته ومنه...

                  وأبشر بغفور رحيم.. يقبل التوبة عن عباده..

                  أبشر بخير يوم في حياتك.. إن أنت جددتها بالتوبة الصادقة الناصحة...

                  لا للعودة للذنب.. لا للرضا به..

                  لا للتساهل فيه.. لا للتمادي عليه..

                  لا للتفكير فيما مضى..

                  وإنما فكر في الإصلاح بالتوبة، والإحسان بالعودة..

                  إن وجوه أهل الإحسان توحي لكل أحد بالرضوان..

                  لأنهم خلوا بالرحمن فأكسبهم نورًا من نوره..

                  وفي الحديث... يقول الله جل في علاه: «أنا جليس من ذكرني»..

                  وإن وجوه أهل العصيان لتوحي لكل أحد بالخسران.. نعوذ بالله..

                  لأنهم خلوا بالشيطان فأكسبهم ضلالاً من ضلاله...، وضياعًا من ضياعه.. وظلامًا من ظلام منهده، وطريقه، قاتله الله..

                  يا هذا...

                  يا هذا...

                  يا هذا...

                  يأمرك ربك بما يسعدك.. فتتركه...

                  ويأمرك الشيطان بما يشقيك... فتجيب...

                  يأمرك الله بأن تجلو صدأ قلبك بالتوبة فيقول: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا{[التحريم: 8]... فلا تستجيب... إلا من رحم الله -...

                  ويأمرك الشيطان بأن تزيد من الران على قلبك بالذنوب فيقول: }وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ{[النساء: 119]، الشيطان يدعوكم إلى عذاب أليم، الشيطان يأمركم بالسوء... فتستجيب.. يا عجبًا.

                  والحق جل في علاه... يخبرك في كتابه، بخطبة الشيطان في الآخرة فيقول جل في علاه... }وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ{[إبراهيم: 22].

                  أيها المبارك...

                  إن أنين المذنبين لا يقطعه إلا الوقوف بين يدي رب العالمين... عله أن يرحمك مع المرحومين... وأن يعتقك مع المعتقين، وأن يقبلك مع المقبولين..

                  إن إسبال العبرات..

                  وسكب الدمعات... والألم والحسرات وإتباع الزفرات الزفرات...

                  أمارة الخضوع والخشوع.. على باب الملك جل في علاه..

                  وتأمل الطفل الصغير إذا رغب في طلب بكى حتى يحصل عليه...

                  أفلا تبكي... بين يدي ربك جل وعز... إن رغبت في التوبة والعطاء...!!!

                  أفلا تنطرح على الأعتاب... إن أردت ولوج الباب...!!!

                  أفلا تطرق باب التوبة، والاستعتاب...!!!

                  أفلا تخط بمداد الدموع توبة صادقة... وأوبةً ناصحة... وعودًا حميدًا... لتعيش عيشًا سعيدًا!!!

                  إذا فردِّد... ردد أيها التائب... }رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ{[آل عمران: 193، 194].

                  ردد أيها التائب... «اللهم إني استغفرك وأتوب إليك».

                  ردد أيها التائب...
                  «أتوب إليك يا رحمن مما






                  جنت نفسي فقد عظمت ذنوبي...»



                  وأوقد شمعةً بدمعة...

                  واجعل من كل عبرة... عبرة...

                  وعد إلى رحاب الرضا... إلى شواطئ المغفرة... إلى دنيا السعادة.. وسعادة الدنيا... عُدْ... عُدْ... عُدْ...

                  أعْتَذِرُ لإشغالك... هذه المدة من عمر...

                  ولكني مشفق محب فإن كان هذا ذنب لي... فإن لي سلف..
                  وإذا الحبيب أتى بذنب واحدٍ






                  جاءت محاسنه بألف شفيع...



                  غفر الله لك... ورحمك... وجمعني بك في جنته... مع محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وآله وصحابته... إنه ولي ذلك... وإلى لقاء...



                  منقول

                  تعليق


                  • #10
                    رد : أرجوا المساعد| أريد أن تساعدوني في موضوع " المذنب بين نظرة الدين والمجتمع "

                    [QUOTE=(حورنجد);14418038]
                    اخي الاحاديث الي اوردتهن بموضوعك كلها رافضيه ,,باقر والمعصوم,,,,
                    هذا موضوع منقول عن كفارات الذنوب بأحاديث صحيحه,وحسنه
                    يبقى عليك تضيف بعض الكلمات مثل مقدمه وهكذا
                    ,,وان شاء الله اكون افدتك


                    بارك الله فيك


                    أريد نماذج من حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم (كيف كان يتعامل مع المذنب؟؟)

                    تعليق

                    جاري التحميل ..
                    X