إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ضاقت به الدنيا وتولى عنه الأصحاب وتكالبت عليه الهموم والديون ولم يجد غير البكاء , ماذا يفعل ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ضاقت به الدنيا وتولى عنه الأصحاب وتكالبت عليه الهموم والديون ولم يجد غير البكاء , ماذا يفعل ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ماذا يفعل من ضاقت به الدنيا وتولى عنه الأصحاب وتكالبت عليه الديون ولم يجد غير البكاء مُنفسا عن مصابه ؟

    أخي في الله


    ليس البكاء يقدم ما أخر الله أو يؤخر ما قدم الله , البكاء لا يجدي لك شيء , عليك أن تتوكل على الله , وأن تحسن الظن بالله, فإن الله عند حسن ظن عبده به , إياك أن تيأس أو تقنط من روح الله ورحمة الله , بل توكل على الحي القيوم , وتوكل على أرحم الراحمين , واسأل الله أن يمدك بالعون والتوفيق والسداد , وأن يفتح عليك أبواب الفرج .

    دخل عليه الصلاة والسلام المسجد يوما , فرأي أبا أمامة , فقال : يا أبا أمامة ما أجلسك في المسجد في وقت ليس بوقت صلاة , قال يا رسول الله : هموم غلبتي وديون ركبتني , فقال صلى الله عليه وسلم : أولا أدلك على كلامات إذا قلتهن أذهب الله همك وقضى دينك , قال : بلى يا رسول الله , قال قل ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك غلبة الدين وقهر الرجال ) .


    الهم هو الشيء الذي تحمله لما سيكون .
    والحزن يكون لما وقع وحصل .
    فجمع الله لكَ بين الأمرين , في همك في ما مضى وفي ما هو مُستَقبل .
    ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن )


    وأمرك الله أن تستعيذ به من الهم , فإن الإنسان ضعيف , تتكالب عليه هوم الدنيا , فما خرج من هم إلا وقع في غيره , ما نجى من كربة إلا أحاطت به غيرها , قال تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) .


    كلمات طيبات مباركات ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك غلبة الدين وقهر الرجال ) , ودعوات مستجابات بإذن الله جل جلاله , فما من عبد يقولها مؤمنا بها معتقدا لمعناها إلا جعل الله له فرجا ومخرجا .
    قال أبو أمامة : فقلتهن , فأذهب الله همّي وقضى ديني .





    أخي في الله
    أراد الله بك خيرا إذا ابتلاك وألهمك الصبر على البلوى .
    اراد الله بك خيرا اذا ابتلاك فانكسر قلبك لمولاك .
    اراد الله بك خيرا اذا جعلت الله نصب عينيك , فبثثت إليه أحزانك , واشتكيت إليه همومك وغمومك .
    ولسان حالك يقول ( يا ربي إلى من تكلنى, إلى ضعيف يتجهمني , أم إلى عدو ملكته أمري )
    ولسانك حالك يقول ( يا الله يا من يجيب المضطر اذا دعاه , ابث إليك الشكوى , وألتجأ إليك يا من جل وعلى )
    ولسان حالك يقول ( اللهم يا من كشفت الضر عن أيوب وأزلت الهم عن ذا النون وكشفت الضر عن العباد وأزلت البلاء عنهم , أزل عني همّي واكشف عني غمي ولا تجعلني اشقى عبادك عندك , اللهم لا تحرمني خير ما عندك بشر ما عندي )



    اكثر من دعاء الله , وتضرع الى الله , فإنه والله ثم والله أرحم بك من نفسك بنفسك التي بين جنبيك , وإنك إن بثثتها كلمات من قلب مؤمن بالله موقت بالله , فإن الله لا يُخيبك .
    إن العبد اذا دعا واعتصم بالله والتجأ وصدق في دعاءه والتجاءه , تفتحت له أبواب السموات .
    إن العبد اذا وصل إلى هذه الحال وتوجه الى الكبير المتعال بصدق ويقين , فإن هذا هو المقصود بالبلاء , فالمقصود بالبلاء الفرار من الله إلى الله , المقصود من البلاء ان يبث العبد الى ربه الشكوى وأن يلتجأ الى الله جل وعلى , وأن يتذكر عظمة الله .


    إذا عظُمَ عليك الدين , فتذكر الله جل جلاله الذي هو أعظم من الدين ومن كل شيء .
    واذا عُظمَ عليك الهم في بناتك وأولاك وزوجك وأهلك , فتذكر أن الله يسمعك , وأن الله يراك , وأن الله حليم , وأن الله رحيم , فقل ( يا رب أنت ترى حالي وتعلم ضعفي وتعلم فقري يا رب اليك التجأت يا رب بك استعنت بك واليك التجأت وعليك توكلت وفوضت أمري إليك
    )
    اذا قلتَ هذه الكلمات , فُتحت لها أبواب السموات واذا صدعت بهذه الدعوات فإنك حريٌ بتفريج الكربات وتسهيل المهمات .


    إن الله إذا تاذّن بالفرج جاءك من حيث لا تحتسب
    وإنه ما من عبد تضيق به الأرض بما رحبت خاصة إذا خذلك الناس وخاصة اذا تولى عنك القريب والحبيب , وخاصة إن كنت ترجو أحدا غير الله فخذلك وأهانك , عندها تعلم أن الله يريدك أن تلتجأ اليه

    اسعد الناس في الدنيا من وجه وجهه الى الله , اسعد الناس في الدنيا من أسلم قلبه لله , قال تعالى ( ومن أحسن دينا ممن اسلم وجهه الى الله وهو محسن ) أي وهو موقن أن الفرج من الله .

    اذا اذلك الناس , علمتَ ان ليس بيدهم عزة أو ذلة .
    واذا اهانك الناس وانت تطلب منهم أن يعينوك ويساعدوك , فاعلم أنهم لا يملكون لأنفسهم ضرا أو نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا .
    واذا اشتد عليك البلاء وعظم عليك العناء من زوجة ومن أهل ومن ولد ومن أخ ومن أخت ومن أصدقاء ومن اقرباء .
    واذا عظمت أذية الناس لك وأمتهانهم لك
    فاعلم أن لك ربا لا يُخيبك , وأن لك ربا هو منتهى الشكوى , وأن لك ربا يسمع السر وأخفى , وأن لك ربك يرحمك ويحبك ويحيب أن تناديه وتلتجأ إليه وتدعو , قال تعالى ( أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض , أإله مع الله )

    ذكر الله البلاء عن أيوب فقال سبحانه ( أيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين , فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين .)

    نادى أيوب الله وقد عظمت شكواه وعظم بلاؤه وعظم ضره , فنادى الله سبحانه وتعالى بأسماءه وصفاته , قال ( أني مسني الضر ) أي الحال والشأن لكن أنت يا الله ارحم الراحمين ,

    فكانت النتيجة هي ..
    ( فاستجبنا له )

    (ذكرى للعبادين) .. قال بعض العلماء ..أي أن أيوب دعا ربه بيقين .. أي أن الله يستجيب لكل من أصيب ببلاء فدعاه بيقين .


    تكون في رغد من العيش وأنت آمن في سربك ومعافى في بدنك عندك قوت يومك , فلا تلبث أن شاء الله بلاءك , فنزلت بك المصائب وحلّت بك المتاعب , فتصبح في كرب وغم , ويأتيك هم الليل , فنعدها تضيق بك الأرض بما رحبت لكن لا يوسعها إلا يقينك بالله جل جلاله , ولا يبدد هذه الهموم ويذهبها إلا يقينك بأن الله أرحم بك من نفسك التي بين جنبيك .

    يا هذا إن صدقت مع الله صَدَقَك , من هذا الذي وقف بباب الله فطرده !
    التعديل الأخير تم بواسطة مسلم مثمر; 12/12/2012, 08:23 PM.

  • #2
    رد : ضاقت به الدنيا وتولى عنه الأصحاب وتكالبت عليه الهموم والديون ولم يجد غير البكاء , ماذا يف

    جزاك الله الجنة أخي محب.

    تعليق


    • #3
      رد : ضاقت به الدنيا وتولى عنه الأصحاب وتكالبت عليه الهموم والديون ولم يجد غير البكاء , ماذا يف

      موضوع قيم ,,
      جزاك الله خيرا,,,,

      تعليق


      • #4
        رد : ضاقت به الدنيا وتولى عنه الأصحاب وتكالبت عليه الهموم والديون ولم يجد غير البكاء , ماذا يف

        والله كلامك بطمن الواحد وبشفي القلوب
        ربنا يبارك فيك

        تعليق


        • #5
          رد : ضاقت به الدنيا وتولى عنه الأصحاب وتكالبت عليه الهموم والديون ولم يجد غير البكاء , ماذا يف

          جزاكم الله خيرا على مرروكم العطر

          تعليق

          جاري التحميل ..
          X