بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا يفعل من ضاقت به الدنيا وتولى عنه الأصحاب وتكالبت عليه الديون ولم يجد غير البكاء مُنفسا عن مصابه ؟
أخي في الله
ليس البكاء يقدم ما أخر الله أو يؤخر ما قدم الله , البكاء لا يجدي لك شيء , عليك أن تتوكل على الله , وأن تحسن الظن بالله, فإن الله عند حسن ظن عبده به , إياك أن تيأس أو تقنط من روح الله ورحمة الله , بل توكل على الحي القيوم , وتوكل على أرحم الراحمين , واسأل الله أن يمدك بالعون والتوفيق والسداد , وأن يفتح عليك أبواب الفرج .
دخل عليه الصلاة والسلام المسجد يوما , فرأي أبا أمامة , فقال : يا أبا أمامة ما أجلسك في المسجد في وقت ليس بوقت صلاة , قال يا رسول الله : هموم غلبتي وديون ركبتني , فقال صلى الله عليه وسلم : أولا أدلك على كلامات إذا قلتهن أذهب الله همك وقضى دينك , قال : بلى يا رسول الله , قال قل ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك غلبة الدين وقهر الرجال ) .
الهم هو الشيء الذي تحمله لما سيكون .
والحزن يكون لما وقع وحصل .
فجمع الله لكَ بين الأمرين , في همك في ما مضى وفي ما هو مُستَقبل .
( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن )
وأمرك الله أن تستعيذ به من الهم , فإن الإنسان ضعيف , تتكالب عليه هوم الدنيا , فما خرج من هم إلا وقع في غيره , ما نجى من كربة إلا أحاطت به غيرها , قال تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) .
كلمات طيبات مباركات ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك غلبة الدين وقهر الرجال ) , ودعوات مستجابات بإذن الله جل جلاله , فما من عبد يقولها مؤمنا بها معتقدا لمعناها إلا جعل الله له فرجا ومخرجا .
قال أبو أمامة : فقلتهن , فأذهب الله همّي وقضى ديني .
أخي في الله
أراد الله بك خيرا إذا ابتلاك وألهمك الصبر على البلوى .
اراد الله بك خيرا اذا ابتلاك فانكسر قلبك لمولاك .
اراد الله بك خيرا اذا جعلت الله نصب عينيك , فبثثت إليه أحزانك , واشتكيت إليه همومك وغمومك .
ولسان حالك يقول ( يا ربي إلى من تكلنى, إلى ضعيف يتجهمني , أم إلى عدو ملكته أمري )
ولسانك حالك يقول ( يا الله يا من يجيب المضطر اذا دعاه , ابث إليك الشكوى , وألتجأ إليك يا من جل وعلى )
ولسان حالك يقول ( اللهم يا من كشفت الضر عن أيوب وأزلت الهم عن ذا النون وكشفت الضر عن العباد وأزلت البلاء عنهم , أزل عني همّي واكشف عني غمي ولا تجعلني اشقى عبادك عندك , اللهم لا تحرمني خير ما عندك بشر ما عندي )
اكثر من دعاء الله , وتضرع الى الله , فإنه والله ثم والله أرحم بك من نفسك بنفسك التي بين جنبيك , وإنك إن بثثتها كلمات من قلب مؤمن بالله موقت بالله , فإن الله لا يُخيبك .
إن العبد اذا دعا واعتصم بالله والتجأ وصدق في دعاءه والتجاءه , تفتحت له أبواب السموات .
إن العبد اذا وصل إلى هذه الحال وتوجه الى الكبير المتعال بصدق ويقين , فإن هذا هو المقصود بالبلاء , فالمقصود بالبلاء الفرار من الله إلى الله , المقصود من البلاء ان يبث العبد الى ربه الشكوى وأن يلتجأ الى الله جل وعلى , وأن يتذكر عظمة الله .
إذا عظُمَ عليك الدين , فتذكر الله جل جلاله الذي هو أعظم من الدين ومن كل شيء .
واذا عُظمَ عليك الهم في بناتك وأولاك وزوجك وأهلك , فتذكر أن الله يسمعك , وأن الله يراك , وأن الله حليم , وأن الله رحيم , فقل ( يا رب أنت ترى حالي وتعلم ضعفي وتعلم فقري يا رب اليك التجأت يا رب بك استعنت بك واليك التجأت وعليك توكلت وفوضت أمري إليك )
اذا قلتَ هذه الكلمات , فُتحت لها أبواب السموات واذا صدعت بهذه الدعوات فإنك حريٌ بتفريج الكربات وتسهيل المهمات .
إن الله إذا تاذّن بالفرج جاءك من حيث لا تحتسب
وإنه ما من عبد تضيق به الأرض بما رحبت خاصة إذا خذلك الناس وخاصة اذا تولى عنك القريب والحبيب , وخاصة إن كنت ترجو أحدا غير الله فخذلك وأهانك , عندها تعلم أن الله يريدك أن تلتجأ اليه
اسعد الناس في الدنيا من وجه وجهه الى الله , اسعد الناس في الدنيا من أسلم قلبه لله , قال تعالى ( ومن أحسن دينا ممن اسلم وجهه الى الله وهو محسن ) أي وهو موقن أن الفرج من الله .
اذا اذلك الناس , علمتَ ان ليس بيدهم عزة أو ذلة .
واذا اهانك الناس وانت تطلب منهم أن يعينوك ويساعدوك , فاعلم أنهم لا يملكون لأنفسهم ضرا أو نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا .
واذا اشتد عليك البلاء وعظم عليك العناء من زوجة ومن أهل ومن ولد ومن أخ ومن أخت ومن أصدقاء ومن اقرباء .
واذا عظمت أذية الناس لك وأمتهانهم لك
فاعلم أن لك ربا لا يُخيبك , وأن لك ربا هو منتهى الشكوى , وأن لك ربا يسمع السر وأخفى , وأن لك ربك يرحمك ويحبك ويحيب أن تناديه وتلتجأ إليه وتدعو , قال تعالى ( أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض , أإله مع الله )
نادى أيوب الله وقد عظمت شكواه وعظم بلاؤه وعظم ضره , فنادى الله سبحانه وتعالى بأسماءه وصفاته , قال ( أني مسني الضر ) أي الحال والشأن لكن أنت يا الله ارحم الراحمين ,
فكانت النتيجة هي .. ( فاستجبنا له )
(ذكرى للعبادين) .. قال بعض العلماء ..أي أن أيوب دعا ربه بيقين .. أي أن الله يستجيب لكل من أصيب ببلاء فدعاه بيقين .
تكون في رغد من العيش وأنت آمن في سربك ومعافى في بدنك عندك قوت يومك , فلا تلبث أن شاء الله بلاءك , فنزلت بك المصائب وحلّت بك المتاعب , فتصبح في كرب وغم , ويأتيك هم الليل , فنعدها تضيق بك الأرض بما رحبت لكن لا يوسعها إلا يقينك بالله جل جلاله , ولا يبدد هذه الهموم ويذهبها إلا يقينك بأن الله أرحم بك من نفسك التي بين جنبيك .
يا هذا إن صدقت مع الله صَدَقَك , من هذا الذي وقف بباب الله فطرده !
ماذا يفعل من ضاقت به الدنيا وتولى عنه الأصحاب وتكالبت عليه الديون ولم يجد غير البكاء مُنفسا عن مصابه ؟
أخي في الله
ليس البكاء يقدم ما أخر الله أو يؤخر ما قدم الله , البكاء لا يجدي لك شيء , عليك أن تتوكل على الله , وأن تحسن الظن بالله, فإن الله عند حسن ظن عبده به , إياك أن تيأس أو تقنط من روح الله ورحمة الله , بل توكل على الحي القيوم , وتوكل على أرحم الراحمين , واسأل الله أن يمدك بالعون والتوفيق والسداد , وأن يفتح عليك أبواب الفرج .
دخل عليه الصلاة والسلام المسجد يوما , فرأي أبا أمامة , فقال : يا أبا أمامة ما أجلسك في المسجد في وقت ليس بوقت صلاة , قال يا رسول الله : هموم غلبتي وديون ركبتني , فقال صلى الله عليه وسلم : أولا أدلك على كلامات إذا قلتهن أذهب الله همك وقضى دينك , قال : بلى يا رسول الله , قال قل ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك غلبة الدين وقهر الرجال ) .
الهم هو الشيء الذي تحمله لما سيكون .
والحزن يكون لما وقع وحصل .
فجمع الله لكَ بين الأمرين , في همك في ما مضى وفي ما هو مُستَقبل .
( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن )
وأمرك الله أن تستعيذ به من الهم , فإن الإنسان ضعيف , تتكالب عليه هوم الدنيا , فما خرج من هم إلا وقع في غيره , ما نجى من كربة إلا أحاطت به غيرها , قال تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) .
كلمات طيبات مباركات ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك غلبة الدين وقهر الرجال ) , ودعوات مستجابات بإذن الله جل جلاله , فما من عبد يقولها مؤمنا بها معتقدا لمعناها إلا جعل الله له فرجا ومخرجا .
قال أبو أمامة : فقلتهن , فأذهب الله همّي وقضى ديني .
أخي في الله
أراد الله بك خيرا إذا ابتلاك وألهمك الصبر على البلوى .
اراد الله بك خيرا اذا ابتلاك فانكسر قلبك لمولاك .
اراد الله بك خيرا اذا جعلت الله نصب عينيك , فبثثت إليه أحزانك , واشتكيت إليه همومك وغمومك .
ولسان حالك يقول ( يا ربي إلى من تكلنى, إلى ضعيف يتجهمني , أم إلى عدو ملكته أمري )
ولسانك حالك يقول ( يا الله يا من يجيب المضطر اذا دعاه , ابث إليك الشكوى , وألتجأ إليك يا من جل وعلى )
ولسان حالك يقول ( اللهم يا من كشفت الضر عن أيوب وأزلت الهم عن ذا النون وكشفت الضر عن العباد وأزلت البلاء عنهم , أزل عني همّي واكشف عني غمي ولا تجعلني اشقى عبادك عندك , اللهم لا تحرمني خير ما عندك بشر ما عندي )
اكثر من دعاء الله , وتضرع الى الله , فإنه والله ثم والله أرحم بك من نفسك بنفسك التي بين جنبيك , وإنك إن بثثتها كلمات من قلب مؤمن بالله موقت بالله , فإن الله لا يُخيبك .
إن العبد اذا دعا واعتصم بالله والتجأ وصدق في دعاءه والتجاءه , تفتحت له أبواب السموات .
إن العبد اذا وصل إلى هذه الحال وتوجه الى الكبير المتعال بصدق ويقين , فإن هذا هو المقصود بالبلاء , فالمقصود بالبلاء الفرار من الله إلى الله , المقصود من البلاء ان يبث العبد الى ربه الشكوى وأن يلتجأ الى الله جل وعلى , وأن يتذكر عظمة الله .
إذا عظُمَ عليك الدين , فتذكر الله جل جلاله الذي هو أعظم من الدين ومن كل شيء .
واذا عُظمَ عليك الهم في بناتك وأولاك وزوجك وأهلك , فتذكر أن الله يسمعك , وأن الله يراك , وأن الله حليم , وأن الله رحيم , فقل ( يا رب أنت ترى حالي وتعلم ضعفي وتعلم فقري يا رب اليك التجأت يا رب بك استعنت بك واليك التجأت وعليك توكلت وفوضت أمري إليك )
اذا قلتَ هذه الكلمات , فُتحت لها أبواب السموات واذا صدعت بهذه الدعوات فإنك حريٌ بتفريج الكربات وتسهيل المهمات .
إن الله إذا تاذّن بالفرج جاءك من حيث لا تحتسب
وإنه ما من عبد تضيق به الأرض بما رحبت خاصة إذا خذلك الناس وخاصة اذا تولى عنك القريب والحبيب , وخاصة إن كنت ترجو أحدا غير الله فخذلك وأهانك , عندها تعلم أن الله يريدك أن تلتجأ اليه
اسعد الناس في الدنيا من وجه وجهه الى الله , اسعد الناس في الدنيا من أسلم قلبه لله , قال تعالى ( ومن أحسن دينا ممن اسلم وجهه الى الله وهو محسن ) أي وهو موقن أن الفرج من الله .
اذا اذلك الناس , علمتَ ان ليس بيدهم عزة أو ذلة .
واذا اهانك الناس وانت تطلب منهم أن يعينوك ويساعدوك , فاعلم أنهم لا يملكون لأنفسهم ضرا أو نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا .
واذا اشتد عليك البلاء وعظم عليك العناء من زوجة ومن أهل ومن ولد ومن أخ ومن أخت ومن أصدقاء ومن اقرباء .
واذا عظمت أذية الناس لك وأمتهانهم لك
فاعلم أن لك ربا لا يُخيبك , وأن لك ربا هو منتهى الشكوى , وأن لك ربا يسمع السر وأخفى , وأن لك ربك يرحمك ويحبك ويحيب أن تناديه وتلتجأ إليه وتدعو , قال تعالى ( أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض , أإله مع الله )
ذكر الله البلاء عن أيوب فقال سبحانه ( أيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين , فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين .)
نادى أيوب الله وقد عظمت شكواه وعظم بلاؤه وعظم ضره , فنادى الله سبحانه وتعالى بأسماءه وصفاته , قال ( أني مسني الضر ) أي الحال والشأن لكن أنت يا الله ارحم الراحمين ,
فكانت النتيجة هي .. ( فاستجبنا له )
(ذكرى للعبادين) .. قال بعض العلماء ..أي أن أيوب دعا ربه بيقين .. أي أن الله يستجيب لكل من أصيب ببلاء فدعاه بيقين .
تكون في رغد من العيش وأنت آمن في سربك ومعافى في بدنك عندك قوت يومك , فلا تلبث أن شاء الله بلاءك , فنزلت بك المصائب وحلّت بك المتاعب , فتصبح في كرب وغم , ويأتيك هم الليل , فنعدها تضيق بك الأرض بما رحبت لكن لا يوسعها إلا يقينك بالله جل جلاله , ولا يبدد هذه الهموم ويذهبها إلا يقينك بأن الله أرحم بك من نفسك التي بين جنبيك .
يا هذا إن صدقت مع الله صَدَقَك , من هذا الذي وقف بباب الله فطرده !
تعليق