نافذة على فكر "بيجوفيتش"
المرأةالمسلمة
محمد يوسف عدس
يقول: "إذا حاورتم رجلاً أوروبياً حول هذه القضية فسوف يعترض على تحجيم دور المرأة المسلمة وقصره على البيت وعلى حرمان المرأة من حقها في الحرية، ولابد أن نفهم أن تحرير المرأة عند الأوروبي يعني – قبل كل شيء – استقلال المرأة القائم على حريتها في العمل خارج البيت، وسوف يعترض على تعدد الزوجات إلى جانب أمور أخرى .. فإذا كان هذا الأوروبي من ذوي التوجّهات الدينية المسيحية فسوف يستنكر نظرة الإسلام إلى الحياة الجنسية وإلى إباحة الطلاق في الإسلام.
ويرى (علي عزت) أنه لا يكفي تفنيد هذه الانتقادات بل علينا أن نوضّح لمحدثنا الأوروبي هذا أننا لا نرضى عن الوضع السائد للمرأة المسلمة في الأسرة والمجتمع .. لا لأنه مخالف لوضع المرأة في أوروبا، ولكن لأنه لا يطابق الوضع الصحيح الذي يقرّرهالإسلام .
ومن جانبنا : ( لا أظن أننا نرتكب خطأ أكبر من خطأ اعتقادنا بأن كلما نشاهد في العالم المسلم يسير وفق طريقة الحياة الإسلامية الصحيحة، ثم نستنتج بالتالي أنه مطابق لمبادئ القرآن ومتفق مع صحيح السنة النبوية ..!!
وعلى الرغم من أن أحكام الشريعة قد بقيت على حالها إلا أن وضع المرأة المسلمة كان متفاوتاً عبر العصور، كما أنه مختلف جداً من بلد مسلم إلى بلد آخر .. قارن فى هذا مثلاً بين وضع المرأة في تونس ومصر وبين المرأة في أفغانستان ..).
ويلفت (علي عزت) نظرنا إلى حقيقة أن الفصل الصارم بين الرجال والنساء قد شاع في القرن العاشر الميلادي، أي بعد 250 سنة من نزول الوحي، ويغلب على الظن أنه عادة أقتبسها المسلمون من البيزنطيين في عهد الخليفة الوليد الثاني .
ويمضي (علي عزت) فيؤكد أن العلاقة بين الرجل والمرأة كانت علاقة طبيعية وعادية جداً في صدر الإسلام، ويعني بذلك أنها كانت خالية من القيود والعقد التي أضافها المسلمون إلى هذه العلاقة عبر القرون، وينسب الحالة الأولى إلى التأثير القوي والمباشر للروح الإسلامية وللأحكام الشرعية والقوة الأخلاقية التي سادت المجتمع الإسلامي .
ويستشهد هنا بكلام لفيليب حيث يقول فيه: (كانت المرأة في أوائل العهد العباسي تتمتع بالحرية مثل المرأة في العهد الأموي .. ويمكننا أن نقرأ عن النساء، لا في الطبقات العليا فقط حيث برزت في إدارة الدولة – ولكن نقرأ أيضاً عن فتيات البادية اللاتي شاركن في الحروب وتولين قيادة فرق الجيوش ونظمن الشعر وجارين الرجال في فنون الأدب).
للكلام بقية .....
تعليق