عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا. رواه مسلم (2734)
الحمدُ لله :
هُنا يترسخ مبدأ عظيم من مباديء الحرية وحقوق الإنسان ، يسطره هذا الحديث الشريف بكلماته القليلة .
فلا فضل لأي مخلوق على آخر في الرزق ، والرازق هو الله المعطي والمانع ، ولا ينبغي الحمد والثناء إلا له وحده ،
وإن كان هناك حمداً واجباً وثناءاً مستحقاً لبشر فلا بأس إن كان لأجل الله ، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله .
وإذا كانت العبودية تعني تحكم إنسان ظالم بأرزاق وأعناق الناس أو هكذا يظن البعض ، فإن أساسيات هذه العبودية قد أنشأها هذا الإنسان الذي وقع عليه الظلم ،
حينما اعتقد في قرارة نفسه أن بإمكان البشر التحكم برزقه ومنع أقدار الله عنه .
وعلى هذا الأساس بنى الظالم دولته وشيد صروح مملكته وأرسى دعائم الظلم والطغيان فــ بات الإستسلام لهذا الواقع منجاة للنفس من الهلاك ! .
ولكن من حمد الله على طعامه وشرابه متيقناً أنه الوحيد القادر على العطاء والقادر على المنع بحسب حكمته ومشيئته
فقد تحرر من هذه العبودية وبات أقوى وأشد وأصلب أمام هشاشة الظالم الذي لا يملك قرار نفسه ! .
ومن أهم ايحاءات هذا الحديث الرائع أن الإنسان حينما يحمد الله على رزقه يجب أن يعي تماماً أن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ،
فلا ينبغي الحمد إلا للرزق الحلال ، وهذا بحد ذاته مدعاة لحسن السير والسلوك وصلاح الفرد الذي لا يسرق ولا ينتهك حقوق الآخرين ولا يتعدى على ممتلكات الناس ،
وهذا بالطبع ينسحب على الأسرة التي تتكون من أفراد صالحين لتؤسس مجتمعاً صالحاً قوياً متماسكاً صاحب رؤى وأهداف .
ثم الراحة النفسية الكبيرة التي يتنعم بها الفرد حينما يتمتع برزق الله الوفير ويحمده ويشكره على عطاياه
وهو يعي تماماً المعنى الجميل لقوله تعالى " ولئن شكرتم لأزيدنكم " وبالشكر تدوم النعم .
وفي النهاية فإن لهذا الحديث إذا طُبّق بدءاً من الفرد مروراً بالأسرة وانتهاءاً بالمجتمع الأثر الكبير على صلاح الأمة وعظيم قوتها وشدة تماسكها وتوحدها ،
فمن يحمد الله لا يظلم ولا يحسد ولا يأكل حقوق الآخرين ولا يقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق .
ومن يحمد الله يعلم أن ما يملكه من مال وعلم وسلطان هو لله وحده فيعطي الفقير ويعطف على المسكين ويساعد المحتاجين ويهب نفسه وروحه مخلصاً لله ، مدافعاً عن شرائعه ، حامياً لوطنه وعرضه .
هذا والله أعلى وأعلم ، وصلى الله وسلم على رسولنا المعلم ومن سار على دربه واتبع سنته إلى يوم الدين ...اللهم آمين .
الحمدُ لله :
هُنا يترسخ مبدأ عظيم من مباديء الحرية وحقوق الإنسان ، يسطره هذا الحديث الشريف بكلماته القليلة .
فلا فضل لأي مخلوق على آخر في الرزق ، والرازق هو الله المعطي والمانع ، ولا ينبغي الحمد والثناء إلا له وحده ،
وإن كان هناك حمداً واجباً وثناءاً مستحقاً لبشر فلا بأس إن كان لأجل الله ، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله .
وإذا كانت العبودية تعني تحكم إنسان ظالم بأرزاق وأعناق الناس أو هكذا يظن البعض ، فإن أساسيات هذه العبودية قد أنشأها هذا الإنسان الذي وقع عليه الظلم ،
حينما اعتقد في قرارة نفسه أن بإمكان البشر التحكم برزقه ومنع أقدار الله عنه .
وعلى هذا الأساس بنى الظالم دولته وشيد صروح مملكته وأرسى دعائم الظلم والطغيان فــ بات الإستسلام لهذا الواقع منجاة للنفس من الهلاك ! .
ولكن من حمد الله على طعامه وشرابه متيقناً أنه الوحيد القادر على العطاء والقادر على المنع بحسب حكمته ومشيئته
فقد تحرر من هذه العبودية وبات أقوى وأشد وأصلب أمام هشاشة الظالم الذي لا يملك قرار نفسه ! .
ومن أهم ايحاءات هذا الحديث الرائع أن الإنسان حينما يحمد الله على رزقه يجب أن يعي تماماً أن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ،
فلا ينبغي الحمد إلا للرزق الحلال ، وهذا بحد ذاته مدعاة لحسن السير والسلوك وصلاح الفرد الذي لا يسرق ولا ينتهك حقوق الآخرين ولا يتعدى على ممتلكات الناس ،
وهذا بالطبع ينسحب على الأسرة التي تتكون من أفراد صالحين لتؤسس مجتمعاً صالحاً قوياً متماسكاً صاحب رؤى وأهداف .
ثم الراحة النفسية الكبيرة التي يتنعم بها الفرد حينما يتمتع برزق الله الوفير ويحمده ويشكره على عطاياه
وهو يعي تماماً المعنى الجميل لقوله تعالى " ولئن شكرتم لأزيدنكم " وبالشكر تدوم النعم .
وفي النهاية فإن لهذا الحديث إذا طُبّق بدءاً من الفرد مروراً بالأسرة وانتهاءاً بالمجتمع الأثر الكبير على صلاح الأمة وعظيم قوتها وشدة تماسكها وتوحدها ،
فمن يحمد الله لا يظلم ولا يحسد ولا يأكل حقوق الآخرين ولا يقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق .
ومن يحمد الله يعلم أن ما يملكه من مال وعلم وسلطان هو لله وحده فيعطي الفقير ويعطف على المسكين ويساعد المحتاجين ويهب نفسه وروحه مخلصاً لله ، مدافعاً عن شرائعه ، حامياً لوطنه وعرضه .
هذا والله أعلى وأعلم ، وصلى الله وسلم على رسولنا المعلم ومن سار على دربه واتبع سنته إلى يوم الدين ...اللهم آمين .
طارق شمالي
19/10/2012
تعليق