نزاع المحب .. رومانسية أهل الجنة
بقلم/ إسماعيل ناصر الدين كاتب من غزة
وأنا أبحر في بحر إعجاز كتاب رب العالمين وأتلوَ قوله تعالى" يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ " ظننت للوهلة الأولى أن هناك نزاع في الجنة على كأس واحد, وتساءلت أمن قلة الكؤوس في الجنة حتى يحمل أهلها على النزاع من أجل كأس واحد, حينها هرعت لتفسير الطبري رحمه الله في جامع البيان: يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا وَقَوْله : { يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا } يَقُول : يَتَعَاطَوْنَ فِيهَا كَأْس الشَّرَاب , وَيَتَدَاوَلُونَهَا بَيْنهمْ , كَمَا قَالَ الْأَخْطَل :
نَازَعْته طَيِّب الرَّاحِ الشَّمُولِ وَقَدْ *** صَاحَ الدَّجَاجُ وَحَانَتْ وَقْعَةُ السَّارِي
لكني لم أجد تفسيراً للنزاع , فقلت في نفسي صحيح أن في جنة ربي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر , فتخيلت الآيات من سورة الطور ووجهت خاطري وأبحرت في قارب فكري لأرسم الحالة التي عجزت عن وصفها إلا ببعض ما وهبني ربي من تواضع الكلم فقلت: إنها الرومانسية في الجنة , الحب الذي لا يخالطه شوب , جنات ونعيم فاكهين بما آتاهم ربهم, هم وذرياتهم التي ألحقت بهم , كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون والسرر المصفوفة والأزواج المتعددة من الحور الحين , ومدد من الله بفاكهة ولحم مما تشتهيه الأنفس , ثم بعد ذلك نزاع على كأس؟!!كأس واحد مع أن الولدان يطوفون بأكواب وأباريق , أيقنت حينها أنها رومانسية أهل الجنة فمن شدة حبهم لبعضهم ومن كثرة النعم يحب الواحد منهم أن يشرب من نفس الكأس الذي يشرب منه أخوه , رومانسية تذكرني بحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم حينما حاضت أمنا عائشة فحول موضع شربه إلى نفس الموضع الذي شربت منه أمنا عائشة ,فقلت إنه ليس نزاعاً وإن كان اجتهادا في تداول الكأس , كأس نزع الله من صدور شاربيه الغل والحقد ورفع درجات الاخوة بينهم فقال ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين , وأنت على سريرك يأتيك فضل الله تقابل من تحب , قلبك في صفاء اللبن بل أكثر , هذه هي الرومانسية الحقيقية في جنة الله , ثم انتقلت بعيني إلى ما أبصره في الدنيا من رومانسية فرأيت أنها رومانسية كاذبة , كاذبة خاطئة سرعان ما تزول بأدنى شوب يدخل القلب , مثلاً أنظر لزوجتي وهي نائمة أتأمل في حالها فأقول:" سبحان الله تركت دلال أبيها ودلع أمها ورومانسية عائلتها , وجاءت لرجل لا تعرفه ولا يعرفها يأمرها وتسترحمه وينهرها فتستسمحه , ثم تعيش معه تارة في رومانسية وأخرى في غضب ونزاع قد يصل لرفع الصوت وعند التافهين الضرب, أي رومانسية هذه إذا أخطأت زوجة أحد منا في حقه مرة كفر المعاشرة و ما رأى ولا رأت منه نعيم قط... إن الرومانسية الحقيقية هي رومانسية أهل الجنة الباقية التي لا تضطرب مع الزمن ..رومانسية تحت أجواء الجنة الثابتة ونعيمها الأبدي الخالد ... رومانسية قلوب منزوعة الحقد يزيد فيها الحب يوماً بعد يوم ... لا يتسع مداد الدنيا لوصفها قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا.. هكذا تكون الرومانسية وإلا فهي روم الأنسية الدنيوي الكاذب.
بقلم/ إسماعيل ناصر الدين كاتب من غزة
وأنا أبحر في بحر إعجاز كتاب رب العالمين وأتلوَ قوله تعالى" يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ " ظننت للوهلة الأولى أن هناك نزاع في الجنة على كأس واحد, وتساءلت أمن قلة الكؤوس في الجنة حتى يحمل أهلها على النزاع من أجل كأس واحد, حينها هرعت لتفسير الطبري رحمه الله في جامع البيان: يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا وَقَوْله : { يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا } يَقُول : يَتَعَاطَوْنَ فِيهَا كَأْس الشَّرَاب , وَيَتَدَاوَلُونَهَا بَيْنهمْ , كَمَا قَالَ الْأَخْطَل :
نَازَعْته طَيِّب الرَّاحِ الشَّمُولِ وَقَدْ *** صَاحَ الدَّجَاجُ وَحَانَتْ وَقْعَةُ السَّارِي
لكني لم أجد تفسيراً للنزاع , فقلت في نفسي صحيح أن في جنة ربي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر , فتخيلت الآيات من سورة الطور ووجهت خاطري وأبحرت في قارب فكري لأرسم الحالة التي عجزت عن وصفها إلا ببعض ما وهبني ربي من تواضع الكلم فقلت: إنها الرومانسية في الجنة , الحب الذي لا يخالطه شوب , جنات ونعيم فاكهين بما آتاهم ربهم, هم وذرياتهم التي ألحقت بهم , كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون والسرر المصفوفة والأزواج المتعددة من الحور الحين , ومدد من الله بفاكهة ولحم مما تشتهيه الأنفس , ثم بعد ذلك نزاع على كأس؟!!كأس واحد مع أن الولدان يطوفون بأكواب وأباريق , أيقنت حينها أنها رومانسية أهل الجنة فمن شدة حبهم لبعضهم ومن كثرة النعم يحب الواحد منهم أن يشرب من نفس الكأس الذي يشرب منه أخوه , رومانسية تذكرني بحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم حينما حاضت أمنا عائشة فحول موضع شربه إلى نفس الموضع الذي شربت منه أمنا عائشة ,فقلت إنه ليس نزاعاً وإن كان اجتهادا في تداول الكأس , كأس نزع الله من صدور شاربيه الغل والحقد ورفع درجات الاخوة بينهم فقال ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين , وأنت على سريرك يأتيك فضل الله تقابل من تحب , قلبك في صفاء اللبن بل أكثر , هذه هي الرومانسية الحقيقية في جنة الله , ثم انتقلت بعيني إلى ما أبصره في الدنيا من رومانسية فرأيت أنها رومانسية كاذبة , كاذبة خاطئة سرعان ما تزول بأدنى شوب يدخل القلب , مثلاً أنظر لزوجتي وهي نائمة أتأمل في حالها فأقول:" سبحان الله تركت دلال أبيها ودلع أمها ورومانسية عائلتها , وجاءت لرجل لا تعرفه ولا يعرفها يأمرها وتسترحمه وينهرها فتستسمحه , ثم تعيش معه تارة في رومانسية وأخرى في غضب ونزاع قد يصل لرفع الصوت وعند التافهين الضرب, أي رومانسية هذه إذا أخطأت زوجة أحد منا في حقه مرة كفر المعاشرة و ما رأى ولا رأت منه نعيم قط... إن الرومانسية الحقيقية هي رومانسية أهل الجنة الباقية التي لا تضطرب مع الزمن ..رومانسية تحت أجواء الجنة الثابتة ونعيمها الأبدي الخالد ... رومانسية قلوب منزوعة الحقد يزيد فيها الحب يوماً بعد يوم ... لا يتسع مداد الدنيا لوصفها قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا.. هكذا تكون الرومانسية وإلا فهي روم الأنسية الدنيوي الكاذب.
تعليق