إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصص واقعية نحوقلوب رمضانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصص واقعية نحوقلوب رمضانية

    السلام عليكم :

    خلق الله المكان وفضل بعضه عن بعض فشرف مكة، واصطفى المدينة، وبارك في فلسطين، وخلق الزمان وفاضل بين مكوناته هو الآخر، ففضل شهر رمضان عن باقي الشهور، وعظم ليلة القدر عن ليالي الدهركلها، واصطفى يوم الجمعة عن سائر الأيام عيدا للمسلمين. وقد جعل له سبحانه وتعالى في هاته المُفضلات نفحات ندبنا للتعرض لها، بمضاعفة الجهد في الإقبال على الطاعات والعبادات، وهاهي احداها تهل علينا هاته الأيام مع قدوم شهر الخيرات والبركات شهر رمضان، حيث تُقبل النفوس وتُصفّد الشياطين وترق القلوب وتتهيأ لاستقبال المواعظ للانطلاق في الكد والحصد.
    فسأقوم بعون الله بإلقاء مواعظ في ثوب قصص مؤثرة من الواقع، مكتوبة،
    شهدتُ بعضها أو شهدها إخوة لي احسبهم ثقاة صالحين ولا أزكيهم على الله. ترقق القلوب وتزكي النفوس، ما يقوي العزم ويشحذ الهمة نحو البذل والتضحية، وإني سأضعها كلها في هذا الموضوع دوريا، كل يومين أو ثلاثة حتى يطلع عليها جميع الأعضاء، أذكر من الأسماء مالزم ذكره، وأكف عما لاطائل من ذكره، راجيا من الجميع الدعاء لنا ولهؤلاء الرجال ولجميع المسلمين.
    تقبلوني ضيفا بينكم في هذا الشهر الفضيل.




  • #2
    رد : قصص واقعية نحوقلوب رمضانية :

    قصص واقعية نحوقلوب رمضانية (1):

    بمثل هؤلاء الرجال نسترد قدسنا وأقصانا:

    أنا العبد الضعيف، منّ الله علي بعديد النعم التي لاتحصى، وأثمنها بعد الإيمان به إخوة لي في الله احببتهم وأحبوني فيه، منهم اخي وحبيبي أبو التّقي، رجل تقي صالح وهبه الله خيرا كثيرا، ووهب الدعوة به ولا نزكيه على الله، لم يُؤت علما وفيرا لكنه أوتي صدقا كبيرا ـ هكذا نحسبه ـ، بسيط في كلامه وهندامه، تعلوا محياه ابتسامة لاتفارقه، كلما رأيته ذكرك بالله وبالقضية الفلسطينية، لم أعرف أحدا حمل همّ القضية كهذا الرجل،إثر اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية انطلق إلى شيخه ومكتشفه، الشيخ محفوظ نحناح رحمة الله عليه ـ الشيخ محفوظ هو مؤسس حماس الجزائرية سابقا ، حمس حاليا، وهو المرشد الأول لجماعة الإخوان المسلمين في الجزائر وأحد أبرز قيادات التنظيم على المستوى العالمي ـ ،يستأذنه ويطلب تأشيرته للتفرغ التام لخدمة القضية الفلسطينية مُنتدبا عند ربه، لم يطلب أجرا تعويضا عن وظيفته التي استقال منها، طلب الإذن والتزكية من أعلى هرم في القيادة فحسب، زكاه الشيخ وانطلق يطوي أكبر مساحة في قارة إفريقيا بسيارته ( الجزائر)، تاركا دفء فراش الزوجية والسّمر مع فلذات الكبد، كثيرا ما ينام في سيارته واحيانا في غيرها، يغيب الأيام وحتى الشهور، يغسل ملابسه بنفسه، تكفل له في السنوات الأولى احد المقاولين براتب معين، يتأخر هذا الأخير أحيانا في دفعه له لأسباب ما، وصاحبنا رب عائلة كبيرة فلا يجد ثمن الخبز لأسرته وفي حوزته من المال مايعادل السبعين ألف دولارـ أموال القضية ـ يضطر للاستدانة لدفع مصاريف الأسرة صابرا محتسبا وآلاف الدولارات في حوزته، لم يثنه عن القضية لا المال ولا الزوج والولد ولا تهديدات الأمن له بالتصفية.

    فهل لنا في هذا قدوة للبذل والتضحية في سبيل الله وقضيتنا المركزية فلسطين؟!!!

    تعليق


    • #3
      رد : قصص واقعية نحوقلوب رمضانية

      بارك الله فيك اخي وأعاننا واياكم على قيام وصيام رمضان .

      تعليق


      • #4
        رد : قصص واقعية نحوقلوب رمضانية

        قصص واقعية نحوقلوب رمضانية (2):

        ـ وافق شنّ طبقة ـ

        من هي؟
        لم تثنها حاجتها كباقي بنات حواء لرجل يحميها منذ أربعة عشرة سنة ـ مدة طلاقها ـ ،ولاإطلالتها على العقد الخامس ولا حتى أمومتها لابنها الوحيد على أن تهب نفسها لدعوة الله والتفاعل مع قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية فكانت إطارا فعالا وعضوا نشيطا في جمعية الإرشاد والإصلاح الجزائرية، لاتمل العطاء وما أمس منها حاجة له.

        اندلاع حرب الفرقان:
        تجمع الأحزاب وقلوبهم شتى، توعدوا ولله الأمر من قبل ومن بعد، ونفذوا وطائراتهم تحت العرش ،اشتعلت الحرب على شعب أعزل إلا من رعاية الله،ياإلهي مالعمل؟ هنا تظهر المعادن، وتبرز المراجل، وتظهر المسالك، هذا للشاجبين ،وهذا للباكين أو المتباكين، وذاك للمستصرخين والآخر للمجتمعين، وأما مسلك العاملين الفاعلين فسالكوه قليل ماهم.


        وجاهدوا...
        اختارت بطلتنا مسلك الرجال فعزمت وشمرت وانطلقت بلاكلل ولاملل ، يرافقها سلاح المعية، طبيعتها كإمرأة لم يحل بينها وبين جمع الأموال لإخوانها في غزة، فألهمها الله دعوة الأقربين، نعم ـ العرش ـ هكذا يسمى تجمع بشري في الجزائر يشبه القبيلة أو العائلة عند أهل فلسطين .

        وراحت تحرض وتشحذ : هيا بني قومي ،أخوة الدين تناديكم، رابط العروبة يستنجدكم، أين مروءة بني فلان وكرمهم؟ أين إيثارهم و سخاؤهم؟ بل أين حميتهم وهبتهم؟، كلمات ألهبت العواطف وشحنت النفوس و أدمعت الأعين فراح الجميع يفتحون الجيوب ويحضرون الموجود، وفي أيام قلائل وصل الرقم إلى أزيد من5 مليون دينار جزائري(أكثر من سبعين ألف دولار أمريكي).
        انطلقت بها إلى قادتها يغمرها الوجل ويزينها الحياء ولسان حالها يقول: اللهم إن كان في استطاعتي فعل الأكثر ولم أفعل فإنك عفو حليم.
        بهت الجميع وفرحوا ، بل أن بعضهم طأطأ رأسه حياء أو خجلا، ثم استدركوا وقالوا : الحمد لله أن جعل في أمة محمد صلى الله عليه وسلم كهذه.


        إيثار:
        أجمع القادة على مكافأة هذه المجاهدة بعمرة إلى أحب الأماكن لقلب كل مسلم وياهول المفاجأة جاء الرد دون تردد: "بعد أن من الله علي بآداء ركن الحج لاأراني أحوج من إخوتي في غزة بهذا المبلغ ضفوه لهم يرحمكم الله".

        أدرك أحد القادة أنه أمام شخصية غير عادية، فانطلق إلى أخوين له وقص عليهما شأن المرأة ودعى أحدهما للزواج منها مكافأة لها فردا عليه مباشرة: "لايناسب إمرأة كهذه إلا رجل مثلك".

        المكافأة:
        فتح الله قلب هذا الرجل الرجل لهذه المرأة الرجل، فاتخذها زوجة ثانية وسهل المولى لهما وبارك وفتح أبواب الرزق ، فهذا يتبرع لهما بسكن مجاني الكراء لأجل غير محدود، وآخر بمحل للبيع بالجملة بفائدة 50%، و الجائزة الكبرى يوم لقاء الله.

        من هو؟
        كان دائما يدعوا الله أن يوفقه لأن يكفل يتيما، فأكرمه باليتيم وأمه، هل عرفتموه؟
        إنه الأخ
        الحبيب أبا التقي من حدثتُ عنه في الحقلة(1).

        وإذن:
        من قال أن المرأة أقل بذلا من الرجل ولو في ساحته؟!!
        ومن قال أن المرأة التي لم يحن نصيبها بعد في الزواج، أو تطلقت، ليست الأفضل ولن يأتها الأفضل؟!!

        في هذا الشهر الكريم تُفتح أبواب الاستجابة كما تُفتح أبواب الجنان فادعوا الله وألحوا، وانتم موقنون بالإجابة.
        تقبل الله صيامكم وقيامكم.




        تعليق


        • #5
          رد : قصص واقعية نحوقلوب رمضانية

          مواصل معكم، أجتهد في التنويع والتشويق، أركز اكثر على القضية الفلسطينية، وعلى الجهاد والمجاهدين.

          تعليق


          • #6
            رد : قصص واقعية نحوقلوب رمضانية

            قصص واقعية نحوقلوب رمضانية (3):

            رهان، بين مجاهد وعميل!


            الحياة فضاء مليء بالأسرار والحقائق، والحاذق من يبتهل الفرص ويأخذ بالأسباب التي تكشف له بعضا منها وتوصله إلى رياض الحقائق.وقد عرفت أن من هاته الفرص والأسباب مزاحمة العلماء والمجاهدين، فالفئة الأولى اصطفاها الله عز وجل لقراءة الحياة الماضية بعين الحاضرة استشرافا للقادمة، أما الفئة الثانية فهي من يصنع الحياة نفسها. ولأن والدي رحمة الله عليه وجميع المسلمين كان من مجاهدي ثورة التحرير الجزائرية فقد كان تواصلي مع اصدقائه ورفقاء دربه ومجالستهم هو انخراط حقيقي في مدرسة الحياة فضلا عن أنه من برّه.

            حدثني يوما أحد هؤلاء، وهو الحاج خليفة حتيري حفظه الله وجزاه عنا خير الجزاء،قال:" كنت وحيد والدي، أكابد معه صراع حياة لوّنّها الاستدمار الفرنسي بألوان الظلم والفقر والخوف، وكان صديقي التيجاني زواري يعيش في أسرة ميسورة الحال بعدما تجند شقيقه الأكبر في صفوف الجيش الفرنسي، وقد هم هو الآخر باللّحاق به منتشيا ومتباهيا بقوة فرنسا، في هاته اللحظة أخبرته أني سألتحق بالمجاهدين فغضب وثارت ثائرته وأقسم: عندما ينبت الشعر في راحة يدي تخرج فرنسا من الجزائر."

            يواصل عمي خليفة:" اختار كل منا وجهته ومرت الأيام ودُحرت فرنسا وخرجت تجر أذيال الهزيمة وفرّ هذا العميل مع أسياده وعاد بعد سنين ولم أنسها له، وبمجرد ان التقيت به ذكرته برهانه وقسمه فطأطا رأسه خائبا ذليلا وانصرف."

            كلاهما على قيد الحياة، عمي خليفة يعيش بين أبناء شعبه كريما عزيزا، أما العميل فالعار يلاحقه والذّل يحاصره.

            إلى إخواننا المظطهدين في ضفة العياش:

            لاتيأسوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون بإذن الله، النصر حليفكم والرهان رهانكم، مهما استقوى هؤلاء بالعدو فأنتم أقوى بالله وبشعبكم ومهما انتفش باطلهم فبذرة فنائه فيه، ومهما ظهر حقكم ضعيفا فبذرة البقاء فيه .

            أختنا لمى امضي يرعاك الله، فهاته ضريبة النصر والحرية وبهذا تبنى الكرامة لشعبك ولك ولأبنائك، وبهذا يرسم الآخرون نهايتهم ويورثون الذل لأبنائهم، فقد كان أحد إخواننا من أبناء الحركة الإسلامية وكان أبوه قد عمل مجندا في الجيش الفرنسي يقول:" كلما تذكرت تاريخ والدي تمنيت ان لو كنت نسيا منسيا."

            تعليق


            • #7
              رد : قصص واقعية نحوقلوب رمضانية

              قصص واقعية نحوقلوب رمضانية (4):

              "أشداء على الكفار رحماء بينهم"


              كان الصمت مخيما على مجلس عزاء لأحد مجاهدي ثورة التحرير الجزائرية عندما حلّ فجأة شيخ تخطى السبعبن من العمرفبدا إهتمام الجميع بقدومه واضحا، وسرورهم برؤيته ظاهرا، اقترب يتمايل يمينا وشمالا، يسلم على هذا ويحتضن ذاك، كانت عباراته لاتخلوا من ذكر الله، وبسرعة همس احدهم في أذني" هل عرفته؟" أجبت:لا، قال: هذا هو( الجنّة)،قلت: إذن هذا هو عبد المالك الجنّة.

              اسمه الحقيقي عبد المالك قريد والجنّة لقب الشهرة ولهذا اللقب قصة مشهورة سنتعرض لها لاحقا، يعرفه جميع سكان ولاية الوادي الجزائرية ويحبونه، ولا عجب فهو أحد أبطال الثورة المجيدة.

              جمعت شخصية الجنّة صفتين، برزت الأولى أثناء جهاده، والثانية أثناء عمله في حياته، فقد كان رحمة الله عليه شديدا قوي القلب عند مواجهة العدو، رحيما رقيق الفؤاد إذا تعامل مع المسلمين.

              شارك الجنّة تحت إمرة القائد حمة لخضر في الهجوم على مركز مراقبة للعدو الفرنسي في وضح النهار وتم قتل من فيه ذبحا بالسكين غير أن فرار أحد العملاء أعلم قوات العدو بالعملية فحشد من قواته العدة والعتاد بجميع انواعه، الثقيل والخفيف، وعزز ذلك بالطائرات المقاتلة فجرت معركة طاحنة في واحة نخيل( هود شيكة حيث تحصن المجاهدون) غير قابلة نظريا لمواجهة عادلة، دامت المعركة ثلاثة أيام تكبد فيها العدو خسائر فادحة حيث تم قتل حوالي 600 جندي فرنسي بالإضافة إلى عشرات الجرحى واستشهد جميع المجاهدين ولم ينج منهم سوى عبد المالك، الذي انتقل إلى القيادة بالأوراس وهناك سُئل" أين الجماعة؟" فرد" تركتهم في الجنّة" فلقب بالجنة.

              يقول المجاهد الحاج البشير شلبي" عندما يرى عبد المالك العدو يبتسم ويقول: ها قد حضرت فرنسا التي نطلب".



              بعد الاستقلال عمل الجنة بوزارة العدل كحارس في السجن فهو أمي لم يكن بالإمكان توظيفه في مناصب أعلى، وفي هذا المكان برزت رقة قلب الرجل وعطفه على السجناء فكان بمثابة الأب لأبنائه. كان بمجرد ان يقبض راتبه يقتني حاجيات المعوزين والمحرومين منهم ، يرعى هذا ويدبر شؤون ذاك حتى انه في احدى المرات فعل مالم يفعله أحد ولاأظن ان أحدا سيفعلها بعده، ففي ليلة عيد لم يتحمل بكاء بعض المساجين فعقد معهم صفقة يتم بموجبها السماح لهم بقضاء العيد بين اهاليهم على ان يعودوا في اليوم الموالي وبالفعل سرحهم عبد المالك وقضوا العيد مع اهاليهم ثم عادوا جميعهم ولم يتاخر أحد ـ الشاهد هنا رقة القلب وليس السلوك ـ


              هكذا كان عبد المالك رحمه الله بقلب عمري، شديد أمام العدو رحيم بالمسلمين، وهذه هي القلوب التي نفتقرها " أشداء على الكفار رحماء بينهم".

              أعتقد أن المدرسة الرمضانية قادرة على تخريج دفعات بهاته الصفات إن أحسنا استغلال الصيام والقيام وأتبعنا ذلك بالإعتكاف وداومنا الأذكارواستحضرنا في كل ذلك الإخلاص .





              المجاهد عبد المالك قريد المدعو الجنّة رحمه الله








              تعليق


              • #8
                رد : قصص واقعية نحوقلوب رمضانية

                جميل أخانا الفاضل، لي عودة بإذن الله.

                تعليق


                • #9
                  رد : قصص واقعية نحوقلوب رمضانية

                  قصص واقعية نحوقلوب رمضانية (5):




                  في هذه الأيام نُهيء للنصر..


                  إن انطلاق مرحلة بناء الدولة الإسلامية في العهد المدني ببناء المسجد كمكان للإلتقاء والتواصل المستمر بين مكونات المجتمع الإسلامي، وبالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار دل بكل وضوح على أن الأمة المهيأة للنصر والسيادة هي الأمة المتماسكة البنية، وقد وص
                  ّف النبي صلى الله عليه وسلم هذا التماسك ووجه للأخذ بأسبابه في كلام جامع معجز، ففي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".


                  إذن، لن يحدث نصر دون وحدة وتماسك، ولن يكون هذا التماسك بغير تراحم وتعاطف وتواد، ولن تؤتي هذه السلوكات تماسكا حقيقيا إلا إذا أوليناها الإهتمام البالغ بحيث نوفر لها من الوقت والجهد والمال بما يرتبها في أولوية الأولويات، لاأن نتعامل معها في حدود التكليف الفردي وحسب مع أنها كذلك.

                  وقد أثار إعجابي واندهاشي في هذا الباب شاب أنفق من وقته وجهده وماله مع ان عمله يتطلبها ثلاثتها، فهو تاجر بسيط بسوق مدينة الوادي الجزائرية يبيع موادا غذائية يعرضها على طاولة ثابتة، يبدأ في مزاولة عمله في الصباح الباكرحتى منتصف النهار ليعود إلى أسرته حيث يقضي قيلولته، وبعد صلاة العصر يتنقل إلى أكبر مستشفى بالمدينة ـ مستشفى الشهيد بن عمر الجيلاني ـ حيث يزاول عمله الثاني في رعاية المرضى ( تنظيف، حلاقة، تغيير ملابس، إطعام) ليغادر بعد آداء مهمته وقضاء حاجات المرضى وتسجيل متطلبات الغد التي عادة وغالبا ما يكون منها إحضار بعض الأطعمة والأشربة . الجميع بالمستشفى يحبونه ويحترمونه إدارة، أطباء، ممرضون، عمال وحراس، وقد خصصت له الإدارة غرفة يضع فيها ملابسه وادوات عمله، أما الحراس فمأمورون بفتح الأبواب له كلما حضر.



                  هكذا إذن وقت هذا الشاب، مقسم إلى ثلاثة أجزاء، جزء لعمله وجزء لأهله وجزء للمرضى، فنعم المبادرة مبادرته ونعم القدوة هو.



                  هذه أيام الرحمة، لننفق مما آتانا الله من وقت وجهد ومال لأخواننا الأيتام والمرضى والمساكين، ولنتفقد أسر الشهداء والأسرى والجرحى بل ولنؤسس لنظام يكفل لهم حقوقهم مما عندنا ويحدد مسؤوليتنا أفرادا وجماعات تجاه هاته الفئات.


                  تقبل الله صيامكم.

                  تعليق


                  • #10
                    رد : قصص واقعية نحوقلوب رمضانية

                    قصص واقعية نحوقلوب رمضانية (6):

                    أهلك ميزانك


                    رغم سنه المتقدم إلا أن الوسامة لم تعفه والرشاقة لم تلفظه، فقد وهبه الله من البهاء والجمال ما يملأ الرصيد ويزيد من فرصه لأن يختار زوجة ثانية تجلب له سعادة، سكينة، متعة...ما نعتقد نحن أنه فقدها منذ العام 1981م تاريخ مرض زوجته العمة يسمينة.
                    إنه العم احمد شلالقة بن محمد المولود في 1936م المتزوج من يسمينة فرجاني المولودة في 1946م بتاريخ 1959م.

                    عاش الزوجان حياة طبيعية هانئة حيث رزقوا بسبعة أولاد وبنت، بعد ولادة الإبن هانئ عام 1981م أصيبت العمة يسمينة بمرض مقعد شل جميع اعضائها عدا اللّسان، حيث باتت ممدودة تحتاج إلى رفيق يخدمها في كل شيء، وقد وفر الله تعالى لها من يرعاها ويعتني بها عناية الأم بصغيرها، فقد اجتبى لها من هو أهل لهاته المهمة الربانية الإنسانية النبيلة فلا الأولاد ولا زوجاتهم ولا حتى البنت كانوا الأسبق لها قبل الزوج المحب، الصبور، الوفي، المؤثر، رغم ان الجميع ساهموا في خدمتها إلا أن الرعاية كانت من نصيب العم أحمد.

                    كان عمي أحمد يطعمها ويسقيها، ينظفها ويكسيها، يقلبها ذات اليمين وذات الشمال ويرضيها.

                    عمتي يسمينة هي من عرشي ( العائلة الكبيرة)، كنت أزورها بين الفينة والأخرى فيستقبلني العم أحمد بترحاب وفرح يبدوان على وجهه، أسلم عليه ليأخذني إلى الغرفة التي تتواجد بها العمة يسمينة، أسلم عليها وأسألها عن حالها فتذكر الله وتحمده ولا تلبث أن تطلب من العم أحمد إحضار شاي أو مشروب، لايتأخر عمي أحمد ليأتي بالصينية ويجلس، أراقب المشهد عن كثب، أرى الرجل لايغفل عن زوجته أبدا فلا يحتاج لأن تطلب منه تقليبها إلى الجانب الآخر، كما لايحتاج لأن تطلب منه تغيير وضع الرأس أواليدين، كل هذا يؤديه دون طلب.

                    دأب العم أحمد على هاته الحال سبعا وعشرين سنة منذ مرضها حتى توفاها الله عام 2008م، طوال هاته المدة لم تنقطع دعوات أبنائه والمقربين منه للزواج وكان يرفض بشدة، بل أنه حتى بعد وفاتها لم يقطع حبل الود والوفاء، فيذهب كل يوم جمعة ليزور قبرها.

                    بات هذا الرجل عند الجميع مثالا، في الحب والوفاء والصبر والتضحية ، فكان جزاؤه الأول أن أبدله الله زوجا خيرا من زوجه، إمراة من نساء الحركة الإسلامية خدمت الدعوة بكل إخلاص وتفان ثم انتقلت لتعويض هذا الرجل الخيّر، أما جزاؤه الأغلى فهو شهادة الحبيب صلى الله عليه وسلم فيه « خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي » أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ. وهو ما سيؤهله يوم القيامة إن شاء الله لأن يكون من المقربين من الحبيب صلى الله عليه وسلم فعن جابر أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون))، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال: ((المتكبرون))
                    [رواه أحمد والترمذي وابن حبان].

                    إن الجميع ينشد الكمال ولن يبلغه أحد، والكل يرنوا لأن يكون الأفضل والأخْيَر في الدنيا والأقرب في الآخرة، وقد رسم لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم خارطة الارتقاء في الخيرية وكشف لنا ميزان الأفضلية والأولوية وهو أنه:

                    ـ لامحبة أصدق من محبة الأهل، ولاوفاء أنبل من الوفاء لهم.
                    ـ لا صبر أجمل من الصبر على الأهل، ولا حلم أوقع على النفس من الحلم معهم.
                    ـ لاتضحية أعظم من التضحية عليهم ولهم، ولاإيثار أحسن من مؤاثرتهم.
                    ـ لانفقة أوجب من النفقة عليهم، ولا نصيحة أفضل من مناصحتهم.

                    المجاهدة فيهم أعلى المراتب، وحسن معاملتهم أصدق عبودية وأثقل طاعة، وإذا أردت أن تعرف قيمتك فزن نفسك بهم.

                    تعليق


                    • #11
                      رد : قصص واقعية نحوقلوب رمضانية

                      قصص واقعية نحوقلوب رمضانية (7):


                      ذروة السّنام .




                      اعتقد صديقي محمود أستاذ التاريخ بجامعة المسيلة أنه أفشى لي سرا عندما قال لي بصوت خافت << دُعيت للمحاضرة في ملتقى علمي بولاية عنابة، وكنت محظوظا عندما التقيت بقاضي التاريخ الحديث في الجزائر وأبوه، أستاذي البروفيسورأبو القاسم سعد الله، فهو الآخر مدعو كي يُحاضر ويُكرم، وهي إذن فرصة للنهل من علم الرجل والاستفادة من خبرته.كنت أتبع الرجل وهو يتنقل بين صفحات التاريخ، ثم صمت برهة وقال: أتعلم يا أستاذ أن هذا التكريم هو نوع من التّودّد حتى لاأفرج عن بعض التاريخ.....>>.

                      المهتمون بتاريخ الجزائر الحديث يعلمون هذا ويؤرقهم، ويتداولونه خفية، لكن لم يتجرأ المؤهلون منهم لكتابته وكشفه على القيام بهاته الخطوة ـ وسعد الله أولهم ـ التي كانت حتما ستفضح جهات نافذة في السلطة وتهوي بعروش اغتصبوها أو تسلّقوها بطرق غير شرعية.


                      أعتقد أن البروفيسور سعد الله وغيره لم يتشبعوا البشرى النبوية العظيمة " سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ " وإلا فإنهم لن يفرطوا في فرصة كهذه، وهي التي لاتُتاح للجميع وإن حدث فقليل من يبتهلها لأن الأخذ بها يتطلب استعدادا نفسيا لايتوفر دون إيمان عميق بقيمة الحق وأهمية ظهوره أمام باطل كان حائلا بين الإنسان ومقاصد الشريعة.


                      إنّ الصّدع بالحق والصّدح به في بيئة، الباطل فيها منتفش ومتربص، بقدر ما فيها من التضحية بالنفس هو إحياء لجموع النفوس الأخرى بدفعها لأخذ زمام المبادرة والانطلاق نحو فك أسر الحرية، وإنصاف العدل وإعزاز الكرامة، وهي القيم التي يقوم عليها الإعمار الحقيقي للأرض، إعماريوفر الظروف المناسبة للغاية الأسمى عبادة الله " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ "الذاريات56.

                      لذلك كان جزاء هذا النوع من الجهاد عظيما، وأيّ ثواب أجزل من سيادة المتسيّدين والمصطفين، الشهداء في علّيين، وإذا كانت المكافاة ثمينة فهذا يستلزم غلاء ثمنها، ثمن هو أعلى جهاد وأجهده، بل هو ذروة سنام الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام.

                      وكما أن التخليد في الدنيا و الرفعة والعلو في الآخرة للمتصدّين للظلمة والطواغيت، فإن حساب الساكتين عن الحق عسير في الآخرة وقد وصف بعض أهل العلم هؤلاء بالشياطين ففي مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية يقول رحمه الله تعالى: <<قال الله تعالى: "فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا". ولوى لسانه: أخبر بالكذب، وأعرض: سكت وكتم الحق، والساكت عن الحق شيطان أخرس>>، هذا فضلا عن أن التاريخ حكم عليهم بالنفي والإقصاء، فلا الذين خافوا الحجاج عرفنا لكن سيرة سعيد بن جبير تعلمنا، ولا الذين هابوا عبد الناصر سمعنا، لكن مواقف سيد قطب حفظنا.


                      إن الإنحياز للحق علانية والإعلان عن رفض الباطل في حضرة السلطان الجائر له أشكال عديدة في عصرنا الحاضر، فالتظاهر رفضا للحكومات الظالمة منها، وإظهارالحق عن طريق الكتابة في الوسائل المتنوعة منها، الخطب والمواعظ على كافة المنابرالسمعية والبصرية والإلكترونية هو كذلك جهاد سلطان ظالم، عدم الإستجابة لاستدعاءات الأجهزية الأمنية في الضفة الغربية ورفض التجاوب معها والخضوع لها هو في باب هذا الجهاد، وأعتقد أنه كلما كان صوت الحق أوسع انتشارا كلما كان ذلك على الظالم أشد إيلاما وعلى الباطل أشد وقعا، فيا أيها العلماء والدعاة ويا أيها الكتاب والمثقفين مدوا الحق بما يظهره وأحيوا الأمة بإقدامكم .


                      طوبى لأسياد الشهداء في الثورات العربية، طوبى لأسيادهم في الضفة، مجد البرغوثي، محمد رداد، المحمدان السمان والياسين ـ نحسبهم كذلك ـ طوبى لكل مجاهد رفض الانهزام أمام الظلم والتّجبر.







                      تعليق


                      • #12
                        رد : قصص واقعية نحوقلوب رمضانية

                        بارك الله فيك

                        تعليق

                        جاري التحميل ..
                        X