روايتان مع مُكفِّن الموتى الشيخ عباس البتاوي
ما بين "المِسك" و"النمل".. كانت الخاتمة!
رصدت- أسماء صرصور
ذِكرُ "هادم اللذاتِ" سنةٌ نبوية، فكثير ما جلس الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه عند القبر ويخبرهم بحال الميت المؤمن وحال الميت الفاجر، ولكن من الناس من يجفل "يخاف" من ذكر الموت كارهًا له، فهو غير مستعد للموت ولما بعده لأنه أفسد آخرته.
ولكن لابد من ذكره –عزيزي القارئ-.. أتوافقني؟! فلعل النفس تعود إلى الله عز وجل قبل مماتها، وهنا نورد لك قصتين إحداهما تتحدث عن سوء الخاتمة، والأخرى عن حسن الخاتمة، يسردها مغسل الموتى الشيخ عباس البتاوي في حضرة الشيخ نبيل العوضي.
يقول: "من سبعة عشر عامًا وأنا أكتم بداخلي ما رأيته بأم عيني وأنا أغسل أحدهم، موقف لم أنم بسببه أربعة أيام كاملة"، مضيفًا: "ذهبت لأغسل رجلاً في العقد السابع من عمره، والغرفة التي فيها من شدة النظافة يمكنك أن ترى وجهك في بلاطها، وحول الميت خدم ثلاث يسهرون على رعايته، ولم يمض على موته سوى ساعة واحدة فقط، والمكان مكيف".
ويستدرك بقوله: "ولكن منظره لا يمكن أن يتخيله أو يستوعبه عقل بشري، فالنمل يخرج من أذنه إلى فمه، ومن كثرة النمل تعتقد أن جسده ما هو إلا قطعة حلوى ملقاة على الأرض وتجمع عليه النمل، والذي لا تجد له أثرًا سوى على جسد الميت"، متابعًا: "اتصلت بأحد المشايخ لعله يعطيني فتوى ماذا أفعل، فاستغرب وقال لي بالحرف الواحد: "اجتهد"".
ويكمل: "وما كان معي أحد من أولاده، غير تبرع حفيده بمساعدتي، فأشرت عليه بحمل جده ووضعه في حوض الاستحمام وغسله مرات عدة حتى خرج النمل كله من جسد الميت، وبعد انتهائي وخروجي عاملني أولاده بنوع من قلة الاحترام، ولكن حفيده سارع يعتذر، فسألته عما رأيت"، فكان رده على الشيخ: "كان جدي يضرب أمه!!!"
وفي قصة أخرى كان حسن الختام الراوي فيها، يقول البتاوي: "اتصل بي أحدهم منسقًا لمحاضرة، فجئت ورأيت عجوزًا يتصدر الصف الأول فيها، فعرفني عليه منسق المحاضرة بأنه والده والذي رغم أنه مقعد، إلا أنه يصر على حضور المحاضرات ويرفض أن يسجلها ابنه له".
ويتابع: "في اليوم التالي اتصل بي ذات المنسق، يخبرني أن لديهم وفاة لقريب ووالده يصر على أن يحضر جنازته رغم تعبه ومرضه، فقلت له: "لا يمكنك أن تمنعه"، وأصر العجوز على أن يسافر، وبعد انتهاء الجنازة، استراح يومًا في المدينة وقرر أن يبيت ليلته في الحرم، ويقيم الليل.
ويوضح أنه بعد قيام الليل، وسماعه لآذان الفجر، اتخذ من مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام مسندًا له حتى موعد الإقامة، ولما جاء ولده يساعده ليوصله إلى صفوف الصلاة وجده ميتًا، وعندما غسله أحد تلاميذي أخبرني أن هذا العجوز قد خرجت منه رائحة أقوى من المسك.
ما بين "المِسك" و"النمل".. كانت الخاتمة!
رصدت- أسماء صرصور
ذِكرُ "هادم اللذاتِ" سنةٌ نبوية، فكثير ما جلس الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه عند القبر ويخبرهم بحال الميت المؤمن وحال الميت الفاجر، ولكن من الناس من يجفل "يخاف" من ذكر الموت كارهًا له، فهو غير مستعد للموت ولما بعده لأنه أفسد آخرته.
ولكن لابد من ذكره –عزيزي القارئ-.. أتوافقني؟! فلعل النفس تعود إلى الله عز وجل قبل مماتها، وهنا نورد لك قصتين إحداهما تتحدث عن سوء الخاتمة، والأخرى عن حسن الخاتمة، يسردها مغسل الموتى الشيخ عباس البتاوي في حضرة الشيخ نبيل العوضي.
يقول: "من سبعة عشر عامًا وأنا أكتم بداخلي ما رأيته بأم عيني وأنا أغسل أحدهم، موقف لم أنم بسببه أربعة أيام كاملة"، مضيفًا: "ذهبت لأغسل رجلاً في العقد السابع من عمره، والغرفة التي فيها من شدة النظافة يمكنك أن ترى وجهك في بلاطها، وحول الميت خدم ثلاث يسهرون على رعايته، ولم يمض على موته سوى ساعة واحدة فقط، والمكان مكيف".
ويستدرك بقوله: "ولكن منظره لا يمكن أن يتخيله أو يستوعبه عقل بشري، فالنمل يخرج من أذنه إلى فمه، ومن كثرة النمل تعتقد أن جسده ما هو إلا قطعة حلوى ملقاة على الأرض وتجمع عليه النمل، والذي لا تجد له أثرًا سوى على جسد الميت"، متابعًا: "اتصلت بأحد المشايخ لعله يعطيني فتوى ماذا أفعل، فاستغرب وقال لي بالحرف الواحد: "اجتهد"".
ويكمل: "وما كان معي أحد من أولاده، غير تبرع حفيده بمساعدتي، فأشرت عليه بحمل جده ووضعه في حوض الاستحمام وغسله مرات عدة حتى خرج النمل كله من جسد الميت، وبعد انتهائي وخروجي عاملني أولاده بنوع من قلة الاحترام، ولكن حفيده سارع يعتذر، فسألته عما رأيت"، فكان رده على الشيخ: "كان جدي يضرب أمه!!!"
وفي قصة أخرى كان حسن الختام الراوي فيها، يقول البتاوي: "اتصل بي أحدهم منسقًا لمحاضرة، فجئت ورأيت عجوزًا يتصدر الصف الأول فيها، فعرفني عليه منسق المحاضرة بأنه والده والذي رغم أنه مقعد، إلا أنه يصر على حضور المحاضرات ويرفض أن يسجلها ابنه له".
ويتابع: "في اليوم التالي اتصل بي ذات المنسق، يخبرني أن لديهم وفاة لقريب ووالده يصر على أن يحضر جنازته رغم تعبه ومرضه، فقلت له: "لا يمكنك أن تمنعه"، وأصر العجوز على أن يسافر، وبعد انتهاء الجنازة، استراح يومًا في المدينة وقرر أن يبيت ليلته في الحرم، ويقيم الليل.
ويوضح أنه بعد قيام الليل، وسماعه لآذان الفجر، اتخذ من مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام مسندًا له حتى موعد الإقامة، ولما جاء ولده يساعده ليوصله إلى صفوف الصلاة وجده ميتًا، وعندما غسله أحد تلاميذي أخبرني أن هذا العجوز قد خرجت منه رائحة أقوى من المسك.
المصدر: فلسطين أون لاين