بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المسلم
تذكر وقوفك يوم العرض عريانا مستوحشا قلق الاحشاء حيرانا
والنار تلهب من غيظ ومن غضب على العصاة ورب العرش غضبانا
المشركون غدا فى النار يلتهبوا والموحدون فى دار الخلد سكانا
اقرأكتابك يا عبد على مهل فهل ترى فيه حرفا غير ما كانا
فلما قرأت ولم تنكر قراءته وأقررت اقرار من عرف الاشياء عرفانا
نادى الجليل خذوة يا ملائكتى وامضوا بعبد عصى للنار عطشانا
فتخيل نفسك عبد الله إذا تطايرت الكتب ونصبت الموازين
وعرضوا علي ربك صفآ لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة
بل زعمتم أن لن نجعل لكم موعدا
فتخيل نفسك عبد الله إذا نوديت بإسمك علي رأس الخلائق
أين فلان إبن فلان
فلان ابن فلان استعد للعرض والوقوف بين يدي الله
وقد وكلت الملائكة بأخذك
فساقتك اللي الله
لا يمنعها اشتباه الأسماء باسمك واسم ابيك
إذا عرفت أنك المراد بالدعاء
تخيل إذا قرع النداء قلبك
فعرفت أنك أنت المطلوب
فارتعدت فرائصك واضطربت جوارحك
وتغير لونك وطار قلبك وخط بك الصفوف الي ربك للعرض عليه
والوقوف بين يديه
وقد رفع الخلائق اليك إبصارهم
وأنت في ايدي الملائكه قد طار قلبك واشتد رعبك
لعلمك أين يراد بك
فلا اله الا الله
إذا وقفت بين يدي ربك ليس بينك وبينه ترجمان
في يدك صحيفة مخبرة بعملك
لا تغادر بلية كتمتها
ولا مخبئة أسررتها
وأنت تقرأ ما فيها بلسان كليل وقلب منكسر
والأهوال محيطة بك من أمامك ومن خلفك
فكم من بلية كنت قد نسيتها ذكرك بها
وكم من سيئة أخفيتها أبداها و أظهرها
وكم من عمل ظننت أنه سلم لك وخلص فرده عليك في ذلك الموقف
وأحبطه بعد أن كان أملك فيه عظيما
فيا حسرة قلبك ويا أسفك فيما فرطت في طاعة ربك
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال
قال صلى الله عليه وسلم
يدني الله العبد منه يوم القيامه حتى يضع عليه كنفه
أي ستره
فيقرره بذنوبه حتى ظن العبد انه هلك
اسمك بارك الله فيك
اسمع رعاك الله
فاذا كان ممن تاب وسلك طريق الهدايه
قال الله له بعد ان قرره بذنوبه
فإني قد سترتها عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم
فيعطى كتابه بيمينه
فينطلق بين الملائكه فرحآ مسرورآ مستبشرآ
يقول بأعلى صوته
فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه ( 19 ) إني ظننت أني ملاق حسابيه ( 20 ) فهو في عيشة راضية ( 21 ) في جنة عالية ( 22 ) قطوفها دانية ( 23 ) كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ( 24 )
وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة
لكن قلي با الله عليك
كيف لو كنت ممن سلك طريق الغوايه
يقررك الله بذنوبك
ثم يقول الجبار
يا ملائكتي خذوة ومن عذابي اذيقوة
فلقد اشتد غضبي علي من قل حياؤة معي
فيؤتى كتابه بشماله
فيخرج الي الملأ وهو يقول
وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ( 25 ) ولم أدر ما حسابيه ( 26 ) يا ليتها كانت القاضية ( 27 ) ما أغنى عني ماليه ( 28 ) هلك عني سلطانيه ( 29 ) خذوه فغلوه ( 30 ) ثم الجحيم صلوه ( 31 ) ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ( 32 ) إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ( 33 ) ولا يحض على طعام المسكين ( 34 ) )
فأي مصير تريد
اسلك طريق الهدايه
وتجنب طريق الغوايه
استعن بالصبر والصلاه
لا تحزن لقلة السالكين
اسهر ليلك بالقرآن والقيام
واقطع نهارك بالظمأ والصيام
صم في دنياك عن المعاصي والشهوات والمنكرات
وافطر يوم تلقى الله وتنادى الي جنة عرضة الأرض والسموات
سبحانك ربي يا عظيم يا رحيم يا حي يا حليم
سبحان من سبحت له السماوات بأكنافها
سبحان من سبحت له النجوم بأبراقها
سبحانك لا اله الا انت وحدك
اللهم صلي علي محمد في الأولين
اللهم صلي علي محمد في الأخرين
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
والحمد لله رب العالمين