إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحديث [11] اترك ما شككت فيه - دورة حفظ الأربعين النووية .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحديث [11] اترك ما شككت فيه - دورة حفظ الأربعين النووية .



    دورة حفظ الأربعين النووية / الحديث [11] اترك ما شككت فيه
    .

    عن أبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالِبٍ، سِبْطِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورَيْحانَتِهِ -رَضِي اللهُ عَنْهُما- قالَ: حَفِظْتُ مِنْ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ)). رواهُ التِّرمذيُّ والنَّسائِيُّ، وقالَ التِّرمذيُّ: (حديثٌ حسَنٌ صحيحٌ).





    [ الشرح ]

    كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم النصح لأمته ، يوجههم إلى ما فيه خير لمعاشهم ومعادهم ، فأمرهم بسلوك درب الصالحين ، ووضح لهم معالم هذا الطريق ، والوسائل التي تقود إليه ، ومن جملة تلك النصائح النبوية ، الحديث الذي بين أيدينا ، والذي يُرشد فيه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى اجتناب كل ما فيه شبهة ، والتزام الحلال الواضح المتيقن منه .

    والراوي لهذا الحديث هو : الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والسبط : هو ولد البنت ، وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم و للحسن سبع سنين ؛ ولذلك فإن الأحاديث التي رواها قليلة ، وهذا الحديث منها .

    وقد صدّر النبي صلى الله عليه وسلم الحديث بقوله : ( دع ما يريبك ) فهذا أمر عام بترك كل ما يريب الإنسان ، والريبة هي الشك كما في قوله سبحانه وتعالى : { الم ، ذلك الكتاب لا ريب فيه } ( البقرة : 1-2 ) ، وعليه فإن الحديث يدعو إلى ترك ما يقع فيه الشك إلى ما كان واضحاً لا ريب ولا شك فيه .

    وفي هذا الصدد بحث العلماء عن دلالة الأمر بترك ما فيه ريبة ، هل هو للوجوب ؟ ، بحيث يأثم الإنسان إذا لم يجتنب تلك المشتبهات ؟ ، أم إنه على الاستحباب ؟ .

    إن المتأمل لهذا الحديث مع الأحاديث الأخرى التي جاءت بنفس المعنى ، يلاحظ أنها رسمت خطوطا واضحة لبيان منهج التعامل مع ما يريب ، فالأمر هنا في الأصل للتوجيه والندب ؛ لأن ترك الشبهات في العبادات والمعاملات وسائر أبواب الأحكام ، يقود الإنسان إلى الورع والتقوى ، واستبراء الدين والعرض كما سبق في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما ، ولكن الناس في ذلك ليسوا سواء ، فإذا تعلقت الريبة في أمر محرم أو غلب الظن أن الوقوع في هذا العمل يؤدي إلى ما يغضب الله ورسوله ، عندها يتوجب على العبد ترك ما ارتاب فيه .

    ولسلفنا الصالح رضوان الله عليهم الكثير من المواقف الرائعة ، والعبارات المشرقة ، التي تدل على تحليهم بالورع ، وتمسكهم بالتقوى ، فمن أقوالهم : ما جاء عن الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال : " تمام التقوى ترك بعض الحلال خوفا أن يكون حراما " ، ويقول الفضيل بن عياض رحمه الله : " يزعم الناس أن الورع شديد ، وما ورد عليّ أمران إلا أخذت بأشدهما ، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك " ، وعن أبي إسماعيل المؤدب قال : جاء رجل إلى العمري فقال : " عظني " ، قال : فأخذ حصاة من الأرض فقال : " زنة هذه من الورع يدخل قلبك ، خير لك من صلاة أهل الأرض " .

    ولقد ظهر أثر الورع جليا على أفعالهم ، فمن ذلك ما رواه الإمام البخاري رضي الله عنه ، أن أبابكر رضي الله عنه ، كان له غلام يخرج له الخراج ، وكان أبو بكر رضي الله عنه يأكل من خراجه ، فجاء له الغلام يوما بشيء ، فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام : " تدري ما هذا؟ " فقال :" وما هو ؟ " قال الغلام : " كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية ، وما أُحسِن الكهانة ، إلا أني خدعته ، فلقيني ، فأعطاني بذلك ، فهذا الذي أكلت منه " ، فما كان من هذا الخليفة الراشد رضي الله عنه ، إلا أن أدخل يده فقاء ما في بطنه .

    ومما ورد في سير من كانوا قبلنا ، ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اشترى رجل من رجل عقارا له ، فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب ، فقال له الذي اشترى العقار : " خذ ذهبك مني ؛ إنما اشتريت منك الأرض ، ولم أبتع منك الذهب " ، وقال الذي له الأرض : " إنما بعتك الأرض وما فيها " فتحاكما إلى رجل ، فقال الذي تحاكما إليه : " ألكما ولد ؟ " قال أحدهما : " لي غلام " ، وقال الآخر : " لي جارية " ، قال : " أنكحوا الغلام الجارية ، وأنفقوا على أنفسهما منه ، وتصدقا ) .

    وقد رؤي سفيان الثوري في المنام ، وله جناحان يطير بهما في الجنة ، فقيل له : بم نلت هذا ؟ فقال : بالورع .

    وللفقهاء وقفة عند هذا الحديث ، فقد استنبطوا منه قاعدة فقهية مهمة تدخل في أبواب كثيرة من الأحكام ، ونصّ القاعدة : " اليقين لا يزول بالشك " ، فنطرح الشك ونأخذ باليقين ، وحتى نوضّح المقصود من هذه القاعدة نضرب لذلك مثلا ، فإذا أحدث رجل ، ثم شك : هل تطهّر بعد الحدث أم لا ؟ فإن الأصل المتيقّن منه أنه قد أحدث ، فيعمل به ، ويلزمه الوضوء إذا أرد أن يصلي ؛ عملا بالقاعدة السابقة ، وهكذا إذا توضأ ثم شك : هل أحدث بعد الوضوء أم لا ؟ فالأصل أنه متوضأ ؛ لأن وضوءه متيقنٌ منه ، وحدثُه مشكوك فيه ، فيعمل باليقين .

    وللحديث زيادة أخرى وردت في بعض طرق الحديث ، فقد جاء في الترمذي : ( فإن الصدق طمأنينة ، والكذب ريبة ) ، وفي ذلك إشارة إلى أن المسلم إذا ابتعد عن كل ما يريبه ، فقد حمى نفسه من الوقوع في الحرام من باب أولى ، وهذا يورثه طمأنينة في نفسه ، مبعثها بُعده عن طريق الهلاك ، أما إذا لم يمتثل للتوجيه النبوي ، وأبى الابتعاد عن طريق الشبهات ، حصل له القلق والاضطراب ، لأن من طبيعة المشكوك فيه ألا يسكن له قلب ، أو يرتاح له ضمير.

    وخلاصة القول : إن هذا الحديث يعطي تصورا واضحا للعبد فيما يأخذ وفيما يترك ، ومدى أثر ذلك على راحة النفس وطمأنينة الروح ، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الورع والتقى ؛ إنه وليّ ذلك والقادر عليه .


  • #2
    رد : الحديث [11] اترك ما شككت فيه - دورة حفظ الأربعين النووية .

    بارك الله فيكِ اختي على جهدك الطيب المبارك

    أسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتك يارب

    تعليق


    • #3
      رد : الحديث [11] اترك ما شككت فيه - دورة حفظ الأربعين النووية .

      عن أبي محمد الحسن بن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عنهما قال : حفظت من رسول الله " دع مايريبك إلى مالا يريبك " رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح .

      تعليق


      • #4
        رد : الحديث [11] اترك ما شككت فيه - دورة حفظ الأربعين النووية .

        عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك )) رواه الترميذي والنسائي

        تعليق


        • #5
          رد : الحديث [11] اترك ما شككت فيه - دورة حفظ الأربعين النووية .

          عن ابي محمد الحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهما
          سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
          ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك )

          تعليق


          • #6
            رد : الحديث [11] اترك ما شككت فيه - دورة حفظ الأربعين النووية .

            المشاركة الأصلية بواسطة حارسة الاسلام مشاهدة المشاركة
            بارك الله فيكِ اختي على جهدك الطيب المبارك

            أسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتك يارب
            حياكم الله وبارك فيكم .

            تعليق


            • #7
              رد : الحديث [11] اترك ما شككت فيه - دورة حفظ الأربعين النووية .

              المشاركة الأصلية بواسطة ابنة السنة مشاهدة المشاركة
              عن أبي محمد الحسن بن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عنهما قال : حفظت من رسول الله " دع مايريبك إلى مالا يريبك " رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح .

              بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.

              تعليق


              • #8
                رد : الحديث [11] اترك ما شككت فيه - دورة حفظ الأربعين النووية .

                المشاركة الأصلية بواسطة أمل فلسطين2012 مشاهدة المشاركة
                عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك )) رواه الترميذي والنسائي
                بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.

                تعليق


                • #9
                  رد : الحديث [11] اترك ما شككت فيه - دورة حفظ الأربعين النووية .

                  المشاركة الأصلية بواسطة أبو القسام RBG1 مشاهدة المشاركة
                  عن ابي محمد الحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهما
                  سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
                  ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك )
                  بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.

                  تعليق

                  جاري التحميل ..
                  X