حفاظاً على روح المجتمع
"كفالةُ اليتيم".. لا تنقطع حتى يشتدّ عودُه
غزة- أسماء صرصور
"لا يتم بعد احتلام".. حديثٌ نبويٌ شريف يأخذ به أغلب كفلاء اليتيم لوقف المال المنفق على الأيتام على اعتبار أن اليتيم بعد بلوغه أصبح مكلفًا لا يحتاج من يعتني به ولا من ينفق عليه بعض المال، كأن العبرة كلها من حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم): "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما" هي مجرد توفير الاحتياجات المادية له.
ويتناسى السواد الأعظم أن ما يحتاجه اليتيم قبل المال أن تكون هذه اللقمة المهداة إليه مغمسة بالحنان والعطف تعوض غياب الأب عنه، عزيزي القارئ.. ما هي الحكمة من كفالة اليتيم ثم وقفها بعد ذلك؟ وهل وقفها يكون فجأة؟، "فلسطين" تحاور عميد كلية الدعوة الإسلامية في وزارة الأوقاف د. شكري الطويل، والتفاصيل في السياق التالي..
من هو اليتيم؟
بدوره، يقول د. الطويل: "إن اليتيم في الشريعة الإسلامية هو من مات أبوه قبل وصوله سن البلوغ، ليخرج من هذا ما يعتقده الناس أن من فقد أمه يتيم"، مشيرًا إلى أنه في حال وفاة الأب والابن بالغ عاقل لا يعد يتيمًا لأنه إذا بلغ أصبح مكلفًا بالتكاليف الشرعية ولديه القدرة على الكسب والتصرف بماله.
ويوضح أن الإسلام اهتم كثيرًا باليتيم بدليل النصوص الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، كقوله تعالى: "وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ"، مبينًا أن "اليتيم" من ضمن أصحاب الحقوق التي يجب الإحسان إليهم وهي كلمة جامعة لكل معاني الخير.
وينوه إلى ما تم ذكره في أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما"، لافتًا النظر إلى أن الحديث يحمل دلالات عدة منها ترغيب المسلمين برعاية اليتيم لما فيه من تكافل اجتماعي وفردي، فإن العناية باليتيم تعني تعويضه عما فقده من حنان وعطف الأب.
ويكمل: " فاليتيم المسلم جزء من كيان النفس الإسلامية الواحدة وفق قوله (صلى الله عليه وسلم): "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إذَا اشْتَكَى شَيْئًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى""، مشيرًا إلى أن العناية باليتيم أيضًا تحمي المجتمع من وجود جيل منحرف قد يسبب له العديد من المشاكل والجرائم.
من أهل الجنة
ويبين أن الحديث يظهر الثواب العظيم الذي يدخره الله عز وجل لكل من يكفل اليتيم، فمن يرعى اليتيم يكون من أهل الجنة، وهي قربة من الله تغفر الذنوب والمعاصي التي قد يقع فيها المسلم، مشددًا على أن الإخلاص لله في أداء هذا العمل هو الذي يوصل الشخص لهذه المكانة يوم القيامة.
ويتابع: "يجب تقديم كل أنواع الرعاية لليتيم لتلبية احتياجاته المادية من مأكل ومشرب وملبس، واحتياجاته المعنوية والروحية والعقلية"، لافتًا إلى أن الحكمة المقصودة من قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يتم بعد احتلام" أن يبدأ المكلف بالاعتماد على نفسه.
ويستدرك بقوله: "ولكن في هذا الزمان قد لا يستطيع اليتيم بعد البلوغ أن يجد مصدر كسب الرزق بسهولة ويسر وسرعة، على عكس ما كان قديمًا"، منوهًا إلى أنه لا يجوز أن توقف نفقة اليتيم إن كان فقيرًا لا يملك مالاً يمكنه من التصرف به بخلاف اليتيم الغني الذي يمكنه بلوغه من التصرف بماله والكسب بها.
ويشير إلى أن اليتيم الفقير لابد من استمرار العناية به حتى حصوله على عمل أو إكمال تعليمه وبحثه عن وظيفة يكسب منها رزقه ويشتد عوده ويستغني عن الآخرين، لافتًا إلى إن التربية المعنوية والروحية له أثناء صغره تجعل منه عند الكبر رجلاً على قدر المسؤولية وأما أن تم إهمال الجانب الروحي له فإنه سيستسيغ البقاء عالة على غيره.
وأما بالنسبة للأنثى – وفق قوله – فإن رعايتها المادية والمعنوية تستمر حتى بعد بلوغها من قبل من يكفلها ويرعاها إلى أن يمن الله عليها بالزواج لما تمثله حياتها من خصوصية لها، منوهًا إلى أن في حالة زواجها فإن رعايتها تصبح من واجب زوجها.
"كفالةُ اليتيم".. لا تنقطع حتى يشتدّ عودُه
غزة- أسماء صرصور
"لا يتم بعد احتلام".. حديثٌ نبويٌ شريف يأخذ به أغلب كفلاء اليتيم لوقف المال المنفق على الأيتام على اعتبار أن اليتيم بعد بلوغه أصبح مكلفًا لا يحتاج من يعتني به ولا من ينفق عليه بعض المال، كأن العبرة كلها من حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم): "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما" هي مجرد توفير الاحتياجات المادية له.
ويتناسى السواد الأعظم أن ما يحتاجه اليتيم قبل المال أن تكون هذه اللقمة المهداة إليه مغمسة بالحنان والعطف تعوض غياب الأب عنه، عزيزي القارئ.. ما هي الحكمة من كفالة اليتيم ثم وقفها بعد ذلك؟ وهل وقفها يكون فجأة؟، "فلسطين" تحاور عميد كلية الدعوة الإسلامية في وزارة الأوقاف د. شكري الطويل، والتفاصيل في السياق التالي..
من هو اليتيم؟
بدوره، يقول د. الطويل: "إن اليتيم في الشريعة الإسلامية هو من مات أبوه قبل وصوله سن البلوغ، ليخرج من هذا ما يعتقده الناس أن من فقد أمه يتيم"، مشيرًا إلى أنه في حال وفاة الأب والابن بالغ عاقل لا يعد يتيمًا لأنه إذا بلغ أصبح مكلفًا بالتكاليف الشرعية ولديه القدرة على الكسب والتصرف بماله.
ويوضح أن الإسلام اهتم كثيرًا باليتيم بدليل النصوص الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، كقوله تعالى: "وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ"، مبينًا أن "اليتيم" من ضمن أصحاب الحقوق التي يجب الإحسان إليهم وهي كلمة جامعة لكل معاني الخير.
وينوه إلى ما تم ذكره في أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما"، لافتًا النظر إلى أن الحديث يحمل دلالات عدة منها ترغيب المسلمين برعاية اليتيم لما فيه من تكافل اجتماعي وفردي، فإن العناية باليتيم تعني تعويضه عما فقده من حنان وعطف الأب.
ويكمل: " فاليتيم المسلم جزء من كيان النفس الإسلامية الواحدة وفق قوله (صلى الله عليه وسلم): "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إذَا اشْتَكَى شَيْئًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى""، مشيرًا إلى أن العناية باليتيم أيضًا تحمي المجتمع من وجود جيل منحرف قد يسبب له العديد من المشاكل والجرائم.
من أهل الجنة
ويبين أن الحديث يظهر الثواب العظيم الذي يدخره الله عز وجل لكل من يكفل اليتيم، فمن يرعى اليتيم يكون من أهل الجنة، وهي قربة من الله تغفر الذنوب والمعاصي التي قد يقع فيها المسلم، مشددًا على أن الإخلاص لله في أداء هذا العمل هو الذي يوصل الشخص لهذه المكانة يوم القيامة.
ويتابع: "يجب تقديم كل أنواع الرعاية لليتيم لتلبية احتياجاته المادية من مأكل ومشرب وملبس، واحتياجاته المعنوية والروحية والعقلية"، لافتًا إلى أن الحكمة المقصودة من قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يتم بعد احتلام" أن يبدأ المكلف بالاعتماد على نفسه.
ويستدرك بقوله: "ولكن في هذا الزمان قد لا يستطيع اليتيم بعد البلوغ أن يجد مصدر كسب الرزق بسهولة ويسر وسرعة، على عكس ما كان قديمًا"، منوهًا إلى أنه لا يجوز أن توقف نفقة اليتيم إن كان فقيرًا لا يملك مالاً يمكنه من التصرف به بخلاف اليتيم الغني الذي يمكنه بلوغه من التصرف بماله والكسب بها.
ويشير إلى أن اليتيم الفقير لابد من استمرار العناية به حتى حصوله على عمل أو إكمال تعليمه وبحثه عن وظيفة يكسب منها رزقه ويشتد عوده ويستغني عن الآخرين، لافتًا إلى إن التربية المعنوية والروحية له أثناء صغره تجعل منه عند الكبر رجلاً على قدر المسؤولية وأما أن تم إهمال الجانب الروحي له فإنه سيستسيغ البقاء عالة على غيره.
وأما بالنسبة للأنثى – وفق قوله – فإن رعايتها المادية والمعنوية تستمر حتى بعد بلوغها من قبل من يكفلها ويرعاها إلى أن يمن الله عليها بالزواج لما تمثله حياتها من خصوصية لها، منوهًا إلى أن في حالة زواجها فإن رعايتها تصبح من واجب زوجها.
تعليق