إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القَناعةُ كَنزٌ لا يَفْنَى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القَناعةُ كَنزٌ لا يَفْنَى

    القَناعةُ كَنزٌ لا يَفْنَى



    م. عماد شحادة صيام

    هل الغِنَى في كثرة المال والممتلكات؟ وهل من كَثُر ماله وممتلكاته غَنيّ أم ثَريّ؟ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال: " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ (المال)، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ". فالفقير الحقيقي فهو الذي يشعر دائماً بالنقص وأنه يريد المزيد فهو لا يشبع ولا يقنع حتى لو كان له وادٍ من ذهب لتمنى أن يكون له واديان ولا يملأ فمه وعينه إلا التراب كما قال عليه الصلاة والسلام.

    هذا الجَشِع يلهث وراء المال دائماً حتى لو حصل عليه بعذابات الناس.. فهو مستعد لبيع كل القيم النبيلة بثمن بخس، فيحتكر، يغش، يكذب، يسرق، يرتشي، ينافق، يمنع أخواته أو بناته من الميراث... فتبَّاً له من مالٍ أمالَ عقول وقلوب ضعاف الناس فأعمى بصائرهم لدرجة أنك ترى الإخوة الأشقاء يتقاتلون على الميراث فيُقطِّعوا أرحامهم.. وترى الجيران يتقاتلون حتى على عشرين سنتيمتر وهي عرض السور الفاصل بينهما، وترى الصديق عند المال والمصالح الدنيوية يتنَّكر لصديقه..

    هذا المسكين يظن بأنَّ السعادة تأتي بكثرة المال ولا يدري بأن السعادة الحقيقية هي في القناعة والرضا بما قسمه الله تعالى، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ".

    قال حكيم بن حُزام رضي الله عنه: "سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد غزوة "حنين" أن يعطيني من الغنائم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: "يا حكيم إنَّ هذا المال خضرٌ حلوٌ فمن أخذه بسخاوة نفسٍ (أي بقناعة) بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس (أي بطمع) لم يُبَارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العُليا خيرٌ من اليد السُفلى". فقلت يا رسول الله: "والذي بعثك بالحقَّ لا أرزأ أحداً بعدك شيئاً حتى أفارق الدنيا". أقسم ألا يأخذ من أحد شيئاً حتى يموت.. فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعوه ليعطيه العطاء –وهو حقه- فيأبى أن يقبل منه شيئاً ثم إنَّ عُمر بن الخطاب رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله، فقال: "يا معشر المسلمين، أُشهدكم على حكيم أني أعرض عليه حقه الذي قسمه الله له في هذا الفيء فيأبى أن يأخذه". وما زال حكيم على هذه القناعة والعفة حتى مات.

    فما بالكم بمن يريد أن يُحصِّل على مكاسب دنيوية من علاوات وترقيات ومكافآت وامتيازات مقابل أعمال قام بها خدمةً للدين أو الوطن؟! فليراجع هذا المسكين إخلاصه.. وليعلم أنّهَ قد أضاع أجره في الآخرة ونسي أنَّ ما عند الله خيرٌ وأبقى. ألا ترضى أخي الحبيب أن تكون مثل عمرو بن تغلب رضي الله عنه حيث قال: أُتي رسول الله عليه الصلاة والسلام بمال أو سبي، فقسَّمه فأعطى رجالاً وترك آخرين، فبلغه أن الذين لم يعطهم عتبوا، فحمد الله ثم أثنى عليه ثم قال: "أما بعد، فو الله إني لأُعطي الرجلَ، وأدع الرجل، والذي أدع أحبَّ إلىَّ من الذي أُعطي، ولكني إنما أُعطي أقواماً لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع وأَكلُ أقواماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغِنى والخير منهم عمرو بن تغلب". فقال عمرو بن تغلب: "فو الله ما أُحبُ أن لي بكلمة رسول الله حُمر النعم". فكيف نحصل على كنز القناعة؟ قال رسول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم: "وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ".

  • #2
    رد : القَناعةُ كَنزٌ لا يَفْنَى

    بارك الله فيك.

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X