تويت
الفن والحرية في الإسلام !!
بقلم: عمر البهلول
في برنامج حواري على الجزيرة ( مباشر مصر ) استضافت فيه القناة مجموعة من الكتاب الصحفيين المهتمين بالفن، ومن الجهة الأخرى كان معهم ممثل مصري إسمه "عمر واكد " هذا الشخص "عمر واكد" تكلم عن الحرية في الفن والإبداع، ورخص للعري والتبرج والجنس في الفن تحت مسمى الإبداع، وقال أن هذا يدخل في الحرية، وليس من حق أي شخص الحد من حرية الآخر لأن الفن والإبداع ليس له حدود،
أولا الفن هو رسالة سامية ووسيلة من الوسائل للوصول الى المجتمع والتخاطب معه، وإيصال رسائل تهتم بالثقافة أو التربية أو الترفيه، أو تعالج بعض المشاكل التي يعيشها المجتمع ويتم تقديمها في قالب فني يرضي كل الأذواق، ويساعد في النهوض بالمجتمع، لكن الإشكالية الكبيرة عندما يخضع الفن للمزاجية وللنفوس المريضة، و يصبح الفن والإبداع حكرا على فئة معينة صاحبة نفوذ تعلمت في الغرب وتأثرت بالثقافة الغربية المنسلخة عن كل القيم الإنسانية والأخلاقية، والتي يقال عنها "الحرية" ولو أن هؤولاء الأشخاص كلفوا أنفسهم عناء التفكير والبحث في طبيعة الحياة في المجتمع الغربي، والتفكك والإنهيار الذي يعاني منه، ونسبة الإنتحار الكبيرة والمرتفعة خصوصا في فئة الشباب، والمحطة الأخيرة التي وصلوا اليها وهي الموت قبل الأوان، لأن التربية التي نشؤوا عليها والمحيط الذي يعيشون فيه والثقافة السائدة مبنية على المادة، والصداقات الغير شرعية والتفكك الأسري وإنعدام التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة، وغياب دور فاعل للأباء في البيت، والإنفلات الأخلاقي والإنفتاح على كل أنواع الفواحش، وكل هذا يؤدي في الأخير الى نتيجة واحدة وهي الملل من كل شيئ، ويصل الإنسان الغربي الى درجة من الإكتئاب، لأنه استنفد كل طاقاته وحقق كل غرائزه الجنسية، وخصوصا عندما يدخل في مشاكل مع أصدقائه في الفاحشة، وفي النهاية لا يجد أمامه إلا الإنتحار، والسبب واضح كما ذكر في القرآن الكريم، أن الإعراض عن دين الله وعن ذكره والإنغماس في المعاصي والذنوب، يؤدي الى ضيق الصدر والقنوط من كل شيئ، وهذا مالم يدركه الإنسان الغربي بعد لأنه بعيد عن الإسلام، وينظر الى الحرية من منظور أعوج يؤدي الى الهلاك، أما الإنسان المسلم الذي يقع في المعاصي فيمكنه أن يتوب ويرجع الى الله، والنتيجة هي فتح صفحة جديدة مع الله والقطيعة مع الماضي، والعيش لهدف أسمى ولغاية نبيلة،
والعجيب أن الدول الغربية أدركت هذا الخطر، وأصبحت تبحث عن تقنين الحرية وإقناع المواطنين بعدم مشاهدة المواد الجنسية والإدمان عليها، لأن لها أثار نفسية خطيرة، خصوصا في أمريكا وبريطانيا، والأهم أيضا ما حصل في الصين التي قامت بحظر كل المواقع الإباحية وهددت أصحاب مقاهي الأنترنيت بالعقاب، في حال السماح لزبنائهم بالدخول الى هذه المواقع،،
لماذا يا ترى يحصل هذا في مهد الحرية ؟؟ وبماذا يفسره عمر واكد ؟؟ ولماذا يصر على تفسيخ المواطن العربي وخصوصا المصري ؟ وهنا نسأل عمر واكد: عندما يقوم شخص ما بصنع آلة كهربائية مثلا ، ألا يضع معها ورقة تشرح لنا كيفية الإستخدام، والمستويات التي يجب ألا نتجاوزها في التشغيل لأنه هو من صنعها من وهو أعلم بها أكثر من غيره من الناس، !!
لا توجد حرية مطلقة ولا يوجد أي شيئ مطلق، ولو حتى في عالم الأشياء، ولو كان الإنسان يملك حرية مطلقة لصنع لنا شيئا غير محدود في عمله وفي زمانه ومكانه،
ونفس الشيئ يحصل معنا نحن البشر، لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى، وجعل لنا القرآن الكريم دستورا للمسلمين، وقبل محمد صلى الله عليه وسلم بعث الله أنبياء آخرين وأنزل كتبا سماوية تنظم حياة الناس وتدعوهم الى الصلاح والفلاح والنجاة، إذن فالضوابط والحدود لا يمكن أن تكون تضييقا على الحرية بل تنظيما لها، لأي الحرية لا يجب أن تخرج عن الإطار الذي وضعه الإسلام وجاء به القرآن الكريم، ولأن ربنا هو خالقنا فهو أعلم بقوتنا وضعفنا وما يصلح لنا وما لا يصلح لنا، وجعل لنا القرآن الكريم نورا يهدي الناس الى الحق ويبعدهم عن الباطل، ويخرجهم من الظلمات الى النور، وهذا الذي لا يريد بعض الناس من أدعياء الفن أن يفهموه، ويصرون على تحدي المجتمع الإسلامي ويمضون في تقديم مواد بعيدة كل البعد عن الثقافة العربية والإسلامية الأصيلة،
نسأل الله الهداية لنا ولهم.
تعليق