نافق ونافق!!!
أ.آلاء أحمد عمَّار
(نافق ونافق ثم نافق، فلقد خلقت لكي تنافق)، هكذا تحدث أحد الشعراء ضمن مجموعة من أبياته الشعرية، دعوة للنفاق، فالإنسان كما يرى مخلوق للنفاق، لكن كذب الشاعر وصدق الله حين قال:"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، فالجميع مخلوق للعبادة.
إذن، نفاق وعبادة، خلقنا الله لنعبده، والشاعر يرى أننا خلقنا للنفاق، ولكن لعل لشاعرنا بعض العذر فيما قال، حيث يحكي عن واقع الناس المعاصر، فكلهم بات ينافق فيمن حوله، رغم أن النفاق خلق مذموم في ديننا الإسلامي، وكما قال الله عز وجل: "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار".
لكن المهم هنا، لماذا صرنا ننافق؟، ولماذا بتنا نتلون بعدة ألوان، فيقول أحدنا كلمة أمام شخص، ويخالفها أمام شخص آخر، نشكو لبعضنا البعض، ولا نفعل شيئا نغير به حالنا، ثم نعود لنقول ما أسوأ هذا الزمن، يقرر أحدنا قرارا في وقت ما ثم يكون فعله بخلاف قراره، فالزمن يتغير، وهكذا الناس باتت تتغير، وللأسف أصبح الزمن يسير بنا من سيئ لأسوأ، لكن الخلل ليس في زمننا، بل فينا نحن، وكما قال الشاعر:
نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ... ولو نطق الزمان لنا هجانا
لماذا نتلون؟، هل نخاف من البشر فنقول خلاف ما نعتقد؟، أم نسعى لإرضائهم فنقول ما لا نرتضيه؟، أم نخشى عقوبتهم فنقول من أمامهم عكس ما نقول من ورائهم؟، ولماذا نشتكي من الدنيا والناس إذا كنا قد أصبحنا متعددي الوجوه؟!.
قرأت مرة على الانترنت موضوعا، كان مما جاء فيه: (ألقِ التحية ومن بعدها الهدية تحيا حياة هنية، ارتدِ يا هذا قناع النفاق ولا ترض به بديلا، فهو خير الأقنعة لو اتخذته سبيلا، ما أجمل النفاق حقا، فلا تقل أبدا صدقا، وجارِ الناس على أهوائهم تعش سالما حقا، وإن أنت خالفت قتلوك شكا وذبحوك حقدا).
لا شرع ولا ملة تؤيد هذا الكلام مطلقا، فلم يكن هذا أبدا نهج السلف الصالح رضوان الله عليهم جميعا، بل كانوا جميعا يصدحون بالحق ولا يخشون في الله لومة لائم، فما الذي دفع بأبي ذر الغفاري وبعبد الله بن مسعود إلى أن يجهرا بالقرآن في جوف الكعبة رغم أن الإسلام ما زال في بدايته إلا قول الحق؟!، وما الذي جعل جعفر بن أبي طالب يقف بين يدي النجاشي مدافعا عن الدين الإسلامي ضد رسل قريش إلا قول الحق؟!، وما الذي جعل رسولَ رسولِ الله إلى مسيلمة يقف ثابتا ويقبل بالقتل على الكفر إلا قول الحق وعدم النفاق؟!، وما الذي جعل أحمد بن حنبل يحتمل العذاب الأليم من عدد من خلفاء الدولة العباسية ولم ينافق أو يقل ما يرضيهم في محنة خلق القرآن؟!
إنهم أناس نهلوا من المعين الصافي، وفهموا أن المنافقين هم أسوأ الناس وأشدهم خطرا على الدين خاصة، وعلى الحياة عامة، فالنفاق كان دوما وأبدا صفة مسترذلة، ولم يكن يوما ضمن قائمة الأخلاق الحميدة الحسنة، فلماذا تغيرت الموازين وانقلبت الآيات؟!
إلى كل منافق، اتق الله وقل الحق دوما حتى وإن غضب البشر، فإنك إن قلت الحق وكتب الله لك الحياة عشت حميدا، وإن قتلت كنت شهيدا، وتذكر دوما: "من أرضى الناس في سخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ومن أرضى الله في سخط الناس رضي الله عليه وأرضى عنه الناس).
أ.آلاء أحمد عمَّار
(نافق ونافق ثم نافق، فلقد خلقت لكي تنافق)، هكذا تحدث أحد الشعراء ضمن مجموعة من أبياته الشعرية، دعوة للنفاق، فالإنسان كما يرى مخلوق للنفاق، لكن كذب الشاعر وصدق الله حين قال:"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، فالجميع مخلوق للعبادة.
إذن، نفاق وعبادة، خلقنا الله لنعبده، والشاعر يرى أننا خلقنا للنفاق، ولكن لعل لشاعرنا بعض العذر فيما قال، حيث يحكي عن واقع الناس المعاصر، فكلهم بات ينافق فيمن حوله، رغم أن النفاق خلق مذموم في ديننا الإسلامي، وكما قال الله عز وجل: "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار".
لكن المهم هنا، لماذا صرنا ننافق؟، ولماذا بتنا نتلون بعدة ألوان، فيقول أحدنا كلمة أمام شخص، ويخالفها أمام شخص آخر، نشكو لبعضنا البعض، ولا نفعل شيئا نغير به حالنا، ثم نعود لنقول ما أسوأ هذا الزمن، يقرر أحدنا قرارا في وقت ما ثم يكون فعله بخلاف قراره، فالزمن يتغير، وهكذا الناس باتت تتغير، وللأسف أصبح الزمن يسير بنا من سيئ لأسوأ، لكن الخلل ليس في زمننا، بل فينا نحن، وكما قال الشاعر:
نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ... ولو نطق الزمان لنا هجانا
لماذا نتلون؟، هل نخاف من البشر فنقول خلاف ما نعتقد؟، أم نسعى لإرضائهم فنقول ما لا نرتضيه؟، أم نخشى عقوبتهم فنقول من أمامهم عكس ما نقول من ورائهم؟، ولماذا نشتكي من الدنيا والناس إذا كنا قد أصبحنا متعددي الوجوه؟!.
قرأت مرة على الانترنت موضوعا، كان مما جاء فيه: (ألقِ التحية ومن بعدها الهدية تحيا حياة هنية، ارتدِ يا هذا قناع النفاق ولا ترض به بديلا، فهو خير الأقنعة لو اتخذته سبيلا، ما أجمل النفاق حقا، فلا تقل أبدا صدقا، وجارِ الناس على أهوائهم تعش سالما حقا، وإن أنت خالفت قتلوك شكا وذبحوك حقدا).
لا شرع ولا ملة تؤيد هذا الكلام مطلقا، فلم يكن هذا أبدا نهج السلف الصالح رضوان الله عليهم جميعا، بل كانوا جميعا يصدحون بالحق ولا يخشون في الله لومة لائم، فما الذي دفع بأبي ذر الغفاري وبعبد الله بن مسعود إلى أن يجهرا بالقرآن في جوف الكعبة رغم أن الإسلام ما زال في بدايته إلا قول الحق؟!، وما الذي جعل جعفر بن أبي طالب يقف بين يدي النجاشي مدافعا عن الدين الإسلامي ضد رسل قريش إلا قول الحق؟!، وما الذي جعل رسولَ رسولِ الله إلى مسيلمة يقف ثابتا ويقبل بالقتل على الكفر إلا قول الحق وعدم النفاق؟!، وما الذي جعل أحمد بن حنبل يحتمل العذاب الأليم من عدد من خلفاء الدولة العباسية ولم ينافق أو يقل ما يرضيهم في محنة خلق القرآن؟!
إنهم أناس نهلوا من المعين الصافي، وفهموا أن المنافقين هم أسوأ الناس وأشدهم خطرا على الدين خاصة، وعلى الحياة عامة، فالنفاق كان دوما وأبدا صفة مسترذلة، ولم يكن يوما ضمن قائمة الأخلاق الحميدة الحسنة، فلماذا تغيرت الموازين وانقلبت الآيات؟!
إلى كل منافق، اتق الله وقل الحق دوما حتى وإن غضب البشر، فإنك إن قلت الحق وكتب الله لك الحياة عشت حميدا، وإن قتلت كنت شهيدا، وتذكر دوما: "من أرضى الناس في سخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ومن أرضى الله في سخط الناس رضي الله عليه وأرضى عنه الناس).