رسالة إلى رجل الشرطة
*لماذا التحقت بالشرطة؟
*تقول: لأتكبرَ على الناس، وأتحكمَ فيهم؛ ففى يدى السلطان!
قال صلى الله عليه وسلم ((لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ!)) مسلم(91).
*تقول: لقد علمتنى قياداتُ الشرطة: أننا أسياد الشعب! ومن يمد يدَه على سيدِه، يقطع له سيدُه يدَه!
لقد علمنا النبى صلى الله عليه وسلم فقال (( اللهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ: فَاشْقُقْ عَلَيْهِ! وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا، فَرَفَقَ بِهِمْ: فَارْفُقْ بِهِ)) مسلم (1828). أتحب أن يصيبَك نصيب من دعائه صلى الله عليه وسلم عليك بمشقةِ اللهِ، فلا تتنعم بشىءٍ فى الدنيا وإن ملكته؟! فضلا عن عذاب الآخرة!
*تقول: لا بد من قهر الناس؛ ليرضى عنى رؤسائى، وأترقى!
قال صلى الله عليه وسلم ((صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ (كرابيج) كَأَذنَابِ (ذيول) الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ،...لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ! وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا! وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا!)) مسلم(2128). قال العلماء (أصحاب السِّيَاطِ: هم الشرطة). قال صلى الله عليه وسلم لأبى هريرة ((يُوشِكُ، إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ، أَنْ تَرَى قَوْمًا فِى أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذنَابِ الْبَقَرِ، يَغْدُونَ فِى غَضَبِ اللهِ! وَيَرُوحُونَ فِى سَخَطِ اللهِ!)) مسلم(2857). أتريد ألا تدخلَ الجنة؟! وأن تصبحَ فى غضبِ اللهِ، وتمسىَ فى سخطِ اللهِ؟!
*تسأل: ما حكم التعذيب بأشياء غير سياط البقر، كالصفع على الوجهِ، وهتكِ العرض، والصعق بالكهرباء، وغيرها؟!
قال صلى الله عليه وسلم ((مَنْ ضَارَّ (مسلمًا): أَضَرَّ اللهُ بِهِ!)) صحيح ابن ماجه للألبانى(1897). أتتحمل أن يضرَّك الله دنيا وآخرة؟!
*تسأل: كيف أفرض سلطتى على من يخالف القانون؟
بمراقبةِ اللهِ فى عملِكَ، فيحفظكَ من كل سوءٍ؛ قال صلى الله عليه وسلم ((احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ)) صحيح الجامع(7957). أتصدق الله ورسوله؟ أم: تشك فى ذلك؟! ثم بتطبيق القانون، بلا مجاملةٍ!
*تسأل: ما حكم تلفيق قضايا لمتهمين كحِرز مخدارت أو سلاح، أو منشورات، أو شىء مسروق، أو تقليد إمضاء للمتهم، أو مونتاج فيديو أو صوتى لاعترافِ المتهم، أو أدائِهِ للجريمة، أو تشويه سمعة المتهم، أو سمعة زوجته وأبنائه بلا وجه حق؟!
قال عز وجل (وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ) الأنعام(120). قال صلى الله عليه وسلم ((أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟)) (قالها) ثَلاَثًا. قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: ((الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ)) وَجَلَسَ، وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَقَالَ ((ألاَ وَقَوْلُ الزُّورِ)) قَالَ: فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ. البخارى(2654)، مسلم(87). قال صلى الله عليه وسلم ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ: فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِى أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ، وَشَرَابَهُ!)) البخارى (1903). قال ابن حَجَر (مجاز عن عدم قبول الصوم)!
*تسأل: ما حكم أخذ مال أو سيارة أو شقة أو غيرها؛ لتسهيل الأمور، بدلا من الانتظار، وهى عربون محبة، وليس رشوة!
قال صلى الله عليه وسلم ((لَعَنَ اللهُ الرَّاشِىَ وَالْمُرْتَشِىَ!)) ابن حِبَّان(5077) وصححه الأرنؤوط اللعن: الطرد من رحمة الله! أنت تحاول أن تخترعَ اسمًَا جديدًا للرشوة لتحللها لنفسِكَ! لكنك تشك أنها حرام! قال صلى الله عليه وسلم ((وَالإِثْمُ: مَا حَاكَ فِى صَدْرِكَ!)) مسلم(2553). قال النووى (لم ينشرحْ له الصدرُ، وحصل فى القلب منه الشك وخوف كونه ذنبًا)! شرح النووى لمسلم(جزء16/ ص111)
*كيف تأخذ مالا من السائقين فى المواقف والكمائن وغيرها؛ بزعم أنه إكرامية، أو دخانك! ومن يرفض: تحرر له مخالفة مرورية! أو تركب مواصلات دون دفع الأجرة! والسائق الذى يعترض تعطيه مخالفة! قال صلى الله عليه وسلم ((إِنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ!)) صحيح الترغيب(1728). أتطيق هذا؟!
*تقول: هو مبلغ قليل!
قال صلى الله عليه وسلم ((مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ: فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ! وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ!)) فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ ((وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ!)) (سواك). مسلم(137).
*كيف تتفق مع تاجر مخدرات أن يأتيَكَ بمدمن أو أكثر كل شهر مقابل السماح له ببيعها؟! قال صلى الله عليه وسلم ((أَتَانِى جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- لَعَنَ الْخَمْرَ، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَشَارِبَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَمُسْتَقِيَهَا)) الصحيحة(839). أتحب أن يصيبَك نصيب للعن اللهِ لحامل الخمر وساقيها؟! المخدرات كالخمر؛ قال صلى الله عليه وسلم ((كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ)) مسلم(2003).
*كيف تراود متهمة عن نفسها؛ مقابل أن تخلىَ سبيلها؟! قال عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ ءَامَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالأخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) النور(19). هذا لمجرد حب أن تشيعَ الفاحشة، فكيف بمن يشيعها فعلاً؟! والزنا دَيْنٌ، وستفاجأ بنساءِ بيتِكَ يزنين يومًا ما!
*كيف تقبض على رجل ملتحى؛ ليس إلا لأنه ملتحى! ولا يوجد
إذن نيابة بالقبض عليه! وتخوفه وتخوف أهله! وتعذبه نفسيا وجسديا! قال صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) البخارى(2447)، مسلم (2579). قال صلى الله عليه وسلم ((مَنْ ضَارَّ (مسلمًا): أَضَرَّ اللهُ بِهِ!)) صحيح ابن ماجه للألبانى(1897).
*كيف بك إذا لم تجد المتهم لتقبضَ عليه، فتقبض على زوجتِهِ، أو أحد والديه أو أحد أهله! قال عز وجل (أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) النجم(38).
*لماذا تشارك فى المظاهرات التى تعارض محاكمة الضباط المتسببين فى قتل المتظاهرين؟!
*تقول: لأحمىَ نفسى من أن تطالنى المحاكمة غدًا!
إن حميته من عقاب القانون فى الدنيا، فلن تحميَه من عقاب اللهِ فى الآخرة! وستشاركه يوم القيامة إثم قتل المتظاهرين! قال عز وجل (هَا أَنْتُمْ هَؤُلآءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً) النساء(109). قال صلى الله عليه وسلم ((مَنْ أَعَانَ ظَالِمًا بِبَاطِلٍ لِيَدْحَضَ (ليُبْطِلَ) بِبَاطِلِهِ حَقا: فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللهِ عز وجل! وَذِمَّةِ رَسُولِهِ!)) الصحيحة(1020). باء بسخطِ اللهِ ورسولِهِ!
*كيف تسمح بالانفلات الأمنى، وتهريب السجناء، وتخون الأمانة؟! قال صلى الله عليه وسلم ((مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً: يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ، وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ: إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ!)) البخارى(7150)، مسلم(142).
*لماذا تدافع عن وزير الداخلية المتهم بقتل المتظاهرين، وتحميه بجسمك من عدسات المصورين، وهو بقفص الاتهام؟!
*تقول: لأنه رمز للشرطة، فلا بد أن أنصرَه!
قال صلى الله عليه وسلم ((وَلْيَنْصُرِ الرَّجُلُ أَخَاهُ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا، إِنْ كَانَ ظَالِمًا: فَلْيَنْهَهُ؛ فَإِنَّهُ لَهُ نَصْرٌ، وَإِنْ كَانَ مَظْلُومًا: فَلْيَنْصُرْهُ)) مسلم(2584).
*تسأل: كيف أسمح بإهانةِ وزير داخلية سابق، ولو أخطأ؛ فهو أبى الروحى؟!
قال صلى الله عليه وسلم ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّمَا ضَلَّ مَنْ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ! وَإِذَا سَرَقَ الضَّعِيفُ فِيهِمْ: أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وَايْمُ اللهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، سَرَقَتْ: لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يَدَهَا)) البخارى(6788). هل تحب وزير الداخلية أكثر من حب النبى صلى الله عليه وسلم لفاطمة ابنته؟! أم تريد أن تـُحشرَ مع وزير الداخلية، وتتحمل معه جرائمَه فى الآخرة؟! عَنْ ابن مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ)) البخارى(6169)، مسلم(2640).
اللهم وفقنا ووفق رجال الشرطة لما تحب وترضى
*لماذا التحقت بالشرطة؟
*تقول: لأتكبرَ على الناس، وأتحكمَ فيهم؛ ففى يدى السلطان!
قال صلى الله عليه وسلم ((لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ!)) مسلم(91).
*تقول: لقد علمتنى قياداتُ الشرطة: أننا أسياد الشعب! ومن يمد يدَه على سيدِه، يقطع له سيدُه يدَه!
لقد علمنا النبى صلى الله عليه وسلم فقال (( اللهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ: فَاشْقُقْ عَلَيْهِ! وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا، فَرَفَقَ بِهِمْ: فَارْفُقْ بِهِ)) مسلم (1828). أتحب أن يصيبَك نصيب من دعائه صلى الله عليه وسلم عليك بمشقةِ اللهِ، فلا تتنعم بشىءٍ فى الدنيا وإن ملكته؟! فضلا عن عذاب الآخرة!
*تقول: لا بد من قهر الناس؛ ليرضى عنى رؤسائى، وأترقى!
قال صلى الله عليه وسلم ((صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ (كرابيج) كَأَذنَابِ (ذيول) الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ،...لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ! وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا! وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا!)) مسلم(2128). قال العلماء (أصحاب السِّيَاطِ: هم الشرطة). قال صلى الله عليه وسلم لأبى هريرة ((يُوشِكُ، إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ، أَنْ تَرَى قَوْمًا فِى أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذنَابِ الْبَقَرِ، يَغْدُونَ فِى غَضَبِ اللهِ! وَيَرُوحُونَ فِى سَخَطِ اللهِ!)) مسلم(2857). أتريد ألا تدخلَ الجنة؟! وأن تصبحَ فى غضبِ اللهِ، وتمسىَ فى سخطِ اللهِ؟!
*تسأل: ما حكم التعذيب بأشياء غير سياط البقر، كالصفع على الوجهِ، وهتكِ العرض، والصعق بالكهرباء، وغيرها؟!
قال صلى الله عليه وسلم ((مَنْ ضَارَّ (مسلمًا): أَضَرَّ اللهُ بِهِ!)) صحيح ابن ماجه للألبانى(1897). أتتحمل أن يضرَّك الله دنيا وآخرة؟!
*تسأل: كيف أفرض سلطتى على من يخالف القانون؟
بمراقبةِ اللهِ فى عملِكَ، فيحفظكَ من كل سوءٍ؛ قال صلى الله عليه وسلم ((احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ)) صحيح الجامع(7957). أتصدق الله ورسوله؟ أم: تشك فى ذلك؟! ثم بتطبيق القانون، بلا مجاملةٍ!
*تسأل: ما حكم تلفيق قضايا لمتهمين كحِرز مخدارت أو سلاح، أو منشورات، أو شىء مسروق، أو تقليد إمضاء للمتهم، أو مونتاج فيديو أو صوتى لاعترافِ المتهم، أو أدائِهِ للجريمة، أو تشويه سمعة المتهم، أو سمعة زوجته وأبنائه بلا وجه حق؟!
قال عز وجل (وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ) الأنعام(120). قال صلى الله عليه وسلم ((أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟)) (قالها) ثَلاَثًا. قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: ((الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ)) وَجَلَسَ، وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَقَالَ ((ألاَ وَقَوْلُ الزُّورِ)) قَالَ: فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ. البخارى(2654)، مسلم(87). قال صلى الله عليه وسلم ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ: فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِى أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ، وَشَرَابَهُ!)) البخارى (1903). قال ابن حَجَر (مجاز عن عدم قبول الصوم)!
*تسأل: ما حكم أخذ مال أو سيارة أو شقة أو غيرها؛ لتسهيل الأمور، بدلا من الانتظار، وهى عربون محبة، وليس رشوة!
قال صلى الله عليه وسلم ((لَعَنَ اللهُ الرَّاشِىَ وَالْمُرْتَشِىَ!)) ابن حِبَّان(5077) وصححه الأرنؤوط اللعن: الطرد من رحمة الله! أنت تحاول أن تخترعَ اسمًَا جديدًا للرشوة لتحللها لنفسِكَ! لكنك تشك أنها حرام! قال صلى الله عليه وسلم ((وَالإِثْمُ: مَا حَاكَ فِى صَدْرِكَ!)) مسلم(2553). قال النووى (لم ينشرحْ له الصدرُ، وحصل فى القلب منه الشك وخوف كونه ذنبًا)! شرح النووى لمسلم(جزء16/ ص111)
*كيف تأخذ مالا من السائقين فى المواقف والكمائن وغيرها؛ بزعم أنه إكرامية، أو دخانك! ومن يرفض: تحرر له مخالفة مرورية! أو تركب مواصلات دون دفع الأجرة! والسائق الذى يعترض تعطيه مخالفة! قال صلى الله عليه وسلم ((إِنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ!)) صحيح الترغيب(1728). أتطيق هذا؟!
*تقول: هو مبلغ قليل!
قال صلى الله عليه وسلم ((مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ: فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ! وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ!)) فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ ((وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ!)) (سواك). مسلم(137).
*كيف تتفق مع تاجر مخدرات أن يأتيَكَ بمدمن أو أكثر كل شهر مقابل السماح له ببيعها؟! قال صلى الله عليه وسلم ((أَتَانِى جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- لَعَنَ الْخَمْرَ، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَشَارِبَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَمُسْتَقِيَهَا)) الصحيحة(839). أتحب أن يصيبَك نصيب للعن اللهِ لحامل الخمر وساقيها؟! المخدرات كالخمر؛ قال صلى الله عليه وسلم ((كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ)) مسلم(2003).
*كيف تراود متهمة عن نفسها؛ مقابل أن تخلىَ سبيلها؟! قال عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ ءَامَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالأخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) النور(19). هذا لمجرد حب أن تشيعَ الفاحشة، فكيف بمن يشيعها فعلاً؟! والزنا دَيْنٌ، وستفاجأ بنساءِ بيتِكَ يزنين يومًا ما!
*كيف تقبض على رجل ملتحى؛ ليس إلا لأنه ملتحى! ولا يوجد
إذن نيابة بالقبض عليه! وتخوفه وتخوف أهله! وتعذبه نفسيا وجسديا! قال صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) البخارى(2447)، مسلم (2579). قال صلى الله عليه وسلم ((مَنْ ضَارَّ (مسلمًا): أَضَرَّ اللهُ بِهِ!)) صحيح ابن ماجه للألبانى(1897).
*كيف بك إذا لم تجد المتهم لتقبضَ عليه، فتقبض على زوجتِهِ، أو أحد والديه أو أحد أهله! قال عز وجل (أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) النجم(38).
*لماذا تشارك فى المظاهرات التى تعارض محاكمة الضباط المتسببين فى قتل المتظاهرين؟!
*تقول: لأحمىَ نفسى من أن تطالنى المحاكمة غدًا!
إن حميته من عقاب القانون فى الدنيا، فلن تحميَه من عقاب اللهِ فى الآخرة! وستشاركه يوم القيامة إثم قتل المتظاهرين! قال عز وجل (هَا أَنْتُمْ هَؤُلآءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً) النساء(109). قال صلى الله عليه وسلم ((مَنْ أَعَانَ ظَالِمًا بِبَاطِلٍ لِيَدْحَضَ (ليُبْطِلَ) بِبَاطِلِهِ حَقا: فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللهِ عز وجل! وَذِمَّةِ رَسُولِهِ!)) الصحيحة(1020). باء بسخطِ اللهِ ورسولِهِ!
*كيف تسمح بالانفلات الأمنى، وتهريب السجناء، وتخون الأمانة؟! قال صلى الله عليه وسلم ((مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً: يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ، وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ: إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ!)) البخارى(7150)، مسلم(142).
*لماذا تدافع عن وزير الداخلية المتهم بقتل المتظاهرين، وتحميه بجسمك من عدسات المصورين، وهو بقفص الاتهام؟!
*تقول: لأنه رمز للشرطة، فلا بد أن أنصرَه!
قال صلى الله عليه وسلم ((وَلْيَنْصُرِ الرَّجُلُ أَخَاهُ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا، إِنْ كَانَ ظَالِمًا: فَلْيَنْهَهُ؛ فَإِنَّهُ لَهُ نَصْرٌ، وَإِنْ كَانَ مَظْلُومًا: فَلْيَنْصُرْهُ)) مسلم(2584).
*تسأل: كيف أسمح بإهانةِ وزير داخلية سابق، ولو أخطأ؛ فهو أبى الروحى؟!
قال صلى الله عليه وسلم ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّمَا ضَلَّ مَنْ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ! وَإِذَا سَرَقَ الضَّعِيفُ فِيهِمْ: أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وَايْمُ اللهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، سَرَقَتْ: لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يَدَهَا)) البخارى(6788). هل تحب وزير الداخلية أكثر من حب النبى صلى الله عليه وسلم لفاطمة ابنته؟! أم تريد أن تـُحشرَ مع وزير الداخلية، وتتحمل معه جرائمَه فى الآخرة؟! عَنْ ابن مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ)) البخارى(6169)، مسلم(2640).
اللهم وفقنا ووفق رجال الشرطة لما تحب وترضى
تعليق