إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مطالبٌ بتفعيل الدعم الحكومي ومراقبة ما كان دعمها "خارجياً"!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مطالبٌ بتفعيل الدعم الحكومي ومراقبة ما كان دعمها "خارجياً"!

    أظهر تقرير لمركز "الإحصاء الفلسطيني" أن المرافق الثقافية في قطاع غزة تشكل 11% من مجموع المرافق الثقافية في مناطق السلطة الفلسطينية، مما يكشف ضعفاً شديداً في الجسم الثقافي لقطاع غزة.

    واستعرض التقرير الذي صدر مؤخراً، واقع المؤسسات الثقافية في الأراضي الفلسطينية كالمراكز الثقافية والمكتبات العامة والمسارح والمتاحف والمحطات الإذاعية والتلفزيونية المحلية، ما كشف عن نقص في المرافق والمراكز الثقافية وخصوصاً في قطاع غزة.

    وأجمع مهتمون بالجانب الثقافي في أحاديث منفصلة لـ"فلسطين أون لاين" أن "غياب عنصر التمويل للمؤسسات والمراكز الثقافية بالإضافة إلى غياب الرقابة الحكومية الفاعلة يعد السبب الرئيس لعدم قيام المؤسسات والمراكز بالدور المنوط بها بالشكل المطلوب، الأمر الذي يدفع الشباب الفلسطيني إلى العزوف عنها والبحث عن أشياء أخرى يتوفر لها الدعم المادي".

    عوامل مجتمعة
    وعن مدى رضا الشباب الفلسطيني عن أداء المؤسسات والمراكز الثقافية، قالت المهتمة بالشأن الثقافي الشابة أميرة عياش إنها تأسف لأوضاع تلك المؤسسات وما تقدمه من برامج ثقافية لا تتوافق مع أيدلوجية الشعب الفلسطيني, مشيرةً إلى أن بعض المؤسسات تسعى إلى حرف الشباب الفلسطيني عن هويته من خلال برامج تقدمها لا علاقة لها بالثقافة.

    وأوضحت عياش لـ"فلسطين أون لاين" أن ضعف أداء المراكز الثقافية يعود للعديد من العوامل المجتمعة أبرزها غياب التمويل وضعف الرقابة الحكومية على أدائها, مشددةً على ضرورة تفعيل الرقابة الحكومية وتوفير تمويل بديل للمؤسسات والمراكز الثقافية بديلاً عن التمويل "الغربي" للأخذ بيد المؤسسات والمراكز المهتمة بالثقافة.

    وطالبت عياش الحكومة الفلسطينية بالعمل على ربط الشباب الفلسطيني بالثقافة من خلال جعلها شيئاً أساسياً في حياة الفلسطينيين وليست مناسبة يتم الاحتفاء بها وسرعان ما تختفي من حياتهم, منوهةً إلى أن وزارتي التربية والتعليم، والثقافة، يقع على عاتقهما الدور الأبرز لزرع الثقافة في عقول الفلسطينيين.

    توفير ميزانية
    بدوره، أكد مدير الإدارة العامة للمراكز والشئون الثقافية ببلدية غزة المهندس عماد صيام، أن غياب عنصر التمويل للمراكز والمؤسسات الثقافية في قطاع غزة يعد سبباً رئيساً لضعف أدائها, مبيناً أن مصادر التمويل عادةً تكون من الغرب وتقدم لمراكز ثقافية معينة لتقديم أنشطة وخدمات ثقافية لا تتناسب مع ثقافة الشعب الفلسطيني في ظل غياب الدعم المادي الحكومي.

    وأشار صيام إلى أن المراكز الثقافية في غزة تواجه معضلة قلة الموارد المالية التي تمنع من تنفيذ برامج ثقافية ممنهجة لنشر وتعزيز الثقافة الفلسطينية بشكل دوري تستهدف كافة شرائح المجتمع الفلسطيني, مؤكداً خشيته من الغزو الثقافي من قبل المراكز والمؤسسات الثقافية التي تجد تمويلاً أجنبياً للعمل على تزوير الثقافة والهوية الفلسطينية.

    وطالب الحكومة الفلسطينية بتوفير موازنة مالية مناسبة لوزارة الثقافة لتؤهلها القيام بدورها المطلوب باعتبارها صاحبة الدور الريادي في صناعة الإنسان الفلسطيني المبدع والمخلص لوطنه, مناشداً أصحاب رؤوس الأموال العربية والفلسطينية بالتطلع إلى الواقع الثقافي في القطاع والعمل على تدعيمه والارتقاء به.

    ضعف الإقبال
    وحول أسباب ضعف الثقافة في قطاع غزة، اتفق وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية مصطفى الصواف مع سابقه، وقال إن المشكلة التي تعترض الثقافة تقتصر على عدم الاهتمام بها إلا من قبل فئة قليلة من المجتمع الفلسطيني تسمى بـ"المثقفين", عازياً ذلك بالانشغال بالقضايا السياسية والاقتصادية والحياتية التي تعصف بالمواطن الفلسطيني.

    وأوضح الصواف في حديثه لـ"فلسطين أون لاين أن ضعف إقبال الجمهور على الثقافة يؤدي إلى الركود في الاستثمار الثقافي بالقياس مع الاستثمار في الجوانب الأخرى, مشيراً إلى أن ضعف الإقبال يؤدي إلى هروب الممولين من الاستثمار في القطاع الثقافي.

    وأشار إلى أن هناك جزءاً من المؤسسات والمراكز الثقافية لا بأس به يولي اهتماماً مقبولاً بالثقافة ولكنه قليل بالمقارنة مع المؤسسات "الثقافية" الأخرى التي لا تتخذ من الثقافة سوى اسمٍ لجلب الدعم المالي لأشخاص المؤسسة وليس للثقافة, مؤكداً أن وزارته تسعى بكل إمكانياتها لدعم المراكز والمؤسسات الثقافية التي تهتم بنشر الثقافة الأصيلة.

    الحصار سبب
    وأرجع وكيل وزارة الثقافة تضعضع الواقع الثقافي في غزة إلى الظروف السياسية التي تحيط بالقطاع والحصار المفروض عليه الذي طال جميع مناحي حياة الفلسطينيين من أهمها الثقافية, موضحاً أن الحكومة الفلسطينية تسعى إلى إعطاء الثقافة حيز كبير من الاهتمام والدعم المعنوي والمادي باعتبارها أهم وسيلة لصناعة الإنسان الفلسطيني الفعال والبنّاء في المجتمع.

    وطالب المؤسسات والمراكز الثقافية بالعمل ضمن الإمكانيات المتاحة على تحدي صعوبات الواقع والعمل بكل ما تستطيع على نشر الثقافة وتشجيع الشباب على القراءة, مؤكداً أن المنوط بهذه المراكز والمؤسسات أكثر بكثير من الذي تقوم به في الوقت الحالي.

    وشدد الصواف على ضرورة وجود خطة تطويرية للنهوض بواقع الثقافة في القطاع لتمكين المواطن الفلسطيني من مواجهة الهجمة الإسرائيلية والغربية لتغيير الثقافة والهوية الفلسطينية, معتبراً أن الثقافة أحد ألوان المقاومة الفعالة ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى إلى تزوير الثقافة الفلسطينية.

    وأكد أن وزارة الثقافة تعتبر هي الحاضن والراعي للمؤسسات والمراكز الثقافية، وتقدم لها الدعم المادي والمعنوي بشكل دوري وفق الإمكانيات المتاحة, لافتاً إلى أن غالبية المراكز والمؤسسات الثقافية هي أهلية وليست حكومية وتتلقى تمويلاً ذاتياً بعيداً عن الحكومة.
جاري التحميل ..
X