كتاب الخراج لأبي يوسف
يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري
(113-182هـ)
الإمام أبو يوسف أبرز تلاميذ الإمام أبي حنيفة النعمان مؤسس المذهب الحنفي، الذين قاموا بجهد هائل في نشر مذهب الحنفية ووضع أصوله.
نبذة عن الكتاب :
يعد الكتاب من أعظم كتب الفقه الإسلامي، كان استجابة لرسالة من الرشيد إلى قاضيه أبي يوسف في أن يضع له كتابا في مالية الدولة وفق أحكام الشرع الحنيف، وقد تضمن الكتاب بيانا بموارد الدولة على اختلافها، حسبما جاءت به الشريعة، ومصارف تلك الأموال، وتطرّق إلى بيان الطريقة المثلى لجمع تلك الأموال، وتعرض لبعض الواجبات التي يلزم بيت المال القيام بها.. وهو ما أغفله بعض الولاة.
والكتاب وثيقة تاريخية مهمة في تصوير بعض الأحوال المالية والاجتماعية في هذا العصر، فهو يندد ببعض ممارسات بعض الولاة مع أهل الخراج، حيث يطالبونهم بما ليس واجبا عليهم من أموال، ويشتطون في تحصليها.
ويقترح أبو يوسف في "الخراج" على الخليفة أن يجلس للنظر في مظالم الرعية مجلسا واحدا في الشهر أو الشهرين، يسمع فيه من المظلوم، وينكر على الظالم؛ حتى ينتهي الولاة عن ظلم رعيتهم، كما حثّه على أن يجيب مطالب المزارعين وأهل الخراج في كل ما فيه مصلحة لهم، كحفر الأنهار. ويلتزم بيت المال بالإنفاق على تلك المشروعات.. وخلاصة القول إن أبا يوسف وضع نظاما شاملا للخراج يتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية.
وسنتاول بعض الأمور والنقاط التي يمكن الوقوف عندها في هذا الكتاب القيم لنعرف مدى عظمة ديننا ونباهة فقهائنا وبعد نظرهم ...
هذا الجزء الأول من رسالة أبي يوسف للخليفة هارون الرشيد وانظر يا رعاك الله الى لغة الخطاب بين عالم رباني وخليفة عادل :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
(هذا ما كتب به أبو يوسف رَحِمَهُ اللهُ إِلَى أمير المؤمنين هارون الرشيد)
أطال الله بقاء أمير المؤمنين , وأدام لَهُ العز فِي تمام من النعمة , ودوام من الكرامة , وجعل ما أنعم به عليه موصولا بنعيم الآخرة الذي لا ينفذ ولا يزول , ومرافقة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
إن أمير المؤمنين أيده الله تعالى سألني أن أضع لَهُ كتابا جامعا يعمل به فِي جباية الخراج , والعشور والصدقات والجوالى , وغير ذلك مما يجب عليه النظر فيه والعمل به , وإنما أراد بذلك رفع الظلم عن رعيته , والصلاح لأمرهم .
وفق الله تعالى أمير المؤمنين , وسدده وأعانه عَلَى ما تولى من ذلك , وسلمه مما يخاف ويحذر , وطلب أن أبين لَهُ ما سألني عنه مما يريد العمل به , وأفسره وأشرحه .
وقد فسرت ذلك وشرحته .
يا أمير المؤمنين، إن الله وله الحمد قد قلدك أمراً عظيماً: ثوابه أعظم الثواب، وعقابه أشد العقاب. قلدك أمر هذه الأمة فأصبحت وأمسيت وأنت تبني لخلق كثير قد استرعاكهم الله وائتمنك عليهم، وابتلاك بهم وولاك أمرهم، وليس يلبث البنيان ـ إِذَا أسس عَلَى غير التقوى ـ أن يأتيه الله من القواعد فيهدمه عَلَى من بناه وأعان عليه. فلا تضيعينَّ ما قلدك الله من أمر هذه الأمة والرعية، فإن القوة فِي العمل بإذن الله.
لا تؤخر عمل اليوم إِلَى غد، فإنك إِذَا فعلت ذلك أضعت، إن الأجل دون الأمل، فبادر الأجل بالعمل، فإنه لا عمل بعد الأجل.
وللموضوع بقية...............
يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري
(113-182هـ)
الإمام أبو يوسف أبرز تلاميذ الإمام أبي حنيفة النعمان مؤسس المذهب الحنفي، الذين قاموا بجهد هائل في نشر مذهب الحنفية ووضع أصوله.
نبذة عن الكتاب :
يعد الكتاب من أعظم كتب الفقه الإسلامي، كان استجابة لرسالة من الرشيد إلى قاضيه أبي يوسف في أن يضع له كتابا في مالية الدولة وفق أحكام الشرع الحنيف، وقد تضمن الكتاب بيانا بموارد الدولة على اختلافها، حسبما جاءت به الشريعة، ومصارف تلك الأموال، وتطرّق إلى بيان الطريقة المثلى لجمع تلك الأموال، وتعرض لبعض الواجبات التي يلزم بيت المال القيام بها.. وهو ما أغفله بعض الولاة.
والكتاب وثيقة تاريخية مهمة في تصوير بعض الأحوال المالية والاجتماعية في هذا العصر، فهو يندد ببعض ممارسات بعض الولاة مع أهل الخراج، حيث يطالبونهم بما ليس واجبا عليهم من أموال، ويشتطون في تحصليها.
ويقترح أبو يوسف في "الخراج" على الخليفة أن يجلس للنظر في مظالم الرعية مجلسا واحدا في الشهر أو الشهرين، يسمع فيه من المظلوم، وينكر على الظالم؛ حتى ينتهي الولاة عن ظلم رعيتهم، كما حثّه على أن يجيب مطالب المزارعين وأهل الخراج في كل ما فيه مصلحة لهم، كحفر الأنهار. ويلتزم بيت المال بالإنفاق على تلك المشروعات.. وخلاصة القول إن أبا يوسف وضع نظاما شاملا للخراج يتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية.
وسنتاول بعض الأمور والنقاط التي يمكن الوقوف عندها في هذا الكتاب القيم لنعرف مدى عظمة ديننا ونباهة فقهائنا وبعد نظرهم ...
هذا الجزء الأول من رسالة أبي يوسف للخليفة هارون الرشيد وانظر يا رعاك الله الى لغة الخطاب بين عالم رباني وخليفة عادل :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
(هذا ما كتب به أبو يوسف رَحِمَهُ اللهُ إِلَى أمير المؤمنين هارون الرشيد)
أطال الله بقاء أمير المؤمنين , وأدام لَهُ العز فِي تمام من النعمة , ودوام من الكرامة , وجعل ما أنعم به عليه موصولا بنعيم الآخرة الذي لا ينفذ ولا يزول , ومرافقة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
إن أمير المؤمنين أيده الله تعالى سألني أن أضع لَهُ كتابا جامعا يعمل به فِي جباية الخراج , والعشور والصدقات والجوالى , وغير ذلك مما يجب عليه النظر فيه والعمل به , وإنما أراد بذلك رفع الظلم عن رعيته , والصلاح لأمرهم .
وفق الله تعالى أمير المؤمنين , وسدده وأعانه عَلَى ما تولى من ذلك , وسلمه مما يخاف ويحذر , وطلب أن أبين لَهُ ما سألني عنه مما يريد العمل به , وأفسره وأشرحه .
وقد فسرت ذلك وشرحته .
يا أمير المؤمنين، إن الله وله الحمد قد قلدك أمراً عظيماً: ثوابه أعظم الثواب، وعقابه أشد العقاب. قلدك أمر هذه الأمة فأصبحت وأمسيت وأنت تبني لخلق كثير قد استرعاكهم الله وائتمنك عليهم، وابتلاك بهم وولاك أمرهم، وليس يلبث البنيان ـ إِذَا أسس عَلَى غير التقوى ـ أن يأتيه الله من القواعد فيهدمه عَلَى من بناه وأعان عليه. فلا تضيعينَّ ما قلدك الله من أمر هذه الأمة والرعية، فإن القوة فِي العمل بإذن الله.
لا تؤخر عمل اليوم إِلَى غد، فإنك إِذَا فعلت ذلك أضعت، إن الأجل دون الأمل، فبادر الأجل بالعمل، فإنه لا عمل بعد الأجل.
وللموضوع بقية...............
تعليق