إلى أختي الداعية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تتيه حروف الفؤاد وتٌنشد الأطيار ألحان الحب والوفاء؛ لرفقةٍ أحببناها، وأيامٍ معًا قضيناها.لكِ أختي أرق سلام، ولجهدك كل التقدير والدعاء، ولحضوركِ أجمل تحية، فهنيئًا لكِ ما قدمتِ، وحقق لكِ الله رجاءكِ، وأعزّ بكِ الإسلام وأهله، وعلّمكِ ما ينفعكِ، ونفعكِ بما علّمك.
ولترق الحروف، ويخلد اللقاء، ويذكرنا الله فيمن عنده، نجمل رسالتنا في آية، يقول الحق تبارك وتعالى: "الّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون" [البقرة:3]، إيمانٌ بالغيب، وإقامة للصلاة من غير تقصير أو إهمال في الحقوق والأركان والشروط، وإنفاقٌ من رزق الله الذي رزقنا إياه، وهذا ما نريد أن نقف معه.
فالرزق: كل نعمة أنعمها الله علينا، الصحة والجوارح، الالتزام والستر، الجمال الروحي والظاهري، الكتاب والعلم، المال والبنون، فهل أنفقنا من هذا في سبيل الله؟؛ فالعلم رزقٌ خصَنا الله به؛ لننفق منه ونتصدق به ونستثمره؛ حتى نحقق فيه العبادة والاستخلاف، وكذلك الأخوة في سبيل الله، واللقاءات التي تجمعنا مع أخواتنا في الله اتفقنا أو اختلفنا؛ هي رزق من الله، فلننفق منها ولنقدم الوفاء والنصيحة ولنتواصى بالحق والصبر حتى ندخل الجنة زُمَرًا.
كم من صداقة ومصروف وأوقات أنفقناها في غير موردها، ونسينا النية، ونسينا أنها رزق مستأمنون عليه، وهذا لا يعني أن نقف؛ ولكنها دعوةٌ لنقبل على الله في قابل الأيام بنفسية أكثر همة وعطاء وحبًا للبذل والفداء.
أختي الحبيبة، أيام العُمر تنقضي، ولا نعلم كم يطول بنا العمر، أو مَن سيلتحق بالرفيق الأعلى قبل الآخر، ومَن سيرفع الله بها منا الراية ويُعز بها الإسلام وينفع بها وبعلمها ودينها، ومَن سيستغني الله عنها فيخذلها عن حياض الدعوة والعمل؛ فتنتكس على عقبيها خاسرة الدنيا والآخرة وحاشى لله أن تكوني كذلك.
دينك التزامك، علمك تخصصك، فكرك ثقافتك، فؤادك أخوتك، رسالتك وهدفك، بهذه معًا تتميزين، إن وازنتها وتعهدتها بالتفقد والتطوير.
ولتحرصي حبيبتي على أن تكوني الأفضل عند الله عز وجل في أهل السماء، والأفضل في أهل الأرض، ولا تقارني نفسكِ بغيرك؛ فالتفرد قيمة ليست مطلوبة لذاتها؛ بل لأصالة ما فيها من رقي يرفعكِ عن دنو الحياة إلى سماء تحلقين في فضاءاتها دون قيود مثقلة من الهموم والتفكير الدنيوي.
ولكِ في جنبات روحي مُقام، وحب، ودعاء، ووفاء
تعليق