إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدعوة السلفية ومنهج السلف الصالح. ج5. الشيخ: فؤاد أبو سعيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدعوة السلفية ومنهج السلف الصالح. ج5. الشيخ: فؤاد أبو سعيد

    الدعوة السلفية أقصد الإسلامية

    ومنهج السلف الصالح

    الحلقة الخامسة

    جمع وإعداد

    صاحب الفضيلة

    الشيخ: فؤاد بن يوسف أبو سعيد حفظه الله تعالى

    أهدافُ الدعوة الإسلامية ومنطلقاتُها، وما الذي تدعو إليه؟ (ج3)



    ثامنا: ومن حِفاظِ هذه الدعوةِ الطيبةِ المباركةِ على الترابطِ الأُسريِّ؛ جَعلَت في سُلَّمِ الأولويَّات طاعةَ الآباءِ وكبارِ الإخوةِ والأقارب، فحبُّهم وطاعتُهم من منهج هذه الدعوةِ المباركة؛ دعوةِ الإسلام، من عقَّ والديه أو أحدَهما فهو في سلفيته كاذب، ويحلُم أنه سلفيٌّ؛ من بات وأحدُهما أو كلاهما عليه غاضب، ولو كان الوالدان كافرَين، أو مشركَين أو مبتدعَين؛ فواجب علينا مصاحبتها في الدنيا معروفا، ولا نطيعهما في مخالفة الدين، عَنْ طَارِقٍ الْمُحَارِبِيِّ، قَالَ: قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ النَّاسَ وَهُوَ يَقُولُ: "يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ: أُمَّكَ، وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ، وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ، أَدْنَاكَ ". سنن النسائي (2532).

    فاحترامُ كبارِ الإخوةِ والأقاربِ، وحُسْنُ معاملتهم من أهم مقومات هذه الدعوة.



    تاسعا: وللترابطِ الاجتماعيِّ؛ لم تُهمِل الدعوةُ دورَ الوجهاءِ وعِلْيَةِ القومِ ممَّن لهم تأثيرٌ في المجتمع، بل حافظت على كبارِ العائلاتِ والقبائلِ ومسئوليها، والمخاتيرِ والوجهاءِ ورجالِ الإصلاحِ، فهؤلاء لهم كلمتُهم المسموعةُ، ولهم مكانتُهم بين أهليهم وذويهم، وإقصاؤهم وإبعادُهم عن معتركِهم في المجتمعِ يؤدي إلى خَلْخلةٍ في القيَمِ، وزَلْزلةٍ في بُنيانِ المجتمعِ.فقد ثبت في الحديث: «ليس منا من لم يجلَّ كبيرنا، ويرحمْ صغيرنا، ويعرفْ لعالمنا حقَّه». ورمز له السيوطي (حم ك) عن عبادة بن الصامت، صحيح الترغيب (96)، صحيح الجامع (5443)، وفي آخر: «ليس منا من لم يرحمْ صغيرنا، ويعرف شرف كبيرِنا». ورمز له السيوطي (حم ت ك) عن ابن عمرو. صحيح الترغيب (98)، (خد، د، الحميدي)، صحيح الجامع (5444).

    فليس من أهل الدعوة السليمة الصحيحة؛ من خالفَ ذلك، وأهانَ من أُمِرْنا بتوقيرِه وتبجيلِه، وتشريفِه ومعرفةِ حقه، فليس من منهج الصحابة والتابعين الحطُّ من أقدارِ هؤلاء واحتقارُهم، أو التشنيعُ عليهم، فبهم تجتمعُ كلمةُ العائلاتِ، وعلى أيديهم تفضُّ الخصومات، وهم الواسطةُ والشفعاءُ بين أفراد المجتمع مع بعضِهم؛ وبين الأفرادِ وأولياءِ الأمورِ لقضاء الحاجاتٍ، التي لا تُنالُ إلا بواسطتهم وجهودِهم، فإهمالُهم تحطيمٌ للمجتمع، وتدميرٌ للأمَّة، وإشاعةٌ للفوضى، ولا يمكن البتةَ أن يحُلَّ محلَّهم أيُّ حزبٍ أو تنظيمٍ، أو فصيلٍ أو حركةٍ، حتى الحكومةِ والشرطةِ ترجعُ إليهم في الإصلاحاتِ العشائرية، وفض الخصومات العائلية.

    وهذا ما لا يخالف منهجَ سلفِ الأمَّة، بل تحضُّ عليه الدعوةُ الحقَّةُ، التي هي بالكتاب والسنة مدعومة، لا الدعوةُ المدَّعاةُ المزعومةُ الموهومةُ.



    عاشرا: الدعوة الإسلامية السلفية دعوة بالحسنى، وليست حركةً حزبيَّة، دعوة لدين الإسلام؛ دين السلم والسلام، والأمن والأمان، نسالم من يسالمنا، ونعادي من يعادينا، {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}. [النحل: 125]، وعن عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ اليَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ: وَعَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَهْلاً يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ". صحيح البخاري (6024)، صحيح مسلم (2165).



    حادي عشر: الدعوة الإسلامية السلفية ليست دعوةً دمويَّة، همُّها البطش والقتلُ، والإفساد في الأرض، بل هي دعوة للمحبة والوفاء والإخاء، والرحمة للإنسانية والمخلوقات، قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ؛ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ». أبو داود (4941)، الترمذي ت شاكر (1924). وليست دعوةً للقسوة ولا للعصبية، بل هي دعوة فيها الرفق واللين، {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}. (البقرة: 256)، {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}. (الكهف: 29).



    ثاني عشر: الدعوة الإسلامية السلفية ليست فكرةً أجنبية، أو مقالةً شرقيةً أو غربية، إنها أصيلةٌ عربية، نابعةٌ من قلب الجزيرة العربية، نبيُّها عربي، وقرآنُها عربي، ولسانُها عربي، {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}. [فصلت: 3]، وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ اخْتَارَ الْعَرَبَ، فَاخْتَارَ مِنْهُمْ كِنَانَةَ"، أَوْ قَالَ: "النَّضْرَ بْنَ كِنَانَةَ". شَكَّ حَمَّادٌ، "ثُمَّ اخْتَارَ مِنْهُمْ قُرَيْشًا، ثُمَّ اخْتَارَ مِنْهُمْ بَنِي هَاشِمٍ، ثُمَّ اخْتَارَنِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ"، هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنٌ. السنن الكبرى للبيهقي (7/ 216) (13765).

    قال محدث العصر ناصر الدين والسنة الألباني رحمه الله تعالى: [بيد أن ذلك لا ينافي أن يكون جنس العرب أفضل من جنس سائر الأمم، بل هذا هو الذي أؤمن به وأعتقده وأدين الله به -وإن كنت ألبانيًّا؛ فإني مسلم ولله الحمد-، ذلك لأن ما ذكرته من أفضلية جنس العرب؛ هو الذي عليه أهل السنة والجماعة، ويدل عليه مجموعة من الأحاديث الواردة في هذا الباب، منها قوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ".

    رواه أحمد (4 / 107) والترمذي (4 / 392) وصححه وأصله في " صحيح مسلم " (7 / 48) وكذا البخاري في " التاريخ الصغير " (ص 6) من حديث واثلة بن الأسقع، وله شاهد عن العباس بن عبد المطلب، عند الترمذي وصححه، وأحمد، وآخر عن ابن عمر عند الحاكم (4 / 86) وصححه]. انظر غير مأمور (سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 303) تحت الكلام على حديث رقم (163).

    فهي دعوة تعتز بعروبتها، ولا تنسلخ من قوميتها، دونما تعصب ولا تحزب، فقد [قَدِمَ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدُ بُلَيٍّ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ، فَأَنْزَلَهُمْ رُوَيْفِعُ بْنُ ثَابِتٍ الْبَلَوِيُّ عِنْدَهُ، وَقَدِمَ بِهِمْ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: هَؤُلاءِ قَوْمِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَرْحَبًا بِكَ وَبِقَوْمِكَ» فَأَسْلَمُوا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكُمْ لِلإِسْلامِ، فَكُلُّ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ عَلَى غَيْرِ الإِسْلامِ فَهُوَ فِي النَّارِ»]. عيون الأثر لليعمري الربعي، أبو الفتح، فتح الدين (المتوفى: 734هـ) (2/ 315).

    وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , قَالَ: لَمَّا قَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّبْيَ بِالْجِعْرَانَةِ أَعْطَى عَطَايَا قُرَيْشًا وَغَيْرَهَا مِنَ الْعَرَبِ , وَلَمْ يَكُنْ فِي الأَنْصَارِ مِنْهَا شَيْءٌ , فَكَثُرَتِ الْقَالَةُ وَفَشَتْ حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ: أَمَّا رَسُولُ اللَّهِ فَقَدْ لَقِيَ قَوْمَهُ , قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ: «مَا مَقَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْ قَوْمِكَ أَكْثَرُوا فِيهَا» , قَالَ: فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: فَقَدْ كَانَ مَا بَلَغَكَ، قَالَ: «فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ؟» قَالَ: مَا أَنَا إِلاَّ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي..]. مصنف ابن أبي شيبة (7/ 418) (36997).

    وفي رواية: (قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا أَنَا إِلاَّ امْرُؤٌ مِنْ قَوْمِي، وَمَا أَنَا؟). مسند أحمد ط الرسالة (18/ 254).

    عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسًا مِنْ قَوْمِي فِي تُهْمَةٍ فَحَبَسَهُمْ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ عَلامَ تَحْبِسُ جِيرَتِي؟ فَصَمَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ فَقَالَ: إِنَّ نَاسًا لَيَقُولُونَ إِنَّكَ تَنْهَى عَنِ الشَّرِّ، وَتَسْتَخْلِي بِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا يَقُولُ؟" قَالَ: فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ بَيْنَهُمَا بِالْكَلامِ مَخَافَةَ أَنْ يَسْمَعَهَا، فَيَدْعُوَ عَلَى قَوْمِي دَعْوَةً، لا يُفْلِحُونَ بَعْدَهَا أَبَدًا، فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ حَتَّى فَهِمَهَا فَقَالَ: "قَدْ قَالُوهَا أَوْ قَائِلُهَا مِنْهُمْ، وَاللهِ لَوْ فَعَلْتُ لَكَانَ عَلَيَّ، وَمَا كَانَ عَلَيْهِمْ خَلُّوا لَهُ عَنْ جِيرَانِهِ". قال في الحاشية: إسناده حسن، بهز بن حكيم وأبوه صدوقان..]. مسند أحمد ط الرسالة (33/ 223) (20019).

    وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: جَزِعْتُ عَلَى مَنْ أُصِيبَ بِالْحَرَّةِ مِنْ قَوْمِي، فَكَتَبَ إِلَيَّ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ وَبَلَغَهُ شِدَّةُ حُزْنِي، فَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَلأَبْنَاءِ الأَنْصَارِ»، شَكَّ ابْنُ الْفَضْلِ فِي «أَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ». الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (3/ 355) (1748).

    عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا ذُكِرَ يَوْمُ أُحُدٍ يَقُولُ: (فَرَأَيْتُ رَجُلاً يُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُونَهُ وَأَرَاهُ قَالَ: بِجَنْبِهِ), فَقُلْتُ: (كُنْ طَلْحَةَ حَيْثُ فَاتَنِي مَا فَاتَنِي), فَقُلْتُ: (يَكُونُ رَجُلاً مِنْ قَوْمِي أَحَبُّ إِلَيَّ ,..) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (8/ 174).

    وهذا أمر فطري لا ينكر، والمنكر التعصب للقوم على الباطل.

    والخلاصة في أهداف الدعوة الإسلامية السلفية ومنطلقاتها، وما تدعو إليه أنها تركِّز على إخلاص العبادة لله تعالى، وتنبذُ البدعَ والخزعبلات التي أُلصقت بالإسلام وليست منه، فـ(السلفية)؛ تصفية وتربية، علمٌ ثم عمل، في أمور الدين؛ تحث على النظر إلى من سبق بإحسان، والاقتداءِ وبهم، وفي أمور الدنيا تحث على النظر إلى الأمام، إلى أصحاب السبْق في الاختراع والأخذِ منهم.



    وكما أن دعوة الإسلام السلفية تتضمن نقاءَ التوحيد من الشرك والبدع، وصفاءَ العبادة من البدع والرياء، فكذلك تشمل حُسْنَ الأخلاق، وجميلَ الآداب، وحُسنَ المعاملة، في الزواج والبيع والشراء، والجهادِ والأسرِ والقتال، والإيفاءِ بالعهود للمسلمين والمحاربين، وأهل الذمَّة والمستأمنين، إذا ادَّعيت أنك سلفيّ؛ فاستمع إلى حكم النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ، وَمُتَسَرِّيهِمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ، لا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ». أبو داود (2751)، النسائي (4735) وصححه في إرواء الغليل (7/ 265) (2208).

    فكيف بمن يتقصد من دخل بلاد المسلمين آمنا مؤمَّنا بتأشيرة دخول فيعرضه للقتل والإرهاب؟!!

    يتبع في الحلقة السادسة -إن شاء الله-
جاري التحميل ..
X