إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التمكين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التمكين

    التمكين

    قد يفهم كثير من المسلمين معنى التمكين على غير المعنى الشرعي

    فالتمكين ليس لذوات المسلمين وجماعتهم

    إنما التمكين للدين

    أما المسلمين فيسمى علوهم وسؤددهم ( استخلافا ) تبعا لتمسكهم بدينهم على النحو الذي يرضاه ربهم لا الذي يرضونه هم وإن ظنوا أنهم متمسكون بالدين

    مصداق ذلك قول الله تعالى

    وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور : 55]

    هذا وعد الله , والله سبحانه لا يخلف وعده

    ومن هنا نعرف متى يستخلف الله المسلمين ومتى يستضعفون

    ونعرف أن الدين الذي يمكنه الله هو الدين الذي يرضاه , لا الدين القائم على البدع والتحزبات والأهواء ( دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ )

    شرط الإستخلاف هو الإيمان وعمل الصالحات

    والقيام بما أوجبه الله من محاربة الشرك ووسائله

    فأعظم ذنب عصي به هو الشرك

    والذنب الذي لا يغفره الله هو الشرك

    والذنب الذي ضلت به أمم قبلنا هو الشرك

    وأهم أسباب استضعاف الأمة فشو الشرك فيها وقلة المنكرين والكارهين له

    كما جاء في الآية الكريمة ( يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً )


    إذا حقق المسلمون هذه الشروط استخلفهم و مكن الله لهم دينهم بتطبيق شريعته ظاهرا وباطنا في شؤونهم كلها

    وبغير ذلك لا استخلاف ولا تمكين

    يقول الله عز وجل ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) الآية

    ولو تأملنا الحديث المشهور وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ) إلى آخر الحديث

    أقول تأملناهذا الحديث لوجدنا فيه معنى قوله تعالى ( وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ )

    فإن زمن الخلافة الراشدة كانت فترته أعظم فترة استخلاف , وبالتالي أعظم فترة تمكين للدين

    يقول ابن القيم ( وَلَيْسَ فِي الْحِكْمَة الالهية ان يُولى على الاشرار الْفجار الا من يكون من جنسهم وَلما كَانَ الصَّدْر الاول خِيَار الْقُرُون وأبرها كَانَت ولاتهم كَذَلِك فَلَمَّا شابوا شابت لَهُم الْوُلَاة ) مفتاح دار السعادة

    ولو استخلف الله المسلمين ومكن لهم دينهم على غير ما يرضاه لضاع الدين وحرف كما حرف دين من قبلنا

    فسبحان الحكيم العليم

    يقول ابن القيم ( فإياك ان تظن بظنك الفاسد أن شَيْئا من أقضيته وأقداره عَارٍ عَن الْحِكْمَةِ الْبَالِغَة )

    قال تعالى ( فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) [البقرة : 137]

    قال مالك رحمه الله : لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها


    وهذا الأمر يغفل عنه كثير من المصلحين

    بل أن بعضهم يتجنب التحذير من الشرك والبدع خشية أن يفرق المسلمين أو ينفر الناس منه ( بزعمه )

    والبعض ظن أن الوصول إلى الحكم ولا شيء غيره هو السبيل لصلاح الأمة , لأنه لم يعرف سنن الله سبحانه في خلقه

    القصد أن ما يجري على المسلمين مما يكرهونه هو بما كسبت أيديهم

    يقول تعالى ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ [الشورى : 30]

    وفي السنة المطهرة بيان أن ما يجري على المسلمين هو بسبب تفريطهم وذنوبهم

    ومن ذلك

    عن عبد الله بن عمر قال أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم

    وكذا قول النبي صلى الله عليه وسلم

    ( إذا تبايعتم بالعِيْنَةِ وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذُلاًّ ، لا يَنزعه شيءٌ حتى ترجعوا إلى دينكم )


    هذه سنة الله لا تتبدل ولا تتغير

    يقول تعالى ( فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً ) [فاطر : 43]

    اسأل الله أن يجعل ما نكتبه ونقوله حجة لنا لا علينا

    والله أعلم وأحكم وهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل

    منقول
جاري التحميل ..
X