إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رسائل في انقضاء شهر رمضان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسائل في انقضاء شهر رمضان

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

    ها هو رمضان موسم الخير قد انقضى ، انقضى شهر الصيام والقيام ، انقضى بعد أن هبت على القلوب نفحة من نفحات نسيم القرب من الله عز وجل.

    ياخير من نزلَ النفوسَ أراحلٌ ؟؟
    بالأمسِ جئتَ فكيفَ كيفَ سترحلُ؟؟
    بكتِ القلوبُ على وداعك حرقةً
    كيف العيونُ إذا رَحَلتَ ستفعلُ
    من للقلوبِ يضمها في حزنها
    من للنفوس لجرحها سيعلّلُ
    ما بال شهر الصومِ يمضي مسرعاً
    وشهورُ باقي العام كم تتمهّلُ
    عشنا انتظارك في الشهورِ بلوعةٍ
    فنزلتَ فينا زائراً يتعجّلُ
    ها قد رحلت أيا حبيبُ، وعمرنا
    يمضي ومن يدري أَأَنتَ ستقبلُ
    فعساكَ ربي قد قبلت صيامنا
    وعساكَ كُلَّ قيامنا تتقبَّلُ

    أيها الأخوة الأحباب : لنا في ختام هذا الشهر الكريم اربع رسائل عسى الله ان ينفعني واياكم بها

    الرسالة الاولى: ماذا بعد رمضان؟
    قال تعالى : وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا
    ايها الأخ الكريم كن ربانيا ولا تكن رمضانيا فحسب
    فإن انقضى رمضان فلا ترجع عما عملت فيه ولا تفتر
    فمواسم الخير كثيرة تتكرر
    فإن انتهى صيام رمضان فهناك صيام النوافل
    ولئن انتهى قيام رمضان فقيام الليل مشروع في كل ليلة
    ولئن تلوت القرآن في رمضان فلم لا تتلوه في غير الشهور من العام.
    صحيح أن النفوس تمل، ولا يمكن أن تبقى على حال واحدة من النشاط والإقبال، وأن لمواسم الخيرات نفحاتها ورحماتها وبركاتها وإقبالها
    ولكن ....... ان فترت همتك يوماً فلا تفتر عن واجب، ولا تتجاوز إلى محرم. واسمع قول حبيبك صلى الله عليه وسلم: ((إن لكل عمل شرة ، و لكل شرة فتنة ، فمن كان فترته إلى سنتي فقد اهتدى ، و من كانت إلى غير ذلك فقد هلك ))

    أخي الحبيب: إن من علامات قبول الطاعة....الطاعة بعدها، والحسنة تنادي أختها، والموفق من حافظ على حسناته من الضياع، وواظب على الطاعات والإحسان حتى يأتيه الموت وهو على أحسن حال من الإنابة والإقبال على الله.

    أما الرسالة الثانية: فصيام ست الكمال من شوال
    روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي أيوب الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلــَّم قال : من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدًّهر
    ومعنى الدهر هنا أي سنة كاملة ويبين هذا حديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " . رواه ابن ماجه وصححه الألباني
    وابن خزيمة في صحيحه ولفظه وهو رواية النسائي قال صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة
    قال الإمام النووي - رحمه الله -: قال العلماء: (وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين..)

    أما كيفية صيامها فلك حرية الاختيار تصومها متتالية ام متفرقة ، بعد يوم العيد مباشرة ام في منتصف الشهر او اخره.

    أما الرسالة الثالثة فهي زكاة الفطر :
    قال عبدُالله ابنُ عَمرَ رضي الله عنهما: فرض رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم زكاة الفطر من رمضانَ صاعاً من تَمْرٍ أو صاعاً من شعيرٍ على العبدِ والحرِّ والذكر والأنثى والصغيرِ والكبيرِ من المسلمين. متفق عليه.

    وأما حِكمتُها فإحسانٌ إلى الفقراءِ وكفٌّ لهم عن السؤالِ في أيام العيدِ ليُشَاركوا الأغنياءَ في فرحِهم وسرورِهم بِه ويكونَ عيداً للجميع. وفيها الاتصافُ بخلق الكرمِ وحبِّ المواساة وفيها تطهيرُ الصائمِ مما يحصلُ في صيامِه من نقصٍ ولَغْوٍ وإثْمٍ، وفيها إظهارُ شكرِ نعمةِ الله بإتْمامِ صيامِ شهرِ رمضانَ وقيامِه وفعلِ ما تَيَسَّرَ من الأعمالِ الصالحةِ فيه.

    وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: فرضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم زكاةَ الفطرِ طُهرةً للصائمِ من اللغوِ والرفثِ وطعمةً للمساكين، فمن أدَّاها قبل الصلاةِ فهي زكاةٌ مقبولةٌ، ومن أدَّاها بعدَ الصلاةِ فهي صدقةٌ من الصدقاتِ
    وباختصار انها تجب على المسلم الذي يملك مِقدار الزكاة فاضلاً عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته، وعن سائر حوائجه الأصلية. ويخرجها عن نفسه واولاده وزوجاته

    اما كيفية اخراجها فتخرج بصاع من غالب قوت البلد كالقمح والشعير والأرز والتمر ... واما غالب قوتنا فهو القمح ومقداره 2.400 جرام ويجوز أداء قيمة الصاع نقوداً وهو مذهب الأحناف وروي عن عمر بن عبد العزيز والحسن البصري.

    اما وقتها من غروب شمس اخر يوم من ايام رمضان الى وقت صلاة العيد ويجوز اخراجها قبل يوم او يومين من العيد ولا يجوز اكثر من ذلك

    اما الرسالة الرابعة والأخيرة :

    روى الامام البخاري في صحيحه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه

    فها هو العيد قد أتى وقد فرح الصائمون بفطرهم وما بقي لنا الا الفرح الكبير يوم ان نلقى رب العالمين وننظر الى وجهه الكريم

    فــليأتى العيد وقلوبنا سمحه ونفوسنا صافية وايادينا ممدودة للآخرين بالتحية والسلام

    فــليأتى العيد ونحن ننحى الخلافات جانبا ونمسح الآثار السيئة للأنانية وحب الذات

    فــليأتى العيد ونحن نؤدى كل الفضائل ونترك كل الرذائل ونقبل على الحياة بــ وجه مشرق ونفوس صافية وقلب عامر بالحب والايمان...

    وأما آداب العيد:
    1- التكبير من غروب شمس ليلة العيد الى صلاة العيد. قال تعالى: (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
    2- صلاة العيد وهي سنة مؤكدة وقد أمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم النساءَ أن يَخْرُجنَ إلى صلاةِ العيد، مع أنَّ البيوتَ خيرٌ لهن فيما عدَا هذه الصلاة. وهذا دليلٌ على تأكيدها

    اما اداب صلاة العيد:
    1- أنْ يأكُلَ قبلَ الخروجِ إلى صلاة عيدِ الفطرِ تَمَرَاتٍ وتراً ثلاثاً أوْ خمساً أو أكثرَ لقولِ أنس بن مالكٍ رضي الله عنه: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلّم لا يَغْدُو يومَ الفطرِ حتى يأكل تمراتٍ ويأكلُهن وِتراً»، رواه أحمد والبخاري
    2- أن يخرُجُ ماشياً لاَ راكباً إلا مِنْ عذرٍ كعَجْزٍ وبُعْدٍ
    3- ويسن الاغتسال ويسنُّ للرجلِ أنْ يتجَمَّل ويلبسَ أحسنَ ثيابِه
    4- وان يذهب للصلاة من طريق ويرجع من طريق آخر

    وفي الختام نقول:
    رمضانُ لا أدري أعمري ينقضي
    في قادم الأيامِ أم نتقابلُ!!

    فالقلبُ غايةَ سعدِهِ سيعيشُها
    والعين في لقياكَ سوف أُكحِّلُ

    اسأل الله العظيم ان يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الاعمال وكل عام وانتم بخير
جاري التحميل ..
X