بسم الله الرحمن الرحيم
شواطئنا إلى أين؟!
الحمد لله والصَّلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ..
إنَّ البحرَ آيةٌ عظيمةٌ من آيات الله الدَّالة على عظمته وجبروته، وأحدُ المخلوقات العظيمة التي تذكر ربَّها وتُسَبِّح بحمده ، ومع
هذا، فإنَّه ممَّا يُحزن القلب، ويؤلم الفؤاد، أن يتمتع العبدُ المسلمُ بشواطئ البحار، ويتقلب في نِعَمَ الله، ثمَّ يقابل هذه النِّعمَ
بالمعاصي والمنكرات، وتضييع الصلوات . جاء في مسند الإمام أحمد بسند ضعيف أنَّ رسول الله e قال : ( لَيْسَ مِنْ لَيْلَةٍ إِلَّا وَالْبَحْرُيُشْرِفُ فِيهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَلَى الْأَرْضِ يَسْتَأْذِنُ اللَّهَ فِي أَنْ يَنْفَضِخَ عَلَيْهِمْ فَيَكُفُّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ )
ما الذي يحدث ؟؟!! نِعَمُ الله إلي العباد نازلةً، ومعاصيهم إليه صاعدة ، فأينَ الحياء ممََّّن أحسنَ وتفضَّل ؟؟ وأين الشكر لمن
أعطى وأكرم ؟؟ نروح ونجيء .. نأكل ونشرب .. نلهو ونلعب ، ثمَّ نعصى ونتمرد ، فهل يأمن أحدُنا أن يُختمَ له بسوء ؟؟!!
ومع هذا، فإنَّ من الأخيار والصالحين من يتمتع بالبحار وشواطئها, ويتنعم بما أباح اللهُ له، ولكنَّه، يحفظ حدود ربِّه، ولا
يتجاوز حدَّه، فهو يحافظ على الصلوات ويبتعد عن المعاصي والمحرَّمات، وهو مع متعته وسعادته في طاعة وعبادة.
بعض المخالفات التي تكثر على شواطئ البِّحار، والتي يجب على المسلم والمسلمة أن يحذروها :
1- تركُ الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر :
إنَّ انتشار المعاصي والمنكرات وترك الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، سببٌ لنزول المصائب والبلاءات بالفرد والمجتمع.
كيف لا، والنَّبي eيقول ] : والذي نفسي بيده لتأمُرُنَّ بالمعروف ولتنهوُنَّ عن المنكر ، أو ليوشكنَّ اللهُ أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم . [حديث حسن.
والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر ليس خاصاً بأحدٍ دون أحد ، بل هو واجبٌ على كل مسلم ، كلٌ على قَدْرِ استطاعته ، قال رسول صلى الله عليه وسلم : " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإنْ لمَْ يَسْتَطِعْ فَبلِسانِهِ، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أضْعَفُ اْلإِيمَانِ ". رواه مسلم
قال الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله-: " فلو قُدِّر أن رجلًا يصوم النَّهار ويقوم الليل، ويزهد في الدُّنيا كلها، وهو مع ذلك لا يغضب ولا يتمعَّر وجهه ولا يحمرّ لله، فلا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، فهذا الرجل من أبغض النَّاس عند الله، وأقلِّهم دينًا، وأصحابُ الكبائر أحسنُ حالًا عند الله منه " .
ومع هذا فإنَّ بعض الغافلين، ربَّما سخروا من الدعاة ولمزوهم دون أن يشعروا بقبح فعلهم وعظيم جُرْمِهم ، وهذا والله من الجهل وبَلادة الحسِّ وموت القلوب .
قال الزاهد بلال بن سعد رحمه الله : (لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى مَن عصيت) .
وإذا تُرِك الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر وعُطِّلت رايته ؛ ظهر الفساد في البرِّ والبحر، ووقع الهلاك والعذاب ، وانتفت
خيرية الأمَّة ، وظهر الجهل، واندثر العلم، وتفرّقت الأمَّة، وتسلَّط عليها أعداؤها، واستحقت لعنة الله، وتخبَّطت في ظلامٍ حالكٍ .
2- ترك الصلوات و تضييع الجُمعات:
إنَّ الصَّلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهى رأس الأمر و عموده، وهي من الإسلام بمنزلة الرأس من الجسد، وهي أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة ، وهى آخر وصيةٍ وصَّى بها النَّبي e أمَّتَه قبل موته.
وتارك الصَّلاة مُتَوعدٌ من الله بالويل والثبور وعظائم الأمور، مُتَوعدٌ بسقر ، وبأودية جهنَّم السحيقة ..
وتارك الصلاة تساهلاً، مختلفٌ في إسلامه ، فمن العلماء من قال بكفره ، ومنهم من قال بأنَّه فاسق فاجر. وأمَّا منكر الصلاة
فمتفقٌ على كفره .
ترك صلاة الجمعة :
إنَّ ترك صلاة الجمعة بدون عذرٍ شرعيٍ صحيحٍ يُعتبر معصية عظيمة، ويؤدي إلى الختم على القلب والغفلة والنِّفاق كما صحَّ
عن النَّبي e، وقد أمر اللهُ بترك البيع والشراء والأعمال والسعي لصلاة الجمعة .
3- الاختلاط بين الرِّجال و النِّساء:
يكثر الاختلاط على شواطئ البحار بين الرِّجال والنِّساء، فتجلس النِّساء والفتيات ويَِرُحن ويجئن بين الرِّجال والشباب والمراهقين الذين أناخوا رحالهم على تلك الشواطئ، وقد تجلس النِّساء في مجالس ملاصقة لمجالس الرِّجال في الكافيتريات أو غيرها من الأماكن، ينظر بعضهم إلى بعض، ومثل تلك المجالس تتطاير فيها سهام الشياطين، فيختلس الشيطان من المؤمن أو المؤمنة النَّظرة ليجرَّه إلى ما وراءها، فتصيب سهامه هذا، وتنال من تلك، فإذا سُترت العورات ومُنع التبرج والاختلاط لم يعد للشرِّ أبوابٌ أو نوافذ يدخل منها الشيطان إلى النُّفوس ، وقد قيل :
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السِّهام بلا قوس ولا وتر
وحتى يكتملَ المشهد، ترى بعض النِّساء والبنات يتسكعن على الشاطئ أمام الرِّجال بملابسَ وهيئاتٍ محرَّمة ، وقد يلبسن الملابس الضَّيقة أو البناطيل والقمصان، ضاحكات متمايلات، فاتنات مفتونات، دون خجل منهنَّ أو حياء، أو غَيرة من الآباء أو الإخوة والأزواج ، والأدهى من ذلك هو نزول بعضهنَّ للسِّباحة أمام الرِّجال أو بينهم، فتبرز تفاصيل أجسادهنَّ عندما تبتل الملابس وتلتصق بالأبدان ، هذا مع ما يصاحب نزولهن للماء من تضاحك وتمايل وحركات مستهترة، ويتفرج عليهنَّ كلُ من شاء لا يستطعن هنَّ، ولا من معهنَّ من الذكور أن يمنعوا أحداً من ذلك، فيا لموت الغَيرة و الحياء ، والله سائلٌ كلَ راعٍ عمَّا استرعاه يوم القيامة حفظ أم ضيّع .
وهناك اختلاطٌ خاصٌ، حيث تجتمع عدةُ عائلات – قد يكونون إخوة أو أقارب أو أصدقاء – بزوجاتهم وبناتهم ورجالهم وشبابهم، ينظرون إلى بعضهم البعض، يتحدثون ويتبادلون الضحكات والابتسامات، وهذا من الاختلاط المنهي عنه، لما يترتب عليه من مفاسد، قال e :" إيَّاكم و الدخول على النساء" ، فقال رجل من الأنصار، يا رسول الله أفرأيت الحمو ؟!! قال :"الحمو الموت " متفق عليه. والحمو: هو أخو الزوج أو قريبه.
وقال صلى الله عليه وسلم : " المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان " [ زَيَّنَها في نظر الرجال] صحيح .
4- كشف العورات :
أولاً : عورة المرأة:
إنَّ الواجب على المسلمة أن تتجنب كل ما يلفت أنظار الرِّجال إليها من ملابس وزينة وتكسّر ولين في المشي أو الكلام.
والحجاب الشرعي الصحيح، فرضٌ وواجبٌ على المسلمة كالصَّلاة والصيام ، فَرَضَه اللهُ عزّ َوجلَّ في كتابه وسنَّةِ نبيه صلى الله عليه وسلم لا مجال فيه للتفكير أو العقل ، أو كما تقول بعضهن : (حتى أقتنع) ، فالمسلمة الحرَّة الأصيلة تأبى عليها كرامتُها وعزَّتُها وشرفُها أن تبديَ مفاتنها، وتظهر زينتها، لتتمتع بها عيون الفاسقين والمتسكعين، كذلك فإنَّ الرجل الشريف الكريم يأبى، وتأبى عليه
أخلاقه ورجولتُه ونخوتُه أن يترك زوجتَه أو إحدى محارمه نهبًا لعيون الساقطين والفاسدين.
ثانياً :عورة الرجل:
وأمَّا بالنِّسبة للرِّجال ، فقد أجمع جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة، على أنَّ عورة الرَّجل مع الرَّجل ما بين السُّرَة إلى الرُّكبة، فمن تعمَّد كَشف ما بين السرَّة والرُّكبة فهو عاصٍ آثم، وعند البخاري موقوفاً : " الفخذ عورة ".
5- اللعب بالنَّرد ( الطَّاولة):
أو ما يُسمى بالزَّهر، فهذه اللعبة من جملة الألعاب المحرَّمة، حتَّى وإن خلت من القمار، لقول النَّبي صلى الله عليه وسلم : " من لعب بالنَّردشير فكأنَّما صبغ يده في لحم خنزير ودمه " رواه مسلم
و قال صلى الله عليه وسلم:" من لعب بالنَّرد ( أي الزَّهر ) فقد عصى اللهَ و رسولَه " . صحيح
وذهب الكثير من أهل العلم إلى أنَّ لعب الشطرنج حرامٌ كالنَّرد .
6-
لعب الورق ( الشدَّة ) :
قال الشيخ محمد بن صالح المنجد :
لعب الورق ( الشدَّة ) حرام، وذكر أنَّها مشابهة لفكرة النَّرد الذي حرَّمته الشريعة، وهى تُلهي عن ذكر الله وعن الصَّلاة ،وتُضَيِّع الأوقات، وتشتمل على فكرة المقامرة ، وتوقع الشحناء والبغضاء بين اللاعبين، و يقع فيها الغشّ والتحايل. وقد أفتى عدد من العلماء بحرمة لعب الورق منهم الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ابن عثيمين - رحمهما الله - وغيرهم من أهل العلم .
7- تدخين السجائر والشيشة :
التدخين داءٌ وبيلٌ، ومرضٌ خطيرٌ، ابتُلي به كثيرٌ من النَّاس، وهي عادةٌ قد ظهر خََبَثُها، وبان ضررُها، بحيث لم يعد هناك مجال للشك في القول بحرمتها، وإثم متعاطيها. والدخان خبيثٌ نتنٌ منتنٌ، وأضراره أكثر من أن تعدَّ وتحصى، ويصل بصاحبه إلى الموت البطيء وربَّما السريع، والتجارة فيه، بيعاً وشراءً، حرام، وماله خبيث محرَّم.
7- استماع الموسيقى و الغناء :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:" مذهب الأئمة الأربعة أنَّ آلات اللهو كلها حرام " وقال: " المعازف خمر النُّفوس تفعل بالنُّفوس أعظم ممَّا تفعل الكؤوس " المجموع (10 / 417 )
و يُستثنى من ذلك النشيد الخالي من المعازف والموسيقى إذا كان منضبطاً بالضوابط الشرعية، وكذلك يُستثنى الدُّف بدون خلاخل للنِّساء فقط لا للرِّجال، كما دلَّت الأدلة الشرعية الصحيحة، وكما بيَّن أهل العلم من أصحاب المذاهب المتبوعة.
نشرة الطريق إلى النعيم
http://www.jam-ibnbaz.net/viewNews.aspx?id=363
نشرة حتى لا نضل الطريق
http://www.jam-ibnbaz.net/viewNews.aspx?id=364
كانت فاتنة
http://www.jam-ibnbaz.net/viewNews.aspx?id=123
بين كريمان وصاحبة السفينة
http://www.jam-ibnbaz.net/viewNews.aspx?id=124
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين
شواطئنا إلى أين؟!
الحمد لله والصَّلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ..
إنَّ البحرَ آيةٌ عظيمةٌ من آيات الله الدَّالة على عظمته وجبروته، وأحدُ المخلوقات العظيمة التي تذكر ربَّها وتُسَبِّح بحمده ، ومع
هذا، فإنَّه ممَّا يُحزن القلب، ويؤلم الفؤاد، أن يتمتع العبدُ المسلمُ بشواطئ البحار، ويتقلب في نِعَمَ الله، ثمَّ يقابل هذه النِّعمَ
بالمعاصي والمنكرات، وتضييع الصلوات . جاء في مسند الإمام أحمد بسند ضعيف أنَّ رسول الله e قال : ( لَيْسَ مِنْ لَيْلَةٍ إِلَّا وَالْبَحْرُيُشْرِفُ فِيهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَلَى الْأَرْضِ يَسْتَأْذِنُ اللَّهَ فِي أَنْ يَنْفَضِخَ عَلَيْهِمْ فَيَكُفُّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ )
ما الذي يحدث ؟؟!! نِعَمُ الله إلي العباد نازلةً، ومعاصيهم إليه صاعدة ، فأينَ الحياء ممََّّن أحسنَ وتفضَّل ؟؟ وأين الشكر لمن
أعطى وأكرم ؟؟ نروح ونجيء .. نأكل ونشرب .. نلهو ونلعب ، ثمَّ نعصى ونتمرد ، فهل يأمن أحدُنا أن يُختمَ له بسوء ؟؟!!
ومع هذا، فإنَّ من الأخيار والصالحين من يتمتع بالبحار وشواطئها, ويتنعم بما أباح اللهُ له، ولكنَّه، يحفظ حدود ربِّه، ولا
يتجاوز حدَّه، فهو يحافظ على الصلوات ويبتعد عن المعاصي والمحرَّمات، وهو مع متعته وسعادته في طاعة وعبادة.
بعض المخالفات التي تكثر على شواطئ البِّحار، والتي يجب على المسلم والمسلمة أن يحذروها :
1- تركُ الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر :
إنَّ انتشار المعاصي والمنكرات وترك الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، سببٌ لنزول المصائب والبلاءات بالفرد والمجتمع.
كيف لا، والنَّبي eيقول ] : والذي نفسي بيده لتأمُرُنَّ بالمعروف ولتنهوُنَّ عن المنكر ، أو ليوشكنَّ اللهُ أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم . [حديث حسن.
والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر ليس خاصاً بأحدٍ دون أحد ، بل هو واجبٌ على كل مسلم ، كلٌ على قَدْرِ استطاعته ، قال رسول صلى الله عليه وسلم : " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإنْ لمَْ يَسْتَطِعْ فَبلِسانِهِ، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أضْعَفُ اْلإِيمَانِ ". رواه مسلم
قال الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله-: " فلو قُدِّر أن رجلًا يصوم النَّهار ويقوم الليل، ويزهد في الدُّنيا كلها، وهو مع ذلك لا يغضب ولا يتمعَّر وجهه ولا يحمرّ لله، فلا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، فهذا الرجل من أبغض النَّاس عند الله، وأقلِّهم دينًا، وأصحابُ الكبائر أحسنُ حالًا عند الله منه " .
ومع هذا فإنَّ بعض الغافلين، ربَّما سخروا من الدعاة ولمزوهم دون أن يشعروا بقبح فعلهم وعظيم جُرْمِهم ، وهذا والله من الجهل وبَلادة الحسِّ وموت القلوب .
قال الزاهد بلال بن سعد رحمه الله : (لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى مَن عصيت) .
وإذا تُرِك الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر وعُطِّلت رايته ؛ ظهر الفساد في البرِّ والبحر، ووقع الهلاك والعذاب ، وانتفت
خيرية الأمَّة ، وظهر الجهل، واندثر العلم، وتفرّقت الأمَّة، وتسلَّط عليها أعداؤها، واستحقت لعنة الله، وتخبَّطت في ظلامٍ حالكٍ .
2- ترك الصلوات و تضييع الجُمعات:
إنَّ الصَّلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهى رأس الأمر و عموده، وهي من الإسلام بمنزلة الرأس من الجسد، وهي أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة ، وهى آخر وصيةٍ وصَّى بها النَّبي e أمَّتَه قبل موته.
وتارك الصَّلاة مُتَوعدٌ من الله بالويل والثبور وعظائم الأمور، مُتَوعدٌ بسقر ، وبأودية جهنَّم السحيقة ..
وتارك الصلاة تساهلاً، مختلفٌ في إسلامه ، فمن العلماء من قال بكفره ، ومنهم من قال بأنَّه فاسق فاجر. وأمَّا منكر الصلاة
فمتفقٌ على كفره .
ترك صلاة الجمعة :
إنَّ ترك صلاة الجمعة بدون عذرٍ شرعيٍ صحيحٍ يُعتبر معصية عظيمة، ويؤدي إلى الختم على القلب والغفلة والنِّفاق كما صحَّ
عن النَّبي e، وقد أمر اللهُ بترك البيع والشراء والأعمال والسعي لصلاة الجمعة .
3- الاختلاط بين الرِّجال و النِّساء:
يكثر الاختلاط على شواطئ البحار بين الرِّجال والنِّساء، فتجلس النِّساء والفتيات ويَِرُحن ويجئن بين الرِّجال والشباب والمراهقين الذين أناخوا رحالهم على تلك الشواطئ، وقد تجلس النِّساء في مجالس ملاصقة لمجالس الرِّجال في الكافيتريات أو غيرها من الأماكن، ينظر بعضهم إلى بعض، ومثل تلك المجالس تتطاير فيها سهام الشياطين، فيختلس الشيطان من المؤمن أو المؤمنة النَّظرة ليجرَّه إلى ما وراءها، فتصيب سهامه هذا، وتنال من تلك، فإذا سُترت العورات ومُنع التبرج والاختلاط لم يعد للشرِّ أبوابٌ أو نوافذ يدخل منها الشيطان إلى النُّفوس ، وقد قيل :
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السِّهام بلا قوس ولا وتر
وحتى يكتملَ المشهد، ترى بعض النِّساء والبنات يتسكعن على الشاطئ أمام الرِّجال بملابسَ وهيئاتٍ محرَّمة ، وقد يلبسن الملابس الضَّيقة أو البناطيل والقمصان، ضاحكات متمايلات، فاتنات مفتونات، دون خجل منهنَّ أو حياء، أو غَيرة من الآباء أو الإخوة والأزواج ، والأدهى من ذلك هو نزول بعضهنَّ للسِّباحة أمام الرِّجال أو بينهم، فتبرز تفاصيل أجسادهنَّ عندما تبتل الملابس وتلتصق بالأبدان ، هذا مع ما يصاحب نزولهن للماء من تضاحك وتمايل وحركات مستهترة، ويتفرج عليهنَّ كلُ من شاء لا يستطعن هنَّ، ولا من معهنَّ من الذكور أن يمنعوا أحداً من ذلك، فيا لموت الغَيرة و الحياء ، والله سائلٌ كلَ راعٍ عمَّا استرعاه يوم القيامة حفظ أم ضيّع .
وهناك اختلاطٌ خاصٌ، حيث تجتمع عدةُ عائلات – قد يكونون إخوة أو أقارب أو أصدقاء – بزوجاتهم وبناتهم ورجالهم وشبابهم، ينظرون إلى بعضهم البعض، يتحدثون ويتبادلون الضحكات والابتسامات، وهذا من الاختلاط المنهي عنه، لما يترتب عليه من مفاسد، قال e :" إيَّاكم و الدخول على النساء" ، فقال رجل من الأنصار، يا رسول الله أفرأيت الحمو ؟!! قال :"الحمو الموت " متفق عليه. والحمو: هو أخو الزوج أو قريبه.
وقال صلى الله عليه وسلم : " المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان " [ زَيَّنَها في نظر الرجال] صحيح .
4- كشف العورات :
أولاً : عورة المرأة:
إنَّ الواجب على المسلمة أن تتجنب كل ما يلفت أنظار الرِّجال إليها من ملابس وزينة وتكسّر ولين في المشي أو الكلام.
والحجاب الشرعي الصحيح، فرضٌ وواجبٌ على المسلمة كالصَّلاة والصيام ، فَرَضَه اللهُ عزّ َوجلَّ في كتابه وسنَّةِ نبيه صلى الله عليه وسلم لا مجال فيه للتفكير أو العقل ، أو كما تقول بعضهن : (حتى أقتنع) ، فالمسلمة الحرَّة الأصيلة تأبى عليها كرامتُها وعزَّتُها وشرفُها أن تبديَ مفاتنها، وتظهر زينتها، لتتمتع بها عيون الفاسقين والمتسكعين، كذلك فإنَّ الرجل الشريف الكريم يأبى، وتأبى عليه
أخلاقه ورجولتُه ونخوتُه أن يترك زوجتَه أو إحدى محارمه نهبًا لعيون الساقطين والفاسدين.
ثانياً :عورة الرجل:
وأمَّا بالنِّسبة للرِّجال ، فقد أجمع جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة، على أنَّ عورة الرَّجل مع الرَّجل ما بين السُّرَة إلى الرُّكبة، فمن تعمَّد كَشف ما بين السرَّة والرُّكبة فهو عاصٍ آثم، وعند البخاري موقوفاً : " الفخذ عورة ".
5- اللعب بالنَّرد ( الطَّاولة):
أو ما يُسمى بالزَّهر، فهذه اللعبة من جملة الألعاب المحرَّمة، حتَّى وإن خلت من القمار، لقول النَّبي صلى الله عليه وسلم : " من لعب بالنَّردشير فكأنَّما صبغ يده في لحم خنزير ودمه " رواه مسلم
و قال صلى الله عليه وسلم:" من لعب بالنَّرد ( أي الزَّهر ) فقد عصى اللهَ و رسولَه " . صحيح
وذهب الكثير من أهل العلم إلى أنَّ لعب الشطرنج حرامٌ كالنَّرد .
6-
لعب الورق ( الشدَّة ) :
قال الشيخ محمد بن صالح المنجد :
لعب الورق ( الشدَّة ) حرام، وذكر أنَّها مشابهة لفكرة النَّرد الذي حرَّمته الشريعة، وهى تُلهي عن ذكر الله وعن الصَّلاة ،وتُضَيِّع الأوقات، وتشتمل على فكرة المقامرة ، وتوقع الشحناء والبغضاء بين اللاعبين، و يقع فيها الغشّ والتحايل. وقد أفتى عدد من العلماء بحرمة لعب الورق منهم الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ابن عثيمين - رحمهما الله - وغيرهم من أهل العلم .
7- تدخين السجائر والشيشة :
التدخين داءٌ وبيلٌ، ومرضٌ خطيرٌ، ابتُلي به كثيرٌ من النَّاس، وهي عادةٌ قد ظهر خََبَثُها، وبان ضررُها، بحيث لم يعد هناك مجال للشك في القول بحرمتها، وإثم متعاطيها. والدخان خبيثٌ نتنٌ منتنٌ، وأضراره أكثر من أن تعدَّ وتحصى، ويصل بصاحبه إلى الموت البطيء وربَّما السريع، والتجارة فيه، بيعاً وشراءً، حرام، وماله خبيث محرَّم.
7- استماع الموسيقى و الغناء :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:" مذهب الأئمة الأربعة أنَّ آلات اللهو كلها حرام " وقال: " المعازف خمر النُّفوس تفعل بالنُّفوس أعظم ممَّا تفعل الكؤوس " المجموع (10 / 417 )
و يُستثنى من ذلك النشيد الخالي من المعازف والموسيقى إذا كان منضبطاً بالضوابط الشرعية، وكذلك يُستثنى الدُّف بدون خلاخل للنِّساء فقط لا للرِّجال، كما دلَّت الأدلة الشرعية الصحيحة، وكما بيَّن أهل العلم من أصحاب المذاهب المتبوعة.
نشرة الطريق إلى النعيم
http://www.jam-ibnbaz.net/viewNews.aspx?id=363
نشرة حتى لا نضل الطريق
http://www.jam-ibnbaz.net/viewNews.aspx?id=364
كانت فاتنة
http://www.jam-ibnbaz.net/viewNews.aspx?id=123
بين كريمان وصاحبة السفينة
http://www.jam-ibnbaz.net/viewNews.aspx?id=124
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين
تعليق