أحمق الحمقى من يأمن مكر الله، ومن يسوِّف التوبة، ومن يستصغر الذنب.. أولئك لا يدرون أنهم مستدرجون إلى حيث لا يعلمون من كيد الجبار وانتقامه.. (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)) (الأعراف)، (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67)) (الأنعام).
قال ابن الجوزي: "قال بعض أحبار بني إسرائيل: يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني! فقيل له: كم أعاقبك وأنت لا تدري، أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟!".
يظل المؤمن في معية الله وحفظه ما لم يذنب، فإن أذنب تغيَّر قلبه وتحوَّل، فإن تاب تاب الله عليه وأدخله في رحمته، وإن لم يتب زاد حظ الخطيئة في قلبه، فينقلب على عقبيه فيصير مطمعًا للشيطان..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن إذا أذنب ذنبًا نُكت في قلبه نكتةٌ سوداء، فإن تاب ونزع واستغفر صُقل قلبه، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه، فذلك الران الذي ذكره الله عزَّ وجلَّ: (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)) (المطففين)" (الترمذي).
وإن أخوف ما يخاف على أهل الطاعات، هو وقوعهم في الصغائر، فإنها تجرُّ إلى الكبائر، وتخرجهم- والعياذ بالله- من دائرة الإيمان.. والمخلصون يحذرون اللمم كما يحذرون الذنوب الكبار، ولا يتبعون خطوات الشيطان كي لا يقتربوا من لهب الخطايا، ولا يستصغرون من المعاصي شيئًا..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه" (أحمد).
ويقول الفضيل بن عياض: "بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله"..
ويقول أنس بن مالك: "إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهلكات"..
ويقول هلال بن سعد: "لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى مَنْ عصيت".
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة" (الترمذي).
لما حضرت معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنه- الوفاة قال: أقعدوني، فأقعد، فجعل يسبّح الله تعالى ويذكره، ثم بكى، وقال: تذكر ربك يا معاوية بعد الهدم والانحطاط!! ألا كان هذا وغصن الشباب نضر ريان، وبكى حتى علا بكاؤه، وقال: يا رب، ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي، اللهم أقل العثرة، واغفر الذلة، وعد بحلمك على من لا يرجو غيرك ولم يثق بأحد سواك".
يملي الله- تعالي- للمذنب، لكن لا تفوت ثانية واحدة دون رصده، ومتابعة أفعاله (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)) (الكهف)..
والسعيد من يوفقه الله إلى طاعته، فيدع ما هو فيه من الذنب والخطيئة، ويلحق بركب التائبين المتطهرين، لائذًا بحمى العزيز الغفار..
عن أبي بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من رجل يذنب ذنبًا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له.. ثم قرأ هذه الآية: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)) (آل عمران)" (الترمذي).
أما الشقي فهو من يعصي الله ويطغى في الأرض ويُكثر فيها الفساد، ناسيًا مولاه الذي يسجل عليه جميع حركاته وسكناته.. (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)) (الفجر)، (فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84)) (مريم).. آمنًا مكره وكيده، فهو المذموم المدحور في الدنيا، ويوم القيامة يحرم من الورود على حوض النبي صلى الله عليه وسلم، ناهيك عما يلحقه من فضيحة الآخرة، وهي أشد عذابًا وأنكى من فضيحة الدنيا.
ورد في كتاب (زاد المتقين) عن المطرب الشعبي السعودي (فهد بن سعيد) الذي كان يلقّب بملك العود ووحيد الجزيرة، أنه قال في حوار صحفي من خلف القضبان: "والله العظيم إن كنس الشوارع وأكل لقمة الحلال، أشرف وأنفع من الفن والمخدرات، وأفضل من أن تمد يدك للناس".. ويستطرد: "والله إن كنوز الدنيا كلها لا تساوي قيمة الإنسان وهو في بيته، محترم عند أهله يرعاهم ويحافظ عليهم.. صدقوني المخدرات جعلت أصحاب النفوس الضعيفة يطمعون في هذا المدمن وأهله، وهو السبب!!".
لما حضرت ابن المنكدر الوفاة بكى، فقيل له: ما يبكيك؟!، قال: "والله ما أبكي لذنبٍ أعلم أني أتيته، ولكن أخاف أني أتيت شيئًا حسبته هينًا وهو عند الله عظيم"..
ولما دخل الحسن- رضي الله عنه- على رجل يجود بنفسه قال: "إن أمرًا هذا أوله لجدير أن يتقي آخره، وإن أمرًا هذا آخره لجدير أن يزهد في أوله".
إن من أكبر الكبائر كما قال علماء الأمة: الأمن من مكر الله، وهو غرور وحمق، فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون، فإنه- سبحانه- ذو عقاب أليم.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته".. ثم قرأ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)) (هود)" (البخاري)..
ويقول صلى الله عليه وسلم: "إني على الحوض أنظر من يرد عليَّ منكم، فوالله ليقتطعنَّ دوني رجال، فلأقولن: أي رب مِنْ أمتي؟! فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، ما زالوا يرجعون على أعقابهم" (مسلم).
قال ابن الجوزي: "قال بعض أحبار بني إسرائيل: يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني! فقيل له: كم أعاقبك وأنت لا تدري، أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟!".
يظل المؤمن في معية الله وحفظه ما لم يذنب، فإن أذنب تغيَّر قلبه وتحوَّل، فإن تاب تاب الله عليه وأدخله في رحمته، وإن لم يتب زاد حظ الخطيئة في قلبه، فينقلب على عقبيه فيصير مطمعًا للشيطان..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن إذا أذنب ذنبًا نُكت في قلبه نكتةٌ سوداء، فإن تاب ونزع واستغفر صُقل قلبه، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه، فذلك الران الذي ذكره الله عزَّ وجلَّ: (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)) (المطففين)" (الترمذي).
وإن أخوف ما يخاف على أهل الطاعات، هو وقوعهم في الصغائر، فإنها تجرُّ إلى الكبائر، وتخرجهم- والعياذ بالله- من دائرة الإيمان.. والمخلصون يحذرون اللمم كما يحذرون الذنوب الكبار، ولا يتبعون خطوات الشيطان كي لا يقتربوا من لهب الخطايا، ولا يستصغرون من المعاصي شيئًا..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه" (أحمد).
ويقول الفضيل بن عياض: "بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله"..
ويقول أنس بن مالك: "إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهلكات"..
ويقول هلال بن سعد: "لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى مَنْ عصيت".
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة" (الترمذي).
لما حضرت معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنه- الوفاة قال: أقعدوني، فأقعد، فجعل يسبّح الله تعالى ويذكره، ثم بكى، وقال: تذكر ربك يا معاوية بعد الهدم والانحطاط!! ألا كان هذا وغصن الشباب نضر ريان، وبكى حتى علا بكاؤه، وقال: يا رب، ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي، اللهم أقل العثرة، واغفر الذلة، وعد بحلمك على من لا يرجو غيرك ولم يثق بأحد سواك".
يملي الله- تعالي- للمذنب، لكن لا تفوت ثانية واحدة دون رصده، ومتابعة أفعاله (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)) (الكهف)..
والسعيد من يوفقه الله إلى طاعته، فيدع ما هو فيه من الذنب والخطيئة، ويلحق بركب التائبين المتطهرين، لائذًا بحمى العزيز الغفار..
عن أبي بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من رجل يذنب ذنبًا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له.. ثم قرأ هذه الآية: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)) (آل عمران)" (الترمذي).
أما الشقي فهو من يعصي الله ويطغى في الأرض ويُكثر فيها الفساد، ناسيًا مولاه الذي يسجل عليه جميع حركاته وسكناته.. (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)) (الفجر)، (فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84)) (مريم).. آمنًا مكره وكيده، فهو المذموم المدحور في الدنيا، ويوم القيامة يحرم من الورود على حوض النبي صلى الله عليه وسلم، ناهيك عما يلحقه من فضيحة الآخرة، وهي أشد عذابًا وأنكى من فضيحة الدنيا.
ورد في كتاب (زاد المتقين) عن المطرب الشعبي السعودي (فهد بن سعيد) الذي كان يلقّب بملك العود ووحيد الجزيرة، أنه قال في حوار صحفي من خلف القضبان: "والله العظيم إن كنس الشوارع وأكل لقمة الحلال، أشرف وأنفع من الفن والمخدرات، وأفضل من أن تمد يدك للناس".. ويستطرد: "والله إن كنوز الدنيا كلها لا تساوي قيمة الإنسان وهو في بيته، محترم عند أهله يرعاهم ويحافظ عليهم.. صدقوني المخدرات جعلت أصحاب النفوس الضعيفة يطمعون في هذا المدمن وأهله، وهو السبب!!".
لما حضرت ابن المنكدر الوفاة بكى، فقيل له: ما يبكيك؟!، قال: "والله ما أبكي لذنبٍ أعلم أني أتيته، ولكن أخاف أني أتيت شيئًا حسبته هينًا وهو عند الله عظيم"..
ولما دخل الحسن- رضي الله عنه- على رجل يجود بنفسه قال: "إن أمرًا هذا أوله لجدير أن يتقي آخره، وإن أمرًا هذا آخره لجدير أن يزهد في أوله".
إن من أكبر الكبائر كما قال علماء الأمة: الأمن من مكر الله، وهو غرور وحمق، فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون، فإنه- سبحانه- ذو عقاب أليم.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته".. ثم قرأ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)) (هود)" (البخاري)..
ويقول صلى الله عليه وسلم: "إني على الحوض أنظر من يرد عليَّ منكم، فوالله ليقتطعنَّ دوني رجال، فلأقولن: أي رب مِنْ أمتي؟! فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، ما زالوا يرجعون على أعقابهم" (مسلم).
تعليق