الاخوة أعضاء الشبكة الكرام:
اقدم اليكم أول مواضيعي عن الغلو في الدين, ومنذ اليوم سأقوم بتنزيل عدة مواضيع عن الغلو أسبابه وطرق علاجه, بسبب مامررنا به من أحداث ذهب ضحيتها شباب مغررٌ بهم تجرفهم المشاعر وتقودهم الى التهلكة والعياذ بالله, والله إن ما مررنا به لأمر مؤلم من قتل للمتضامن الايطالي ثم بالامس حدث القبض على المجموعة, ولقد سمعت عن سيرة الشاب العمرى الذي مات بالامس أنه كان رجل جهاد وبطلا من أبطال معركة الفرقان ولكن ضعف ثقافته الاسلامية أو ضعف التربية أو جعل المشاعر هي التي تحرك الانسان هي التي أوصلته الى هذه المنزلة, فوالله إن هذا الامر آلمني كثيراً ودفعني الى أن أتبنى هذا الموضوع راجياً من الله سبحانه وتعالى أن أكون سبباً في اعادة الكثير من الشباب المُغرر بهم الى رشدهم وصوابهم والله ولي التوفيق.دمتم بعزأولا الخلفيات والأصول العلمية والتاريخية للغلو في الدين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد: فهذه بعض الأفكار والانطباعات والاقتراحات حول التكفير والعنف (الغلو) حقيقته وأسبابه وعلاجه، وهي عناصر وخواطر كتبت على عجل.
أولا - الخلفيات والأصول (الجذور العلمية والتاريخية) للغلو في الدين:
ترجع بذور الغلو في الدين إلى بعض العبَاد الجهلة الأوائل، وأصحاب الأهواء، وأهل النفاق والزندقة، وكان من ضحيتهم بعض الغيورين والمندفعين إلى التدين عاطفيا، من صغار السن (حدثاء الأسنان) كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم( الذين يقل فقههم للدين، وتجربتهم في الحياة، ولم تنضج عقولهم، ولم يرجعوا إلى أهل الذكر والراسخين كما أمر الله وأمر رسوله ).
ومن هذين الصنفين تكونت الخوارج الأولى الذين قاتلهم الصحابة بعد أن حاوروهم وجادلوهم، وبعد أن استحلوا الدماء. وتكونت كذلك الشيعة وبذور التصوف البدعي.
{ وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية } ( )... إلخ الحديث في البخاري (6930) وغيره، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال الخوارج لأنهم يُهلكون الحرث والنَّسْل ويسعون في الأرض فسادا، والله لا يحب الفساد (وليس كل أصحاب الغلو من الخوارج).
وقد ظهرت مثل هذه الظواهر على مدار التاريخ، وكان منها في العصر الحديث (جماعة التكفير والهجرة) و (جماعة التوقف والتبين) التي ظهرت في مصر في آخر القرن الماضي ثم امتدت آثارها في كثير من بلاد المسلمين والعالم، ولا تزال آثارها النكدة على شباب الأمة، ولا سيما حين تسللت أفكار الغلاة بين صفوف الجهاد الأفغاني السابق.
ونزعة التشدد التي قد تنشأ عنها ظواهر العنف والتكفير (الغلو) قد تصاحب كلَّ نهضة أو دعوة وتشذ عنها... فكما ظهرت في أول الإسلام وهي ليست من الإسلام في شيء لكنها نشاز؛ لا تزال تظهر بين وقت وآخر.
ثانيا أهم أسباب الغلو التاريخية
أذكر هنا ما تيسر لي استقراؤه من أسباب ظهور نزعات الغلو والتنطع في الدين بين المسلمين، وهي الأسباب العامة (التاريخية) التي غالبا ما تكون ممهدة لظهور هذه النزعات في أي زمان أو بيئة، وأهمها في نظري ما يأتي:
1- قلة الفقه في الدين (أي ضعف العلم الشرعي)، أو أخذ العلم على غير نهج سليم، أو تلقيه عن غير أهلية ولا جدارة.
2- ظهور نزعات الأهواء والعصبيات والتحزبات.
3- الابتعاد عن العلماء وجفوتهم وترك التلقي عنهم والاقتداء بهم، والتلقي عن دعاة السوء والفتنة والالتفاف حولهم.
4- التعالم والغرور، والتعالي على العلماء وعلى الناس، واحتقار الآخرين وآرائهم.
5- حداثة السن وقلة التجارب، والغيرة غير المتزنة؛ (عواطف بلا علم ولا حكمة).
6- شيوع المنكرات والفساد والظلم في المجتمعات، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو التقصير فيه، كما في كثير من البلاد الإسلامية.
7- النقمة على الواقع وأهله، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية في كثير من بلاد المسلمين.
8- تحدي الخصوم (في الداخل والخارج) واستفزازهم للغيورين، وللشباب وللدعاة (المكر الكبَّار)، وكيدهم للدين وأهله، وطعنهم في السلف الصالح.
9- قلة الصبر وضعف الحكمة في الدعوة لدى كثير من الغيورين ولا سيما الشباب المتدين.
إذا توافرت هذه الأسباب ونحوها أو أكثرها، مهَّد هذا لظهور الغلو والتنطع في أي زمان وأي مكان وأي مجتمع، وبخاصة إذا انضاف إلى هذه الأسباب تقصير الولاة وغفلة العلماء وطلاب العلم والدعاة والمربيين والآباء والمتصدِّرين عن معالجة هذه السمات وأسبابها في وقت مبكر.
هذا ما يتعلق بالأسباب العامة على مدار التاريخ.
في الموضوع الثاني.....................
1- اسباب ظهور الغلو ومظاهره في العصر الحديث(الجزء الأول).
رأيكم يهمني أخوتي الأحباب
تعليق