إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كتاب الغلو في الدين "الأسباب والعلاج" (1)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتاب الغلو في الدين "الأسباب والعلاج" (1)




    الاخوة أعضاء الشبكة الكرام:
    اقدم اليكم أول مواضيعي عن الغلو في الدين, ومنذ اليوم سأقوم بتنزيل عدة مواضيع عن الغلو أسبابه وطرق علاجه, بسبب مامررنا به من أحداث ذهب ضحيتها شباب مغررٌ بهم تجرفهم المشاعر وتقودهم الى التهلكة والعياذ بالله, والله إن ما مررنا به لأمر مؤلم من قتل للمتضامن الايطالي ثم بالامس حدث القبض على المجموعة, ولقد سمعت عن سيرة الشاب العمرى الذي مات بالامس أنه كان رجل جهاد وبطلا من أبطال معركة الفرقان ولكن ضعف ثقافته الاسلامية أو ضعف التربية أو جعل المشاعر هي التي تحرك الانسان هي التي أوصلته الى هذه المنزلة, فوالله إن هذا الامر آلمني كثيراً ودفعني الى أن أتبنى هذا الموضوع راجياً من الله سبحانه وتعالى أن أكون سبباً في اعادة الكثير من الشباب المُغرر بهم الى رشدهم وصوابهم والله ولي التوفيق.دمتم بعز

    أولا الخلفيات والأصول العلمية والتاريخية للغلو في الدين
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد:
    فهذه بعض الأفكار والانطباعات والاقتراحات حول التكفير والعنف (الغلو) حقيقته وأسبابه وعلاجه، وهي عناصر وخواطر كتبت على عجل.


    أولا - الخلفيات والأصول (الجذور العلمية والتاريخية) للغلو في الدين:
    ترجع بذور الغلو في الدين إلى بعض العبَاد الجهلة الأوائل، وأصحاب الأهواء، وأهل النفاق والزندقة، وكان من ضحيتهم بعض الغيورين والمندفعين إلى التدين عاطفيا، من صغار السن (حدثاء الأسنان) كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم( الذين يقل فقههم للدين، وتجربتهم في الحياة، ولم تنضج عقولهم، ولم يرجعوا إلى أهل الذكر والراسخين كما أمر الله وأمر رسوله ).
    ومن هذين الصنفين تكونت الخوارج الأولى الذين قاتلهم الصحابة بعد أن حاوروهم وجادلوهم، وبعد أن استحلوا الدماء. وتكونت كذلك الشيعة وبذور التصوف البدعي.
    { وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية } ( )... إلخ الحديث في البخاري (6930) وغيره، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال الخوارج لأنهم يُهلكون الحرث والنَّسْل ويسعون في الأرض فسادا، والله لا يحب الفساد (وليس كل أصحاب الغلو من الخوارج).
    وقد ظهرت مثل هذه الظواهر على مدار التاريخ، وكان منها في العصر الحديث (جماعة التكفير والهجرة) و (جماعة التوقف والتبين) التي ظهرت في مصر في آخر القرن الماضي ثم امتدت آثارها في كثير من بلاد المسلمين والعالم، ولا تزال آثارها النكدة على شباب الأمة، ولا سيما حين تسللت أفكار الغلاة بين صفوف الجهاد الأفغاني السابق.
    ونزعة التشدد التي قد تنشأ عنها ظواهر العنف والتكفير (الغلو) قد تصاحب كلَّ نهضة أو دعوة وتشذ عنها... فكما ظهرت في أول الإسلام وهي ليست من الإسلام في شيء لكنها نشاز؛ لا تزال تظهر بين وقت وآخر.

    ثانيا أهم أسباب الغلو التاريخية


    أذكر هنا ما تيسر لي استقراؤه من أسباب ظهور نزعات الغلو والتنطع في الدين بين المسلمين، وهي الأسباب العامة (التاريخية) التي غالبا ما تكون ممهدة لظهور هذه النزعات في أي زمان أو بيئة، وأهمها في نظري ما يأتي:
    1- قلة الفقه في الدين (أي ضعف العلم الشرعي)، أو أخذ العلم على غير نهج سليم، أو تلقيه عن غير أهلية ولا جدارة.
    2- ظهور نزعات الأهواء والعصبيات والتحزبات.
    3- الابتعاد عن العلماء وجفوتهم وترك التلقي عنهم والاقتداء بهم، والتلقي عن دعاة السوء والفتنة والالتفاف حولهم.
    4- التعالم والغرور، والتعالي على العلماء وعلى الناس، واحتقار الآخرين وآرائهم.
    5- حداثة السن وقلة التجارب، والغيرة غير المتزنة؛ (عواطف بلا علم ولا حكمة).
    6- شيوع المنكرات والفساد والظلم في المجتمعات، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو التقصير فيه، كما في كثير من البلاد الإسلامية.
    7- النقمة على الواقع وأهله، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية في كثير من بلاد المسلمين.
    8- تحدي الخصوم (في الداخل والخارج) واستفزازهم للغيورين، وللشباب وللدعاة (المكر الكبَّار)، وكيدهم للدين وأهله، وطعنهم في السلف الصالح.
    9- قلة الصبر وضعف الحكمة في الدعوة لدى كثير من الغيورين ولا سيما الشباب المتدين.
    إذا توافرت هذه الأسباب ونحوها أو أكثرها، مهَّد هذا لظهور الغلو والتنطع في أي زمان وأي مكان وأي مجتمع، وبخاصة إذا انضاف إلى هذه الأسباب تقصير الولاة وغفلة العلماء وطلاب العلم والدعاة والمربيين والآباء والمتصدِّرين عن معالجة هذه السمات وأسبابها في وقت مبكر.
    هذا ما يتعلق بالأسباب العامة على مدار التاريخ.

    في الموضوع الثاني.....................
    1- اسباب ظهور الغلو ومظاهره في العصر الحديث(الجزء الأول).

    رأيكم يهمني أخوتي الأحباب


  • #2
    رد : كتاب الغلو في الدين "الأسباب والعلاج" (1)

    بارك الله فيك أخي الكريم.
    هل لك أن تعطينا فكرة عن مؤلف هذاا الكتاب وتاريخ إصداره.
    وسنتابع معك إن شاء الله .

    تعليق


    • #3
      رد : كتاب الغلو في الدين "الأسباب والعلاج" (1)

      المشاركة الأصلية بواسطة يافا قاسم مشاهدة المشاركة
      بارك الله فيك أخي الكريم.
      هل لك أن تعطينا فكرة عن مؤلف هذاا الكتاب وتاريخ إصداره.
      وسنتابع معك إن شاء الله .
      وبارك الله فيك وفي امثالك
      بالنسبة لمؤلف الكتاب هو: أ.د. ناصر بن عبد الكريم العقل
      أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة
      كلية أصول الدين بالرياض - جامعة الإمام

      وأنا سأجزء الكتاب لتسهيل القراءة وفي آخر موضوع سأضع الكتاب لمن اراد الاستفادة

      تعليق


      • #4
        الغلو في الدين "الأسباب والعلاج" (2)



        استكمالاً للموضوع السابق والذي ذكرت فيه عن الاسباب العامة لظهور الغلو في الدين, سأتطرق اليوم لاسباب ظهور الغلو ومظاهره في العصر الحديث(الجزء الأول).



        أسباب ظهور الغلو ومظاهره في العصر الحديث ( 1)


        أما ما يتعلق بالأسباب التي هيأت لبروز الغلو الذي هو سبب من أسباب العنف والإرهاب بين المسلمين في العصر الحديث ( ) فهي كثيرة ومتشابكة تتمثل - في نظري - بما يأتي:

        أولا:إعراض أكثر المسلمين عن دينهم
        ، عقيدة وشريعة وأخلاقا، إعراضا لم يحدث مثله في تاريخ الإسلام، مما أوقعهم في ضنك العيش وفي حياة الشقاء. كما قال تعـالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)طه آية 124 يتجلى هذا الإعراض بأمور كثيرة في حياة كثيرة من المسلمين اليوم؛ أفرادا وجماعات ودولا وشعوبا وهيئات ومؤسسات، ومن مظاهر هذا الإعراض:
        1- كثرة البدع والعقائد الفاسدة، وما نتج عن ذلك من الافتراق والفرق والأهواء، والتنازع والخصومات في الدين.
        2- الإعراض عن نهج السلف الصالح وجهله، أو التنكر له.
        3- العلمنة الصريحة في أكثر بلاد المسلمين، والتي أدت إلى الإعراض عن شرع الله، وإلى الحكم بغير ما أنزل الله، وظهور الزندقة والتيارات الضالة، والتنكر للدين والفضيلة، مما أدى إلى:
        4- شيوع الفساد، وظهور الفواحش والمنكرات، وحمايتها.
        5- التعلق بالشعارات والمبادئ الهدامة والأفكار المستوردة.
        وكل هذه الأمور ونحوها مما يندرج تحت مفهوم الإعراض عن شرع الله، وتثير غيرة الشباب المتدين، وحين لا يظهر له السعي الجاد لتغيير الحال وإنكار المنكر، يلجأ إلى التصدي لهذه الانحرافات بلا علم ولا حكمة.
        6- وقوع أكثر المسلمين في التقصير في حق الله تعالى، وارتكابهم للذنوب والمعاصي، والمنكرات، وضعف مظاهر التقوى والورع والخشوع في حياة المسلمين اليوم.
        7- ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو التقصير فيه في أكثر بلاد المسلمين.



        ثانيا - شيوع الظلم بشتى صوره وأشكاله:
        ظلم الأفراد، وظلم الشعوب، وظلم الولاة وجورهم، وظلم الناس بعضهم لبعض، مما ينافي أعظم مقاصد الشريعة، وما أمر الله به وأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم من تحقيق العدل ونفي الظلم، مما يُنمي مظاهر السخط والتذمر والحقد والتشفي في النفوس.

        ثالثا - تحكُّم الكافرين (من اليهود والنصارى والملحدين والوثنيين) في مصالح المسلمين:
        ، وتدخلهم في شؤون البلاد الإسلامية، ومصائر شعوبها عبر الاحتلال، والغزو الفكري والإعلامي والاقتصادي، وتحت ستار المصالح المشتركة، أو المنظمات الدولية، ونحو ذلك مما تداعت به الأمم على المسلمين من كل حدب وصوب، بين طامع وكائد وحاسد.
        وغير ذلك من صور التحكم في مصائر المسلمين والحجر عليهم، مما أدى إلى تذمرهم وشعور طوائف من شبابهم ومثقفيهم وأهل الغيرة منهم بالضيم والإذلال والإحباط وما ينتج عن ذلك من ردود الأفعال والسخط والعنف.


        رابعا - محاربة التمسك بالدين والعمل بالسنن:
        والتضييق على الصالحين والمتمسكين بالسنة، والعلماء والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وبالمقابل التمكين لأهل الفسق والفجور والإلحاد، مما يعد أعظم استفزاز لذوي الغيرة والاستقامة.

        خامسا - الجهل بالعلم الشرعي وقلة الفقه في الدين:
        فالمتأمل لواقع أكثر أصحاب التوجهات التي يميل أصحابها إلى الغلو والعنف يجد أنهم يتميزون بالجهل وضعف الفقه في الدين، وضحالة الحصيلة في العلوم الشرعية، فحين يتصدون للأمور الكبار والمصالح العظمى يكثر منهم التخبط والخلط والأحكام المتسرعة والمواقف المتشنجة.


        سادسا - الجفوة بين العلماء والشباب (وبين الشباب والمسؤولين):
        ففي أغلب بلاد المسلمين تجد العلماء (بعلمهم وحكمتهم وفقههم وتجاربهم) في معزل عن أكثر الشباب، وربما يسيؤون الظن بالكثير منهم كذلك، وبالمقابل تجد الشباب بحيويتهم ونشاطهم وهمتهم بمعزل عن العلماء، وربما تكون سمعتهم في أذهان الكثيرين على غير الحقيقة، وبعض ذلك بسبب انحراف مناهج التربية لدى بعض الجماعات، وبسبب وسائل الإعلام المغرضة التي تفرق بين المؤمنين، مما أوقع بعض الشباب في الأحكام والتصرفات الجائرة والخاطئة التي لا تليق تجاه علمائهم، وتجاه حكامهم، وكذلك هناك حاجز نفسي كبير بين النخبة من الشباب، وبين المسؤولين، تجعل كلا منهم يسيء الظن بالآخر، ولا يفهم حقيقة ما عليه الآخر إلا عبر وسائط غير أمينة غالبا، ومن هنا يفقد الحوار الذي هو أساس التفاهم والإصلاح.

        سابعا - الخلل في مناهج بعض الدعوات المعاصرة:
        فأغلبها تعتمد في مناهجها على الشحن العاطفي، وتربي أتباعها على مجرد أمور عاطفية وغايات دنيوية: سياسية واقتصادية ونحوها، وتحشو أذهانهم بالأفكار والمفاهيم التي لم تؤصَّل شرعا، والتي تؤدي إلى التصادم مع المخالفين بلا حكمة. وفي الوقت نفسه تقصِّر في أعظم الواجبات، فتنسى الغايات الكبرى في الدعوة، من غرس العقيدة السليمة والفقه في دين الله تعالى، والحرص على الجماعة، وتحقيق الأمن، والتجرد من الهوى والعصبية، وفقه التعامل مع المخالفين ومع الإحداث على قواعد الشرع.

        نتابع في الموضوع القادم: أسباب الغلو في العصر الحديث(الجزء الثاني)


        رابط الموضوع الاول: الغلو في الدين "الأسباب والعلاج" (1)
        http://www.paldf.net/forum/showthrea...r#post10696252





        دمتم بعز

        تعليق


        • #5
          رد : الغلو في الدين "الأسباب والعلاج" (2)

          لا اله الا الله

          اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ..

          يارب حسن ايماننا وأخلاقنا ..

          جزاك الله خيراً
          وأكرمك الباري

          تعليق


          • #6
            سلسلة الغلو في الدين "الأسباب والعلاج" (3)




            الاخوة أعضاء الشبكة الكرام: تحية من عند الله مباركة ورحمته وبركاته:

            تطرقنا في الموضوع السابق الى سبعة أسباب لظهور ظاهرة الغلو في الدين في عصرنا الحديث, وسنكمل الليلة إن شاء الله باقي الأسباب, حتى تعم الفائدة والخير الكثير.

            أسباب ظهور الغلو ومظاهره في العصر الحديث ( 2)

            ثامنا - ضيق العقل وقصر النظر وقلة الصبر وضعف الحكمة:
            ونحو ذلك مما هو موجود لدى بعض الشباب، فإذا انضاف إلى هذه الخصال ما ذكرته في الأسباب الأخرى؛ من سوء الأحوال، وشيوع الفساد، والإعراض عن دين الله، والظلم، ومحاربة التدين وفقدان الحوار الجاد - أدى ذلك إلى الغلو في الأحكام والمواقف.

            تاسعا - تصدر حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام:
            وأشباههم للدعوة والشباب بلا علم ولا فقه، فاتخذ بعض الشباب منهم رؤساء جهالا، فأفتوا بغير علم، وحكموا في الأمور بلا فقه، وواجهوا الأحداث الجسام بلا تجربة ولا رأي ولا رجوع إلى أهل العلم والفقه والتجربة والرأي، بل كثير منهم يستنقص العلماء والمشايخ ولا يعرف لهم قدرهم، وإذا أفتى بعض المشايخ على غير هواه ومذهبه، أو بخلاف موقفه أخذ يلمزهم إما بالقصور أو التقصير، أو بالجبن أو المداهنة أو العمالة، أو بالسذاجة وقلة الوعي والإدراك! ونحو ذلك مما يحصل بإشاعته الفرقة والفساد العظيم وغرس الغل على العلماء والحط من قدرهم ومن اعتبارهم، وغير ذلك مما يعود على المسلمين بالضرر البالغ في دينهم ودنياهم.

            عاشرا - التعالم والغرور:
            وأعني بذلك أنه من أسباب ظهور الغلو والعنف في بعض فئات الأمة اليوم ادعاء العلم، في حين أنك تجد أحدهم لا يعرف بدهيات العلم الشرعي والأحكام وقواعد الدين، أو قد يكون عنده علم قليل بلا أصول ولا ضوابط ولا فقه ولا رأي سديد، ويظن أنه بعلمه القليل وفهمه السقيم قد حاز علوم الأولين والآخرين، فيستقل بغروره عن العلماء، عن مواصلة طلب العلم فَيَهْلك بغروره وَيُهلك. وهكذا كان الخوارج الأولون يدَّعون العلم والاجتهاد ويتطاولون على العلماء، وهم من أجهل الناس.

            حادي عشر - التشدد في الدين والتنطع:
            والخروج عن منهج الاعتدال في الدين الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك في الحديث الذي رواه أبو هريرة صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه } والتشدد في الدين كثيرا ما ينشأ عن قلة الفقه في الدين، وهما من أبرز سماته الخوارج، أعني التشدد في الدين وقلة الفقه، وأغلب الذين ينزعون إلى الغلو والعنف اليوم تجد فيهم هاتين الخصلتين، ولا يعني ذلكم أنهم خوارج، ولا أن يوصفوا بهذا الوصف. ( ) ( )

            ثاني عشر - شدة الغيرة وقوة العاطفة لدى فئات من الشباب والمثقفين وغيرهم:
            بلا علم ولا فقه ولا حكمة، مع العلم أن الغيرة على محارم الله وعلى دين الله أمر محمود شرعا، لكن ذلك مشروط بالحكمة والفقه والبصيرة، ومراعاة المصالح ودرء المفاسد. فإذا فقدت هذه الشروط أو بعضها أدى ذلك إلى الغلو والتنطع والشدة والعنف في معالجة الأمور، وهذا مما لا يستقيم به للمسلمين أمر لا في دينهم ولا في دنياهم.

            ثالث عشر - فساد الإعلام:
            الإعلام في العصر الحديث صار -غالبا- مطية الشيطان إلى كل فتنة وضلالة وبدعة ورذيلة، فإن وسائل الإعلام في أكثر البلاد الإسلامية غالبا ما تسخَّر في سبيل الشيطان، وهي من خيله ورجله في الدعوة إلى الضلالة ونشر البدعة والزندقة وترويج الرّذيلة والفساد، وهتك الفضيلة، وحرب التدين وأهله، وبالمقابل فإن إسهام الإعلام في نشر الحق والفضيلة قليل وباهت جدا، ولا شك أن هذا الوضع منكر عظيم ومكر كبّار، ويعد أعظم استفزاز يثير غيرة كل مؤمن وحفيظة كل مسلم، فإذا اقترن ذلك بشيء من قلة العلم والحلم والصبر والحكمة، وغياب التوجيه الشرعي السليم، أدَّى ذلك بالضرورة إلى الصَّلف والقسوة في الأحكام والتعامل، وإلى الإحباط والتشاؤم واليأس عند بعضهم فيندفع إلى التغيير بعنف. لذا فإن علاج هذه الظواهر لن يكون حاسما إلا بإزالة أسبابها.

            نتابع في الموضوع القادم: علاج الغلو في الدين(الجزء الأول)

            تعليق


            • #7
              رد : الغلو في الدين "الأسباب والعلاج" (2)

              المشاركة الأصلية بواسطة CHANCE 2 مشاهدة المشاركة
              لا اله الا الله

              اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ..

              يارب حسن ايماننا وأخلاقنا ..

              جزاك الله خيراً
              وأكرمك الباري
              جزاك الله خيراً وأكثر من أمثالك

              تعليق


              • #8
                سلسلة الغلو في الدين "الأسباب والعلاج" (1)




                الاخوة أعضاء الشبكة الكرام: تحية من عند الله مباركة ورحمته وبركاته:


                تطرقنا في الموضوع السابق الى أسباب ظهور ظاهرة الغلو في الدين في عصرنا الحديث, وسنكمل الليلة إن شاء الله علاج الغلو في الدين, حتى تعم الفائدة والخير الكثير.



                ثالثا العلاج

                كما ذكرت سابقا كثير من البحوث والمقالات المعاصرة أسهمت في طرح مقترحات جيدة في علاج هذه الظواهر الخطيرة مثل كتاب: الغلو للدكتور عبد الرحمن اللويحق وكثير من المقالات والبحوث التي ظهرت أخيرا.

                1- أهمية الوضوح والشفافية والصراحة في طرح قضايا التكفير والعنف والغلو وأسبابها والاعتراف بوجودها وآثارها، ولا سيما بعد أن شاعت هذه الأمور عبر وسائل الإعلام والإنترنت ومجالس الناس الخاصة والعامة.

                2- يجب عدم الخلط بين القضايا التي لها أصول شرعية وبين ما فيه مخالفة للشرع، فالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والولاء والبراء ونحوها كلها أصول عقدية معتبرة شرعا بشروطها، فيجب بيان الخطأ في تفسيرها وفهمها، وعدم الخلط بينها وبين التكفير والعنف والإرهاب والغلو, فليس كل أهل الغلو والتكفير خوارج. وليس كل مكفِّر جهاديا، وليس كل مجاهد مكفِّرا، والخلط بينهم أدى إلى تعاطف بعضهم مع بعض وإلى التباس الأمور على كثير من الناس، وإلى تعاطف آخرين معهم كذلك.


                3- كشف مواطن الإشكال واللبس والغموض في القضايا الحساسة، وإعلان الوجهة الشرعية فيها، وتأصيل ما لم يتم تأصيله شرعا وفتاوى العلماء، كما ذكرت آنفا من الأنظمة والعلاقات الدولية والبنوك، وبعض المواقف والقرارات التي هي مظنة المخالفة الشرعية، أو الشائعات حول هذه الأمور ونحوها، فَتُأَصِّلُ الأمور ويكشف الزيف علنا وبصراحة ووضوح، فتحرر جميع المسائل المشكلة شرعا، وتربط بأصولها وقواعدها وأدلتها وفتاوى العلماء.

                4- ثم يتبع ذلك أهمية استقراء شبهات الغلاة ودعاويهم وتلبيساتهم أو الأمور الملتبسة عليهم، وتتبع مقالاتهم ومؤلفاتهم وسائر مزاعمهم والتعرف على رؤوسهم ومرجعياتهم، ثم الرد عليهم بالحجة والدليل والبرهان الشرعي والعقلي، والحوار الجاد مع المنظِّرين والمتبوعين منهم، وسأقترح قريبا بعض وسائل ذلك مع أهمية الإشارة إلى أن أصول الغلاة على مختلف فئاتهم ترجع إلى أصول واحدة أو متشابهة يمكن إسقاطها من قبل المختصين.

                5- أما وسائل العلاج والحوار التي يمكن تفعيلها أو إنشاؤها والمقترحات حول ذلك، فمنها:

                أولا: طرح برامج وخطط علمية مدروسة ومحددة ومبرمجة بعناية لعلاج ظواهر الغلو بالحوار والمناقشة والحجة والتربية وبالبرامج العلمية والإعلامية والتربوية والاجتماعية قريبة المدى وبعيدة المدى.
                فمن الجانب العقدي والفقهي يجب أن تسهم الجامعات والمؤسسات التربوية كأقسام العقيدة والفقه والكتاب والسنة والثقافة، ومراكز البحث ومراكز خدمة المجتمع، في كل الجامعات، وبخاصة الجامعة الإسلامية بغزة.

                ثانيا: استنهاض همم العلماء والدعاة والمفكرين والمربين للإسهام في حل المشكلة وتخفيف آثارها والحد من انتشارها بأكثر مما هو حاصل وبكل الوسائل المتاحة -والتقصير في هذا حاصل- فمثلا لا نعرف أي خطوة رسمية جادة في اللقاء المباشر مع أساتذة الجامعات، والقضاة والدعاة من قبل المسؤولين في الدولة -اللهم إلا النادر- للتشاور والتعاون في حل هذه المشكلات الكبرى.
                فيجب على الجميع طرح المشكلة بوسائل الإعلام، ومؤسسات التربية والتعليم، بأسلوب علمي مدروس، لا بما يحصل في بعض اللقاء والبرامج والإسهامات (شبه العفوية) وغير المعدة إعدادا جيدا أو التي غالبا تكون كما يقول المثل: (افتح فمك يرزقك الله!).

                ثالثا: التأكيد على أهل الحل والعقد وعلية القوم في المجتمع في ممارسة دورهم الريادي للانفتاح على الناس وضبطهم بالمرجعية الدينية والاجتماعية.

                وأول ذلك: العلماء وكبار المسؤولين في كل منطقة يجب لزاما التأكيد عليهم بفتح أبوابهم للشباب وعامة المجتمع، وأن يخصص كل واحد منهم وقتا يوميا أو أسبوعيا، يستقبل فيه الناس ويحاورهم، ويخصص للشباب المندفع وقتا يحاورهم ويرفق بهم ويرشدهم، وأشهد أن غالب الشباب المندفع الذي قد يتعاطف مع الغلاة مستعدون للرجوع للحق، إذا تم حوارهم برفق وسعة صدر وحلم وتذكير بالأصول الشرعية، وهذا مجرب وناجح، لكن العلماء غالبا مشغولون عن هذه المهمة، فانصرف كثير من الشباب إلى الفضائيات والإنترنت ودعاة السوء والفتنة والتيارات المعادية، والله حسبنا ونعم الوكيل.
                وأرى أن يكون ذلك بتكليف رسمي من ولاة الأمر.

                رابعا: يجب إنشاء مراكز وجمعيات ومؤسسات متخصصة رسمية وغير رسمية، تعنى بهذه الأمور يكون فيها باحثون ومتخصصون متفرعون يعكفون على البحث والدراسة والحوار، وتوفر لهم الإمكانات اللازمة والوسائل العلمية والإعلامية وغيرها.

                خامسا: حبذا لو كان في أجهزة الدولة ومؤسساتها المعنية مراكز وإدارات متخصصة في العقيدة والفكر والتيارات المعاصرة كالداخلية - والتربية والتعليم، والتعليم العالي، والثقافة والإعلام، والصحف، والعمل والشؤون الاجتماعية، والشؤون الإسلامية، والإفتاء، وما كان موجودا منها يطوَّر ويفعَّل ويدعم ليؤدي الدور الواجب في هذه الظروف.

                سادسا: توسيع دائرة الفتوى والمفتين نوعا وعددا وطريقة، وإنشاء دوائر للفتوى في كل المناطق واسعة الصلاحيات كبيرة الإمكانات تتصدى لحاجات المجتمع ومشكلاته وإشكالاته الكبيرة والكثيرة والخطيرة، وكذلك الدعوة والشؤون الإسلامية.

                سابعا: كبار المسؤولين من المدنيين والعسكريين بحاجة ملحة إلى دورات مركزة في أصول الدين وثوابته ومسلَّماته، وأصول الغلو واتجاهاته، والقواعد الشرعية حول الحاكم والبيعة والسمع والطاعة والجماعة، وضروريات الأحكام، ونحو ذلك مما يؤدي الجهل به إلى الاستهانة والاستهجان لمقام المسؤول والحط من قدره.

                ثامنا: مهم جدا التأكيد (مرة أخرى) على التفريق بين أحكام الدين في الجهاد بشروطه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والولاء والبراء بضوابطهما الشرعية، وبين التشدد والغلو والتطرف الذي يحدث باسم هذه الأصول الشرعية العظيمة؛ لأن الخلط وتجاوز هذه الأصول من قبل البعض، والتنكر لها من بعض وسائل الإعلام والكتَّاب يؤدي إلى استفزاز الناس، ويتذرع به أهل الفتنة والغلو.

                نتابع في الموضوع القادم: علاج الغلو في الدين(الجزء الأخير).


                دمتم بعز


                تعليق


                • #9
                  رد : كتاب الغلو في الدين "الأسباب والعلاج" (1)




                  الاخوة أعضاء الشبكة الكرام: تحية من عند الله مباركة ورحمته وبركاته:

                  تطرقنا في الموضوع السابق الى علاج ظاهر ة الغلو في الدين, وسنكمل الليلة إن شاء الله علاج الغلو في الدين(الجزء الاخير), حتى تعم الفائدة والخير الكثير.



                  تاسعا: حول الفئة الغالية واستصلاحها:
                  أغلب أفراد الغلاة من المتدينين ذوي العاطفة والغيرة والحماس، لكنهم ينقصهم عمق الفقه، والحكمة والصبر والتجارب، واستهوتهم التيارات والأهواء، وأرى حيالهم:
                  أ - الحوار المباشر ما أمكن من قبل العلماء والدعاة ، ولو في السجون.
                  ب- توجيه رسائل وبحوث علمية مؤصلة (ومطويات) تطرح بكل الوسائل المتاحة ولا سيما الإنترنت، وتكون من متخصصين جديرين، وتعالج القضايا الكبرى بأسلوب ميسر، ويتبع ذلك:
                  ج- الإكثار من الإصدارات والندوات والدورات والمحاضرات واللقاءات في علاج الغلو، وأن تكون هناك برامج ثابتة في الإعلام.
                  د - الإسراع بالإذن للجمعيات الخيرية والمؤسسات التطوعية لأنها تستوعب كثيرا من طاقات الشباب وتسد فراغهم وتمتص عواطفهم.

                  عاشراً: أمور يحسن التنبه لها في معالجة الغلو أو ما يسمى (التطرف الديني) منها:
                  * أن أعظم سبب لوجود التطرف في العصر الحاضر، هو التطرف المعاكس في رفض الدين أو التساهل والإعراض عنه وعدم الجدية في علاج النوعين بتوازن.
                  * يجب في هذه الحال التفريق (بوضوح) بين التمسك بالدين والسنة (وهو حق) وبين الغلو والتطرف (وهو باطل).
                  * أن الغلو (التطرف الديني) لا يمكن علاجه علاجا حاسما إلاّ بأمرين، وهما:
                  1- الحوار الجاد والمجادلة بالتي هي أحسن، ومن خلال النصوص الشرعية والقواعد المعتبرة من قبل الراسخين والمتخصصين الذين يحترمهم المحاور ويعترف بجدارتهم.
                  2- ثم الجد والحزم في معالجة أسباب الغلو، بعد إقامة الحجة وكشف مواطن الانحراف بجلاء.
                  * أن أكثر ما يثيره أهل الغلو (التطرف الديني) مبني على أوهام وظنون وشائعات، وتلبيس، ثم أدى ذلك إلى التهاجر والقطيعة بينهم وبين العلماء والمفكرين ورجال الدولة.
                  * فالحل هو كشف الحقائق، والشفافية والحوار الجاد واللقاء المباشر وفتح الأبواب بضوابط.
                  * يجب أن تضبط التعددية (وحرية) الرأي التي ظهرت الدعوة إليها أخيرا بالضوابط الشرعية؛ بحيث تكون التعددية في الاجتهادات لا في العقيدة والمسلَّمات والثوابت، ولا تكون ترويجا للفرق والبدع والأهواء؛ فالبلد بلد الإسلام والسنة ويجب أن تبقى كذلك.
                  وأرى أن تجاوز هذه الثوابت من قبل بعض الجاهلين كان من أسباب تصاعد الغلو وذرائعه.


                  الى هنا نأتي الى ختام سلسلة الغلو في الدين الاسباب والعلاج, أسأل الله تعالي أن أكون وُفقت في طرحي هذا, وأن يهدي من ظل الى سواء السبيل,أسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا الصواب, وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن, أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



                  تعليق


                  • #10
                    رد : كتاب الغلو في الدين "الأسباب والعلاج" (1)

                    بارك الله فيكم
                    نحن أمة وسطا ، لا غلو ولا جفو ، لا إفراط ولا تفريط

                    تعليق


                    • #11
                      رد : كتاب الغلو في الدين "الأسباب والعلاج" (1)

                      (وليس كل أصحاب الغلو من الخوارج).
                      وقد ظهرت مثل هذه الظواهر على مدار التاريخ، وكان منها في العصر الحديث (جماعة التكفير والهجرة) و (جماعة التوقف والتبين) التي ظهرت في مصر في آخر القرن الماضي ثم امتدت آثارها في كثير من بلاد المسلمين والعالم، ولا تزال آثارها النكدة على شباب الأمة، ولا سيما حين تسللت أفكار الغلاة بين صفوف الجهاد الأفغاني السابق.
                      ونزعة التشدد التي قد تنشأ عنها ظواهر العنف والتكفير (الغلو) قد تصاحب كلَّ نهضة أو دعوة وتشذ عنها... فكما ظهرت في أول الإسلام وهي ليست من الإسلام في شيء لكنها نشاز؛ لا تزال تظهر بين وقت وآخر
                      من تقصد باللون الأحمر
                      التعديل الأخير تم بواسطة البعيد; 27/04/2011, 05:43 PM.

                      تعليق


                      • #12
                        رد : كتاب الغلو في الدين "الأسباب والعلاج" (1)

                        المشاركة الأصلية بواسطة البعيد مشاهدة المشاركة
                        من تقصد باللون الأحمر

                        أقصد باللون الاحمر هم المغالين في الدين في عهد الصحابة الكرام, فكان منهم الخوارج, وليس كلهم خوارج, منذ عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه مروراً بعلي ابن أبي طالب كرم الله وجهه.
                        بارك الله فيك على الاستفسار, ونحن جاهزون

                        تعليق


                        • #13
                          رد : كتاب الغلو في الدين "الأسباب والعلاج" (1)

                          المشاركة الأصلية بواسطة abed3463 مشاهدة المشاركة
                          أقصد باللون الاحمر هم المغالين في الدين في عهد الصحابة الكرام, فكان منهم الخوارج, وليس كلهم خوارج, منذ عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه مروراً بعلي ابن أبي طالب كرم الله وجهه.
                          بارك الله فيك على الاستفسار, ونحن جاهزون

                          جزاك الله خيرا
                          ولكن هؤلاء المغالين في الدين والذين هم ليسوا خوارج طبعا هل إقتصر ظهورهم في عهد الصحابة رضوان الله عليهم فقط أم لا

                          تعليق


                          • #14
                            رد : كتاب الغلو في الدين "الأسباب والعلاج" (1)

                            المشاركة الأصلية بواسطة البعيد مشاهدة المشاركة
                            جزاك الله خيرا
                            ولكن هؤلاء المغالين في الدين والذين هم ليسوا خوارج طبعا هل إقتصر ظهورهم في عهد الصحابة رضوان الله عليهم فقط أم لا
                            لا لم يقتصر ظهورهم في عهد الصحابة فهؤلاء موجودين في كل عصر حتى في عصرنا هذا, دمت بعز

                            تعليق


                            • #15
                              رد : كتاب الغلو في الدين "الأسباب والعلاج" (1)

                              المشاركة الأصلية بواسطة abed3463 مشاهدة المشاركة
                              لا لم يقتصر ظهورهم في عهد الصحابة فهؤلاء موجودين في كل عصر حتى في عصرنا هذا, دمت بعز
                              بارك الله فيك على التوضيح والإيضاح

                              تعليق

                              جاري التحميل ..
                              X