إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كونوا كربيعة وإياكم وضعف البصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كونوا كربيعة وإياكم وضعف البصيرة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    “سلسلة نصائح شبابية”
    ” كونوا كربيعة وإياكم وضعف البصيرة”


    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا الأمين، محمد – صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
    أساس المشكلة فيما نعانيه اليوم من تصرف بعض الشباب، هو ضعف البصيرة بحقيقة أحكام الشريعة، وقلة الفقه في تعمق ومعرفة أسرارها، وعدم القدرة على فهم مقاصدها، مما أدى ذلك إلى أنك تجد من الشباب من يشتغل بالمسائل الجزئية، عن القضايا الأساسية التي تتعلق بالأمة وحاضرها ومستقبلها، وليس صواباً أن نترك تقرير الحكم الشرعي في الأمور الفرعية كما الحال في القضايا الكبرى؛ ولكن ليس من الصواب أن نهتم بالجزئيات على حساب الكليات، لأن في ذلك إضاعة للجهد والوقت، فكما أن الإسلام جاء لإحياء سنة جاء أيضاً لإحياء أمة، ولا يخفى عليكم واقع الأمة اليوم ؛ فالأمة وفلسطين بحاجة لكم أيها الشباب، بحاجة لجهدكم وطاقتكم وعطائكم، واحذروا أن تلجوا باب الجهل المطلق في الدين، كشباب لا يعلمون من الدين إلا القليل، فتراهم يخرجون من القرآن بآية، ومن التفسير برأي، ومن السنة بحديث، ومن السيرة بغزوة، ظنوا أنهم بهذا دخلوا زمرة العَالِمِين، فهم يعرفون أجزاء من العلم، فليست عندهم المقدرة على ربط الجزئيات بالكليات، ولا رد المتشابهات إلى المحكمات، ولا تحكيم الظنيات إلى القطعيات، ولا يعرفون من التعارض بين الأدلة والترجيح من الأحكام ما يستطيعون به إعمال أدلة الشرع ، وأُذِّكِر هنا بما قاله الإمام الشاطبي – رحمه الله تعالى- وهو يتحدث في كتابه الاعتصام عن أسباب الاختلاف المذموم المفضي إلى النزاع والشقاق وتفرق الأمة، وجعل بأسها بينها شديد، فقال -يرحمه الله- :” …. أن يَعْتقد الإنسان في نفسه أو يُعْتقد فيه أنه من أهل العلم والاجتهاد في الدين، وهو لم يبلغ هذه الدرجة فيعمل على ذلك ويعتبر رأيه رأياً، وخلافه خلافاً، فتراه آخذاً ببعض جزئيات الشريعة في هدم كلياتها، حتى يصير منها ما ظهر له بادي رأيه من غير إحاطة بمعانيها ولا رسوخ في فهم مقاصدها” وبهذا يكون ولج باب الجهل المطلق فيدفعه ذلك إلى الغلو في العمل بالإسلام بدعوى أن الناس أهل بدعة وعصيان، أو الطعن في العلماء بدعوى أنهم خالفوا ما رأى، فهو يفتي بجهله عكس ما يفتون بعلمهم، ولو تذكر هؤلاء الشباب، ما قاله مالك بن أنس- رحمه الله- :” بكى ربيعة يوماً بكاء شديداً، فقيل له: مصيبة نزلت بك؟ فقال: لا ولكن استفتي من لا علم عنده” رحم الله ربيعة هذا في زمانه فكيف لو رأى ما في زماننا، وهذا ما ذكره النبي- صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو- رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قول : ” إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالماً، اتخذ الناس رؤوساً جُهالاً، فَسُئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا” وفي رواية أخرى كما في صحيح البخاري – رحمه الله – عن عروة – رضي الله عنه- قال: حج علينا عبد الله بن عمرو ، فسمعته يقول : سمعت النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: ” إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاهموه انتزاعا، ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناس جُهال، يُستفتون فيفتون برأيهم، فيضلون ويضلون” وعلق بعض العلماء على هذين الحديثين بهذا القول الجميل:” ما خان أمين قط، ولكنه ائتمن غير أمين فخان، وما ابتدع عالم قط، ولكنه استفتي من ليس بعالم، والحل في ذلك أن تتفقهوا في دينكم أيها الشباب قبل أن تسودوا، فقد قال عمر الفاروق – رضي الله عنه- ” تفقهوا قبل أن تسودوا- ولا يتأتى ذلك إلا باحترام العلماء وأخذ ما عندهم من علم، قال تعالى: ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) وفي صحيح البخاري- رحمه الله- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً ، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء ، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت الكلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به) والناس في هذا الحديث على ثلاثة أقسام، منهم من رزق الحفظ والفقه، ومنهم من رزق الفقه والفهم، ومنهم من حرموا هذا كله، فكونوا ممن رزق الحفظ والفقه والفهم. والله أعلم


    بقلم الشيخ الداعية الأستاذ صادق عطية قنديل

  • #2
    رد : كونوا كربيعة وإياكم وضعف البصيرة

    كلمات طيبة خرجت من أصلٍ طيب وشدة حرقة على هذا الدين

    الملاحظ في زماننا هذا عنصر الشباب يجد فيهم فتورا وزهدا على العلم , وفي المقابل تجرأ على الفتوى والنقاش بلا عقل رزين أو حكمة تنبع عن اطلاع ,فلو قيل لهم تعالو إلى العلم لم تجد منهم أحدا ولو بالمجان , ولو وقعوا في المآزق يقولون لم نجد من يصوبنا هذا إن اعترفوا بأنهم قد أخطاو وفي الغالب نزعة الكبر تغزو قلوبهم وللأسف فقد اعفى لحية وحف شارباً ولبس قميصاً واستاك بسواك فحينها قد وصل درجة العلم التي لا درجة بعدها , لا أقول ذلك قدحا بتلك السجايا الطيبة التي لا ترخج إلا من الطيبين ولكن أقول وأضم صوتي لصوت صاحب المقال الآنف بأننا لابد من أن نحيا روح الشريعة والفقه والمقاصد لا أن نحيا ظاهر الفقه وخلافه .


    اللهم اهدنا كما هديت من قبلنا

    تعليق


    • #3
      رد : كونوا كربيعة وإياكم وضعف البصيرة

      المصيبة أن هناك علماء ويدلون برأيهم والرأي الشرعي في النوازل والمسائل ...
      فيعرض عنه البعض بقصد أو بغير قصد ويتبع الهوى وما تزينه له نفسه ...

      فالله المستعان .

      تعليق


      • #4
        رد : كونوا كربيعة وإياكم وضعف البصيرة

        المشاركة الأصلية بواسطة مؤمن مشاهدة المشاركة
        المصيبة أن هناك علماء ويدلون برأيهم والرأي الشرعي في النوازل والمسائل ...
        فيعرض عنه البعض بقصد أو بغير قصد ويتبع الهوى وما تزينه له نفسه ...

        فالله المستعان .
        ستمحني ولكن ليس كل عالم يأخذ منه فها هم سلفنا الصالح أنت تعرف عين المعرفة زمن من عاشو ومن عاشروا ولكنهم كانوا يسيرون في العلم تحت شعار : لا يأخذون العلم من عالم حتى ينظروا لسمته وعلمه , ضع هذه أمام نصب عينيك أخي مع احترامي لرأي من يخالف , وأنا أعلم يقينا أنه قد مر عليك كثر فحدث معي موقف لأحد الأساتذة بغض النظر عمن هو قد كذب مع أنه يعلم علم اليقين أنني أعلم مدى كذبه , فلا يأخذ العلم إلا من أهل الورع . وهذا كل مسلم يتفق عليه .

        أما أن يعرض عنه فقط ابتغاء للهوى فهذا عين الضلال والعياذ بالله , والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها , وإن من كلمة فهي أننا في زمان الغربة الثانية فزهد للأسف من قبل طلبة العلم الشرعي خصوصاً عن العلم , ولو جلست معه لأخذ يمدح لك بالعلم الشرعي ولكنه عنه بعيد جدا وشتان ما بين ما يشدو وما بين ما يطبق .

        وهداني الله وإياكم وكافة المسلمين

        تعليق


        • #5
          رد : كونوا كربيعة وإياكم وضعف البصيرة

          الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الطاهر الأمين وبعد أحبتي في الله ,

          والله للقلب يعصر أسفاً وحزناً مما نسمع ونرى من حقيقة مرة بل علقم , من ابتعاد طلبة العلم الشرعي خاصة عن حلقات العلم والتعلم , ففي نادي الشريعة والقانون عقدنا دورة في شرح كتاب توحيد الأسماء والصفات لابن عثيمين لم يحضر إلا فردين أو ثلاث بعد أن أعلنا وأبلغنا وكررنا الإعلان مرة تلو المرة بل وكلمنا العديد لكن لا ندري لعل ما نود عرضه في دورتنا في جانب توحيد الأسماء والصفات قد بلغو فيه الذروة من المعرفة أي نكول هذا عن العلم , ولو عُرضت مسألة أو مناقشة مع أحد المحاضرين سرعان ما تسمع الأقوال التي لم ينزل الله بها سلطانا وتسمع افكار من العجب العجاب كيف وجدت بين ظهرانينا , بل وتجد بعضهم قد تصدر للتأليف والكتابة والفتوى ظاناً أنه من العلم بمكانة .

          وفي المقابل في جانب التخصصات العلمية والتربوية والتنموية تجد طلابها من الهمة بمكانة وكثير منهم ليس بمقتنع بتخصصه لكنك تجده في همة عالية ما أن يلبث يسمع بدورة علمية أو لقاء علمي أو ندوة علمية تخصه حتى يحضر , ولكن طالب العلم الشرعي الذي لو قلت له لم تدرس العلم الشرعي يجيبك بكل فاه : ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ) ظاناً أنه فقط بحمله درجة البكلوريس في الشريعة أو أصول الدين قد وصل تلك المرتبة من الخيرية التي يمنحها الله لمن يريد , فلم يقل النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يدرس بكلوريس شريعة بل يفقه في الدين وليس بالضرورة أن يكون طالب في كلية الشريعة الإسلامية أو أصول الدين فكم من دعاة اليوم وعلمائها قد بلغو من العلم الشرعي بكان ولكنهم ليسو بطلبة بكلوريس شريعة أو أصول دين وهم عن العد أغنى .


          فاللهم أصلح حالنا إلى أحسن حال

          تعليق

          جاري التحميل ..
          X