حكم الإسلام فيمن خطف وقتل المتضامن الإيطالي
من المعلوم إنّ ديننا الحنيف الإسلام من حيث المبدأ ينهى عن قتل النفس، قال تعالى "مَن قَتلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الأَرْضِ فَكأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً" وقال تعالى:"وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَق". والنفس هنا تشمل المسلم وغير المسلم. وقال الله تعالى:"لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ". ومن الأنفس المعصومة في الإسلام أنفس المستأمنين وهم الذي يدخلون بلاد المسلمين بأمان منهم لأداء مهمة ثم يرجعون إلى بلدهم بعد إنهائها، وهذا الإيطالي وأمثاله ممن يقدمون لبلادنا كصحفيين ومتضامنين ونحو ذلك منهم، وقتله لانعدام العلم الشرعي وتفشي الجهل وهذا من أسباب وقوع الفتن وانتشارها. فلا يجوز لأحد أن يعتدي عليه، كما لا يجوز له أن يعتدي على أحد من المسلمين. والإسلام يكفل له الأمن على دمه وأمواله وعرضه، ومن اعتدى عليه فقد خان الإسلام واستحقّ العقوبة الرادعة. قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى" المائدة:8. وجاء في صحيح البخاري قول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:"إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفكَ الدم الحرام بغير حلّه". قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله معلّقا على هذا الحديث: "ولقد صدق ابن عمر رضي الله عنهما، إنّ من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها أن يسفكَ الإنسان الدم الحرام بغير حلّه، وإن دم المعاهد حرام، وسفكه من كبائر الذنوب؛ لأن النبي أخبر أن من قتله لم يرح رائحة الجنة، وكل ذنب توعّد الله عليه في كتابه أو رسوله في سنته فإنه من كبائر الذنوب" انتهى المراد من كلامه رحمه الله.
ثم من الغدر أيضًا ترويع المستأمنين بخطفهم أو رهنهم أو تهديدهم بالسلاح أو قتلهم، وهو مناف أيضًا لتكريم الله للإنسان كما قرّر ذلك أهل العلم.
لذا وجب على الحكومة إقامة الحكم الشرعي فيمن يقتل المسلمين وغير المسلمين دون وجه حق فالحق أحق أن يتبع.
تعليق