قصة الشهيد " سعيد " يرويها صاحبه ...
هو الأخ الحبيب ... الخل الوفي ... الطيب الحنون ...
الخاشع لربه سبحانه ... المتضرع لله عز وجل ... المقدام الهصور ...
الأبي الكريم ... والبطل المغوار ....
كان أبا حمزة في غفلة عن واقع أمته...
إلى حصلت أحداث العراق ...
فهب من رقاده ونفض عنه غبار الذل ...
وتاب إلى الله عز وجل ...
ثم انطلق إلى بلاد الرافدين ساعياً لرفع كلمة "لا إله إلا الله" ....
تعرفت عليه في مدينة المساجد .. مدينة الفلوجة ...
قبل المعركة الثانية بشهرين ...
فكان شديد التواضع لإخوانه ، خادم للمجاهدين ..
ينطبق عليه قول الله تعالى :
( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) ...
كان ذا خلق عال ، عالي الهمة ، قوي العزيمة ، ثابت الجأش ...
يثبت إخوانه وكان دائماً يقول :
"والله ...... إن الجهاد هو السبيل إلى السعادة والنجاة" ....
شارك الحبيب في كثير من المعارك منها معركة الفلوجة الثانية ومعارك القائم ......
فكان يرمي أعداء الله بالبيكا ...
ويصرخ بالتكبير ..... أذكر عندها قال أميري :
"لو وجدنا عشرون بمثل أبي حمزة لحررنا بغداد" ....
فلله دره على الهمة ....
حدثني يوماً وقال :
"يعلم أني في سعادة كبيرة جداً ..... فوالله أن الدنيا بما فيها لا تساوي عندي ولا حفنة تراب"
... فقلت : " أبو حمزة ... حدثني عن نفسك ولو قليلاً " ....
فقال : "إييييييييه .... أخي الكريم ... لقد كنت أسكن البيت الجميل،
وأركب السيارة الفارهة، وآكل وأشرب وأتنعم بما أنعم الله علي .......
ولكن لم أجد السعادة .. بل كنت في حزن دائم " ....
فقلت : " لماذا كنت حزين ؟؟ "
.... فقال : "لا أدري" .......
ثم قال :
"ولكن الآن أسكن في المضافات بين إخواني،
وأصول وأجول، وأقاتل في سبيل الله،
ولا آكل ولا أشرب إلا القليل ........ ولكن اللهم لك الحمد ..
السعادة والفرحة غااامرة" .......
أراد يوماً تنفيذ عملية استشهادية ...
فألح على ربه أن يجعله من الاستشهاديين ...
ثم ألح على أميره بأن يكون استشهادياً ...
وكان كثيراً ما يرفض الأمير لحاجته إلى المقاتلين ..
أذكر أني وجدته يبكي لأن أميره رفض طلبه .. فخففت عليه وقلت :
"لا تبكي يا أبا حمزة ... وادعوا الله عز وجل أن يتم أمرك" .....
ومع الإلحاح ومع الطلب يسر الله له ولان قلب أميره فقبل بأن يكون من الاستشهاديين ...
وفي طريقه إلى مكان العملية ...
وجدوا سيطرة في الطريق فقاتل قتال الشجعان ...
حتى أصيب بأربع طلقات في صدره ...
فوضع في السيارة حتى انسحبوا بسلام ...
يقول لي أحد الحاضرين لتلك الواقعة :
"وضعت أبي حمزة في السيارة ... وكان يقول :
(اللهم تقبلني عندك) ثلاثاً ...
وكان بيننا وبين الإخوة الذين ينتظروننا طريق طويل ....
وبعد أن انسحبنا كنت أرى أبي حمزة رافعاً يده أو أصبعه ...
لعله يتشهد أو يذكر الله عز وجل ....
وبعد أن وصلنا إلى الإخوة وجدنا أبي حمزة قد فارق الحياة ...
كان وجهه شديد البياض ومخضباً بدمائه ومبتسم ...
قلت :
"ما أسعده .... فاز بها ولم نفز بها نحن" ..........
وقد حضرت دفن الشهيد ويعلم كم حزنت عليه وقتها ....
عندما وضع في القبر تفجرت جراحه بالدماء وانتشرت رائحة المسك بشكل قوي جداً .......
فاسأل الله أن يتقبل أخي وحبيبي أبي حمزة في زمرة الشهداء ... وأن يلحقنا به عاجلاً غير آجل ... يا جواد يا كريم ....
وإنا على درب أبي حمزة لماضون ... وللجهاد ساعون .... وإلى النصر والشهادة سائرون ....
تبكيك عيني وقلبي وكل جوارحي
يا حبيـــــــب القـــلــــــــب يـــــــا سعيـــــــد
يعلـــــــم الله كنـــت الفــــــداء والبطــــــولة
مــــا كنـــت يومــــــا عن ربـك بليـــد
لله درك مـن رجــــــــــــل فـــــأنـــــت
المقــــــدام أبا حمـــزة في المعارك عتيد
ظفـــــرت بأعلى المطــــالب ونلتهـــــــا
أنت إلى جــــــــوار ربـــك شهيــــــــــد
وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .......
منقوووووووووووووووول ... للعبرة ..
تعليق