إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رسائل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله إلى الرؤساء والحكام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسائل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله إلى الرؤساء والحكام


    هذه رسالة من الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى لحاكم سوريا السابق حافظ الأسد منذ 25 عاما ، انقلها لكم من مجلة الإعتصام المصرية عدد يناير 1980


  • #2
    رد : رسائل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله إلى الرؤساء والحكام


    حكم الإسلام فيمن زعم أن الإسلام متناقض أو مشتمل على بعض الخرافات ، أو وصف الرسول - صلى الله عليه وسلم- بما يتضمن تنقصه ، أو الطعن في رسالته، والرد على الرئيس أبي رقيبة فيما نسب إليه من ذلك


    رئيس الجامعة الإسلامية عبد العزيز بن عبد الله بن باز




    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد :

    فقد نشرت صحيفة " الشهاب " اللبنانية في عددها الصادر في 23 ربيع الأول 1394هـ ، الموافق 1 نيسان 1974 م فقرات خطيرة من خطاب الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة ، الذي ألقاه في مؤتمر المدرسين والمربين ، لمناسبة الملتقى الدولي ، حول الثقافة الذاتية والوعي القومي ، يتضمن الطعن في القرآن الكريم بأنه متناقض ، ومشتمل على بعض الخرافات ، ووصف الرسول محمدا - صلى الله عليه وسلم - بأنه إنسان بسيط يسافر كثيرا في الصحراء ، ويستمع إلى الخرافات البسيطة السائدة في ذلك الوقت ، وقد نقل تلك الخرافات إلى القرآن ، وهذا نص ما نشرته الصحيفة المذكورة :




    بورقيبة في خطاب بالملتقى الدولي حول الثقافة القرآن متناقض حوى خرافات، مثل قصة أهل الكهف، وعصا موسى ؟!


    عُقد في تونس ، أواخر الشهر الماضي ، مؤتمر للمدرسين والمربين ، لمناسبة الملتقى الدولي حول الثقافة الذاتية، والوعي القومي ، وقد ألقى الرئيس بورقيبة - رئيس الجمهورية التونسية، الحالي، والرئيس المرتقب للجمهورية العربية الإسلامية، التي أعلن عن قيامها ، على أساس الإسلام بين ليبيا وتونس - خطابا طويلا بالمدرسين نشرته الصحف التونسية على فقرات ، وقد تعرّض - الرئيس بورقيبة - لقضايا فكرية هامة ، وأجرى عملية نقد جريئة وعلنية لنصوص قرآنية ثابتة ، خلص إلى أنها متناقضة ، حينا ، وخرافية ، حينا آخر، وقد نشرت نص الخطاب جريدة " الصباح " التونسية على جزأين في عددين صدرا بتاريخ 20 , 21 من شهر آذار، مارس الماضي، وعد عملت وسائل الإعلام الرسمية على حذف النقاط النافرة في الخطاب ، وسنورد النقاط المحذوفة التي سمعت حية من الرئيس التونسي ، ثم نورد ما نشرته جريدة " الصباح " حرفيا :


    1 - إن في القرآن تناقضا لم يعد يقبله العقل بين " قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا " ، و " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ " .

    2 - الرسول محمد كان إنسانا بسيطا يسافر كثيرا عبر الصحراء العربية ، ويستمع إلى الخرافات البسيطة السائدة في ذلك الوقت ، وقد نقل تلك الخرافات إلى القرآن ، مثال ذلك : عصا موسى ، وهذا شيء لا يقبله العقل ، بعد اكتشاف باستور ، وقصة أهل الكهف .

    3 - إن المسلمين وصلوا إلى تأليه الرسول محمد، فهم دائما يكررون محمد - صلى الله عليه وسلم - الله يصلي على محمد - ، وهذا تأليه لمحمد ، وقد دعى, في ختام خطابه ، المربين وأهل التعليم إلى تلقين ما قاله حول الإسلام إلى تلاميذهم .
    انتهى المقصود مما ذكرته صحيفة "الشهاب" عن خطاب الرئيس أبي رقيبة، وقد أفزع هذا المقال كل مسلم قرأه أو سمعه لما اشتمل عليه من الكفر الصريح ، والجرأة على الله سبحانه وعلى رسوله - صلى الله عليه وسلم- من رئيس دولة تنتسب إلى الإسلام ، كان المفروض عليه أن يدافع عن دينه ، وعن كتاب ربه ، وعن رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - لو سمع مثل هذا المقال ، أو ما هو أخف منه من أي أحد ، ولكن الأمر كما قال الله سبحانه : " فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَْبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ " , " رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ " .

    ولما قرأت هذا المقال في صحيفة " الشهاب " بادرت بإرسال برقية للرئيس المذكور بتاريخ7 / 4 / 1394هـ ، هذا نصها :



    فخامة الرئيس الحبيب بورقيبة
    نشرت صحيفة " الشهاب " بعدد 23 ربيع الأول 1394 هـ حديثا نسب إليكم غاية في الخطورة، يتضمن الطعن في القرآن الكريم بالتناقض، والاشتمال على الخرافات والطعن في مقام الرسالة المحمدية العظيم .

    وقد أزعج ذلك المسلمين واستنكروه غاية الاستنكار ، فإن كان ذلك قد صدر منكم فالواجب - شرعا - المبادرة إلى التوبة النصوح منه وإعلانها بطرق الإعلان الرسمية، والأوجب إعلان بيان رسمي صريح بتكذيبه واعتقاد خلافه كي يطمئن المسلمون، وتهدأ ثائرتهم من هذه التصريحات الخطيرة.

    ونسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح في الدنيا والآخرة، والتوبة من جميع الآثام , سرها وجهرها، وأن يعز الإسلام وأهله وأوطانه إنه سميع مجيب.

    * رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

    * عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    ثم أرسلت برقية مني ومن المشايخ: حسنين محمد مخلوف ، وأبي الحسن علي الحسني الندوي ، وأبي بكر محمود جومي ، والدكتور محمد أمين المصري ، وذلك بتاريخ 16 / 4 / 1394 هـ ، هذا نصها :


    السيد الحبيب بورقيبة، رئيس الجمهورية التونسية - تونس.
    نسبت إليكم صحيفة "الشهاب" بعددها الصادر بتاريخ 23 ربيع الأول تصريحات مكفّرة لما فيها من الطعن في القرآن الكريم، والمصطفى صلى الله عليه وسلم، ودعوتكم لرجال التعليم لنشرها بين الطلاب.

    فإن كنتم قد اقترفتموها، فالواجب عليكم المبادرة إلى التوبة والعودة إلى الإسلام، والأوجب عليكم المبادرة إلى التكذيب الصريح، ونشره في العالم بجميع وسائل النشر، وإعلان عقيدتكم الإسلامية الصحيحة في الله تعالى وكتابه ورسوله، تبرئة من الكفر، وتسكينا للفتن، وتطمينا للمسلمين في سائر الدول، وتقريرا لصلاحيتكم لحكم أمة إسلامية عريقة في الإسلام، وإن عدم التكذيب دليل على الإصرار والردة، ومثار فتن لا يعلم عواقبها إلا رب العالمين، تحمل وزرها ووزر من يرتكس فيها إلى يوم الدين، " وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ " .



    عبد العزيز عبد الله بن باز
    رئيس الجامعة الإسلامية


    أبو الحسن علي الحسني الندوي
    أمين عام ندوة العلماء لكنوا الهند وعضو رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة بالمدينة المنورة


    أبو بكر محمود جومي
    قاضي قضاة ولايات شمال نيجيريا - جامعة الملك عبد العزيز بمكة


    الدكتور محمد أمين المصري


    حسين محمد مخلوف مفتي الديار المصرية سابقا



    ثم اطلعت على صحيفة "الصبـاح" التونـسية فألفيتها قد ذكرت، في عـددها الصـادر في 21 مارس 1974م ، طبق ما نقلته عنها صحيفة "الشهاب" فيما يتعلق بعصا موسى، وقصة أهل الكهف، كما ألفيتها قد نصّت على منكر شنيع، في عددها الصادر في 20 مارس 1974م ، وقع في خطاب الرئيس المذكور، لم تشر إليه صحيفة الشهاب وهذا نصه :

    على أني أريد أن ألفت نظركم إلى نقص سأبذل كل ما في وسعي لتداركه، قبل أن تصل مهمتي إلى نهايتها، وأريد أن أشير بهذا إلى موضوع المساواة بين الرجل والمرأة، وهي مساواة متوفرة في المدرسة، وفي المعمل، وفي النشاط الفلاحي، وحتى في الشرطة ، لكنها لم تتوفر في الإرث ، حيث بقي للذكر حظ الأنثيين، إن مثل هذا المبدأ يجد ما يبرره، عندما يكون الرجل قواما على المرأة، وقد كانت المرأة، بالفعل، في مستوى اجتماعي لا يسمح بإقرار مساواة بينها وبين الرجال، فقد كانت البنت تدفن حية، وتعامل باحتقار , وها هي اليوم تقتحم ميدان العمل، وقد تضطلع بشؤون أشقائها الأصغر منها سنا، فزوجتي - مثلا - هي التي تولّت السهر على شؤون شقيقها المنذر، وتكبدت - من أجل ذلك - كل متاعب العمل الفلاحي، ووفرت له سبل التعلم، وحرصت على تحقيق أمنية والدها الذي كان يرغب في توجيه ابنه نحو المحاماة ، فهل يكون، من المنطق، في شيء أن ترث الشقيقة نصف ما يرثه شقيقها في هذه الحالة، فعلينا أن نتوخى طريق الاجتهاد في تحليلنا لهذه المسألة، وأن نبادر بتطوير الأحكام التشريعية، بحسب ما يقتضيه تطور المجتمع، وقد سبق أن حجرنا تعدد الزوجات بالاجتهاد في مفهوم الآية الكريمة، ومن حق الحكام - بوصفهم أمراء المؤمنين - أن يطوروا الأحكام بحسب تطور الشعب، وتطور مفهوم العدل، ونمط الحياة.

    هكذا في الصحيفة المذكورة، وهذا - إن صحّ صدوره منه - فهو نوع آخر من الكفر الصريح ، لأنه زعم أن إعطاء المرأة نصف ما يعطاه الذكر نقص ، وليس من المنطق البقاء عليه، بعد مشاركة المرأة في ميدان العمل - كما ذكر - أنه حجر تعدد النساء بالاجتهاد، وأنه يجب تطوير الأحكام الشرعية بالاجتهاد حسب تطور المجتمع، وذكر أن هذا من حق الحكام لكونهم أمراء المؤمنين، وهذا من أبطل الباطل، وهو بتضمن شرا كثيرا، وفسادا عظيما سيأتي التنبيه عليه - إن شاء الله -.

    ثم في يوم الأربعاء الموافق 1 / 5 / 1394 هـ زارني في مقر الجامعة الإسلامية بالمدينة سعادة السفير التونسي لدى المملكة ، وسلّم لي رسالة من الوزير مدير الديوان الرئاسي، الشاذلي القليبي ، برقم 406 وتاريخ 11 ماي 1974م ، وهذا نصها :


    فضيلة الشيخ السيد عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - المملكة العربية السعودية.

    أما بعد : فأتشرف بإعلامكم أن فخامة الرئيس الجليل قد اطلع على برقيتكم المؤرخة 23 ربيع الأول 1394هـ ، وهو إذ يشكر لكم حسن عنايتكم ، وقيامكم بالنصيحة لله ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم .

    يرجو أن لا يغيب عن أذهان سائر إخواننا المسلمين أن الحبيب بورقيبة إنما جاهد فرنسا لإعلاء كلمة الله والوطن ، وإرجاع تونس دولة مستقلة ، دينها الإسلام ، ولغتها العربية ، وهو أول بند من بنود دستورها ، وما كان ليدور بخلد فخامته الطعن في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا في مقام الرسول الأكرم - عليه أفضل الصلاة والتسليم - وهو الذي نصر الحق بالحق، وهدى إلى الصراط المستقيم وإني أرسل إليكم، صحبة هذا، نص خطاب فخامة الرئيس، بمناسبة المولد النبوي الشريف، حتى تكونوا على بينة من الأمر.

    نسأل الله تعالى أن يعين الجميع على ما فيه خير الدين والدنيا، وأن يهدينا إلى ما فيه خير أمتنا الإسلامية وصلاحها.

    وتفضلوا بقبول أزكى تحياتي….



    الشاذلي القليبي


    الوزير مدير الديوان الرئاسي


    وقد أجبت معاليه بما نصه :


    بسم الله الرحمن الرحيم

    من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة المكرم معالي الوزير مدير الديوان الرئاسي ، الشاذلي القليبي وفقه الله لما فيه رضاه.

    أما بعد : فيسرني أن أذكر لمعاليكم أن رسالتكم رقم 406 وتاريخ 11 ماي 1974م قد وصلتني بيد سعادة السفير التونسي لدى المملكة العربية السعودية ، وعلمت ما تضمنته من الإفادة عن اطلاع فخامة الرئيس على برقيتي المتضمنة نصيحته بإنكار ما نسب إليه من الطعن في كتاب الله العزيز ، وفي مقام الرسول الأمين - صلى الله عليه وسلم - إن كان لم يقع منه ذلك - أو إعلان التوبة ، إن كان وقع منه ذلك، كما علمت منها ما ذكرتم عن فخامته من شكري على ما قمت به من واجب النصيحة ، ورغبة فخامته في أن لا يغيب عن أذهان سائر المسلمين أن الحبيب بورقيبه إنما جاهد فرنسا لإعلاء كلمة الله والوطن وإرجاع تونس دولة مستقلة، دينها الإسلام ، ولغتها العربية ، وهو أول بند من بنود دستورها، إلى آخر ما ذكره معاليكم.

    وإني لأرجو من معاليكم تبليغ فخامته شكري له على ما أبداه من الشكر والمحبة للنصيحة، وما قام به من الجهود الطيبة لصالح تونس وشعبها، وسؤالي المولى - عز وجل - أن يجزيه ، عن الجهود التي بذلها في صالح البلاد التونسية وشعبها, خيراً, مع إعلام فخامته بأن ما ذكر لايكفي في إنكار ما نسب إليه - إن كان لم يقع - ، كما أنه لا يكفي عن إعلان التوبة بطرق الإعلام الرسمية ، إن كان قد وقع ، لأن ذلك هو الواجب عليه ، ولأن في عدم إعلان ذلك دلالة على وقوعه والإصرار عليه، مع ما في ذلك من الدعاية إلى الكفر والضلال، والتنقص لكتاب الله وللرسول - عليه الصلاة والسلام - وقد علم بالأدلة الشرعية أن المنكر إذا أعلن وجب إنكاره علنا، أو إعلان التوبة منه، إن كان واقعا، كما قال الله سبحانه: " إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ الآعِنُونَ إِلاَّالَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " ، وليس في إعلان ذلك نقص على فخامته ولا غضاضة، بل ذلك شرف له، ودليل على إنصافه وعلو همته، وعلى رغبته في إيثار الحق، ولا يخفى أن التمادي في الباطل نقص ورذيلة، وأن الرجوع إلى الحق وإعلانه شرف وفضيلة، بل فريضة من أهم الفرائض، ولا سيما مثل هذا المقام الذي يترتب عليه كفر وإسلام، وقد يقتدي به في ذلك الكفر غيره فيكون عليه مثل آثامه كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم- : " من دعى إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعى إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا " ، ولأن في عدم إعلان التكذيب أو التوبة تأييدا للطاعنين في الإسلام، وسيرا في ركابهم، ومشاركة لهم في الجريمة، وإني أربأ بفخامته أن يصرّ على أمر يغضب الله ورسوله، ويخرجه من دائرة الإسلام، إن كان قد وقع منه، ويجرئ أعداء الإسلام على النيل من حماه ، والطعن في دستوره.

    وقد اطلعت أخيرا، على صحيفة " الصباح " التونسية فوجدتها تن ، في عددها الصادر في 20 مارس 1974م ، على تصريح خطير للرئيس ، لم تشر إليه صحيفة "الشهاب" ، مضمونه اعتبار إعطاء المرأة نصف حظ الذكر ، في الميراث، نقصا ليس من المنطق البقاء عليه، بعد مشاركة المرأة في ميدان العمل، كما يتضمن التصريح بأنه قد حجر تعدد النساء، بالاجتهاد، وأنه يجوز للحكام تطوير الأحكام بالاجتهاد، حسب تطور المجتمع ، لكونهم أمراء المؤمنين ، وهذا منكر شنيع ، وكفر صريح لما فيه من الطعن في القرآن ، واتهامه بأن بعض أحكامه لا تناسب تطور المجتمع ، وهو مخالف لإجماع أهل العلم ، لكونهم قد أجمعوا على أن الاجتهاد إنما يكون في المسائل الفرعية التي لا نص فيها، أما الأحكام الشرعية التي نص عليها القرآن الكريم، أو السنة الصحيحة كإعطاء الزوجة والأنثى، من الأولاد والأخوة لأبوين أو لأب في الميراث، نصف الذكر وكتعدد النساء، فإنه لا مجال للاجتهاد في ذلك، لأن الله - سبحانه - هو الذي شرع الأحكام وفصلها، وهو العالم بأحوال عباده، وبما تتطور إليه مجتمعاتهم، والحكام ليس لهم تغيير الأحكام، وإنما الذي إليهم تنفيذها وإلزام الرعايا بمقتضاها لقول الله، سبحانه، يخاطب نبيه - صلى الله عليه وسلم - : " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً " , إلى أن قال سبحانه: " وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ " .

    فأرجو تبليغ الرئيس ما ذكرته ، وأن عليه تكذيب هذا الخبر - إن كان لم يصدر منه - أو إعلان التوبة ، إن كان قد صدر منه، كالمطاعن الأخرى التي سبق أن أبرقت أنا وبعض العلماء لفخامته في شأنها، وقد كتبت، في هذه المسائل، مقالا مفصلا إليكم نسخة منه لإطلاع الرئيس عليه.

    والله المسؤول أن يهدينا، جميعا، صراطه المستقيم، وأن لا يزيغ قلوبنا عن الهدى، كما أسأله - عز وجل - أن يهدي فخامته للحق، وأن يعينه على تنفيذه وأن يرزقنا وإياه وسائر المسلمين إيثار الآخرة والعمل لها على الحظ الأدنى، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

    وتفضلوا بقبول تحياتي….



    رئيس الجامعة الإسلامية



    تعليق


    • #3
      رد : رسائل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله إلى الرؤساء والحكام

      برقيةُ سماحةِ الشيخِ عبدِ العزيزِ بن باز إلى عبدِ السلامِ عارف رئيس الجمهورية العراقية



      سيادة الأخ عبد السلام محمد عارف رئيس الجمهورية العراقية بغداد .

      سرنا انتصاركم على الملحدين والشيوعيين أعداء الإسلام ، ونرجو أن من شكركم لهذه النعمة العظيمة تحكيم كتاب الله ، والسير على هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهما كفيلان بسعادة المجتمعات والأفراد .

      وباتباع تعاليم الإسلام يسود العدل ، وتحصل الطمأنينة ، والاستقرار لجميع المواطنين .

      وفقكم الله ، والعاملين معكم لما فيه رفعة الإسلام والمسلمين ، وسعادة الشعب .





      نائب رئيس الجامعة الإسلامية

      عبد العزيز بن عبد الله بن باز



      المصدر : جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله - ( ص 527 - 528 )

      تعليق


      • #4
        رد : رسائل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله إلى الرؤساء والحكام


        رسالة من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز إلى الملك حسين


        الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فهذا خطاب وجهه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله ورعاه إلى الملك حسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية . ورقم الخطاب 804/1 . تاريخه 14/11/1417هـ . ونذكُره هنا للعبرة والتذكرة لعل الله أن ينفع به مخلصا أو يهدي به ضالا.

        من عبد العزيز بن باز إلى حضرة جلالة الملك الكريم حسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية - عمان - ، وفقه الله لما فيه رضاه ونصر به دينه .آمين.

        سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :

        فلقد أبلغني صاحب الفضيلة الشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصين الملحق الديني بسفارة المملكة العربية السعودية في عمَّان في كتابه المؤرخ في 5/1/1417هـ أنَّ جلالتكم قد منع إقامة تمثالٍ لكم في عمَّان ، فسرَّني ذلك كثيراً ، وشكرتُ لجلالتكم هذا العمل ، ورأيتُ الكتابةَ إلى جلالتكم في ذلك شاكراً وراجياً مِن جلالتكم إصدارَ الأمرِ الكريمِ بتحكيمِ الشريعة المطهَّرة في المملكة الأردنية الهاشمية في جميع الشؤون ، كما حَكَمَ بها جَدُّكم أفضلُ الخلق محمَّد صلى الله عليه وسلم وحكم بها خلفاؤه الراشدون وأئمة الهدى بعدهم ، عملاً بقول الله سبحانه " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيتَ ويسلِّموا تسليماً " وقوله عز وجل " أفحكم الجاهلية يبغون ومَن أحسنُ مِن الله حُكماً لقومٍ يوقنون " ، " ومَن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون " ، " ومَن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون " .

        ولا يخفى على مثل جلالتكم أنَّ في تحكيم الشريعة المطهَّرة صلاح أمر الدنيا والآخرة والفوز بالسعادة الأبدية. فأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يشرح صدركم لذلك ويعينكم عليه، وأن يصلح لكم البطانة ، وأن يعيذنا مِن مضلات الفتن وبطانة السوء ونزغات الشيطان . إنه جواد كريم .

        والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




        مفتي عام المملكة العربية السعودية

        ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء

        المرجع : مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (9/448 - 449) ط الإفتاء

        تعليق


        • #5
          رد : رسائل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله إلى الرؤساء والحكام

          إلى الملك حسين
          إلى عبدِ السلامِ عارف رئيس الجمهورية العراقية
          لحاكم سوريا السابق حافظ الأسد
          عجبي ...

          وكأن حكام السعودية من الأولياء الصالحين !

          كان الأجدر بعلماء السعودية نصح حكام بلدهم

          تعليق

          جاري التحميل ..
          X