إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المأثور في وجوب طاعة الأمور بالمعروف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المأثور في وجوب طاعة الأمور بالمعروف

    اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ،وقد غفلنا عن أحاديث كثيرة تأمرنا على طاعة ولي الأمر وتحريم الخروج عليه فلنحم الدين ولا نحكم العقل والعاطفة والله المستعان


    المأثور في وجوب طاعة ولاة الأمور بالمعروف
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
    أما بعد :
    فإن وجوب السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين في المعروف والصبر على جور الجائرين منهم أصل من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة التي باينوا بها أهل الأهواء والبدع وقد علم بالضرورة من دين الإسلام أنه لا دين إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمامة ولا إمامة إلا بسمع وطاعة ويزيد اهتمام أهل السنة والجماعة بهذا الأصل العقدي وترسيخه عند غلبة الجهل أو فشو الأفكار المنحرفة عن منهج أهل السنة فيه.
    لذلك أخي القارئ الكريم إليك هذه الرسالة المختصرة والتي تحتوي على بعض المأثور من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة في وجوب السمع ولطاعة لولاة أمور المسلمين في المعروف سائلين الله عز وجل أن ينفع بها من قرأها ويجعلها خالصة لوجهه الكريم .
    أولا : المأثور من القرآن الكريم :
    قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59

    قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله - :” والظاهر والله أعلم أنها عامة في كل أولي الأمر من الأمراء والعلماء ” ( تفسير القرآن العظيم ج1 ص530 ط دار المعرفة )
    وقال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي – رحمه الله - :” وأمر بطاعة أولي الأمر وهم الولاة على الناس من الأمراء والحكام والمفتين فإنه لايستقيم للناس أمر دينهم ودنياهم إلا بطاعتهم والانقياد لهم طاعة لله ورغبة فيما عنده لكن بشرط أن لا يأمروا بمعصية فإن أمروا بذلك فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولعل هذا هو السر في حذف الفعل عند الأمر بطاعتهم وذكره مع طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يأمر إلا بطاعة الله ومن يطعه فقد أطاع الله وأما أولو الأمر فشرط الأمر بطاعتهم أن لا يكون معصية ” ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص183 ط الرسالة )
    ففي هذه الآية وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر وهذا مطلق يقيد بما ثبت في السنة من أن الطاعة إنما تكون في غير المعصية لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الطاعة في المعروف ) ( رواه البخاري 7257 ومسلم 1840 )

    ثانيا :المأثور من السنة النبوية :
    1/ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أطاعتني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني ) أخرجه البخاري 2957 واللفظ له ومسلم 1835
    2/ وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة) أخرجه البخاري 7144 ومسلم 1839 واللفظ له
    3/ وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ) قلت : كيف أصنع إن أدركت ذلك ؟ قال : ( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ) رواه مسلم 1847
    4/ وعن علقمة بن وائل عن أبيه قال سأل سلمة بن يزيد الجعفي رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قلنا يا نبي الله : أرأيت إن قامت علينا أمراء يسالونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ) رواه مسلم 1846
    5/ وعن عياض بن غنم رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية وليأخذ بيده فيخل به فإن سمع منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه ) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1096 وصححه الألباني
    6/ وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برئ ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع ) قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : ( لا ، ما صلوا ) صحيح مسلم 1854
    7/ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ) رواه مسلم 1848
    8/ وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من كره من أميره شيئا فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية ) أخرجه البخاري 7053 ومسلم 1849 واللفظ له
    9/ وعن عرفجة الأشجعي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه ) وفي رواية : ( فاضربوه بالسيف كائنا من كان ) رواه مسلم 1852
    10/ وفي حديث عبدالله بن عمرو بن العاص الطويل مرفوعا : ( من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ) صحيح مسلم 1844
    11/ وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ) صحيح مسلم 1853
    12/ وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من حمل علينا السلاح فليس منا ) وفي رواية : ( من سل علينا السيف فليس منا ) رواه مسلم 98-99
    13/ وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت : يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر ؟ قال : ( نعم ) فقلت : فهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : ( نعم ، وفيه دخن ) قلت : وما دخنه ؟ قال : ( قوم يستنون بغير سنتي ويهتدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ) فقلت : هل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : ( نعم ، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ) فقلت : يا رسول الله صفهم لنا قال : ( نعم ، قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ) قلت : يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك ؟ قال : ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) فقلت : فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : ( فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل الشجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) أخرجه البخاري 7084 ومسلم 1847 واللفظ له
    قال النووي – رحمه الله - : “وفي حديث حذيفة هذا : لزوم جماعة المسلمين وإمامهم ووجوب طاعته وإن فسق وعمل المعاصي من أخذ الأموال وغير ذلك فتجب طاعته في غير معصية ” شرح صحيح مسلم 12/237 ط دار الفكر بيروت
    14/ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون ) قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : ( فوا بيعة الأول فالأول أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم ) أخرجه البخاري واللفظ له 3455 ومسلم 1842
    15/ وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ستكون أثرة وأمور تنكرونها ) قالوا : يا رسول الله فما تأمرنا ؟ قال : ( تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم ) رواه البخاري 3603 ومسلم 1843
    16/ وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ) قالوا : قلنا : يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك ؟ قال : ( لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة ، لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة) رواه مسلم 1855
    17/ وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من نزع يده من طاعة لم يكن له يوم القيامة حجة ومن مات مفارقا للجماعة فإنه يموت ميتة جاهلية ) رواه ابن أبي عاصم في السنة 1075 وصححه الألباني
    18/ وعن الحارث بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( آمركم بخمس : بالجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله وإنه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ) رواه الترمذي 2863 وغيره وصححه الألباني
    19/ وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( اتقوا الله وعليكم بالسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا وإن من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء من بعدي الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 54 وصححه الألباني
    20/ وقال عبادة بن الصامت رضي الله عنه : دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله وقال : ( إلا أن تروا كفرا بواحا معكم من الله فيه برهان ) صحيح مسلم باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية وتحريمها في المعصية
    21/ وعن أنس رضي الله عنه قال : نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قالوا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب ) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1015 وقال الألباني : سنده جيد
    22/ وعن تميم الداري رضي الله عنه قال : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدين النصيحة ) قلنا : لمن ؟ قال : ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) صحيح مسلم 55
    ثالثا : المأثور من أقوال الصحابة – رضي الله عنهم- :
    1/ عن سويد بن غفلة قال : ( قال لي عمر يا أبا أمية إني لا أدري لعلي لا ألقاك بعد عامي هذا فإن أمّر عليك عبد حبشي مجدّع فاسمع له وأطع وإن ضربك فاصبر وإن حرمك فاصبر وإن أراد أمرا ينقض دينك فقل : سمعا وطاعة دمي دون ديني ولا تفارق الجماعة ) السنة للخلال 1/111 ط دار الراية
    2/ وعن عبدالله بن دينار قال : ( لما بايع الناس عبدالملك كتب إليه عبدالله بن عمر : إلى عبدالله عبدالملك أمير المؤمنين إني أقر بالسمع والطاعة لعبدالله عبدالملك أمير المؤمنين على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت وإن بني قد أقروا بذلك ) أخرجه البخاري 7205 وغيره من الآثار
    رابعا : المأثور من أقوال أئمة أهل السنة والجماعة :
    1/ عن سفيان الثوري – رحمه الله – قال : ( يا شعيب لا ينفعك ما كتبت حتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر ) وكان شعيب بن حرب يكتب شيئا من عقيدة سفيان – رحمه الله – . شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللالكائي ط دار طيبة 1/173
    2/ وقال الإمام أحمد – رحمه الله – : ( والسمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البر والفاجر ومن ولي الخلافة واجتمع الناس عليه ورضوا به ومن غلبهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين ) المرجع السابق 1/180
    3/ وقد ضرب الإمام أحمد –رحمه الله – أروع الأمثلة في الصبر على السلطان والنصيحة له وعدم الخروج عليه فقد روى الخلال في السنة 1/133-134 ط دار الراية بسند صحيح عن حنبل قال : ( في ولاية الواثق اجتمع فقهاء بغداد إلى أبي عبدالله – أي أحمد بن حنبل – فقالوا : يا أبا عبدالله إن هذا الأمر قد تفاقم وفشا – يعنون إظهاره لخلق القرآن وغير ذلك – فقال لهم أبو عبدالله : فما تريدون ؟ قالوا : أن نشاورك في أنّا لسنا نرضى بإمرته ولا سلطانه فناظرهم أبو عبدالله ساعة وقال لهم : عليكم بالنّكرة بقلوبكم ولا تخلعوا يدا من طاعة ولا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم انظروا في عاقبة أمركم واصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر … )
    4/ وقال الفضيل بن عياض – رحمه الله - : ( لو كان لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان ) شرح السنة للإمام البربهاري ص 108 ط دار الصميعي
    وقال الإمام سهل بن عبدالله التستري – رحمه الله - : ( هذه الأمة ثلاث وسبعون فرقة : اثنتان وسبعون هالكة كلهم يبغض السلطان والناجية هذه الواحدة لتي مع السلطان ) قوت القلوب لأبي طالب المكي 2/242 ط دار صادر
    5/ وقال الإمام الحسن بن علي البربهاري – رحمه الله - : ( إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله تعالى ) المرجع السابق ص 107 وقال – رحمه الله - : ( ولا يحل لأحد أن يبيت ليلة ولا يرى أن عليه إماما برا كان أو فاجرا ) المرجع السابق ص 70
    6/ وقال الطحاوي – رحمه الله – في العقيدة الطحاوية : ( ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يدا من طاعتهم ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ما لم يأمروا بمعصية وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة ) شرح الطحاوية لابن أبي العز بتخريج الألباني ص 379 ط المكتب الإسلامي
    7/ وقال ابن قدامة - : فكل من ثبتت إمامته وجبت طاعته وحرم الخروج عليه لقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ } المغني 12/273 ط دار الهجرة
    9- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لايرون الخروج عن الأئمة وقتالهم بالسيف ، وإن كان فيهم ظلم ، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة . فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما ولعله لايكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ماهو أعظم من الفساد الذي أزالته ).
    10- وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله- ( إن من تمام الاجتماع : السمع والطاعة لمن تأمر علينا ولو كان عبدا حبشيا فبين النبي صلى الله عليه وسلم هذا بيانا شائعا ذائعا بكل وجه من أنواع البيان شرعا وقدرا ، ثم صار هذا الأصل لايعرف عند أكثر من يدعي الظلم ، فكيف العمل به ؟!!).

    خامسا :المأثور من أقوال العلماء المعاصرين:
    قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله وأما النصيحة لأئمة المسلمين وهم ولاتهم من السلطان الأعظم إلى الأمير إلى القاضي إلى جميع من لهم ولاية صغيرة أوكبيرة فهؤلاء لما كانت مهماتهم ووجباتهم أعظم من غيرهم وجب لهم من النصيحة
    بحسب مراتبهم ومقاماتهم وذلك باعتقاد إمامتهم والاعتراف بولايتهم ووجوب طاعتهم بالمعروف وعدم الخروج عليهم وحث الرعية على طاعتهم ولزوم أمرهم الذي لا يخالف أمر الله ورسوله).
    2- وقال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله- : ( فلا ريب أن الله جل وعلا أمر بطاعة ولاة الأمر والتعاون معهم على البر والتقوى، والتواصي بالحق والصبر عليه ، فقال جل وعلا : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا )
    3- وقال الشيخ محمد العثيمين-رحمه الله- ومنم حقوق الولاة على رعيتهم السمع و الطاعة بامتثال ما أمروا به وترك ما نهوا عنه مالم يكن في ذلك مخالفة لشريعة الله، فأن كان في ذلك مخالفة لشريعة الله فلا سمع ولا طاعة : (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). (من رسالة حقوق الراعي والرعية ).
    4- وقال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان –حفظة الله –لولي أمر المسلمين حق الطاعة بالمعروف ،لقوله تعالىيا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم ) وقوله صلى الله عليه وسلم : (على المرء المسلم السمع والطاعة) وقوله صلى الله عليه وسلم : (فعليكم بالسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد ، ومن لم يطع ولي أمر المسلمين فقد عصى الله ورسوله…).
    سـادسا:المأثور من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم في التحذير من الخوارج ، الذين يستحلون دماء المسلمين :
    إن المتتبع لتاريخ الإسلام منذ عهد الخلافة الراشدة ، وحتى يومنا هذا ، ليعلم أنه لم يبتل أهل الإسلام بطائفة هي أشد وأخطر من هؤلاء الخوارج ، ليعلم أنه لم يبتل أهل الإسلام بطائفة هي أشد وأخطر من هؤلاء الخوارج ، الذين أضروا بالإسلام وأهله ، وأفسدوا على الناس دينهم ومعيشتهم ، فخرجوا على ولاة أمور المسلمين ، فأزهقوا الأرواح واستحلوا الأموال ، ولم يسلم من شرهم أحد ، حتى أفضل الخلق بعد الأنبياء ، ألا وهم الصحابة رضي الله عنهم ، فقتلوا عثمان ( رضي الله عنه)وعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه) . وجمعا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وما زال هذا ديدنهم على مر الأزمنة ، وتصرم الأعوام ، وقد صدق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كلما خرج قرن قطع ) _ أكثر من عشرين مرة _( حتى يخرج في عراضهم الدجال).
    وليس أدل على خطورة هذه الفرقة من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحذر من أحد أشد من تحذيره من هؤلاء الخوارج . كقوله صلى الله عليه وسلم : ( يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان ، سفهاء الأحلام ، يقولون من خير قول البرية ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن في قتلهم أجرا من قتلهم يوم القيامة ).
    وكقوله صلى الله عليه وسلم : ( الخوارج كلاب النار).
    وعن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن الحرورية لما خرجت ، وهو مع علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قالوا : لاحكم إلا لله . قال علي : كلمة حق أريد بها باطل ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسا ، إني لأعرف صفتهم في هؤلاء : ( يقولون الحق بألسنتهم لايجوز هذا منهم _ وأشار إلى حلقه_ من أبغض خلق الله
    إليه …)
    وقال صلى الله عليه وسلم : (يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم ، وعملكم مع عملهم ، ويقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية …)
    وقال صلى الله عليه وسلم : ( يخرج ناس من قبل المشرق ، ويقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه) .
    وعن زيد بن وهب الجهني : أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي _رضي الله عنه_ الذين ساروا إلى الخوارج فقال علي (رضي الله عنه) أيها الناس إني سمعت رسول الله يقول : (يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم ، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية) لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لا تكلوا عن العمل ).
    ثم قال علي ( رضي الله عنه ) : ( والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم فإنهم قد سفكوا الدم الحرام أغاروا في سرح الناس).
    وقال صلى الله عليه وسلم : ( سيكون في أمتي اختلاف وفرقة ، قوم يحسنون القيل ، ويسيئون الفعل،يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، لايرجعون حتى يرتد على فوقه ، هم شر الخلق والخليقة،طوبى لمن قتلهم وقتلوه،يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، من قاتلهم كان أولى بالله منهم ).
    ونختم هذه الرسالة بقول الإمام أبو بكر الآجري _رحمه الله ، حيث قال : ( فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على إمام ، عدلا كان الإمام أو جائرا، فخرج وجمع جماعة وسل سيفه، واستحل قتال المسلمين ، فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن ، ولا بطول قيامه في الصلاة ، ولا بدوام صيامه ، ولا بحسن ألفاظه في العلم إذا كان مذهبه مذهب الخوارج ).
    فرحم الله الإمام الآجري ، فوا لله لكأنه ينظر إلى واقعنا هذه الأزمنة ، فيسدي هذه النصيحة العظيمة لأولئك الذين اغتروا المرجفين، الذين لم يقنعوا بما نحن فيه من الأمن وتحكيم الشريعة ، فأبو إلا الخروج إلى الشرق والغرب ، وأخذوا يؤلبون على دولة التوحيد ، وهم يحتمون بدول الكفر والقبور والوثنية !!
    التعديل الأخير تم بواسطة المشتاقة للأقصى; 29/01/2011, 09:18 PM.
جاري التحميل ..
X