السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم في شبكة فلسطين للحوار ...
في حال كانت زيارتكم الأولى ننصح زيارة قسم المساعدة للتعرف على شروط الانتساب في شبكة فلسطين للحوار.
أما في حال رغبتكم المشاركة، فينبغي عليك الانتساب أولًا.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الكتلة الاسلامية في جامعة النجاح تطلق الاسبوع الدعوي الاول ..::.. "لله دعـوتـنـا"
رد : الكتلة الاسلامية في جامعة النجاح تطلق الاسبوع الدعوي الاول ..::.. "لله دعـوتـنـا
الطريق إلى مدرسة الليل
القسم الأسبوع الدعوي الاول-لله دعوتنا المحرر anajah الطريق إلى مدرسة الليل
قد مدح الله المؤمنين الذين يقيمون الليل، ويتخذون الليل مطية إلى الجنة فقال تعالى:“تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ” وقال أيضا: “كَانُوا قَلِيلا مِّن اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”. وروى البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وسلم: “من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
وهناك أسباب معينة على قيام الليل “فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم ونياتهم ورغبتهم ورهبتهم، والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك”
1- الإخلاص لله تعالى:
كما أمر الله تعالى بإخلاص العمل له دون ما سواه: “وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ”، فكلما قوي إخلاص العبد كان أكثر توفيقاً إلى الطاعات والقربات، وفي حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “بشر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة والنصر والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب” (رواه أحمد صحيح الجامع 2825). قال مطرف بن عبد الله بن الشخير: صلاح العمل بصلاح القلب، وصلاح القلب بصلاح النية. قال ابن القيم رحمه الله: وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته يكون توفيقه سبحانه وإعانته، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم ونياتهم ورغبتهم ورهبتهم، والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك.
2 – أن يستشعر مريد قيام الليل أن الله تعالى يدعوه للقيام:
فإذا استشعر العبد أن مولاه يدعوه لذلك وهو الغني عن طاعة الناس جميعا كان ذلك أدعى للاستجابة، قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً”، قال سعد بن هشام بن عامر لعائشة رضي الله عنها: أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: ألست تقرأ “يا أيها المزمل” قلت: بلى، فقالت: إن الله عز وجل افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف، فصار قيام الليل تطوعاً بعد فريضة. رواه مسلم.
“دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتفكر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين”
3 – معرفة فضل قيام الليل:
فمن عرف فضل هذه العبادة حرص على مناجاة الله تعالى، والوقوف بين يديه في ذلك الوقت، ومما جاء في فضل هذه العبادة ما ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر الله المحرم” رواه مسلم. وقيام الليل يطرد الغفلة عن القلب كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية لم يكتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين” رواه أبو داود وابن حبان وهو حسن، صحيح الترغيب 635. قال يحيى بن معاذ: دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتفكر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين.
4 – النظر في حال السلف والصالحين في قيام الليل ومدى لزومهم له:
فقد كان السلف يتلذذون بقيام الليل، ويفرحون به أشد الفرح، قال عبد الله بن وهب: كل ملذوذ إنما له لذة واحدة إلا العبادة؛ فإن لها ثلاث لذات: إذا كنت فيها، وإذا تذكّرتها، وإذا أعطيت ثوابها. وقال محمد بن المنكدر: ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث: قيام الليل، ولقاء الإخوان، والصلاة في جماعة. وقال ثابت البناني: ما شيء أجده في قلبي ألذّ عندي من قيام الليل، وقال يزيد الرقاشي: بطول التهجد تقر عيون العابدين، وبطول الظمأ تفرح قلوبهم عند لقاء الله.
5 – النوم على الجانب الأيمن:
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرشد أمته إلى النوم على الجانب الأيمن، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلّفه عليه، ثم ليضطجع على شقه الأيمن، ثم ليقل: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين”متفق عليه.
6 – النوم على طهارة:
تقدم حديث البراء بن عازب رضي الله عنه وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة” متفق عليه، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من مسلم يبيت على ذكر طاهراً فيتعارّ من الليل، فيسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه” رواه أبو داود وأحمد، صحيح الجامع 5754. “النوم بعد العشاء مبكراً وصية نبوية، وخصلة حميدة، وعادة صحية”
7- التبكير بالنوم:
النوم بعد العشاء مبكراً وصية نبوية، وخصلة حميدة، وعادة صحية، ومما جاء في فضله حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستحب أن يؤخر العشاء، وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها” رواه البخاري، نقل الحافظ ابن حجر عن القاضي عياض في قوله: “وكان يكره النوم قبلها” قال: لأنه قد يؤدي إلى إخراجها عن وقتها مطلقا، أو عن الوقت المختار، والسمر بعدها قد يؤدي إلى النوم قبل الصبح، أو عن وقتها المختار، أو عن قيام الليل.
8- المحافظة على الأذكار الشرعية قبل النوم:
فإن هذه الأذكار حصن حصين يقي بإذن الله من الشيطان، ويعين على القيام، ومن هذه الأذكار ما ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:“إذا أوى أحدكم إلى فراشه، فلينفضه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلّفه عليه، ثم ليضطجع على شقّه الأيمن، ثم ليقل: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين” متفق عليه. وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما يقرأ “قل هو الله أحد”، و”قل أعوذ برب الفلق”، و”قل أعوذ برب الناس”، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات” متفق عليه.
9 – الحرص على نومة القيلولة بالنهار:
وهي إما قبل الظهر أو بعده، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:“قيلوا فإن الشياطين لا تقيل” رواه الطبراني، الصحيحة 2647، قال إسحاق بن عبد الله: القائلة من عمل أهل الخير، وهي مجمة للفؤاد مَقْواة على قيام الليل. ومرّ الحسن البصري بقوم في السوق في وسط النهار فرأى صخبهم وضجيجهم، فقال: أما يقيل هؤلاء، فقيل له: لا، فقال: إني لأرى ليلهم ليل سوء.
10 - اجتناب كثرة الأكل والشرب:
فإن الإكثار منهما من العوائق العظيمة التي تصرف المرء عن قيام الليل، وتحول بينه وبينه كما جاء في حديث المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما ملأ آدمي وعاءا شرا من بطنه، حسْب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه” رواه الترمذي وابن ماجه، صحيح الجامع 5674
11 – مجاهدة النفس على القيام:
وهذا من أعظم الوسائل المعينة على قيام الليل، لأن النفس البشرية بطبيعتها أمارة بالسوء تميل إلى كل شر ومنكر؛ فمن أطاعها فيما تدعو إليه قادته إلى الهلاك والعطب، وقد أمرنا الله تعالى بالمجاهدة فقال: “وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ” ، وقال تعالى:“تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعً“ وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “المجاهد من جاهد نفسه في الله” رواه الترمذي وابن حبان، الصحيحة 549.
“قال رجل لإبراهيم بن أدهم: إني لا أقدر على قيام الليل، فصف لي دواء؟ فقال: لا تعصه بالنهار، وهو يُقيمك بين يديه في الليل”
12 – اجتناب الذنوب والمعاصي:
فإذا أراد المسلم أن يكون مما ينال شرف مناجاة الله تعالى، والأنس بذكره في ظلم الليل، فليحذر الذنوب، فإنه لا يُوفّق لقيام الليل من تلطخ بأدران المعاصي، قال رجل لإبراهيم بن أدهم: إني لا أقدر على قيام الليل، فصف لي دواء؟ فقال: لا تعصه بالنهار، وهو يُقيمك بين يديه في الليل، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف.
وقال رجل للحسن البصري: يا أبا سعيد إني أبِيت معافى، وأحب قيام الليل، وأعِدّ طهوري، فما بالي لا أقوم؟ فقال الحسن: ذنوبك قيدتْك. وقال رحمه الله: إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل وصيام النهار. وقال الفضيل بن عياض: إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار، فاعلم أنك محروم مكبّل، كبلتك خطيئتك.
13 – محاسبة النفس وتوبيخها على ترك القيام:
فمحاسبة النفس من شعار الصالحين، وسمات الصادقين وقيام الليل سنة مؤكدة حث النبي صلى الله عليه وسلم على أدائها بقوله: “عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، ومقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد” رواه الترمذي وأحمد.
. وقامت عمرة زوج حبيب العجمي ذات ليلة تصلي من الليل، وزوجها نائم، فلما دنا السحر، ولم يزل زوجها نائماً، أيقظته وقالت له: قم يا سيدي، فقد ذهب الليل، وجاء النهار، وبين يديك طريق بعيد وزاد قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا، ونحن قد بقينا. نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وصلى الله على نبينا محمد.
رد : الكتلة الاسلامية في جامعة النجاح تطلق الاسبوع الدعوي الاول ..::.. "لله دعـوتـنـا
إستقم على صراط الله تسعد
“إنّ كلمة “إستقم” كلها سعادة…إستقم على صراط الله المستقيم”
القسم الأسبوع الدعوي الاول-لله دعوتنا المحرر anajah
إستقم على صراط الله تسعد
“إنّ كلمة “إستقم” كلها سعادة…إستقم على صراط الله المستقيم”
إنّ كلمة “إستقم” كلها سعادة. إستقم على صراط الله المستقيم: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة/ 6).تأمل وصف الصراط، إنّه جسر فوق جهنم لابدّ أن تمر عليه لتصل إلى الجنة، أحدُّ من السيف وأدقُّ من الشعرة بعرض جهنم، مظلم، يحملون أوزارهم عليه كلاليب وحسك وخطاطيف. والمرور عليه يكون بالدور: “فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أوّل من يجوز من الرسل بأمته”.لابدّ أن نمر.. لا مفر: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرْضُ غَيْرَ الأرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (إبراهيم/ 48).
لم يعد إلا الجنة والنار والصراط. لذلك يؤتى بالموت فيذبح على الصراط.
“إذن.. متى تطمئن؟ عندما يكون الصراط خلفك وقد تجاوزته” إذن.. متى تطمئن؟ عندما يكون الصراط خلفك وقد تجاوزته..دورك الآن يناديك.. دقات قلبك.. رعشة يديك.. ذنوبك على ظهرك.. صوت من سبقك وسقط.
توقف قبل المرور.. ماذا ينفع العبد يومئذٍ؟ ينفع العبد يومئذٍ الأمانة والرحم، كما جاء في حديث أبي هريرة، “أخبر النبي (ص) أنّ الأمانة والرحم تقومان على جنبتي الصراط. إنّ الأمانة والرحم ترسلان فتقومان جنبتي الصراط”. ما هو السبب في قيامهما ذلك؟ السبب هو أداء الشهادة للشخص أو عليه بما كان يفعله تجاههما من القيام بهما، وأداء الواجب الذي أمر الله به نحوهم، والوفاء والتمام الذي كان يسير عليه في حياته الدنيا، أو تشهدان عليه بالخيانة والغدر وعدم القيام بالواجب نحوهما.
فيا مَنْ في أعناقكم أمانات. وكلنا كذلك، وكل حسب حاله.. أدوا الأمانة قبل أن تزل قدم بعد ثبوتها في موطن تكون الزلة تحتها قعر جهنم: (إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا) (الأحزاب/ 72).
قال عليه الصلاة والسلام: “يضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أنا وأُمّتي أوّل من يجيزها ولا يتكلم يومئذٍ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذٍ: اللّهمّ سلِّم سلِّم.. إلى أن تمر أُمتي كلها، ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب سلِّم سلِّم”.
ارفع قدمك.. هل تحس بحدة الصراط؟ هل الصراط مظلم؟ اختلاف النور حسب الإيمان. قال النبي (ص): “ويعطى كل إنسان منهم منافق أو مؤمن نوره، ثمّ يتبعونه على جسر جهنم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله”.
“حتى يكون آخر مَنْ يعطى نوره على إبهام قدمه، يضيء مرّة ويطفئ مرّة، إذا أضاء قدَّم قدمه وإذا أطفئ قام” “فيعطون نورهم على قدر أعمالهم، فمنهم مَنْ يعطى نوره مثل الجبل بين يديه يضيء كل ما أمامه، ومنهم مَنْ يعطى نوره فوق ذلك، ومنهم مَنْ يعطى نوره مثل النخلة بيمينه، ومنهم مَنْ يعطى دون ذلك بيمينه، حتى يكون آخر مَنْ يعطى نوره على إبهام قدمه، يضيء مرّة ويطفئ مرّة، إذا أضاء قدَّم قدمه وإذا أطفئ قام”.
كلمة الصراط لها معنيان: واحد في الدنيا وواحد في الآخرة، ما العلاقة بينهما؟ ولماذا لهما الاسم نفسه؟ كان يمكن أن يسمى جسراً، وصراط تعني طريقاً، فلماذا الاسم نفسه؟
هو طريق واحد مستمر منذ ولادتك اسمه الصراط المستقيم، امتداده صراط الآخرة، آخره باب الجنة،فمن اهتدى في هذه الدنيا إلى صراط الله المستقيم، اهتدى هناك إلى الصراط الموصل إلى الجنة، ومن مشى وعكس الإتجاه فلن يصل إلى الجنة. لهذا سمي بالإسم نفسه ليرتبط في فهمك وعقلك: إن مشيت كما أحبُّ في صراط الدنيا، أمشيتك كما تحبُّ على صراط الآخرة.
فجعلهما مرتبطين لينعكس تخيلك لصراط الآخرة على تحركاتك في صراط الدنيا. كل خبطة.. كل تأخير.. كل ألم.. كل سرعة.. هو تجسيد لما فعلته على صراط الدنيا.
لكن، لماذا سمي صراطاً مستقيماً؟ لماذا وصف بالإستقامة؟
طريق سهل لا تعقيد فيه ولا ضلال.. قصير قريب.. أقصر خط بين نقطتين هو الخط المستقيم..معنى الإستقامة أنّه يوصلك إلى الهدف.. وأي طريق آخر أطول وأصعب.
أخاف أن تَفَتَح باباً فتسقط، فإذا وقعت فعد إلى الصراط المستقيم سريعاً وتُب إلى الله، وجاهد ألا تكثر وقعاتك، فإنّك لو وقعت كثيراً سيحدث ذلك على الصراط في الآخرة.
ضع لنفسك هدفاً تعيش من أجله.. لله وللإسلام.
كيف تثبت على الإستقامة على الصراط؟ عليك بالصحبة الصالحة، جالس المؤمنين واسلك طريقهم، وعليك بسرعة التوبة لتعود إلى الصراط المستقيم.
إشارات تعينك في المرور على الصراط.
- أدِّ الأمانة. - صلة الرحم. - صلاة الفجر في جماعة: “بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة”. - من مشى في حاجة أخيه، حتى يقضيها له يثبت الله قدميه يوم تزول الأقدام.
رد : الكتلة الاسلامية في جامعة النجاح تطلق الاسبوع الدعوي الاول ..::.. "لله دعـوتـنـا
حسابات الغد.. فرصة للتأمل والمراجعة
القسم الأسبوع الدعوي الاول-لله دعوتنا
المحرر anajah حسابات الغد.. فرصة للتأمل والمراجعة
ما هي حساباتك للغد؟ أن تدرس جيِّداً حساباتك التي قدمتها في كتابك عندما يقدم إليك الكتاب (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) (الإسراء/ 14).
فلابدّ لنا، أيّها الأحبة، فيما يريد الله لنا أن نتحرك، أن نقدم للغد شيئاً، قد تكون الكلمة واردة فيما قدّمت لنفسك (وَمَا تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ) (البقرة/ 110). ولكنك كنت شخصاً تعيش مع الآخرين، ومندمجاً مع الآخرين فأنت لم تعش وحدك بل أنت جزء من عائلة، جزء من محلّة، جزء من مجتمع، جزء من أُمّة، ولذلك ماذا قدمت لغدٍ في مسؤوليتك عن نفسك؟ وماذا قدمت لغد في مسؤوليتك عن عائلتك؟ وماذا قدمت لغد في مسؤوليتك عن مجتمعك؟ وفي مسؤوليتك عن أُمّتك؟ وفي مسؤوليتك عن أية قضية تملك مسؤولية التحرك فيها. “واتقوا الله” بعدما تعرفون ماذا أنتم فيه (إنّ الله خبير بما تعملون)، اتقوا الله وحاسبوا أنفسكم فيما قدمتموه، واتقوا الله ثانياً بعد أن تعرفوا ما قدمتموه، اتقوا الله لتعرفوا ماذا تقدمون (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (الحشر/ 19).
“لو سألك إنسان نبذة عن نفسك؟! ما هي أفكارك؟ ما هو خط عاطفتك؟ ما هو إنتمائك؟ ما هي أسس علاقاتك؟ ما هي نظرتك لمستقبلك؟ هل تملك أن تجيب؟” - فرصة للتأمّل والمراجعة:من خلال ذلك، أيّها الأحبة، لابدّ أن تكون نهايات السنين كنهايات الشهور وكنهايات الليالي والأيّام فرصة للفكر وفرصة للحساب، لأن مشكلتنا أننا قد نعرف كل الناس من حولنا ولكننا نجهل شيئاً أساسياً إنّنا نجهل أنفسنا، فلو سألك أي سائل عن صديقك أو قريبك فإنّك تقضي اليوم في الحديث عنه ولا تنتهي، ولكنه لو سألك إنسان نبذة عن نفسك؟! ما هي أفكارك؟ ما هو خط عاطفتك؟ ماهي إنتمائك؟ ما هي أسس علاقاتك؟ ما هي نظرتك لمستقبلك؟ هل تملك أن تجيب؟
الكثيرون منّا لا يملكون أن يجيبوا لأنّهم لا يحدقون بأنفسهم والله يريد لنا دائماً أن نحدق بأنفسنا “من عرف نفسه عرف ربّه” علينا أن لا نؤمن فيما يخوض به الخائضون لتكون بداية السنة رصاصة طائشة نطلقها في الهواء، ولتكون بدايات السنة سكرة يغيب الإنسان فيها عن الوعي، ولتكون نهاية السنة رقصة يرقص الإنسان فيها على آلام أُمّته وعلى هزائمها وعلى سقوط قيمتها، أن لا تكون مجرّد غيبوبة عن الوعي، ذلك لأن على الإنسان أن يكون أكثر وعياً في نهايات الزمن، فقد تكون نهايات الزمن نهاية عمرنا، عليك أن تستعد للزمن فقد يأتي الغد وأنت تحت التراب. “أمّا عندنا في الشرق فنحن لا نحترم الزمن لأنّ الزمن لا قيمة له عندنا، لا قيمة له في حياتنا” لذلك، أيّها الأحبة، لابدّ أن يكون الزمن نابعاً منّا، حياً، منفتحاً، مسؤولاً، متحركاً، وأن لا نشعر بالزمن كعبء عندما يقول بعضنا لبعض ولاسيما في ليالي الشتاء الطويلة: تعالوا لنقتل الوقت، لنضيع الوقت، فهل الوقت خصم تريد أن تقتله، تريد أن تقطعه وتمزقه؟. إنّ هذه التعابير – أيّها الأحبّة – تدلّ على خلفيّة ذهنية الأُمّة وقد لا تجدها عند الأُمم الأخرى لأنّها تحترم الزمن باعتبار أنّه يمثل فرصتها للإنتاج، وفرصتها للتقدّم، أمّا عندنا في الشرق فنحن لا نحترم الزمن.
فنحن مسلمون نملك التعاليم الإسلامية بعدم إخلاف الوعد، ولكنه مَنْ منّا لا يخلف وعده؟! عندما نقيم حفلاتنا ومواسمنا فمن الصعب أن نبدأها بالدقيقة الأولى من الوعد، ومن الصعب أن يأتي الإنسان على نفس الموعد. لأنّ الزمن لا قيمة له عندنا، لا قيمة له في حياتنا.
وعندما يحدث هناك أي حدث نضرب يومين أو ثلاثة أيام أو شهراً ولا نفكر كم تخسر الأُمّة في هذا الوقت. بينما في أكثر الدول حضارية عندما يراد التعبير عن إحتجاج فهناك خمس دقائق، ثمّ بعد ذلك ينطلق الإقتصاديون ليحسبوا ماذا خسرت الأُمّة في حركتها الإنتاجية في هذه الدقائق الخمس؟!!
رد : الكتلة الاسلامية في جامعة النجاح تطلق الاسبوع الدعوي الاول ..::.. "لله دعـوتـنـا
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا الأسبوع الدعوي المُـقـام .. جميل جداً أن تضع تصقل من إيمانيات الأخوة .. والأجمل أن نقوم جميعـاً بتطبيق هذا الامر في حياتنا الدنيوية بعد أن سيطرت وتربعت الدنيا على قلوبنـا ..
واجهت الدعوة الإسلامية في عصرنا الحالي حالة من الذبول في المواهب والضمور في القدرات، سواء في نفس الداعية، أو على مستوى الدعوة نفسها، أو في قدرة الدعاة والدعوة على استيعاب ذوي المواهب المتميزة، ودمجهم في صفها، والاستفادة من مواهبهم وتنميتها ووضعها في الطريق الصحيح، والتعامل معها بالأسلوب الأمثل، سواء في الاكتشاف أو التوظيف أو التنمية أو الاستيعاب والتوجيه.
فالمواهب هي منح إلهية ينطبق عليها قوله تعالى: “يزيد في الخلق ما يشاء” يتميز بها بعض الخلق عن بقيتهم، كما أن بعض هذه المواهب أشبه بالبذور القابلة للإنبات في نفوس بعض الناس إذا توافرت لها الظروف المناسبة، وقوبلت بالرعاية المطلوبة، ومن ثم فإن البعض يمتلك مواهب لم يكشف عنها؛ فهي كالمناجم التي لم يهتدِ إليها الباحثون. “الموهبة أداة لتوصيل الفكرة وتدعيم الدعوة، والانطلاق بها من حيز الانفعال الخطابي الوعظي إلى حيز الانفعال الذي يتغلغل في أعماق النفس”
نعمة ربانية تحتاج إلى الرعاية
والموهبة باعتبارها زيادة في الخَلق لا يتمتع بها إلا القليل من الناس، ولها وجهان: أحدهما أنها عطية من الله تعالى، اختص بها بعض خلقه، أما الوجه الآخر فإن وجود العطية الإلهية لا يعني الاستغلال، وإنما تحتاج إلى صقل وجهد حتى تصفو، ويلمع بريقها، وإلا علاها الصدأ وغطاها الغبار؛ فالذهب الخام عند استخراجه من مناجمه لا يذهب بريقه بالأبصار، ولكن صهره وصقله جيدا وتخليصه من الشوائب يحقق له هذا البريق، فالموهبة أداة لتوصيل الفكرة وتدعيم الدعوة، والانطلاق بها من حيز الانفعال الخطابي الوعظي إلى حيز الانفعال الذي يتغلغل في أعماق النفس، ويوجه السلوك اعتمادا على خلق التصورات البعيدة التي لا يقوى على الوصول إليها إلا النادر من الناس.
وإن أخطر ما يواجه المواهب والقدرات في الحقل الدعوي أن تواجَه بنوعين من الأفكار، سماهما الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي: “الأفكار الميتة” التي لا تنتج أفعالا؛ أي الأفكار التي لا تفرق بين الحصى والذهب، و”الأفكار المميتة” التي تنتج أفعالا وتصورات ضد ما يتطلبه الواقع، وتخلق قيما مضادة للقيم الأصيلة، وتضفي هيبة وقداسة على أفكار بالية تفسد أكثر مما تصلح.
“المتأمل في تاريخ الدعوة الإسلامية في بدايتها الأولى يلاحظ اهتماما نبويا بتوظيف المواهب والقدرات في مكانها الصحيح”
النبي صلى الله عليه وسلم راعي المواهب
المتأمل في تاريخ الدعوة الإسلامية في بدايتها الأولى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يلاحظ اهتماما نبويا بتوظيف المواهب والقدرات في مكانها الصحيح، بعد امتلاك القدرة على استيعابها وامتصاصها إلى محيط الدعوة الرحب وإطارها الفسيح، مهما كان جنوح هذه الموهبة أو شراستها أو حتى تفوقها وتفردها النادر؛ فكان الداعي الأول محمد صلى الله عليه وسلم يضبط توجيه الموهبة مع إضفاء البعد العقدي الإيماني على حركتها؛ حتى يستفيد المجتمع المسلم من موهبته، وليس من وجوده في الإطار الإسلامي فقط، مع إعطاء صاحب الموهبة أبعادا رسالية في إبرازه لموهبته في خدمة الإسلام ونصرته؛ فكانت المواهب تجد متنفسا صحيا لها في ظلال الإسلام، فتنتج إبداعا قل نظيره.
ومن المواهب التي تعامل معها النبي صلى الله عليه وسلم موهبة الأدب والشعر، وكان الشعر في الجاهلية هو الأداة الأقوى في التأثير على الرأي العام، واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الموهبة التي تميز بها بعض أصحابه استعمالا كثيرا، فلم يُبقِ شاعرا إلا وقد استخرج كل ما عنده في نصرة الإسلام والرد على خصومه والإشادة بانتصاراته.
ومن هؤلاء حسان بن ثابت رضي الله عنه الذي عُرف بشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي كان يمتلك موهبة نادرة وقريحة حاضرة، تستطيع أن تخرج من أحرج المواقف بأقوى الكلمات.
هذه الموهبة الفذة تعامل معها النبي صلى الله عليه وسلم بما يليق بها، ووظفها في مكانها الصحيح؛ فكانت الموهبة إبداعا؛ ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: “اهجُ قريشا؛ فإنه أشد عليها من رشق النبل”، فقال حسان: “قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه” (يقصد لسانه)، ثم قال: “والذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني فري الأديم”، فقال صلى الله عليه وسلم: “إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحتَ عن الله ورسوله”، وفي رواية أخرى للبخاري: “اهجهم -أو هاجهم – وجبريل معك”.
“أما المواهب والقدرات العنيفة والظريفة والماكرة فتعامل معها النبي صلى الله عليه وسلم بحكمة بالغة، ووظفها في المجال اللائق بها ولم يهدرها”
المواهب تتكامل
ثم رأى النبي صلى الله عليه وسلم ضرورة التكامل بين المواهب لنصرة الإسلام، فأمر حسان الشاعر أن يجلس مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه النسابة حتى لا يخلط الشاعر الأنساب في هجائه، فيصيب النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه في شعره، فقال حسان: “والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين”.
أما المواهب والقدرات العنيفة والظريفة والماكرة فتعامل معها النبي صلى الله عليه وسلم بحكمة بالغة، ووظفها في المجال اللائق بها ولم يهدرها، ومن نماذج ذلك: الصحابي عمرو بن أمية الضمري رضي الله عنه الذي كان فتاكا في الجاهلية؛ فأصبح بعد إسلامه رجل المهام الخاصة والعمليات الخطرة، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم أرسله في سرية بمفرده، بل تعجب النبي صلى الله عليه وسلم من قدرته على النجاة من المواقف المهلكة، وأخبره أنه ما أرسله مع جماعة إلا قُتلوا وعاد هو إليه.
أما الصحابي نعيم بن مسعود الغطفاني رضي الله عنه الذي أسلم أثناء غزوة الخندق وفي ظروف عصيبة على المسلمين، والذي لا شك أنه كان يمتلك دهاء ومكرا قل نظيره، واستفاد النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الموهبة في شق التحالف بين اليهود ومشركي مكة، واقترب هذا الرجل بالدهاء من أن يكون جيشا؛ لأن توظيف الموهبة في مكانها الصحيح وتوقيتها المناسب قوة لا يستهان بها.
أما الموهبة الظريفة التي تحمل النبي صلى الله عليه وسلم بعض تجاوزاتها؛ فهي موهبة الصحابي نعيمان رضي الله عنه الذي كان يدخل السرور على نفس النبي صلى الله عليه وسلم بمواقفه الطريفة، والتي وصلت إلى حد بيع أحد الأحرار من المسلمين على أنه عبد، وذبْح جمل وتفريق لحمه، فتحمل النبي صلى الله عليه وسلم ثمنه ولم ينكر عليه.
“إن الدعوة الإسلامية تحتاج أن تبلغ مراحل متقدمة من النضج”
الدعوة بين النمو والتكاثر
إن الدعوة الإسلامية تحتاج إلى النمو بقدر حاجتها إلى التكاثر، تحتاج أن تبلغ مراحل متقدمة من النضج، وأن تكون مَعْلما في الحياة، وتعلو فوق التيارات الفكرية والثقافية والاجتماعية المنافسة، لأن امتلاك الحق لا يعني بالضرورة امتلاك القدرة على جعله واقعا في الحياة.
وما دمنا نعيش حياة الانفتاح الثقافي والحضاري فإن الدعوة تحتاج إلى ثقافة حضارية شاملة مع امتلاك الوسائل التي يمكن من خلالها توصيل مبادئ الحق والخير على الناس على اختلاف مشاربهم وأفكارهم، وهو ما يفرض على الدعوة الإسلامية أن تكون مجالا رحبا لإفراغ الطاقات واستيعاب المواهب، وأن تمتلك فقه الصعود للمعالي من خلال خطة معرفية ذات أبعاد حضارية.
وإذا كانت الفضائيات والمسرح والفنون والسينما والرياضة.. إلخ قد أصبحت حواس جديدة للبشرية تتلمس بها الأفكار، وتسترشد بها في حياتها؛ فإن الدعاة يحتاجون إلى أن يكون لهم نصيب وافر منها؛ لأن الداعية الذي يمتلك موهبة الكلام والقدرة على التعامل مع وسائل الإعلام يتجاوز تأثيره الحدود، ويخترق بما يمتلكه من الحق والمفاتيح (المواهب) القدرة على وضع هذا الحق في القلوب والسلوك بعد تحطيم هذه الأقفال التي عليها.
“***لماذا تذبل المواهب؟؟؟!!!”
إن المواهب والقدرات مثل الجذور الجيدة، تحتاج إلى رعاية وعناية حتى لا تصاب بالضمور والتقزم، وربما تنقلب إلى مواهب ضارة في الحقل الدعوي.
ومن الأسباب التي تؤدي إلى ذبول المواهب في الدعوة وبين الدعاة:
ليست خطابة فقط
وجود بعض الأفكار التي تقصر المواهب على الوعظ والخطابة فقط؛ فالموهبة عندهم لا تعدو أن تكون صوتا جهوريا، وقدرة على الانفعال والتأثير.
اجتهادات تحتاج لمراجعات
وجود بعض الأفكار الطاردة للمواهب، استنادا إلى مقولات وأحكام اجتهادية تحتاج إلى مراجعة أو اجتهاد جديد يراعي متطلبات العصر، ومن ذلك الموقف من التمثيل والفنون المختلفة.
مفاهيم تربوية خاطئة
وجود بعض الرؤى غير المنصفة لذوي المواهب في الحقل الدعوي، وفي التعامل معهم؛ فيرى البعض أن من حسن تربية بعض ذوي المواهب منع موهبته من الظهور، وعدم إعطائه الفرصة للتعبير عنها؛ حتى لا تصيبه أمراض النفوس من حب الشهرة والرياء!!ويتناسى هؤلاء أن كبت المواهب بهذا الأسلوب هو كالعلاج الخاطئ الذي يصفه الطبيب للمريض؛ فضرره أكثر من نفعه.
الجهل بطبائع النفوس
عدم إدراك بعض الدعاة لطبيعة النفس البشرية، وحاجتها إلى أن تتلقى الأفكار والتوجيه بغير الأسلوب التقليدي الوعظي، وحاجتها أيضا إلى الترويح والاستمتاع والتعبير عن نفسها وملكاتها من خلال الفنون والرياضة، سواء بالممارسة أو التذوق؛ وهو ما يؤدي إلى عدم وجود مساحات من الدعوة في بعض المناطق للمواهب.
–النظرة الخاطئة للداعية
إصرار الخطاب الثقافي المجتمعي العام على النظر إلى الداعية الإسلامي من خلال تصور جامد؛ فهو عندهم رجل مهيب، في ثياب بيضاء، صوته كالرعد، وكلامه كالجمر، يسوق الناس بصوته ومواعظه الملتهبة نحو الإيمان؛ وهو ما يخلق إطارا إجباريا لحركة الداعية؛ حتى لا يصطدم بتصورات الناس، وربما كبت بعض مواهبه وقصرها على حالة لا تتعداها.
عدم التعهد والرعاية
قلة رعاية المواهب في الحقل الدعوي وعدم توفير مستلزمات صقل المواهب وتنميتها، من توفير احتياجاتها من أدوات أو تفرغ أو دعم مالي ومعنوي، والنظر إلى تكلفة رعاية الموهبة على أنه إنفاق بلا عائد!!
“بعض العناصر الخارجية التي تعيق نمو المواهب في الحقل الدعوي؛الإصرار على أن يكون التدفق الإعلامي من جانب واحد، وأن يكون المسلمون مستهلكين فقط وليسوا منتجين”
تطليق المواهب
وجود بعض الإدراكات غير الصحيحة في أذهان بعض الموهوبين؛ إذ يظن البعض منهم أن دخولهم في حقل الدعوة الإسلامية يفرض عليهم إيقاع طلاق بائن بينهم وبين مواهبهم.
الاحتكار الإعلامي
هناك بعض العناصر الخارجية التي تعيق نمو المواهب في الحقل الدعوي؛ أهمها إصرار أعداء الدعوة في الداخل والخارج على أن تكون عملية بزوغ المواهب ونموها وفرضها على الجميع احتكارا لهم لا يشاركهم فيها الدعاة المسلمون، ومن ذلك الإصرار على أن يكون التدفق الإعلامي من جانب واحد، وأن يكون المسلمون مستهلكين فقط وليسوا منتجين، وأن تركز الفنون المختلفة على العنف والشهوة، وليس المبادئ والأخلاق والقيم.
واجباتنا تجاه المواهب
“ضرورة وجود خطة إستراتيجية لرعاية المواهب، وجذبها إلى صفوف الإسلام، وهذا يتطلب عدم استنزاف الموهبة في مجالات خارج نطاق الموهبة”
1- ضرورة وجود خطة إستراتيجية لرعاية المواهب، وجذبها إلى صفوف الإسلام، وهذا يتطلب عدم استنزاف الموهبة في مجالات خارج نطاق الموهبة؛ لأن هذا التوظيف الخاطئ يخلق مشكلة ذات وجهين، هما: ضمور الموهبة، وضعف الإنتاج في المجال الدعوي؛ فيصبح الداعية كَلا على دعوته.
2- ضرورة وجود خطة لاكتشاف المواهب والتنقيب عنها بين الصفوف، من خلال ما يسمى بـ”التربية من خلال الورطة”، أو “الاكتشاف من خلال الأزمة”؛ أي وضع بعض الأفراد على محكات مختلفة لاكتشاف المواهب الدفينة، وهذه المحكات المختلفة والمواقف المتعددة تكسر حواجز الحياء غير الحق في نفس الشاب المسلم، وتتيح له الفرص للتعبير عن مكنونات نفسه.
3- ضرورة التعامل في الإطار الدعوي مع بعض أصحاب المواهب من خلال الهدف، وليس من خلال أجندة عمل واجبة التنفيذ؛ لأن أصحاب المواهب قلما يحبون التقيد، ولديهم بعض الشطحات التي تحتاج إلى حكمة في التعامل معها وقبول وجودها، والقارئ لتاريخ العباقرة في الإنسانية يجد ذلك جليا؛ لأن الطاقة الموهوبة تفوق في بعض الأحيان القدرة على كبح جماحها؛ فتصدر بعض الأفعال والتصرفات غير المألوفة التي قد ينظر لها البعض نظرة غير منصفة.
رد : الكتلة الاسلامية في جامعة النجاح تطلق الاسبوع الدعوي الاول ..::.. "لله دعـوتـنـا
قصة صاحب التفاحة
القسم الأسبوع الدعوي الاول-لله دعوتنا المحرر anajah
قصة صاحب التفاحة
يحكى أنه في القرن الأول الهجري كان هناك شاباً تقياً يطلب العلم ومتفرغ له ولكنه كان فقيرا،في يوم من الأيام خرج من بيته من شدة الجوع ولأنه لم يجد ما يأكله فانتهى به الطريق إلى أحد البساتين والتي كانت مليئة بأشجار التفاح وكان أحد أغصان شجرة منها متدلياً في الطريق…
“ولما رجع إلى بيته بدأت نفسه تلومه وهذا هو حال المؤمن دائما”ً فحدثته نفسه أن ياكل هذه التفاحة و يسد بها رمقه ولا أحد يراه ولن ينقص هذا البستان بسبب تفاحة واحدة … فقطف تفاحة واحدة وجلس يأكلها حتى ذهب جوعه ولما رجع إلى بيته بدأت نفسه تلومه وهذا هو حال المؤمن دائما.ً جلس يفكر ويقول كيف أكلت هذه التفاحة وهي مال لمسلم ولم استأذن منه ولم استسمحه فذهب يبحث عن صاحب البستان حتى وجده فقال له الشاب يا عم بالأمس بلغ بي الجوع مبلغاً عظيماً وأكلت تفاحة من بستانك من دون علمك وهذا أنا اليوم استأذنك فيها فقال له صاحب البستان . والله لا اسامحك بل أنا خصيمك يوم القيامة عند الله، بدأ الشاب المؤمن يبكي ويتوسل إليه أن يسامحه وقال له أنا مستعد أن اعمل أي شيء بشرط أن تسامحني وتحللني وبدأ يتوسل إلى صاحب البستان وصاحب البستان لا يزداد إلا اصراراً وذهب وتركه والشاب يلحقه ويتوسل إليه حتى دخل بيته وبقي الشاب عند البيت ينتظر خروجه إلى صلاة العصر… فلما خرج صاحب البستان وجد الشاب لا زال واقفاً ودموعه التي تحدرت على لحيته فزادت وجهه نورا غير نور الطاعة والعلم فقال الشاب لصاحب البستان يا عم إنني مستعد للعمل فلاحاً في هذا البستان من دون اجر باقي عمري أو أي أمر تريد ولكن بشرط أن تسامحني. عندها… اطرق صاحب البستان يفكر ثم قال يا بني إنني مستعد أن اسامحك الآن لكن بشرط. فرح الشاب وتهلل وجهه بالفرح وقال اشترط ما بدى لك ياعم فقال صاحب البستان شرطي هو أن تتزوج ابنتي !ا صدم الشاب من هذا الجواب وذهل ولم يستوعب بعد هذا الشرط ثم أكمل صاحب البستان قوله … ولكن يا بني اعلم أن ابنتي عمياء وصماء وبكماء وأيضاً مقعدة لا تمشي ومنذ زمن وأنا ابحث لها عن زوج استأمنه عليها ويقبل بها بجميع مواصفاتها التي ذكرتها فإن وافقت عليها سامحتك. صدم الشاب مرة اخرى بهذه المصيبة الثانية وبدأيفكر كيف يعيش مع هذه العلة خصوصاً انه لازال في مقتبل العمر؟ وكيف تقوم بشؤونه وترعى بيته وتهتم به وهي بهذه العاهات ؟ بدأ يحسبها ويقول اصبر عليها في الدنيا ولكن انجو من ورطة التفاحة !!ا
“بدأ يحسبها ويقول اصبر عليها في الدنيا ولكن انجو من ورطة التفاحة” !!ا ثم توجه إلى صاحب البستان وقال له يا عم لقد قبلت ابنتك وأسال الله أن يجازيني على نيتي وأن يعوضني خيراً مما أصابني فقال صاحب البستان …. حسناً يا بني موعدك الخميس القادم عندي في البيت لوليمة زواجك وأنا اتكفل لك بمهرها. فلما كان يوم الخميس جاء هذا الشاب متثاقل الخطى… حزين الفؤاد… منكسر الخاطر… ليس كأي زوج ذاهب الى يوم عرسه فلما طرق الباب فتح له ابوها وادخله البيت وبعد أن تجاذبا أطراف الحديث قال له يا بني… تفضل بالدخول على زوجتك وبارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما على خير وأخذه بيده وذهب به إلى الغرفة التي تجلس فيها ابنته فلما فتح الباب ورآها …. فاذا فتاة بيضاء اجمل من القمر قد أنسدل شعرها كالحرير على كتفيها فقامت ومشت إليه فإذا هي ممشوقة القوام وسلمت عليه وقالت السلام عليك يا زوجي ….أما صاحبنا فهو قد وقف في مكانه يتأملها وكأنه إمام حورية من حوريات الجنة نزلت إلى الأرض وهو لا يصدق ما يرى ولا يعلم ما الذي حدث ولماذا قال ابوها ذلك الكلام … ففهمت ما يدور في باله فذهبت إليه وصافحته وقبلت يده وقالت إنني عمياء من النظر إلى الحرام و بكماء من النظر إلى الحرام وصماء من الإستماع إلى الحرام ولا تخطو رجلاي خطوة إلى الحرام …. وإنني وحيدة أبي ومنذ عدة سنوات وأبي يبحث لي عن زوج صالح فلما أتيته تستأذنه في تفاحة وتبكي من أجلها قال أبي أن من يخاف من أكل تفاحة لا تحل له حري به أن يخاف الله في ابنتي فهنيئا لي بك زوجاً وهنيئاً لأبي بنسبك وبعد عام أنجبت هذا الفتاة من هذا الشاب غلاماً كان من القلائل الذين مروا على هذه الأمة أتدرون من ذلك الغلام?? إنه الإمام أبو حنيفة صاحب المذهب الفقهي المشهور نسأل الله ان يزقنا وإياكم مثل تلك االتفاحة
رد : الكتلة الاسلامية في جامعة النجاح تطلق الاسبوع الدعوي الاول ..::.. "لله دعـوتـنـا
فتش عن الأخلاق
القسم الأسبوع الدعوي الاول-لله دعوتنا المحرر anajah فتش عن الأخلاق
“لو سألتني عن السبب الرئيسي للمشكلات في البيوت العربية، سأردُّ من دون تردد: فتّش عن الأخلاق”.
عمرو خالد
هاجرت الأخلاق العربية والإسلامية، على ما يبدو، إلى بلاد بعيدة، لا يُستدَلُّ عليها في أي خريطة. خرجت الأخلاق ولم تعد صار المؤدَّب، الذي يتمتع بذوق وأدب عاليين، عملة نادرة. في زمن عَزّ فيه الخُلق القويم.
للمرة الثانية: فتش عن الأخلاق.
ستسأل عن الحوادث والقضايا، التي تقرأها كل يوم. ستقول لي: “ما هذا الذي صرنا نراه من حوادث قتل واغتصاب وتحرُّش وعقوق الوالدين”، أو حتى عقوق الأبناء؟ وستكون الإجابة هي الأخلاق.
مرة ثالثة، ورابعة، وخامسة، وإلى ما لا نهاية: فتش عن الأخلاق.
تخيَّل مجتمعاً يسوده الغش، تسوده الكراهية، تسوده خيانة الأمانة، تسوده الفواحش. هل يكون في هذا المجتمع مكان للرحمة؟ هل هذا مجتمع آمن؟ هل هو مجتمعٌ راض؟ لو أن هذا المجتمع كان شركة واحدة، هل ستنجح؟ لو كان هذا المجتمع عائلة واحدة، هل ستسودها الرحمة وتكون مُتحابة ومترابطة في ما بينها؟ إذن هل رأيت العلاقة بين: إنما بُعثت لأُتمِّم مكارم الأخلاق”، (وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين)؟ يعني أنه لا رحمة بين العالمين، لا هداية، لا صلاح، لا اطمئنان بين مجتمع من المجتمعات، إلاّ بشيء واحد، ألا وهو “الأخلاق”.
إنّ أحد الأسباب الرئيسية في بعثة الرسول(ص) هو الأخلاق.
يقول عليه الصلاة والسّلام: “إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
ويشهد الله عزّوجلّ، من فوق سبع سماوات، على أخلاق النبي الكريم، عليه الصلوات والتسليم، فيقول سبحانه: (وإنّك لعلَى خلق عظيم). والسؤال الآن: هل غرسنا قيمة الأخلاق في أبنائنا وبناتنا؟ وهل استشعرنا نحن أنفسنا هذه القيمة العظيمة، التي تحدث عنها القرآن الكريم، والتي علّمنا إياها النبي(ص)؟
الغريب، أنّ شيمة العرب في الماضي كانت “أخلاق الفرسان”. فهم شرفاء حتى في خصومتهم مع الآخرين، ويتمتعون بأخلاق لا مثيل لها، بشهادة العدو قبل الصديق. أما الآن، فلا أجد ما أقوله، من فرط ما صرنا نقرأ أو نسمع من فُحش وبذاءات ومشكلات، وكلها بسبب غياب الأخلاق. “إنّ تسارع الحياة وتطورها جعلا العلاقات الاجتماعية في انهيار دائم، وجعلا قيمة الأسرة تهبط إلى أدنى معدلاتها”
ستسألني: وماذا سأفعل؟ إنّ تسارع الحياة وتطورها جعلا العلاقات الاجتماعية في انهيار دائم، وجعلا قيمة الأسرة تهبط إلى أدنى معدلاتها. وليس هناك وقت لأتكلَّم في الأخلاق. وسأقول: عيب. فعلاً.. عيب جداً، أن يصدر هذا الكلام عن أي قارئ أو أي عربي أو عن أي مسلم. فالأخلاق صفة المسلم الحقيقي. يقول النبي: “وخالِق الناس بخُلق حسن”. هل تلاحظون دقة النبي في استخدام الألفاظ؟ عبارة: خالق “الناس”، تعني كل الناس، تعني أصدقاءك وأعداءك، الكبير والصغير، الغني والفقير، المسلم وغير المسلم. وهذا هو أحد الدروس النبوية العظيمة، التي يجب أن تغرسها في أبنائك.
خُذ درساً آخر: يقول رسول الله(ص): “ليس منّا مَن لم يرحم صغيرنا، ويُوقِّر كبيرنا”. درس في الرحمة والعطف على الصغير، يعني الطفل، طفلك، ابنك أو ابنتك أو أي طفل تعرفه. لن تكون منّا إذا لم تعامله برحمة. وفي الوقت نفسه، يجب أن تعلّمه كيف يوقّر ويحترم الكبير، كيف يقوم له من كرسيه إذا كان في المواصلات حتى يجلس ويستريح، كيف يعاونه على عبور الشارع إذا احتاج إلى مساعدة، كيف يحمل عنه حملاً ثقيلاً إذا رآه شيخاً كبيراً متعَبَاً في حاجة إلى مساعدة.
درس آخر: يقول النبي(ص): “إماطة الأذى عن الطريق صدقة”. يعني، كونك تُعلّم ابنك أن يزيل الأذى عن طريق الآخرين، سيكفل لك أن يزيل أطفال الآخرين الأذى عن طريقك أنت شخصياً.
هل تتخيّل كيف سيكون المجتمع والعلاقات الأُسرية بين أفراده، لو استفدنا من هذه الدروس؟ أتحدث ها هنا عن الاستفادة العملية. فجزء كبير منّا، إنّ لم نكن جميعنا، يعرف جيداً هذه الأحاديث. لكن، مَن يعمل بها ويجعلها منهاجاً لتربية أبنائه؟ مَن يقدّم للمجتمع ابناً صالحاً أو بنتاً تكون فخراً لهذه الأمة؟ مَن يأخذ على نفسه عهداً أن يربّي ابنه بتعليمات وطريقة رسول الله(ص)، والقائمة على الأخلاق؟
هل عرفتم لماذا أقول: فتش عن الأخلاق؟
طبعاً، سيخرج علينا البعض ويقول إن الأخلاق شيء والعبادات شيء آخر. ولهؤلاء أقول:
اعذروني.. هذه نظرة قاصرة، فجوهر العبادات كذلك هو الأخلاق.
هل تصدق هذا أم أنك تريد دليلاً؟
“ما هي قيمة الصلاة الأساسية؟ ما هو انعكاسها على خُلقك؟ هذا هو السؤال”
حسناً خُذ هذا الدليل:
في الصلاة مثلاً (أليست الصلاة عبادة) يقول الله عزّوجلّ: (إنّ الصلاة تنهَى عن الفحشاء والمنكر). إذن، مَن لا تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر، أيكون قد أدى صلاته أم لا؟ إنه لم يؤدِّ إلا تمارين رياضية. ما هي قيمة الصلاة الأساسية؟ ما هو انعكاسها على خُلقك؟ هذا هو السؤال.
إليك دليلاً آخر، في الزكاة (ركن من أركان الإسلام) يقول الله عزّوجلّ: (خُذ من أموالهم صدقة تطهّرهم وتزكّيهم بها). يعني أنّ هدف الصدقة والزكاة هو التزكية. فما معنى التزكية؟ هي التربية العميقة على حُسن الخُلق. أرأيت إذن.. كل آية من آيات الفرائض تجدها تخدم خُلقاً معيناً وتحثُّ عليه. وأين يكمن معنى التزكية إذا تصدّقت؟ أرأيتم مفهوم الصدقات؟ كيف أن إرشاد الرجل إلى طريق يجهله صدقة، وأن تُفرغ من إنائك في إناء أخيك صدقة، وأن تنظر إلى وجه أخيك المؤمن، كفيفاً كان أم بصيراً، صدقة، وهكذا.
في الصيام أيضاً. يقول النبي(ص): “فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يفسق، ولا يجهل، وإن شاتمه أحدكم أو قاتله فليقل: إني امرؤصائم، إني امرؤصائم”. تخيّل. أصبح يوم صيامك يوماً تتجسّد فيه أخلاقك، أصبح يوماً لتبيان الأخلاق، لأنه لا يصح أن أشتم أو أتشاجر أو أفسق أو أجهل. أو أن أرفع صوتي أو أجادل لأني صائم، وصيامي هذا يجعلني مسلماً على خُلق. أرأيتم إذن؟ اكتشفنا أنّ الهدف من الصلاة التحلِّي بالأخلاق، والهدف من الصيام أيضاً كذلك.
حتى في الحج، يقول الله عزّوجلّ: (فمن فرض فيهنّ الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج). يعني أنّ هذا الحج تدريب قاسٍ على انضباط الأخلاق. فعندما تكون قاصداً الحج وأنت مستحضر النيّة، صار لزاماً عليك ألا تُزاحم، حتى وإن زاحمك أحدهم عند الطواف، وإذا شاتمك أحد فلا ترد عليه. والمقصود هنا أقل ما يصدر من الكلام غير المقبول، مثل “أفٍّ لك” مثلاً، قد تحتاج منك إلى الاستغفار وتوبة في الحج. أعتقد الآن أنكم اقتنعتم بأننا جميعاً يجب أن نفتش عنها.. عن الأخلاق
تعليق