د.عبدالله فرج الله
أكرم أخاك بأرض مولده!!
ذكر الشيخ القاضي علي الجرجاني، رحمه الله، قاضي الري في أيام الصاحب بن عباد، يقول: إن الصاحب بن عباد يقسم لي من إقباله وإكرامه بجرجان، أكثر مما يتلقاني به في سائر البلاد، وقد استعفيته يوماً من فرط تحفيه بي وتواضعه لي، فأنشدني:
أكــرم أخاك بأرضِ مولده ... وأَمِدَّه من فعلك الحســـن
فالعز مطلوب وملتَمَــــس ... وأَعَزَّه ما نيل في الوطـن
فقلت: لعل مولانا يريد قولي:
وشيدت مجـدي بين قومي فلم أقل ... ألا ليت قومي يعلمون صنيعي!
فقال: ما أردت غيره، والأصل فيه قوله تعالى: «يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين».
فقه إكرام الأخ في موطنه، فقه الأولين من سلفنا الكريم، الذين توطنت الأخلاق نفوسهم، وحلت المروءة ديارهم، وسكنت الشجاعة قلوبهم، وبغيابهم وغياب فهمهم وفقههم حتى غدا هذا الفقه في زماننا فقهاً نادراً، فقد غابت شمسه، وزالت دولته، أمام فقه قوم حاقدين، رفعوا شعاراً شيطانياً لهم، يقول: (لا كرامة لنبي في وطنه)، والحقيقة تؤكد أن الكرامة كل الكرامة يجب أن تكون للمرء في وطنه، بين قومه وأهله، فلما أدرنا ظهورنا لفقه السابقين الأولين، وفتحنا قلوبنا وصدورنا لهذا الفقه الشيطاني، غدونا نكرره للأسف، بل لم يقف الأمر عند حدود تكراره، بل تجاوزه إلى حدود العمل به، فبه نزن أقراننا، ونقدم على أساسه ونؤخر، فما أكثر ما نهمل الأفذاذ المبدعين، لا لشيء يعتد به، ولا لذنب اقترفوه، إلا أنهم في موطنهم، وأرض مولدهم، وكم لاقيت أخاً شاكياً باكياً، ولا أقول أخاً عاتباً.. أمام جفوة أهله وإخوانه، أمام إهمال أهله وإخوانه.. فإذا ما ارتحل عنهم، ليحل في ساحة قوم آخرين، وجد من الحفاوة والتكريم، والترحيب، شيئاً يجل عن الوصف.. الكل يبادر لخدمته، والكل يتمنى أن يظفر بصحبته..
إكرام الأخ بأرض مولده..
فقه يجدد الحياة، ويبعث الأمل، ويقوى به الترابط، ويزداد التواصل، فحين يلقى المرء التقدير اللازم لمواهبه وطاقاته، في بلده ومسقط رأسه، فإن ذلك سيفجر الطاقات الكامنة، ويصقل المواهب المتعددة، ويسخر كل ذلك في خدمة أهله ووطنه، فلا يقدم عليه غيره، ولا يتركه للآخرين.
إكرام الأخ بأرض مولده..
فقه يجب أن يسود واقع الحياة الدعوية من جديد، فيشعر المرء حقيقة وواقعاً أنه قوي بإخوانه، كريم بين أقرانه، عزيز عليهم، يحتل موقعاً كريماً في نفوسهم، عرضه مصون، يحامى عنه ويدافع.
الإكرام في الموطن..
فقه لا بد منه في كل مكان، في الأسرة على صعيد الأزواج، فيحترم الزوج زوجته، ويثني عليها ويقدرها أمام أهلها، وجاراتها وصاحباتها.. وهي كذلك تفعل مع زوجها أمام أهله وإخوانه، وأصحابه.. وكذا الشأن بين الجميع.. بعيداً عن الاستهتار والغمز واللمز.. الذي من شأنه فساد القلوب، وتقطيع الأواصر، وضياع الواجب..
فالإكرام في الموطن.. ضرورة لازمة، وحقيقة واجبة، حتى يزداد صف الوطن، وصف الدعوة، وصف الصحبة لحمة في البناء، وقوة في التماسك، وعظمة في الانتماء، وإقداماًً في البذل والعطاء، وثباتاً وصبراً عند الملمات.. إن الإكرام في الموطن، يشكل زاداً قوياً للمرء، زاداً نفسياً وروحياً، تزكو به نفسه، وتسمو به روحه..
إخوة الدرب..
ليحل هذا الفقه فقه الإكرام في الموطن، محل فقه التقليل من الشأن، وعدم الاعتراف بالفضل، وتقدير الطاقات والمواهب.. لأنه فقه شيطاني، يذهب حتى بكرامة الرسل والأنبياء.. حين يقول: «لا كرامة لنبي في وطنه».. ونحن نؤكد أن كل الكرامة للنبي في وطنه، وبين أهله وأصحابه، وأتباعه، وكل الكرامة للدعاة إلى الله بين أهلهم وفي صف دعوتهم.. وهذا ما يجب أن يكون، حتى نؤسس البناء على أساس صحيح ومتين.
فأكرم أخاك في موطن مولده.
أكرم أخاك بأرض مولده!!
ذكر الشيخ القاضي علي الجرجاني، رحمه الله، قاضي الري في أيام الصاحب بن عباد، يقول: إن الصاحب بن عباد يقسم لي من إقباله وإكرامه بجرجان، أكثر مما يتلقاني به في سائر البلاد، وقد استعفيته يوماً من فرط تحفيه بي وتواضعه لي، فأنشدني:
أكــرم أخاك بأرضِ مولده ... وأَمِدَّه من فعلك الحســـن
فالعز مطلوب وملتَمَــــس ... وأَعَزَّه ما نيل في الوطـن
فقلت: لعل مولانا يريد قولي:
وشيدت مجـدي بين قومي فلم أقل ... ألا ليت قومي يعلمون صنيعي!
فقال: ما أردت غيره، والأصل فيه قوله تعالى: «يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين».
فقه إكرام الأخ في موطنه، فقه الأولين من سلفنا الكريم، الذين توطنت الأخلاق نفوسهم، وحلت المروءة ديارهم، وسكنت الشجاعة قلوبهم، وبغيابهم وغياب فهمهم وفقههم حتى غدا هذا الفقه في زماننا فقهاً نادراً، فقد غابت شمسه، وزالت دولته، أمام فقه قوم حاقدين، رفعوا شعاراً شيطانياً لهم، يقول: (لا كرامة لنبي في وطنه)، والحقيقة تؤكد أن الكرامة كل الكرامة يجب أن تكون للمرء في وطنه، بين قومه وأهله، فلما أدرنا ظهورنا لفقه السابقين الأولين، وفتحنا قلوبنا وصدورنا لهذا الفقه الشيطاني، غدونا نكرره للأسف، بل لم يقف الأمر عند حدود تكراره، بل تجاوزه إلى حدود العمل به، فبه نزن أقراننا، ونقدم على أساسه ونؤخر، فما أكثر ما نهمل الأفذاذ المبدعين، لا لشيء يعتد به، ولا لذنب اقترفوه، إلا أنهم في موطنهم، وأرض مولدهم، وكم لاقيت أخاً شاكياً باكياً، ولا أقول أخاً عاتباً.. أمام جفوة أهله وإخوانه، أمام إهمال أهله وإخوانه.. فإذا ما ارتحل عنهم، ليحل في ساحة قوم آخرين، وجد من الحفاوة والتكريم، والترحيب، شيئاً يجل عن الوصف.. الكل يبادر لخدمته، والكل يتمنى أن يظفر بصحبته..
إكرام الأخ بأرض مولده..
فقه يجدد الحياة، ويبعث الأمل، ويقوى به الترابط، ويزداد التواصل، فحين يلقى المرء التقدير اللازم لمواهبه وطاقاته، في بلده ومسقط رأسه، فإن ذلك سيفجر الطاقات الكامنة، ويصقل المواهب المتعددة، ويسخر كل ذلك في خدمة أهله ووطنه، فلا يقدم عليه غيره، ولا يتركه للآخرين.
إكرام الأخ بأرض مولده..
فقه يجب أن يسود واقع الحياة الدعوية من جديد، فيشعر المرء حقيقة وواقعاً أنه قوي بإخوانه، كريم بين أقرانه، عزيز عليهم، يحتل موقعاً كريماً في نفوسهم، عرضه مصون، يحامى عنه ويدافع.
الإكرام في الموطن..
فقه لا بد منه في كل مكان، في الأسرة على صعيد الأزواج، فيحترم الزوج زوجته، ويثني عليها ويقدرها أمام أهلها، وجاراتها وصاحباتها.. وهي كذلك تفعل مع زوجها أمام أهله وإخوانه، وأصحابه.. وكذا الشأن بين الجميع.. بعيداً عن الاستهتار والغمز واللمز.. الذي من شأنه فساد القلوب، وتقطيع الأواصر، وضياع الواجب..
فالإكرام في الموطن.. ضرورة لازمة، وحقيقة واجبة، حتى يزداد صف الوطن، وصف الدعوة، وصف الصحبة لحمة في البناء، وقوة في التماسك، وعظمة في الانتماء، وإقداماًً في البذل والعطاء، وثباتاً وصبراً عند الملمات.. إن الإكرام في الموطن، يشكل زاداً قوياً للمرء، زاداً نفسياً وروحياً، تزكو به نفسه، وتسمو به روحه..
إخوة الدرب..
ليحل هذا الفقه فقه الإكرام في الموطن، محل فقه التقليل من الشأن، وعدم الاعتراف بالفضل، وتقدير الطاقات والمواهب.. لأنه فقه شيطاني، يذهب حتى بكرامة الرسل والأنبياء.. حين يقول: «لا كرامة لنبي في وطنه».. ونحن نؤكد أن كل الكرامة للنبي في وطنه، وبين أهله وأصحابه، وأتباعه، وكل الكرامة للدعاة إلى الله بين أهلهم وفي صف دعوتهم.. وهذا ما يجب أن يكون، حتى نؤسس البناء على أساس صحيح ومتين.
فأكرم أخاك في موطن مولده.