.
بيان
حول فتوى مفتي مصر د.علي جمعة بخصوص الطلاق
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد, وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد:
فقد خرج علينا متولي الفتوى في مصر د.علي جمعة بفتوى غريبة عجيبة, لا يقبلها طالب علم, فضلا عن أن تخرج من عالم يتبوء منصب الفتوى في أكبر دولة عربية سكانا.
فقد قال متولي الفتوى في مصر د.علي جمعة: إن طلاق المصريين لا يقع, كونهم يقولون: (إنت طالئ), أي لأنهم يقلبون القاف همزة!!!!!
أي: لا يقع منهم الطلاق لأنهم لا يقولون: (أنت طالق) بالقاف بالعربية الفصحى,
بل يقولون بالعامية بالهمزة: (أنت طالئ)!!!!!!!!!
وأن قولهم لزوجاتهم: (أنت طالئ) باللغة العامية يجعلهم لا يقع منهم الطلاق.
بل يجب أن يقولوا: (أنت طالق) بالقاف المجهورة حتى يقع منهم الطلاق!!!!!!
وهذه والله من أعجب الفتاوى التي سمعنا بها!!!!!!!!!!.
ولا أشك أنه استند في فتواه العجيبة الباطلة إلى فتاوى ضعيفة, وأقوال تالفة هالكة, لا يمكن أن يقلدها مسلم,
فضلا عن أن يفتي بها عالم.
وأنا أريد أن أسأل متولي الفتوى في مصر د.علي جمعة: هل المصريون فقط يقولون لزوجاتهم: (أنت طالئ)؟!!!!!!
أم أن الأكثرية الكاثرة تفعل ذلك في العالم العربي؟!!!!!
وهل يوجد في الوطن العربي من ينطق (القاف المجهورة) كاملة صحيحة إلا الأقلية القليلة؟!!!!!!
وهل معنى ذلك أن 99% من الناس في البلاد العربية لا يقع منهم الطلاق؟!!!!
أليس هذا تحريف لدين الله وتعطيل لأحكام الشريعة؟!!!!!
وهل ستضع تلك الزيجات في رقبتك وتفتي للمطلقين بالعيش تحت سقف واحد بالحرام؟!!!!!
والله لإن قلتَ: (نعم) إنك إذا لجريء على الله!!!!!!!!!
لصالح من تطلق هذه الأحكام يا حضرة الدكتور؟!!!!
وما الدليل على ما ذكرته يا د.علي؟!!!!!!
وهل تظن أنك بهذه الفتوى ستوقف نزيف الطلاق في مصر؟!!!!!
ألستم أنتم من تسببتم بهذا النزيف عبر تحريف دين الله بتشريع الخلع المنحرف عن جادة الله؟!!!!!!!
أليست طريقة الخلع التي أتيتم بها ماأنزل الله بها من سلطان ولا قال بها أحد من العلماء ولا سبقكم بها أحد من العالمين؟!!!!
ألم تتسبب جريمة الخلع في خراب البيوت وضياع الأولاد وتشتيت الأسر وتمزيق المجتمع وتقطيع الأواصر؟!!!!!
إن وقف نزيف الطلاق (يا د.علي) له آلية نعرفها جميعا,
تقوم على إصلاح التعليم والإعلام والوضع الاجتماعي والاقتصادي المزري المأساوي في مصر, ووقف الفساد,
وليس عن طريق تحريف الدين!!!
وأريد أن أسأل حضرتك:
هل يقع طلاق المسلم الذي يطلق زوجته باللغة الإنكليزية وهو لا يقول لها: (أنت طالق) باللغة العربية؟!!!,
بل يقول لها بالإنكليزية: (يو آر دي فورس) ( you are divorce )؟!!! يعني: (أنت طالق).
لكنه لم يقل لها ذلك باللغة العربية الفصحى, بل قالها لها ذلك باللغة الإنكليزية!!!!!!!
هل يقع منه الطلاق؟!!! أم أنه لا يقع طلاقه حتى يتعلم اللغة العربية؟!!!!!
وأريد أن أذكرك أن عدد المسلمين الناطقين بالعربية لا يتجاوز 300 مليون.
بينما يبلغ عدد المسلمين غير الناطقين بالعربية أكثر من مليار مسلم.
فأيهما أقرب إلى العربية؟!!! اللهجة العامية؟!!! أم اللغات الأجنبية غير العربية؟!!!
ثم إن اللغات الأجنبية فيها لهجات فصحى ولهجات عامية كثيرة جدا,
فهل ينطبق الحكم الذيي ذكرته أنت على اللهجات العامية الأجنبية؟!! أم هو خاص باللهجات العامية العربية فقط؟!!!!!
هل يقع الطلاق بلغاتهم ولهجاتهم؟!!! أم لابد من نطق ذلك باللغة العربية الفصحى؟!!!
وما الدليل على ما تفضلت به؟!!!!!!!!!
وأريد أن أذكرك بأننا عندما كنا أطفالا نطلب العلم, علمنا مشايخنا أن ألفاظ الطلاق منها ما هو صريح, ومنها ما هو كناية,
وأن الرجل لو قال لزوجته: (الحقي بأهلك) وكان ناويا الطلاق فإنه يقع منه الطلاق.
وكذلك: (حبلك على غاربك), و(أنت بتلة), و(أنت بتة), وكذلك: (اعتدي).
بل عدّ بعض العلماء ذلك من الألفاظ الصريحة.
وأذكرك أن العلماء لم يتشرطوا النية في اللفظ الصريح, سواء لفظه باللغة العربية الفصحى, أو باللغة العامية, أو بلغة أجنبية غير عربية.
وأنه إذا تعارف الناس على لفظ في الطلاق (بأي لغة أو لهجة) صار بمنزلة الصريح.
فلا يحتاج إلى لغة عربية, ولا إلى لهجة فصيحة, ولا إلى نية في القلب.
هذا ما تعلمناه عندما كنا أطفالا.
فهل ما زلت تذكر تلك الأحكام يا د.علي؟!!!
أم أن المنصب أنساك تلك الأحكام الشرعية؟!!!!
ويمكنك أن تراجع المسألة في كتب الفقه المعتمدة ( اللهم إن كنت تجد الوقت الكافي لذلك ).
ولذلك
فإني أحذر المسلمين عامة, وطلاب العلم خاصة, من فتاوى متولي الفتوى في مصر د.علي جمعة.
فإنه قد انحرف بفتاويه عن جادة أهل العلم, وخرج عن منهج أهل التحقيق والتدقيق, وصار خارجا عن طريقة أهل التأصيل.
إن مجموع فتاوى متولي الفتوى في مصر تدل على انحرافه عن جادة أهل الحق والشرع.
وأنه انزلق في فتاوى مسيسة منحرفة, استرضاءً لبعض التوجهات السلطوية الخرقاء في مصر.
وخاصة فتواه في الأختين المسلمتين المختطفتين في إحدى الكنائس القبطية, والتي ألقاها في نادي القضاة في الاسكندرية في رمضان الماضي 1431هـ.!!!!!!!!
وصرنا نترحم على د.علي جمعة الذي لم يكن قد تولى منصب الفتوى بعد.
وأني أوجه نصيحتي للشيخ د.علي جمعة متولي الفتوى في مصر قائلا:
(اتقي الله أيها الشيخ في فتاويك, وتذكر وقفتك بين يدي الله تعالى, واعلم أنه لن يغني عنك من الله أحد.
واعلم يا شيخ علي جمعة, أن الدنيا لا تغني عن الآخرة, وأن المنصب لا يبرر لك أن تحرف الدين عن المنهج الذي أنزله الله تعالى, ورسمه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, وسار عليه الأئمة الثقات من السلف الصالح ومن بعدهم إلى عصرنا هذا.
وأذكره أن العهد قد أخذ علينا, أن نجتنب التحريف والتبديل والتغيير, وأن لا نكتم آيات الله وأحكامه, وأن نتتبع صحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأنه يحرم علينا أن نفتي إرضاءً للسلطان أو لدنيا أو منصب أو مال أو غير ذلك.
وأنه علينا أن نقول الحق, ولا نخشى في الله لومة لائم.
وأذكرك بالقبر والبعث والنشور, وأنه لم يبق في عمرك أكثر مما مضى, والله أعلم).
[فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد].
[وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه, إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت, وما توفيقي إلا بالله, عليه توكلت, وإليه أنيب].
[هذا بيان للناس ولينذروا به, وليعلموا أنما هو إله واحد, وليذكر أولوا الالباب].
والحمد لله رب العالمين.
أخوكم في الله
الداعية الإسلامي
عبد الرحمن كوكي
.
تعليق