إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أذكار الشتاء من الأذكار للنووي. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أذكار الشتاء من الأذكار للنووي. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله

    أذكار الشتاء من الأذكار للنووي
    لفضيلة الشيخ/ فؤاد بن يوسف أبو سعيد وفقه الله
    كتب: أنقل هذه المعلومات من الأذكار للنووي وأول الغيث ينهمر في أوائل السنة الهجرية الجديدة 1432، يوم الاثنين 6/ 12/ 2010 إفرنجية.
    الذكر عند هبوب الرياح
    قال النووي في أذكاره (1/ 178): [في (صحيح مسلم) عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به".
    وروينا في (سنن أبي داود، وابن ماجه)، بإسناد حسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الريح من رَوح الله تعالى، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرها". ( )
    قلت =النووي=: قوله صلى الله عليه وسلم: "من روح الله"، هو بفتح الراء، قال العلماء: أي: من رحمة الله بعباده.
    وروينا في (سنن أبي داود، والنسائي، وابن ماجه)، عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ناشئا في أفق السماء، ترك العمل وإن كان في الصلاة، ثم يقول: "اللهم إني أعوذ بك من شرها"، فإن مطر قال: "اللهم صيبا هنيئا". ( )
    قلت: ناشئا؛ بهمز آخره، أي: سحابا لم يتكامل اجتماعه].
    =قال ابن علان في (شرح الأذكار): قال في المرقاة: سمي السحاب ناشئا لأنه ينشأ من الأفق، يقال: نشأ، أي: خرج، أو ينشأ في الهواء: أي يظهر، أو لأنه ينشأ من الأبخرة المتاعدة من البحار والأراضي البحرة، ونحو ذلك=.
    [والصيِّب بكسر الياء المثناة تحت المشددة: وهو المطر الكثير، وقيل: المطر الذي يجري ماؤه، وهو منصوب بفعل محذوف: أي: أسألك صيِّبا، أو اجعله صيبا.
    ورُوِّينا في كتاب (الترمذي) وغيره، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الريح، فإن رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، وخير ما فيها، وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح، وشر ما فيها، وشر ما أمرت به". ( ) قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
    قال: وفي الباب عن عائشة، وأبي هريرة، وعثمان بن أبي العاص، وأنس، وابن عباس، وجابر.
    ورُوِّينا بالإسناد الصحيح في كتاب (ابن السني)، عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت الريح يقول: "اللهم لقحا لا عقيما". ( )
    قلت =النووي=: لقحا: أي: حاملا للماء كاللقحة من الإبل.
    والعقيم: التي لا ماء فيها كالعقيم من الحيوان: لا ولد فيها.
    ورُوِّينا فيه عن أنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، رضي الله عنهم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا وقعت كبيرة، أو هاجت ريح عظيمة، فعليكم بالتكبير، فإنه يجلو العجاج الأسود"]. ( )
    =قال الحافظ في (تخريج الأذكار): هذا توهم، إنما هما قرنا في الرواية وليس كذلك إنما وقع عنده اختلاف على بعض رواته في الصحابي، فأخرجه ابن السني عن أبي يعلى عن داود بن رشيد عن الوليد بن مسلم، عن عنبسة عن محمد بن زاذان عن جابر...الحديث قال الحافظ بعد تخريجه: حديث غريب، وسنده ضعيف جدا.
    فيه محمد بن زاذان ضعيف، وشيخه عنبسة بن عبد الرحمن متروك، وأخرجه ابن السني أيضا من طريق عمرو بن عثمان عن الوليد بهذا السند، لكن قال: عن أنس بدل جابر، وكذا أخرجه ابن عدي في ترجمة عنبسة بهذا السند فقال أيضا: عن أنس وجابر=
    [وروى الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه (الأم) بإسناده، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (ما هبت الريح إلا جثا النبي صلى الله عليه وسلم على ركبتيه) وقال: "اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا، اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا"].
    =وهو حديث حسن ( )
    [قال ابن عباس: في كتاب الله تعالى: {إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا} (فصلت: 16) و{أرسلنا عليهم الريح العقيم} (الذاريات: 41) وقال تعالى: {وأرسلنا الرياح لواقح} (الحجر: 22) وقال سبحانه: {ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات} (الروم: 46)
    وذكر الشافعي رحمه الله حديثا منقطعا، عن رجل، أنه شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم الفقر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعلك تسب الريح"] ( )
    =قال ابن علان في (شرح الأذكار): قال الحافظ: سند هذا الحديث لأنه سقط، فيه اثنان فصاعدا، وقول الشيخ: عن رجل يوهم أن محمدا رواه عنه، وليس كذلك، بل أرسل القصة ولم أجد لهذا المتن شاهدا ولا متابعا=
    [قال الشافعي رحمه الله: لا ينبغي لأحد أن يسب الرياح، فإنها خلق لله تعالى مطيع، وجند من أجناده، يجعلها رحمة ونقمة إذا شاء].
    وفي (باب ما يقول إذا انقض الكوكب) قال النووي:
    [رُوِّينا في كتاب ابن السني، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: أمرنا أن لا نتبع أبصارنا الكوكب إذا انقض، وأن نقول عند ذلك: ما شاء الله لا قوة إلا بالله]. ( )
    =قال ابن علان في (شرح الأذكار): قال في المرقاة نقلا عن المصنف: إسناده ليس بثابت، وقال الحافظ بعد أن أورده بإسناده إلى الطبراني: حديث غريب أخرجه ابن السني، قال الطبراني: لم يروه عن حماد يعني ابن أبي سليمان إلا عبد الأعلى تفرد به موسى.
    أقول: وعبد الأعلى بن أبي المساور ضعيف جدا ( )=
    وفي (باب ترك الإشارة والنظر إلى الكوكب والبرق) قال النووي: [فيه الحديث المتقدم في الباب قبله.
    وروى الشافعي رحمه الله في (الأم) بإسناده عمن لا يتهم].
    =من لا يتهم: شيخه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى أبا إسحاق المدني، وهو متروك كما قال الحافظ في التقريب=
    [عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما، قال: إذا رأى أحدكم البرق أو الودق، فلا يشر إليه، وليصف ولينعت.
    قال الشافعي: ولم تزل العرب تكرهه]. ( )
    وفي (باب ما يقول إذا سمع الرعد) قال النووي:
    [روينا في كتاب الترمذي بإسناد ضعيف عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: "اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك". ( )
    ورُوِّينا بالإسناد الصحيح في (الموطأ) عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: (سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته).
    وروى الإمام الشافعي رحمه الله في (الأم) بإسناده الصحيح عن طاوس الإمام التابعي الجليل رحمه الله أنه كان يقول إذا سمع الرعد: (سبحان من سبحت له). ( )
    قال الشافعي: كأنه يذهب إلى قول الله تعالى: {ويسبح الرعد بحمده}.
    وذكروا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنا مع عمر رضي الله عنه في سفر، فأصابنا رعد وبرق وبرد، فقال لنا كعب: من قال حين يسمع الرعد: (سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته) ثلاثا، عوفي من ذلك الرعد، فقلنا فعوفينا]. ( )
    وفي (باب ما يقول إذا نزل المطر) قال النووي:
    [روينا في [صحيح البخاري] عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال: "اللهم صيبا نافعا".
    وروينا في ( سنن ابن ماجة) وقال فيه: "اللهم صيبا نافعا". مرتين أو ثلاثا.
    وروى الشافعي رحمه الله في (الأم) بإسناده حديثا مرسلا، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش، وإقامة الصلاة ونزول الغيث". ( )
    وفي (باب ما يقوله بعد نزول المطر) قال النووي:
    [روينا في (صحيحي البخاري ومسلم) عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: "هل تدرون ماذا قال ربكم؟" قالوا: الله ورسوله أعلم! قال: قال: "أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مُطِرنا بفضل الله ورحمته؛ فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مُطرننا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب".
    قلت =النووي=: الحديبية معروفة، وهي بئر قريبة من مكة دون مرحلة، ويجوز فيها تخفيف الياء الثانية وتشديدها، والتخفيف هو الصحيح المختار، وهو قول الشافعي وأهل اللغة، والتشديد قول ابن وهب وأكثر المحدثين.
    والسماء هنا: المطر.
    وإثر بكسر الهمزة وإسكان الثاء، ويقال: بفتحهما لغتان.
    قال العلماء: إن قال مسلم: مطرنا بنوء كذا، مريدا أن النوء هو الموجد والفاعل المحدث للمطر، صار كافرا مرتدا بلا شك، وإن قاله مريدا أنه علامة لنزول المطر، فينزل المطر عند هذه العلامة، ونزوله بفعل الله تعالى وخلقه سبحانه، لم يكفر.
    واختلفوا في كراهته، والمختار أنه مكروه، ولأنه من ألفاظ الكفار، وهذا ظاهر الحديث، ونص عليه الشافعي رحمه الله في (الأم) وغيره، والله أعلم.
    ويستحب أن يشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة، أعني نزول المطر].
    وقال النووي في (الأذكار) (1/ 461):
    [ويُكره أن يقول: مُطرنا بنوْءِ كذا، فإن قاله معتقداً أن الكوكب هو الفاعل فهو كفر، وإن قاله معتقداً أن اللّه تعالى هو الفاعل وأن النوْءَ المذكور علامة لنزول المطر لم يكفر، ولكنه ارتكب مكروهاً لتلفظه بهذا اللفظ الذي كانت الجاهلية تستعملُه، مع أنه مشتركٌ بين إرادة الكفر وغيره، وقد قدَّمنا الحديث الصحيح المتعلق بهذا الفصل في باب ما يقول عند نزول المطر].
    والله تعالى أعلم
جاري التحميل ..