إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اسباب منع نزول القطر من السمااء؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    رد : اسباب منع نزول القطر من السمااء؟؟

    المشاركة الأصلية بواسطة علي مشاهدة المشاركة
    كلام صحيح وجميل يلامس القلب ويحرك المشاعر نحو الله

    لعلنا نراجع أنفسنا أولا قبل أن نوزع الاتهامات على من حولنا

    شعار من خلجات نفسي ..إبدأ بنفسك ...
    نقها من الشوائب قبل أن تطلب من الله أن ينقها من الخطايا
    انزع عنها الكره والحسد والبغضاء على كل الناس ..من هم أقرب الناس إليك ومن هم أشدهم عليك
    انزع عنها حب الدنيا والركض خلفها واركض بقلبك إلى صلاة بينك وبين ربك كلها خشوع في خشوع
    صدقت أخي الفاضل بما قلت
    علينا أولا بانفسنا ومن ثم من حولنا



    ...................
    جزاكم الله خير الجزاء أخوي ابا المحاكم لهذه التذكرة الطيبة
    سقانا الله وإياكم من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة

    تعليق


    • #32
      أسباب الغيث والبركات من رب الأرض والسماوات. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى

      أسباب الغيث والبركات والعطايا والهبات
      من رب الأرض والسموات

      [الحمد لله، اللهم ربنا لك الحمد بما خلقتنا ورزقتنا، وهديتنا وعلمتنا، وأنقذتنا وفرجت عنا، لك الحمد بالإسلام والقرآن، ولك الحمد بالأهل والمال والمعافاة، كبتَّ عدوَّنا، وبسطت رزقنا، وأظهرت أمننا، وجمعت فُرقتنا، وأحسنت معاملتنا، ومن كلٍّ والله ما سالناك ربَّنا أعطيتنا، فلك الحمد على ذلك حمدا كثيرا، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا، في قديم أو حديث، أو سر أو علانية، أو خاصة أو عامة، أو حي أو ميت، أو شاهد أو غائب، لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت] (1)

      والصلاة والسلام على رسول الله الذي استجاب لاستسقائه السحاب، فسالت أودية بقدرها فاهتزت وربت الهضاب، ورضي الله تعالى عن الآل والأصحاب، ومن اهتدى بهديهم من المسلمين والمؤمنين الأحباب. أما بعد؛


      فلقد تأخر الغيثُ وتقلَّص في السماء الغيمُ والسحاب، وما ذاك إلاَّ لأفعالٍ حدثت من الناس وأحوالٍ وأسباب، ولرجوعِ الغيثِ ونزولِ الأمطار لا بدَّ من رجوع من البشر إلى اللهِ المنعمِ الوهاب، فمن أسباب تأخره أو انقطاعه؛

      أولاً: أكل الحقوق وحرمان أهلها منها، ومن ذلك؛ نقصُ المكيال والميزان في البيوع والمعاملات، الذي من نتيجته القحطُ وقلَّةُ النبات، وصعوبةُ الحصول على الطعام، وظلمُ السلاطين والحكومات، والبخلُ بحق لفقراء في الصدقات والزكوات؛ يؤدي إلى منع نزول الأمطار من السماء، وتعرضُ الأرض عن البركات؛ لولا رحمة الرحمن الرحيم بالبهائم أن تهلك والحشرات، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ؛ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا، بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ؛ إِلا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ" (2)، وفي رواية: "لم يمنع قوم زكاة أموالهم؛ إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا". (3)
      وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: (إِذَا رَأَيْت الْقَطْرَ قَدْ مُنِعَ؛ فَاعْلَمْ أَنَّ النَّاسَ قَدْ مَنَعُوا الزَّكَاةَ فَمَنَعَ اللَّهُ مَا عِنْدَهُ، وَإِذَا رَأَيْت السُّيُوفَ قَدْ عَرِيَتْ؛ فَاعْلَمْ أَنَّ حُكْمَ اللهِ قَدْ ضُيِّعَ فَانْتَقَمَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَإِذَا رَأَيْت الزِّنَا قَدْ فَشَا فَاعْلَمْ، أَنَّ الرِّبَا قَدْ فَشَا". (4)
      ويفسر مجاهد (اللاعنون) في قوله تعالى: {أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} قال: (دوابُّ الأرضِ؛ الخنافسُ والعقاربُ يقولون: مُنِعْنا القَطرَ بخطايا بني آدم. ( (5)

      ثانيا: من الأسباب المانع من الأرزاق والأمطار عموم الخطايا والذنوب، قال سبحانه: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين}. الأنعام (6)

      يذكرنا الله سبحانه بما حدث مع سبأ حين أعرضوا عن شكر نعم المنعم سبحانه، فاستلبها منهم وهم ينظرون، {لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور * فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتين جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل * ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور} سبأ (15-17)

      كذلك {وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون}. النحل (112)
      وعن جعفر (6) (قال: كنا نكون عند مالك يعني ابن دينار وكانت الغيوم تجيء وتذهب ولا تمطر، قال: فقال مالك: (ترون ولا تذاقون، أنتم تستبطئون المطر وأنا أستبطىء الحجارة) وبهذا الإسناد قال: سمعت مالكا يقول: (ما سقطت أمة من عين الله؛ إلا ضرب الله أكابرها الجوع). (7)

      وكان الحسن إذا رأى السحاب قال: (في هذا والله رزقكم، ولكنكم تحرمونه بخطاياكم وذنوبكم). (8)

      واعلموا عباد الله أن الأمطار النازلة من عند الله تعالى كميتها واحده كل عام، ولكن توزيعها على البلاد يختلف من مكان إلى آخر، قال ابن عباس في قوله تعالى: {ولقد صرفناه بينهم ليذكروا} قال: (ما من عامٍ بأكثر من عامٍ مطرا، ولكن الله تعالى يصرفه في الأرضين). (9)
      وكذلك ابن مسعود، قال: (ما من عام بأمطرَ من عام، ولكن الله يصْرِفه عن من يشاء)، ثم قرأ: {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه} الآية. (10)


      أمّا أسبابُ هطول الأمطر ونزول الغيث وكثرة الأرزاق: الإيمان والتقوى، قال تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون}. الأعراف (96). {ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه}. الطلاق (2-3). فبتقوى الله بعد الإيمان به يُرزق المؤمنون المتقون.

      والاستغفار سبب من أسباب كثرة الأرزاق ووفرة الأمطار: قال تعالى على لسان هود عليه السلام: {ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء مدرارا ويزدكم قوة على قوتكم ولا تتولوا مجرمين} هود (52). فالاستغفار يأتي بالماء من السماء ويأتي بقوة من القوي العزيز سبحانه.
      وقال نوح لقومه: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا * مالكم لا ترجون لله وقارا}. نوح (10-13)
      مغفرة من الله الغفور، وغيث من السماء، وأموالٌ وأولاد وجنات وأنهار، كلُّ ذلك نتيجة الاستغفار، فماذا نريد غير ذلك؟!!
      ولكن ها هنا سؤال: لو كثرت الأرزاق، وأصبح جميع الناس أغنياء؛ فلا فقر ولا قحط، ولا مرض ولا تعب، ماذا يحدث للناس؟!! والجواب في القرآن الكريم في قول الله تعالى: {ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير * وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد}. الشورى (27-28) {وألوا استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءا غدقا * لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا}. الجن (16-17).
      أخرج الإمام مسلم في صحيحه, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلاةٍ مِنْ الأَرْضِ، فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ: (اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ) فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ، فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ، فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدْ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ، فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ، يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: (يَا عَبْدَ اللَّهِ! مَا اسْمُكَ؟) قالَ: (فُلانٌ!) لِلاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ، فَقَالَ لَهُ: (يَا عَبْدَ اللَّهِ! لِمَ تَسْأَلُنِي عَنْ اسْمِي؟!) فَقَالَ: (إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ، يَقُولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ، لاسْمِكَ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا؟!) قَالَ: أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا؛ فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ".

      وديننا لم يطلب من إخراج ثلث أموالنا، بل أمرنا الله تعالى بأداء الزكاة فيها إذا بلغت النصاب فقصرنا!!
      عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ وَيُبَاعِدُكُمْ عَنِ الْجَنَّةِ؛ إِلاَّ وَقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ يُدْنِيكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ؛ إِلاَّ وَقَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ، وَإِنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ نَفَثَ فِي رُوعِي -أي خَاطِرِي وَنَفْسِي وَقَلْبِي- أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى يُسْتَوْفَى رِزْقُهَا، فَاتَّقُوا اللهَ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ -أجْمَلَ: أي طَلَبَ فِي قَصْدٍ وَاعْتِدَالٍ مَعَ عَدَمِ انْشِغَالِ الْقَلْبِ-، وَلا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ؛ أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعَاصِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّهُ لا يُدْرَكُ مَا عِنْدَ اللهِ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ". (11) الصحيحة (2866)

      ومن إجماله؛ اعتماد الجهة التي هيأها الله ويسرها له، ويسره لها، فيقنع بها، ولا يتعداها، ومنه أن لا يطلب بحرص وقلق، وشره ووله، حتى لا ينسى ذكر ربه، ولا يتورط في شبهة، فيدخل فيمن أثنى الله تعالى عليهم بقوله تعالى: {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} الآية. ثم بين وجه الأمر بذلك بقوله: "فإن كلاًّ" أي كل أحد من الخلق "ميسر" كمعظم أي مهيأ مصروف "لما كتب" قدر "له منها" يعني الرزق المقدر له سيأتيه ولا بد، فإن الله تعالى قسم الرزق وقدره لكل أحد، بحسب إرادته، لا يتقدم ولا يتأخر، ولا يزيد ولا ينقص، بحسب علمه الأزلي.

      ومن أسباب نزول الغيث صلاة الاستسقاء: عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَجُلاً نَادَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَحَطَ الْمَطَرُ، وَأَمْحَلَتِ الأَرْضُ، وَقَحَطَ النَّاسُ، فَاسْتَسْقِ لَنَا رَبَّكَ)، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى السَّمَاءِ، وَمَا نَرَى كَثِيرَ سَحَابٍ، فَاسْتَسْقَى، فَنَشَأَ السَّحَابُ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ مُطِرُوا، حَتَّى سَالَتْ مَثَاعِبُ الْمَدِينَةِ، وَاضْطَرَدَتْ طُرُقُهَا ، فَمَا زَالَتْ كَذَلِكَ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ مَا تُقْلِعُ، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ، أَوْ غَيْرُهُ، وَنَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ: (يَا نَبِيَّ اللَّهِ! ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَحْبِسَهَا عَنَّا)، فَضَحِكَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا"، فَدَعَا رَبَّهُ، فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتَصَدَّعُ عَنِ الْمَدِينَةِ يَمِينًا وَشِمَالاً، يُمْطِرُ مَا حَوْلَهَا، وَلاَ يُمْطِرُ فِيهَا شَيْئًا" (12)

      والعجب إذا أنزل الله الغيث على العباد ينسبون هذا الإنزال لغير الله، من أنواء ورياح شمالية أو غربية أو جنوبية! ولك من سير هذه الرياح ومن حركها وحمّلها بالأمطار؟! أليس هو العزيز الغفار؟! عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ، عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ؛ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟!" قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ! قَالَ: "أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ؛ فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ؛ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا؛ فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ"
      {إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا}. الإسراء (30)
      أما الرزق في الآخرة فموكول للمؤمنين العاملين للصالحات: {فالذين أمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم}. الحج (50) {والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين}. الحج (58)
      عباد الله! {هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب * جنات عدن مفتحة لهم الأبواب * متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب * وعندهم قاصرات الطرف أتراب * هذا ما توعدون ليوم الحساب * إن هذا لرزقنا ماله من نفاد}. ص (49-54) {من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب}. غافر (40)

      عباد الله! "إنكم شوكتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله سبحانه أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم {الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين}. لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين". (13) "اللهم أغثنا اللهم أغثنا"

      اللهمَّ اغْفِرْ لنا ذَنوبنا، وَوَسِّعْ لنا فِي دورنا، وَبَارِكْ لنا فِي أرزاقنا، للهمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مُرْبعًا مَرِيئًا، غَدْقًا طَبْقًا غَيْرَ رَائِثٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ.
      اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحيي بلدك الميت.
      اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا
      اللهم سقيا رحمة ولا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق.

      أبو المنذر فؤاد
      الزعفران
      آخر جمعة من ذي الحجة 1431 هجرية
      3/12/2010 رومية


      [1] من كلمات الحسن في أمالي ابن مردويه وشعب الإيمان (4 / 139) ابن أبي الدنيا في الشكر ج 1/ ص 9 حديث رقم: 11

      [2] أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان (3/197، رقم 3315). وابن ماجه (رقم 4019)، وأبو نعيم (8/333)، والحاكم (4/583، رقم 8623) وقال: صحيح الإسناد. وابن عساكر (35/260). وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (106).

      [3] أخرجه الطبرانى عن ابن عمر (12/446، رقم 13619).

      [4] سنده في شعب الإيمان (3/ 196) (3313) أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى أنا أبو العباس الأصم نا يحيى بن أبي طالب أنا أبو أحمد الزبيري عن سفيان عن عكرمة، وفي مصنف ابن أبي شيبة (15/ 116) (38574): حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، .. به. وفي مساوئ الأخلاق للخرائطي (2/ 5) (476): حدثنا سعدان بن يزيد، ثنا يزيد بن هارون، أنبا سفيان، عن أبيه، عن عكرمة، قال: سمعت كعبا، يقول لابن عباس: (ثلاث إذا رأيتهن: السيوف قد عريت، والدماء أهريقت؛ فاعلم أن حكم الله قد ضيع، فانتقم ببعضهم من بعض، وإذا رأيت القطر قد حبس؛ فاعلم أن الزكاة قد منعت، منع الناس ما عندهم، فمنع الله ما عنده، وإذا رأيت الوباء قد فشا، فاعلم أن الزنا قد فشا).

      [5] سنده في شعب الإيمان (3/ 198) (3317): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ و محمد بن موسى قالا أنا أبو العباس الأصم نا هارون بن سليمان نا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور عن مجاهد ..

      [6] جعفر بن سليمان الضبعى أبو سليمان البصرى، مولى بنى الحريش صدوق زاهد لكنه كان يتشيع.

      [7] سنده في شعب الإيمان (3/ 198) (3316): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقري نا أبو العباس الأصم أنا الخضر بن أبان أنا سيار أنا جعفر... وبسند البيهقي رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (56/ 430).

      (3) سنده المطر والرعد والبرق لابن أبي الدنيا) (1/ 59) (57): وحدثني بعض ، أصحابنا عن حميد بن أبي أحمد، عن سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم أبي أمية، قال: كان الحسن..

      [9] سنده في (المطر والرعد والبرق لابن أبي الدنيا) (1/ 76) (74): حدثنا يوسف، نا جرير، عن سليمان التيمي، عن الحسن بن مسلم بن يناق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس..

      [10] سنده في (المطر والرعد والبرق لابن أبي الدنيا) (1/ 77) (75): حدثنا يوسف، نا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي جحيفة، عن ابن مسعود ...

      [11] ابن أبى شيبة (7/79، رقم 34332)، وهناد فى الزهد (1/281، رقم 494)، والدارقطنى فى العلل (5/273، رقم 875)، والبيهقى فى شعب الإيمان (7/299، رقم 10376).

      [12] صحيح الأدب المفرد (1/ 240) (479/612). والبخاري في صحيحه

      (13) الكلم الطيب - (1 / 133).

      تعليق

      جاري التحميل ..
      X