رأيت توقيع ردينة% و قلت قومي ليسوا بأحسن حال ..
موقف و غصة و حكم شرعي
في كل صباح بعد الشروق أنطلق من المسجد للمخبز القريب لدينا …
في هذا الصباح و ككل صباح أشاهد طلوع الشمس و أراقب الحياة التي بدت تدب في الناس
أتأمل عجيب صنع الله في الجبال التي تحيط بمدينتنا ,, تلك الجبال الشامخة و أقول ستتحولين لهباء منثور كالقطن المنفوش … سبحانك ربي يتساوى عند الجبل و البعوض
أمرك بين الكاف و النون كن فيكون … فكيف لا يعقل ذلك العاقلون
أيستطيع الناظر و المتفكر لكل هذا بعد ذلك أن يبارزه و أن يعصيه !!!
أيستطيع الناظر و المتفكر لكل هذا بعد ذلك أن يبارزه و أن يعصيه !!!
لنرجع الى قصتنا ,, طلبت الخبز كعادتي من البائع وبدأ هو يغرف و يجمع و يختار الخبز الابيض ذو الرائحة الزكية و الاشكال البهية ,,,
في خضم انشغاله لمحت أن صندوق الخبز فيه ورق من جريدة موضوعة بقاع الصندوق ,, و اذا بكلمات من كتاب الله و ايات قرانية تشد ناظري ,,,,
أصابتني غصة من المنظر ,, نحن مسلمون و هذا كلام الله ,, فأين احترامنا له !!!!
بادرت بالانكار السريع و بلا وعي ولا تفكير و لكن في داخلي حسن ظن بالرجل فقلت هو لم ينتبه و سيزيل الورقة بالتأكيد و سيمتنع عن هذا الفعل الاثيم …..
قلت له انها ايات من كتاب الله مكتوبة فكيف تضعها هكذا و تضع الخبز فوقها ,, ليس هذا بالاحترام الواجب علينا ؟؟ قال هي جريدة !!! قلت ولو إن فيها كلام الله !!!
ثم أعقبت مارأيك لو أتينا بمصحف ووضعناه في الصندوق و طرحت الخبز فوقه ,, قال لا لا يجوز !!! قلت فما الفرق كله كلام الله … سكت و قال لا أدري ,,, طيب أزلها يا هذا ,, قال هكذا يريد صاحب المخبز و نظر اليه و ذاك يسمع و لا يجيب !!! نظرت اليهم مستنكرا متعجبا !!!
ما بالهم لا يحركون ساكنا !!! ألهذه الدرجة هان علينا كلام الله ,, أليسوا هم أول من يخرج في مظاهرات التنديد بحرق المصحف .. أننكر على القسيس الكافر فعله و بني جلدتنا أشد منه !!!
و تبادر لذهني حينها توقيع أختي ردينة% في هذا المحور ,, تذكرت شكل صفحات القران الممزقة و قلت حسبي الله و نعم الوكيل فقومي ليسوا بأحسن حال !!!!!!!.....
انتهينا من سرد الحكاية و لنستمع لقصص من عظم كلمات الله …
قال محمد بن الصلت:
"سمعت بشر بن الحارث وسُئل ما بال اسمك بين الناس كأنه اسم نبي؟
قال: هذا من فضل الله وما أقول لكم، كنت رجلاً عياراً صاحب عصبة فجزت يوماًفإذا أنا بقرطاس في الطريق فرفعته فإذا فيه "(بسم الله الرحمن الرحيم" فمسحته وجعلته في جيبي وكان عندي درهمان ما كنت أملك غيرهما، فذهبت إلىالعطارين فاشتريت بهما غالية (نوعاً من الطيب) ومسحته في القرطاس فنمت تلكالليلة، فرأيت في المنام كأن قائلاً يقول لي: يا بشر بن الحارث رفعت اسمناعن الطريق، وطيبته لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة، ثم كان ما كان". رواهأبو نعيم في الحلية.
قال سعيد بن أبي سكينة:
بلغني أن علياً بن أبي طالب رضي الله عنه نظر إلى رجل يكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال له:
جوّدها فإن رجلاً جودها فغفر له.
قال سعيد:
وبلغني أن رجلاً نظر إلى قرطاس فيه (بسم الله الرحمن الرحيم) فقبّله ووضعه على عينيه فغفر له. ذكره القرطبي في التفسير.
"سمعت بشر بن الحارث وسُئل ما بال اسمك بين الناس كأنه اسم نبي؟
قال: هذا من فضل الله وما أقول لكم، كنت رجلاً عياراً صاحب عصبة فجزت يوماًفإذا أنا بقرطاس في الطريق فرفعته فإذا فيه "(بسم الله الرحمن الرحيم" فمسحته وجعلته في جيبي وكان عندي درهمان ما كنت أملك غيرهما، فذهبت إلىالعطارين فاشتريت بهما غالية (نوعاً من الطيب) ومسحته في القرطاس فنمت تلكالليلة، فرأيت في المنام كأن قائلاً يقول لي: يا بشر بن الحارث رفعت اسمناعن الطريق، وطيبته لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة، ثم كان ما كان". رواهأبو نعيم في الحلية.
قال سعيد بن أبي سكينة:
بلغني أن علياً بن أبي طالب رضي الله عنه نظر إلى رجل يكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال له:
جوّدها فإن رجلاً جودها فغفر له.
قال سعيد:
وبلغني أن رجلاً نظر إلى قرطاس فيه (بسم الله الرحمن الرحيم) فقبّله ووضعه على عينيه فغفر له. ذكره القرطبي في التفسير.
قصَّــة بِـشْرٍ الْحَــافِيولفظِ الجلالة:
هذا الرجلُ الصالحُ فيما يُحسَبُرأى كاغداً فيه"بسم الله الرحمن الرحيم"فرفعه وطيبه بالمسك فرأى في النوم كأنه نودي يا بشر: طيبت اسمنا فنحن نطيباسمك في الدنيا والآخرة , فكانَ ذلكمُ المنامُ سببَ توبتهِ وانقطاعهِ إلىالعبادة والزهادة.!
و أترككم الان مع بعض الفتاوى :::::
سُئلت اللجنة الدائمة للإفتاء السؤال التالي:
يوجدبعض علب لبيع الألبان ومكتوب على العلبة بعض آية من القرآن الكريم هو { لبناً خالصاً سائغاً للشاربين } [النحل:66] ومصير هذه العلب بعد الاستعمالالرمي في الكناسات وامتهانها، فإن كان لا يجوز وضعها على العلب ولا رميهافي الأقذار فأفيدوني لأبلغ باعة الألبان ليحتاطوا في ذلك والله يحفظكم؟ [فتاوى اللجنة الدائمة، فتوى رقم: 204].
• وقد أجابت اللجنة الدائمة بما يلي: "إن هؤلاء يأخذون كلمات من القرآنوالحديث ولا يقصدون بذلك حكايتها على أنها قرآن أو حديث ولذلك لم يقولواقال الله- تعالى- ولا قال النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما أخذوها،استحساناً لها، ولمناسبتها ما قصدوا استعمالها فيه من جعلها في لا فتة أواستعمالها في الدعاية إلى ما كتب عليه، وبذلك خرجت في كتابتهم عن أن تكونقرآناً أو حديثاً، ومثل هذا يُسمّى اقتباساً، وهو عند علماء البديع أخذ شيءمن القرآن أو الحديث على غير طريق الحكاية ليجعل به الكلام نثراً أونظماً، وعلى هذا لا يكون حكمه حكم القرآن من تحريم حمله أو مسه عل غيرالمتطهر، أو تحريم النطق به على ما كان جنباً، ولكن لا يليق بالمسلم أنيقتبس شيئاً من القرآن أو الحديث للأغراض الدنيئة أو يكتبه عنوناً أو دعايةلصناعة أو مهنة أو عمل خسيس، لما في نفس الاقتباس لذلك من الامتهان، وأمارمي الأوراق المكتوبة أو العلب أو الأواني المكتوب عليها في الأقذار ونحوهاأو استعمالها فيما فيه امتهان لها فلا يجوز، وإن كان المكتوب قرآناً كانذلك أشد خطراً، وإن قصد برمي ما فيه القرآن امتهانه أو كان مستهتراً بقذفهفي القاذورات أو باستعماله فيها كان ذلك كفراً".
• وقد أجابت اللجنة الدائمة بما يلي: "إن هؤلاء يأخذون كلمات من القرآنوالحديث ولا يقصدون بذلك حكايتها على أنها قرآن أو حديث ولذلك لم يقولواقال الله- تعالى- ولا قال النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما أخذوها،استحساناً لها، ولمناسبتها ما قصدوا استعمالها فيه من جعلها في لا فتة أواستعمالها في الدعاية إلى ما كتب عليه، وبذلك خرجت في كتابتهم عن أن تكونقرآناً أو حديثاً، ومثل هذا يُسمّى اقتباساً، وهو عند علماء البديع أخذ شيءمن القرآن أو الحديث على غير طريق الحكاية ليجعل به الكلام نثراً أونظماً، وعلى هذا لا يكون حكمه حكم القرآن من تحريم حمله أو مسه عل غيرالمتطهر، أو تحريم النطق به على ما كان جنباً، ولكن لا يليق بالمسلم أنيقتبس شيئاً من القرآن أو الحديث للأغراض الدنيئة أو يكتبه عنوناً أو دعايةلصناعة أو مهنة أو عمل خسيس، لما في نفس الاقتباس لذلك من الامتهان، وأمارمي الأوراق المكتوبة أو العلب أو الأواني المكتوب عليها في الأقذار ونحوهاأو استعمالها فيما فيه امتهان لها فلا يجوز، وإن كان المكتوب قرآناً كانذلك أشد خطراً، وإن قصد برمي ما فيه القرآن امتهانه أو كان مستهتراً بقذفهفي القاذورات أو باستعماله فيها كان ذلك كفراً".
وسُئلت اللجنة أيضاً السؤال التالي:
ما حكم من يضع متاعه أو حاجياته أو يلفها في كتب أو ورق يحتوي على سوروآيات من القرآن الكريم والسنة المطهرة، فأنكر عليه شخص بالقول، فرد عليهفقال: أي الذي بضع البضاعة- لا بأس بهذا ولا ضرر في ذلك، واستمر في عملههذا وقال لا أجد غير هذا الورق، مع العلم أنه يقرأ ويكتب وهذه ظاهرة شائعةعندنا، فما حكم الله تعالى في هذا العمل وهل أسير في الشارع راكعاً، لجمعتلك الآيات والسور التي كثر رميها على الأرض في حين أن الناس تسخر فماذاأفعل لإزالة هذا المنكر المنتشر؟
• فأجابت اللجنة: "أولاً: لا يجوز أن يضع المسلم متاعه أو حاجته في أوراقكتب فيها سوراً وآيات من القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية، ولا أن يلقىما كتب فيه ذلك في الشوارع والحارات والأماكن القذرة لما في ذلك منالامتهان وانتهاك حرمة القرآن والأحاديث النبوية وذكر الله، ودعوى أنه لايجد غير هذا الورق دعوى يكذبها الواقع، فإن وسائل صيانة المتاع كثيرة وفيهاغنية عن استعمال ما كتب فيه القرآن والأحاديث النبوية أو ذكر الله وإنماهو الكسل وضعف الدين.
• ثانياً: يكفيك للخروج من الإثم والحرج أن تنصح الناس بعد استعمال ما ذكرفيما فيه امتهان وأن تحذرهم من إلقاء ذلك في سلات القمامة وفي الشوارعوالحارات ونحوها، ولست مكلفاً بما فيه حرج عليك من جعل نفسك وقفاً على جمعما تناثر من ذلك في الشوارع ونحوها وإنما ترفع من ذلك ما تيسر منه دون مشقةوحرج".
حكم وضع الصحف التي تشتمل على آيات سفرة للطعام:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
فإن القرآن كلام الله تبارك وتعالى أنزله على عبده ورسوله محمّد صلى اللهعليه وسلم ليكون هدىً ونوراً للعالمين إلى يوم القيامة، وقد أكرم اللهتعالى صدر هذه الأمة بحفظه في الصدور والعمل به في جميع شؤون الحياةوالتحاكم إليه في القليل والكثير، ولا يزال فضل الله- سبحانه- ينزل على بعضعباده فيعطون القرآن حقه من التعظيم والتكريم حساً ومعنى ولكن هناك طوائفكبيرة وأعداد عظيمة ممن ينتسب إلى الإسلام حرمت من القيام بحق القرآنالعظيم وما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخشى أن ينطبق بحق على كثيرمنهم قوله تعالى: { وقال الرَّسول يا ربِّ إنَّ قَوْمي اتَّخذوا هذاالْقُرآن مَهجوراً } [الفرقان: 3] إذ أصبح القرآن لدى كثير منهم مهجوراً،وهجروا تلاوته وهجروا تدبره والعمل به، فلا حول ولا قوة إلا بالله. ولقدغفل كثير منهم عما يجب عليهم من تكريم كتاب الله، وحفظه إذا قصروا في مجالالحفظ والتدبر والعمل كما لم يقوموا بما يجب من التعظيم والتكريم لكلام ربالعالمين، ولقد عمت بلاد المسلمين المنشورات والصحف والمجلات، وكثيراً ماتشتمل على آيات من القرآن الكريم في غلافها أو داخلها لكن قسماً كبيراً منالمسلمين حينما يقرءون تلك الصحف يلقونها فتجمع مع القمائم وتوطأ بالأقدامبل قد يستعملها بعضهم لأغراض أخرى حتى تصيبها النجاسات والقاذورات واللهسبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: { إنَّه لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ . فِيكِتَابٍ مَكْنُون . لا يَمَسُّهُ إلاَّ المُطَهَّرُون . تَنزِيلٌ مِنرَّبِّ الْعَالمِين } [الواقعة:77- 80]. والآية دليل على أنه لا يجوز مسالقرآن إلا إذا كان المسلم على طهارة كما هو رأي الجمهور من أهل العلم وفيحديث عمرو بن حزم الذي كتبه له رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أن لا يمسالقرآن إلا طاهر » . ويروى عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر » . وروي عن سلمان رضي الله عنه أنه قال: (لايمسّ القرآن إلاَّ المطهّرون). فقرأ القرآن ولم يمس المصحف حين لم يكن علىوضوء.
وعن سعد: "أنه أمر ابنه بالوضوء لمس المصحف". فإذا كان هذا في مس القرآنالعزيز فكيف بمن يضع الصحف التي تشتمل على آيات من القرآن سفرة لطعامه ثميرمي بها في النفايات مع النجاسات والقاذورات لا شك أن هذا امتهان لكتابالله العزيز وكلامه المبين.
فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحافظوا على الصحف والكتب وغيرها مما فيهآيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو كلام فيه ذكر الله أو بعض أسمائه سبحانهوتعالى فيحفظها في مكان طاهر وإذا استغنى عنها دفنها في أرض طاهرة أوأحرقها ولا يجوز التساهل في ذلك وحيث إن الكثير من الناس في غفلة عن هذاالأمر وقد يقع في المحذور جهلاً منه بالحكم رأيت كتابة هذه الكلمة تذكيراًوبياناً لما يجب على المسلمين العمل به تجاه كتاب الله وأسمائه وصفاتهوأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم، وتحذيراً من الوقوع فيما يغضب اللهويتنافى مع مقام كلام رب العالمين والله سبحانه المسؤول أن يوفقناوالمسلمين جميعاً لما يحبه ويرضاه وأن يعيذنا جميعاً من شرور أنفسنا وسيئاتأعمالنا وأن يمنحنا جميعاً تعظيم كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،والعمل بهما وصيانتهما عن كل ما يسيء إليهما من قول أو فعل إنه ولي ذلكوالقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمّد وآله وصحبه وسلم.
ما حكم من يضع متاعه أو حاجياته أو يلفها في كتب أو ورق يحتوي على سوروآيات من القرآن الكريم والسنة المطهرة، فأنكر عليه شخص بالقول، فرد عليهفقال: أي الذي بضع البضاعة- لا بأس بهذا ولا ضرر في ذلك، واستمر في عملههذا وقال لا أجد غير هذا الورق، مع العلم أنه يقرأ ويكتب وهذه ظاهرة شائعةعندنا، فما حكم الله تعالى في هذا العمل وهل أسير في الشارع راكعاً، لجمعتلك الآيات والسور التي كثر رميها على الأرض في حين أن الناس تسخر فماذاأفعل لإزالة هذا المنكر المنتشر؟
• فأجابت اللجنة: "أولاً: لا يجوز أن يضع المسلم متاعه أو حاجته في أوراقكتب فيها سوراً وآيات من القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية، ولا أن يلقىما كتب فيه ذلك في الشوارع والحارات والأماكن القذرة لما في ذلك منالامتهان وانتهاك حرمة القرآن والأحاديث النبوية وذكر الله، ودعوى أنه لايجد غير هذا الورق دعوى يكذبها الواقع، فإن وسائل صيانة المتاع كثيرة وفيهاغنية عن استعمال ما كتب فيه القرآن والأحاديث النبوية أو ذكر الله وإنماهو الكسل وضعف الدين.
• ثانياً: يكفيك للخروج من الإثم والحرج أن تنصح الناس بعد استعمال ما ذكرفيما فيه امتهان وأن تحذرهم من إلقاء ذلك في سلات القمامة وفي الشوارعوالحارات ونحوها، ولست مكلفاً بما فيه حرج عليك من جعل نفسك وقفاً على جمعما تناثر من ذلك في الشوارع ونحوها وإنما ترفع من ذلك ما تيسر منه دون مشقةوحرج".
حكم وضع الصحف التي تشتمل على آيات سفرة للطعام:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
فإن القرآن كلام الله تبارك وتعالى أنزله على عبده ورسوله محمّد صلى اللهعليه وسلم ليكون هدىً ونوراً للعالمين إلى يوم القيامة، وقد أكرم اللهتعالى صدر هذه الأمة بحفظه في الصدور والعمل به في جميع شؤون الحياةوالتحاكم إليه في القليل والكثير، ولا يزال فضل الله- سبحانه- ينزل على بعضعباده فيعطون القرآن حقه من التعظيم والتكريم حساً ومعنى ولكن هناك طوائفكبيرة وأعداد عظيمة ممن ينتسب إلى الإسلام حرمت من القيام بحق القرآنالعظيم وما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخشى أن ينطبق بحق على كثيرمنهم قوله تعالى: { وقال الرَّسول يا ربِّ إنَّ قَوْمي اتَّخذوا هذاالْقُرآن مَهجوراً } [الفرقان: 3] إذ أصبح القرآن لدى كثير منهم مهجوراً،وهجروا تلاوته وهجروا تدبره والعمل به، فلا حول ولا قوة إلا بالله. ولقدغفل كثير منهم عما يجب عليهم من تكريم كتاب الله، وحفظه إذا قصروا في مجالالحفظ والتدبر والعمل كما لم يقوموا بما يجب من التعظيم والتكريم لكلام ربالعالمين، ولقد عمت بلاد المسلمين المنشورات والصحف والمجلات، وكثيراً ماتشتمل على آيات من القرآن الكريم في غلافها أو داخلها لكن قسماً كبيراً منالمسلمين حينما يقرءون تلك الصحف يلقونها فتجمع مع القمائم وتوطأ بالأقدامبل قد يستعملها بعضهم لأغراض أخرى حتى تصيبها النجاسات والقاذورات واللهسبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: { إنَّه لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ . فِيكِتَابٍ مَكْنُون . لا يَمَسُّهُ إلاَّ المُطَهَّرُون . تَنزِيلٌ مِنرَّبِّ الْعَالمِين } [الواقعة:77- 80]. والآية دليل على أنه لا يجوز مسالقرآن إلا إذا كان المسلم على طهارة كما هو رأي الجمهور من أهل العلم وفيحديث عمرو بن حزم الذي كتبه له رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أن لا يمسالقرآن إلا طاهر » . ويروى عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر » . وروي عن سلمان رضي الله عنه أنه قال: (لايمسّ القرآن إلاَّ المطهّرون). فقرأ القرآن ولم يمس المصحف حين لم يكن علىوضوء.
وعن سعد: "أنه أمر ابنه بالوضوء لمس المصحف". فإذا كان هذا في مس القرآنالعزيز فكيف بمن يضع الصحف التي تشتمل على آيات من القرآن سفرة لطعامه ثميرمي بها في النفايات مع النجاسات والقاذورات لا شك أن هذا امتهان لكتابالله العزيز وكلامه المبين.
فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحافظوا على الصحف والكتب وغيرها مما فيهآيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو كلام فيه ذكر الله أو بعض أسمائه سبحانهوتعالى فيحفظها في مكان طاهر وإذا استغنى عنها دفنها في أرض طاهرة أوأحرقها ولا يجوز التساهل في ذلك وحيث إن الكثير من الناس في غفلة عن هذاالأمر وقد يقع في المحذور جهلاً منه بالحكم رأيت كتابة هذه الكلمة تذكيراًوبياناً لما يجب على المسلمين العمل به تجاه كتاب الله وأسمائه وصفاتهوأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم، وتحذيراً من الوقوع فيما يغضب اللهويتنافى مع مقام كلام رب العالمين والله سبحانه المسؤول أن يوفقناوالمسلمين جميعاً لما يحبه ويرضاه وأن يعيذنا جميعاً من شرور أنفسنا وسيئاتأعمالنا وأن يمنحنا جميعاً تعظيم كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،والعمل بهما وصيانتهما عن كل ما يسيء إليهما من قول أو فعل إنه ولي ذلكوالقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمّد وآله وصحبه وسلم.
لكم منا خالص التحية و التقدير و نسألكم حسن الدعاء
تعليق