إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في ذكرى الزعيم الخالد..وأي خلود ؟ بقلم:د.عصام شاور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في ذكرى الزعيم الخالد..وأي خلود ؟ بقلم:د.عصام شاور

    في ذكرى الزعيم الخالد..وأي خلود ؟
    د.عصام شاور*

    قيل إن "الزعيم" الراحل عبد الناصر هو الذي أعد لحرب أكتوبر 73 عدتها، وأحكم خططها، ومن ضمن ذلك عالج ثغرة الدفرسوار _التي اخترقها شارون_ قبل الحرب بسنوات إلا أن القدر لم يمهله فجاء " الزعيم" السادات لينفذ خطط الزعيم الأول بحذافيرها إلا تلك المتعلقة بثغرة الدفرسوار فعمد إلى تجاهلها، وهكذا فقد نسبوا اقتحام خط "بارليف" وما تحقق من نصر إلى عبد الناصر, وحنكته العسكرية وهو في قبره، أما الثغرة وانتكاسة النصر فقد ألحقوها بالسادات، ولكنهم لا يتوقفون كثيراً عند الهزيمة النكراء في حرب 1967 التي تسبب فيها عبد الناصر _وهو حي يرزق_, سواء بافتعال مقدماتها أوعدم الاستعداد لها، فكل خير أصاب مصر فهو من ناصر وكل شر هو من الشعب وقيادة الجيش وأعداء القومية والتحررية وكل ذلك الهراء.

    بعيداً عن الهزائم المبررة والانتصارات الوهمية والإنجازات غير المنجزة، وكذلك بعيداً عن الدعم الأمريكي المتواصل للرئيس عبد الناصر الذي ينكره المنكرون، هناك ما اقترفه عبد الناصر بحق شعبه ولم يناقشه القوميون, وإن فعلوا فإنهم يبررون خطيئة عبد الناصر, وكأنها لم تصب الأمة الإسلامية والعربية في مقتل أو تكاد تكون كذلك، فعبد الناصر استهدف الإسلام والمسلمين؛ فمن حاسبه على ذلك ؟ كيف ننفخ الروح في زعيم بنى أكبر سد في وجه عودة الدين الإسلامي وتقدم الأمة؟
    بأمر من جمال عبد الناصر, تم تشكيل لجنة بحجة القضاء على فكر الإخوان، والحقيقة هي القضاء على الإسلام، وتشكلت اللجنة برئاسة زكريا محيي الدين الذي كان رئيساً للوزراء حينها، فماذا كانت أهم القرارات التي اتخذتها اللجنة ووافق عليها كبيرهم عبد الناصر؟ إليكم بعضها:
    أولاً: تغيير مناهج تدريس التاريخ الإسلامي والدين الإسلامي في المدارس, وربطها بالمعتقدات الاشتراكية كأوضاع اجتماعية واقتصادية وليست سياسية مع إبراز " مفاسد الخلافة, وتقدم الغرب بعد إقصاء الكنيسة،( أي استهداف الدين أولاً وأخيرا).
    ثانياً : تضييق فرص الظهور والعمل أمام المتدينين في المجالات العلمية والعملية.
    ثالثاً: عزل المتدينين من أي تنظيم أو اتحاد حكومي أو شعبي أو اجتماعي أو طلابي أو عمالي أو إعلامي.
    رابعاً: حرمان المتدينين من السفر للخارج للعمل أو الدراسة بسبب عدم تأثر غالبيتهم بالغرب, بل هم يؤثرون حيث يهبطون.
    خامساً: تشويه الفكرة الرائجة عن حرب الإخوان في فلسطين والقناة.
    سادساً : دعم الشيوعيين في حرب المتدينين وخاصة إعلامياً.
    كل ما ذكرناه لا يقل إجراماً عن إعدام المجاهدين بالمجازر داخل السجون أو إعدامهم بمحاكم صورية، وكذلك العمل على نشر الفقر بين آلاف الأسر التي اعتقل معيلوها حتى لا يكمل أولادهم تعليمهم فينتشر الفقر بينهم, وكذلك لتهيئة الظروف لانزلاق نسائهم وبناتهم متوهمين أن التربية التي تلقتها نساء الإخوان وبناتهم هي ذاتها التي تلقاها غالبية الضباط الأحرار في البارات والخمارات والغرز .
    الخلود يكون للبعض في الدنيا ولجميع البشر في الآخرة، ولكن هناك فرق بين من تخلد ذكراهم الشعوب والعلماء والفقهاء, وبين من يخلد ذكراهم الكفار والعلمانيون واليساريون وبعض الموهومين المضللين، وفرق أيضاً بين من يخلد في جنة عرضها السموات والأرض مع محمد "صلى الله عليه وسلم"وصحبه, ونحسب الشهيد سيد قطب رحمه الله منهم، وبين من يخلد مهاناً في نار جهنم مثل تيتو ورفاقه من قتلة المسلمين.


    *كاتب عمود" مساحة حرة " اليومي في صحيفة فلسطين
جاري التحميل ..
X