السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخوتي ما رأيكم في دعوة الوالدين على ابنائهم؟؟
و هل بنظركم اذا غضبوا من ابنائهم فإن من حقهم الدعاء عليهم؟
و هل الدعاء على الولد فعلا يبرد قلب الام و الاب في حال غضبهما منه ام يزيدهم ألم و حسرة ؟!
اخوتي في الله
إن مما يؤلم القلب و يزيده حسرة ان ترى الام تدعو على ولدها فلذة كبدها
لأتفه الأسباب و أبسطها دون أن تنتبه الى أن دعوتها على ولدها
من الدعوات المستجابة التي ليس بينها و بين الله حجاب !!
و إليكم هذا الحديث الشريف من صحيح البخاري :
عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاث دعوات مستجابات لهن، لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده".
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم الوالد أن يدعو على ولده إلا بخير، فقال :
لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم ،لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم"
فلماذا هذا التهاون الذي أراه في هذا الباب !!!!!!!!
ألا تخافون على أبنائكم ؟ ألا تحبونهم؟
مهما بدر من ابنك فلا تتخذ من الدعاء عليه وسيلة لتعاقبه بها
فلو فكرت في الموضوع جيدا لعرفت أنك إنما تعذب نفسك بهذه الطريقة !!
نعم تعذب نفسك , أتعرف كيف ؟؟
إن من سعادة الوالدين أن يروا أبنائهم بأفضل حال
فإذا دعت الأم على ابنها بالشر و استجيب لها ,,
فإنها هي من ستتعب و تتعذب لحال ابنها و ما أصابه من سوء !!
قصص أراها في الواقع من حولي عن أمهات قمن بالدعاء على أبناءهن بالسوء و هم صغار ,,
و تحققت دعواتهن على ابناءهن بعد أن أصبحوا رجالا و نساء !!
إن دعوتِ على ابنك بالتعب فتأكدِ أنك أنت سوف تتعبين ان استجيبت دعوتك !!
و ان دعوتِ على ابنتك بالشقاء فتأكدِ ايضا أنك انت سوف تشقين معها !!
لا بد أنكم سمعتم بقصة جريج و أمه ,, لكن
لا بأس أن وضعتها هنا حتى تأخذوا منها العبرة و العظة ..
عن أبى هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما تكلم مولود من الناس في مهد إلا عيسى بن مريم صلى الله عليه [وسلم] وصاحب جريج" قيل: يا نبي الله! وما صاحب جريج؟ قال: "فإن جريجا كان رجلاً راهباً في صومعة له، وكان راعي بقر يأوي إلى أسفل صومعته، وكانت امرأة من أهل القرية تختلف إلى الراعي، فأتت أمه يوما فقالت: يا جريج! وهو يصلى، فقال في نفسه - وهو يصلي - أمي وصلاتي؟ فرأى أن يؤثر صلاته، ثم صرخت به الثانية، فقال في نفسه: أمي وصلاتى؟ فرأى أن يؤثر صلاته. ثم صرخت به الثالثة فقال: أمي وصلاتى. فرأى أن يؤثر صلاته. فلما لم يجبها قالت: لا أماتك الله يا جريج! حتى تنظر في وجه المومسات. ثم انصرفت فأُتَيَ الملك بتلك المرأة ولدت (1). ولدت فقال: ممن؟ قالت: من جريج. قال: أصاحب الصومعة؟ قالت: نعم. قال: اهدموا صومعته وأتوني به، فضربوا صومعته بالفئوس، حتى وقعت. فجعلوا يده إلى عنقه بحبل؛ ثم انطلق به، فمر به على المومسات، فرآهن فتبسم، وهن ينظرن إليه في الناس. فقال الملك: ما تزعم هذه؟ قال: ما تزعم؟ قال: تزعم أن ولدها منك. قال: أنت تزعمين؟ قالت: نعم. قال: أين هذا الصغير؟ قالوا: هذا في حجرها، فأقبل عليه. فقال: من أبوك؟ قال: راعي البقر. قال الملك: أنجعل صومعتك من ذهب؟ قال: لا. قال: من فضة؟ قال: لا. قال: فما نجعلها؟ قال: ردوها كما كانت. قال: فما الذي تبسمت؟ قال: أمراً عرفته، أدركتنى دعوة أمي، ثم أخبرهم".
و في رواية صحيح مسلم ان الرسول عليه الصلاة و السلام قال
عن قصة جريج و امه : "ولو دعت عليه أن يفتن لفتن ".
و هذا يعني ان دعوة الأم على ابنها مستجابة و لو كان فيها إثم !!
إخوتي أنا ركزت في حديثي على الأمهات لأنهن عادة من يكثرن الدعاء على أبنااءهن
و ذلك بسبب الضغوطات التي يتعرضن لها بالإضافة الى تواجدهن معظم الوقت
مع ابناءهن ,, مما يجعلهن يفرغن ما يتعرضن له من ضغوطات على أبناءهن ..
قد تأتي أخت و تقول أنها لا تستطيع السيطرة على نفسها عندما يتملكها الغضب !!
أقول لك يا عزيزتي أن تغيير وضعك لحظة غضبك تفيدك جدا ,,
فأذا كنت واقفة أجلسي ,, و أذا كنت جالسة استلقي
أو الأفضل من ذلك ان تتوضأي ..
و إذا كان غضبك منه شديد قومي بضربه ضربا خفيفا على يده دون أن تؤذيه ,,
لكن إياااااك إياااااااك و الدعاء عليه مهما حصل منه ,,
بل ادعي له بالصلاح و الهداية و التقوى و بأن يرزقك بره ..
ابناءنا أمانة في اعناقنا ,, فلنتقي الله فيهم ..
أسأل الله لي و لكم أن يحفظ لنا ابناءنا و ان يرزقنا برهم و أن يحفظ
ألسنتنا من الدعاء السيء ..