عن أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات، مات ميتة جاهلية. ومن قاتل تحت راية عُمية، يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة , فقتل فقتلة جاهلية , ومن خرج على أمتي ، يضرب برها وفاجرها ، ولا يتحاش من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده ، فليس منى ولست منه ) (1)
للشيطان مدخلين على المسلمين ينفذ منهما إلى إغوائهم وإضلالهم , أحدهما : أنه إذا كان المسلم من أهل التفريط والمعاصي زين له المعاصي والشهوات ليبقى بعيدا عن طاعة الله ورسوله , وقد قال صلى الله عليه وسلم ( حفت الجنة بالمكاره , وحفت النار بالشهوات ) (2) والثاني : أنه إذا كان من أهل الطاعة والعبادة زين له الإفراط والغلو في الدين ليفسد عليه دينه , قال تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} المائدة 77 وقال صلى الله عليه وسلم ( إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين ) (3) ومن مكائد الشيطان لهؤلاء المفرطين الغالين أنه يزين لهم إتباع الهوى وركوب رؤوسهم وسوء الفهم في الدين , ويزهدهم في الرجوع إلى أهل العلم لئلا يبصروهم ويرشدوهم إلى الصواب , وليبقوا في غيهم وضلالهم قال تعالى {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} القصص50
إن الإرجاء والغلو كلاهما خطره عظيم؛ لكن الأخطر هو الغلو؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم حذر من الخوارج بتعيين صفاتهم وإيجاب قتالهم ، وفضل من قام بجهادهم في عشر روايات صحيحة، ولم يصح في الإرجاء حديث مرفوع ، والسبب في ذلك أن الغلو تبديل للدين، أما الإرجاء فهو تفريط في الدين أو تسويغ للتقصير فيه؛ وهذا خطر على العامة؛ لكن كثيراً من المسلمين لا يقبل أن يجعله هو الدين، وبعضهم لا يعتبر من ظهر عليهم التساهل والتفريط ممثلين لحقيقة الدين وإن زعموا هم ذلك بناءً على تأويلات المرجئة ؛ وذلك لاختلاط حالهم بحال الفساق والمتهاونين. أما المتشدد الغالي فإنه يكتسب عندهم منـزلة التقديس كما حدث لغلاة الزهاد والعباد؛ لأنهم يرون فيه تمسكاً أكثر وأخذاً للنفس بالعزيمة، والعامة عادة لا يميزون بين شدة التمسك بالحق وبين الغلو، فيقع الاشتباه وينشأ عنه تبديل مفهوم حقيقة الدين
للشيطان مدخلين على المسلمين ينفذ منهما إلى إغوائهم وإضلالهم , أحدهما : أنه إذا كان المسلم من أهل التفريط والمعاصي زين له المعاصي والشهوات ليبقى بعيدا عن طاعة الله ورسوله , وقد قال صلى الله عليه وسلم ( حفت الجنة بالمكاره , وحفت النار بالشهوات ) (2) والثاني : أنه إذا كان من أهل الطاعة والعبادة زين له الإفراط والغلو في الدين ليفسد عليه دينه , قال تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} المائدة 77 وقال صلى الله عليه وسلم ( إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين ) (3) ومن مكائد الشيطان لهؤلاء المفرطين الغالين أنه يزين لهم إتباع الهوى وركوب رؤوسهم وسوء الفهم في الدين , ويزهدهم في الرجوع إلى أهل العلم لئلا يبصروهم ويرشدوهم إلى الصواب , وليبقوا في غيهم وضلالهم قال تعالى {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} القصص50
إن الإرجاء والغلو كلاهما خطره عظيم؛ لكن الأخطر هو الغلو؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم حذر من الخوارج بتعيين صفاتهم وإيجاب قتالهم ، وفضل من قام بجهادهم في عشر روايات صحيحة، ولم يصح في الإرجاء حديث مرفوع ، والسبب في ذلك أن الغلو تبديل للدين، أما الإرجاء فهو تفريط في الدين أو تسويغ للتقصير فيه؛ وهذا خطر على العامة؛ لكن كثيراً من المسلمين لا يقبل أن يجعله هو الدين، وبعضهم لا يعتبر من ظهر عليهم التساهل والتفريط ممثلين لحقيقة الدين وإن زعموا هم ذلك بناءً على تأويلات المرجئة ؛ وذلك لاختلاط حالهم بحال الفساق والمتهاونين. أما المتشدد الغالي فإنه يكتسب عندهم منـزلة التقديس كما حدث لغلاة الزهاد والعباد؛ لأنهم يرون فيه تمسكاً أكثر وأخذاً للنفس بالعزيمة، والعامة عادة لا يميزون بين شدة التمسك بالحق وبين الغلو، فيقع الاشتباه وينشأ عنه تبديل مفهوم حقيقة الدين
تعليق