ذكر المؤرخ محمد راغب الطباخ - رحمه الله - أن الشيخ إبراهيم الهلالي الحلبي العالم الصالح الجليل، ذهب إلى الجامع الأزهر يطب العلم، وأثناء طلبه للعلم أملق وافتقر إلى النفقة، ومضى عليه أكثر من يوم وهو لا يجد ما يأكل، وجاع جوعًا شديدًا، فخرج من غرفته في الأزهر ليسأل اللقمة والطعام، فشاهد بابًا مفتوحًا، وشم منه رائحة الطعام الزكية.
فدخل الباب إلى المطبخ فلم يجد أحدًا، ووجد طعامًا شهيًّا، فأخذ الملعقة وغمسها فيه، ثم لما رفعها إلى فمه انقبضت نفسه عن تناولها، إذ لم يؤذن له بتناوله، فتركها! وخرج بجوعه وسغبه إلى غرفته في رواق الأزهر.
ولم يمض عليه نحو ساعة إلا وأحد شيوخه ومعه رجل يدخلان عليه غرفته، ويقول له الشيخ: هذا الرجل الفاضل، جاءني يريد طالب علم صالح، أختاره لابنته زوجًا، وقد اخترتك له، فقم بنا إلى بيته ليتم العقد بينكما، وتكون من أهل بيته، فتحامل الشيخ إبراهيم على نفسه ممتثلًا أمر شيخه، وقام معهما، وإذا هما يذهبان به إلى البيت الذي دخله وغمس الملعقة في طعامه!
ولما جلس عقد له والدها عليها وبادر الطعام، فكان الطعام الذي غمس الملعقة فيه ثم تركها، فأكل منه قائلًا في نفسه امتنعت عنه بغير إذن الله، فأطعمنيه الله بإذنه مكرَّمًا معززًا زوجًا.
ثم قدمت معه تلك المرأة الصالحة إلى حلب بعد انتهائه من التحصيل، وكانت أم أبنائه الصالحين .
ولما جلس عقد له والدها عليها وبادر الطعام، فكان الطعام الذي غمس الملعقة فيه ثم تركها، فأكل منه قائلًا في نفسه امتنعت عنه بغير إذن الله، فأطعمنيه الله بإذنه مكرَّمًا معززًا زوجًا.
ثم قدمت معه تلك المرأة الصالحة إلى حلب بعد انتهائه من التحصيل، وكانت أم أبنائه الصالحين .
تعليق