إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

// تذوّق طعم الإيمان //

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • // تذوّق طعم الإيمان //

    تَذَوَّق طعم الإيمان
    أ.د. ناصر العمر

    أورد الإمام مسلم في صحيحه حديث العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً". وقد ذكروا أن الطعم ما يؤديه الذوق، والتذوق فعل نتيجته استبانة الطعم، فهو اختبار الطعم، وقد أثبت الحديث أن للإيمان طعماً أما مذاقه فحلو، كما في حديث أنس في الصحيحين: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان" الحديث. وهذه الحلاوة أداة تذوقها القلب واللسان والجوارح، ويجد المرء أثر ذلك في نفسه، بخلاف المطعومات فذوقها يكون باللسان وإثر ذلك ينبعث في النفس شعور يقتضيه المذاق بحسبه، فكذلك أعمال الإيمان منها ما يكون بالقلب ومنها ما يكون باللسان ومنها ما يكون بالجوارح ولكلها مذاق يجد المرء مقتضاه الحلو في نفسه، والقلب لابد له من أثر في جميع ذلك فهو أصل الأعمال، وأنت ترى أن بعض الموفقين يحسن بكلمة طيبة إلى مظلوم أو مسكين فيجد في نفسه شعوراً عجيباً، وآخر يعطي فقيراً مالاً فما أن يتناوله من يده حتى ينصرف بشعور عجيب ينقذف في نفسه، وآخر يتفكر في كلام الله تعالى فيجد في نفسه شعوراً لا يعدله شعور بمتعة طعام! والتذوق بغير اللسان وفضله على ما يجده من تذوق بلسانه مشهور معلوم يجده المرء حتى في كثير من متع الدنيا التي يحصلها الناس بالحق وبالباطل، وللناس فيما يعشقون مذاهب، وقديماً قال أحد العلماء :

    سهـري لتنقيـح العلوم ألذ لي *** من وصـل غانية و طيب عناق
    وصرير أقلامـي على صفحاتها *** أحلى من الدّوكـاء و العشاق
    وألذ من نقر الفتـاة لدفهــا *** نقري لألقي الرمـل عن أوراقي
    وتفكري طربـا لحـل عويصـة *** في الدرس أشهى من مدامة ساق
    أأبيت سهـران الدجـى وتبيته *** نوما وتبغي بعد ذاك لحـاقي؟!


    وقد عرف ابن القيم رحمه الله الذوق تعريفاً مستمداً من فوائد شيخه فقال: "الذوق مباشرة الحاسة الظاهرة والباطنة للملائم والمنافر، ولا يختص ذلك بحادسة الفم في لغة القرآن، بل ولا في لغة العرب، قال الله تعالى: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} [الأنفال: 50 – الحج: 22]، وقال: {فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} [آل عمران: 106- الأنعام: 30- الأنفال: 35- الأحقاف:34]، وقال تعالى: {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ} [ص: 57]، وقال: {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112]، فتأمل كيف جمع بين الذوق واللباس ليدل على مباشرة المذوق وإحاطته وشموله، فأفاد الإخبار عن إذاقته أنه واقع مباشر غير منتظر، فإن الخوف قد يتوقع ولا يباشر، وأفاد الإخبار عن لباسه أنه محيط شامل كاللباس للبدن. وفي الصحيح عنه: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً)، فأخبر أن للإيمان طعماً، وأن القلب يذوقه كما يذوق الفم طعم الطعام والشراب... وهذا الذوق هو الذي استدل به هرقل على صحة النبوة حيث قال لأبي سفيان: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه؟
    فقال: لا.
    قال: وكذلك الإيمان إذا خالطت حلاوته بشاشة القلوب.
    فاستدل بما يحصل لأتباعه من ذوق الإيمان، الذي إذا خالطت بشاشته القلوب لم يسخطه ذلك القلب أبداً؛ على أنه دعوة نبوة ورسالة لا دعوى ملك ورياسة.
    والمقصود أن ذوق حلاوة الإيمان والإحسان أمر يجده القلب، تكون نسبته إليه كنسبة ذوق حلاوة الطعام إلى الفم، وذوق حلاوة الجماع إلى إلفة النفس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك)، فللإيمان طعم وحلاوة يتعلق بهما ذوق ووجد، ولا تزول الشبه والشكوك عن القلب إلا إذا وصل العبد إلى هذه الحال فباشر الإيمان قلبه حقيقة المباشر فيذوق طعمه ويجد حلاوته والله الموفق" [مدارج السالكين 3/89]. وبعد كل هذا من لم يجد هذا الطعم، أو يعرف هذا التذوق، فليراجع إيمانه، وليتفحص صحة قلبه، وليعلم أن العيب فيه، وليتحسر على إصابته في أعظم الحواس! قال ابن القيم: "إن سرور القلب مع الله وفرحه به وقرة العين به لا يشبهه شيء من نعيم الدنيا البتة وليس له نظير يقاس به وهو حال من أحوال أهل الجنة حتى قال بعض العارفين: إنه لتمر بي أوقات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب! ولا ريب أن هذا السرور يبعثه على دوام السير إلى الله عز و جل، وبذل الجهد في طلبه وابتغاء مرضاته، ومن لم يجد هذا السرور ولا شيئاً منه فليتهم إيمانه وأعماله، فإن للإيمان حلاوة من لم يذقها فليرجع وليقتبس نوراً يجد به حلاوة الإيمان! وقد ذكر النبي ذوق طعم الإيمان ووجد حلاوته فذكر الذوق والوجد وعلقه بالإيمان فقال: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً)، وقال: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار)، وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحاً فاتهمه! فإن الرب تعالى شكور؛ يعني: أنه لابد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه وقوة انشراح وقرة عين فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول" [مدارج السالكين 2/68].

  • #2
    رد : // تذوّق طعم الإيمان //

    نسأل الله أن نرزق حلاوة الإيمان

    رحمك الله أخي الحبيب تلميذ محمد حسان

    اشتقنا لك

    تعليق


    • #3
      رد : // تذوّق طعم الإيمان //

      جزاكم الله خيرا...
      اللهم اجعلنا ممن يتذوقون حلاوة الإيمان..
      رضي الله عنا وعنكم...

      تعليق


      • #4
        رد : // تذوّق طعم الإيمان //

        جزاك الله خيرا أخي على النقل .

        نفتقدك أخي ادبا وأخلاقا والتزاما .

        حياك الله .

        تعليق


        • #5
          رد : // تذوّق طعم الإيمان //

          بوركت اخي الكريم على النقل

          جزاك ربي خيرا ا

          تعليق


          • #6
            رد : // تذوّق طعم الإيمان //

            المشاركة الأصلية بواسطة حوتري القسام مشاهدة المشاركة
            نسأل الله أن نرزق حلاوة الإيمان

            رحمك الله أخي الحبيب تلميذ محمد حسان

            اشتقنا لك
            اللهم امين ، رحمني الله واياك وجميع الاخوان
            تشتاق لك الجنة يا غالي

            تعليق


            • #7
              رد : // تذوّق طعم الإيمان //

              المشاركة الأصلية بواسطة تاجي حجابي مشاهدة المشاركة
              جزاكم الله خيرا...
              اللهم اجعلنا ممن يتذوقون حلاوة الإيمان..
              رضي الله عنا وعنكم...
              اللهم آآمين ، وجزاكم خيرا مثله
              بارك الله لكم مروركم

              تعليق


              • #8
                رد : // تذوّق طعم الإيمان //

                المشاركة الأصلية بواسطة warrior مشاهدة المشاركة
                جزاك الله خيرا أخي على النقل .

                نفتقدك أخي ادبا وأخلاقا والتزاما .

                حياك الله .
                وامين وجزاك وحياك اخي الحبيب ، نقتبس من نوركم يا طيّب بارك الله فيك

                تعليق


                • #9
                  رد : // تذوّق طعم الإيمان //

                  المشاركة الأصلية بواسطة عبق فلسطين مشاهدة المشاركة
                  بوركت اخي الكريم على النقل

                  جزاك ربي خيرا ا
                  اللهم آمين وفيكم بارك اختي الكريمة وجزاكم خيرا

                  تعليق


                  • #10
                    رد : // تذوّق طعم الإيمان //

                    قضية حلاوة الإيمان مشاعر تجعل الإنسان بطلاً وهنا أحببت عرض قصة للصحابة الكرام الذين تذوقوا طعم الايمان ودخل قلوبهم حتي أصبحوا قادة الأمم

                    سيدنا الصديق يتلقى من سيدنا خالد طلب نجدة في معركة من المعارك كان المسلمون ثلاثين ألفاً ، والكفار ثلاث مئة ألف ، طلب منه المدد ، بالعقل البشري هل من المعقول أن يرسل سيدنا الصديق واحدًا مددًا ؟ طلب خمسين ألفاً ، فأرسل له الصديق القعقاع ابن عمرو ، فلما وصل قال له : أين المدد ؟ قال له : أنا المدد ، قال له : أنت ؟ معه كتاب ، قرأ الكتاب ، يقول سيدنا الصديق : والله يا خالد ، والذي أنزل القرآن على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، إن جيشاً فيه القعقاع لا يهزم ، واحد بألف ، واحد بمليون ، واحد بملايين ، فكان الواحد من أصحاب رسول الله بألف ، والألف من أمة شاردة منفلتة لا تساوي ألف ، واحد بألف ، وألف كاف .

                    ونجد المظاهر الإسلامية الآن صارخة ، بل هي أشد وضوحاً من أي وقت مضى ، ومع ذلك المليار والثلاث مئة مليون مسلم ليس لهم وزن في العالم ، مع أنهم يشكلون تقريباً ثلث سكان الدنيا

                    تعليق


                    • #11
                      رد : // تذوّق طعم الإيمان //

                      المشاركة الأصلية بواسطة أمل القسام مشاهدة المشاركة
                      قضية حلاوة الإيمان مشاعر تجعل الإنسان بطلاً وهنا أحببت عرض قصة للصحابة الكرام الذين تذوقوا طعم الايمان ودخل قلوبهم حتي أصبحوا قادة الأمم

                      سيدنا الصديق يتلقى من سيدنا خالد طلب نجدة في معركة من المعارك كان المسلمون ثلاثين ألفاً ، والكفار ثلاث مئة ألف ، طلب منه المدد ، بالعقل البشري هل من المعقول أن يرسل سيدنا الصديق واحدًا مددًا ؟ طلب خمسين ألفاً ، فأرسل له الصديق القعقاع ابن عمرو ، فلما وصل قال له : أين المدد ؟ قال له : أنا المدد ، قال له : أنت ؟ معه كتاب ، قرأ الكتاب ، يقول سيدنا الصديق : والله يا خالد ، والذي أنزل القرآن على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، إن جيشاً فيه القعقاع لا يهزم ، واحد بألف ، واحد بمليون ، واحد بملايين ، فكان الواحد من أصحاب رسول الله بألف ، والألف من أمة شاردة منفلتة لا تساوي ألف ، واحد بألف ، وألف كاف .

                      ونجد المظاهر الإسلامية الآن صارخة ، بل هي أشد وضوحاً من أي وقت مضى ، ومع ذلك المليار والثلاث مئة مليون مسلم ليس لهم وزن في العالم ، مع أنهم يشكلون تقريباً ثلث سكان الدنيا

                      بارك الله فيكم على الاضافة وجزاكم الله خيراً
                      واصلح حالي وحال جميع المسلمين ,, اللهم آمين

                      تعليق

                      جاري التحميل ..
                      X