إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا تتسع ظاهرة الطلاق قبل الدخول في مجتمعنا؟ * ياسر الزعاترة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا تتسع ظاهرة الطلاق قبل الدخول في مجتمعنا؟ * ياسر الزعاترة

    بقلم ياسر الزعاترة

    كثيرة هي الأرقام المقلقة في آخر تقرير لجمعية العفاف الخيرية ، وعلى رأسها من دون شك الرقم المتعلق بالعنوسة ، والذي يتحدث عما يقرب من مئة ألف امرأة تجاوزن الثلاثين عاما دون زواج ، لكن رقما آخر بدا مهما أيضا هو ذلك المتعلق بحالات الطلاق قبل الدخول ، ففي حين بلغت حالات الطلاق في العام الماضي 12815 حالة ، فقد بلغت نسبة الطلاق قبل الدخول من بينها أكثر من 34 في المئة.

    من المؤكد أننا إزاء نسبة خطيرة ومقلقة وتستحق التوقف ، والسبب أن المجتمع عادة ما ينظر إلى هؤلاء النسوة كمطلقات ، ولو بدرجة أقل من المطلقات بعد الدخول ، والتجربة تقول إن فرصة المطلقة قبل الدخول في الحصول على الزوج الذي كان بوسعها الحصول عليها قبل التجربة تتراجع على نحو لا بأس به ، الأمر الذي لا ينطبق على الرجل ، اللهم إلا إذا تكررت حالات الطلاق بالنسبة إليه بما يشكك في طبيعة شخصيته.

    تشير هذه القضية إلى أزمة في التعامل مع فكرة الخطوبة تستحق التوقف حتى لا تتواصل هذه المعضلة ، ذلك أن طريقة الزواج التقليدي الشائع لا زالت تتم عبر لقاء أو لقاءين لا أكثر لا تمنح الخطيبين فرصة التعرف إلى بعضهما بالقدر المطلوب ، وما إن تبدأ مرحلة الخطبة بعد كتابة العقد حتى تبدأ المشاكل التي تنتهي بالطلاق في بعض الأحيان.

    في السابق كانت الخطبة تعني قراءة الفاتحة بحسب التعبير الشائع ، من دون كتابة العقد ، وتمتد هذه العملية لبعض الوقت تتاح من خلالها الفرصة للخطيبين لكي يتعرفا على بعضهما ، فضلا عن الأسرتين المتصاهرتين ، وما أن يثبت الرضا الكامل ، حتى يصار إلى تثبيت العقد ، ومن بعده الدخول ، أما هذه الأيام ، وتحت ذريعة عدم الثقة السائدة في المجتمع ، فقد تم التعارف على أن تبدأ العملية بكتب الكتاب وتثبيت عقد الزواج ، وذلك بعد لقاء أو لقاءين عابرين تسبقهما موافقة والدة الشاب على الفتاة ، وما إن تبدأ المشاكل حتى ينتهي الأمر بالطلاق الذي يحيل الفتاة إلى مطلقة في الأوراق الرسمية ، بل حتى في الوعي الاجتماعي عند أكثر الناس ، وبالطبع نظرا للعلاقة المختلفة التي تحكم من كتب كتابُهما ، والتي تصل حد اللقاءات المنفردة داخل البيت وخارجه في بعض الأحيان.

    هذا البعد يحيل الفتاة إلى مطلقة بالفعل في وعي الشبان والأسر ، وهو ما يقلل من فرصها في المرحلة التالية ، كما أشير من قبل ، الأمر الذي يعني ظلما لفتيات كثيرات في المجتمع.

    ما هو الحل لهذه المعضلة؟

    الحل في تقديري هو العودة للصيغة القديمة ، وهي الصيغة الأقرب إلى روح الدين في واقع الحال ، إذ أن الشرع لم ينزل لزمان دون زمان ، بل هو صالح لكل الأزمنة ، والأصل أن الخطبة غير الزواج الذي يتم بعقد ، سواء أكان موثقا كما في الزمن الحالي ، أم غير موثق بصيغة الإيجاب والقبول المعروفة والمعلنة في الأزمنة الأولى.

    الخطبة هي فرصة للتعارف بين الشاب والفتاة من دون وقوع خلوة كاملة أو اتصال جسدي ، وهي التي لخصتها الآية الكريمة رقم 235 من سورة البقرة (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ، ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم).

    هذه هي السنة المتبعة ، ولا شك أن من الأفضل للأهل في الجانبين أن يوفرا للخطيبين فرصة التعرف إلى بعضهما البعض (بعد القبول الأولي بالطبع) ، والمسألة لا تعني شهورا طويلة ، بل مجرد أسابيع تحصل خلالها بضعة لقاءات بحضور الأهل أو بمراقبتهم ، وبعد ذلك يُكتب العقد عندما يطمئن الطرفان إلى قرارهما ، وكذلك حال الأهل أيضا ، لأنهما طرفان أساسيان في القرار أيضا ، والله أعلم.

جاري التحميل ..
X