من يقرأ العنوان يتصور انه سيقرأ عن مكان محدد يذهب إليه الفرد ليخرج منه رجلا ً بكامل أوصاف الرجولة... من شهامة وعفة وشجاعة وغيرها من الصفات التي تتمناها كل امرأة أن تجدها في أبنائها .. وتتمناها كل فتاة أن تجدها بشريك عمرها....
فأين هذا المصنع الذي سنتكلم عنه؟.
انه أنت أيتها المرأة بوصفك أما أو زوجة أو أختاً أو ابنة وحتى الجدة ..
فلو تصفحنا تاريخ امتنا الإسلامية، لوجدناه يخلد أمهات عظاماً جاهدن ليكون أبناؤهن كما طمحن لهم أن يكونوا، فهذه أم الشافعي؛ حرصت وجاهدت حتى وصل ابنها للهدف الذي رسمته له وحرصت على بلوغه إياه، وغيرها كأم الإمام أبي حنيفة النعمان، وأم الشيخ عبد القادر الكيلاني رحمهم الله أجمعين، وهو وحيدها ويتيمها لكنها دفعت به ليسافر لطلب العلم موصية له أن لا يكذب مهما كانت المواقف.
و من النماذج الأخرى من النساء اللائي أوقفن حياتهن على تربية أبنائهن بعد وفاة أزواجهن، أم الإمام أحمد بن حنبل فقد تُوفي زوجها بعد ولادةِ ابنها بقليلٍ فعرفت ضيـق العيش، ولكن الأرملةَ الشابةَ رفضت أن تتزوج على الرغمِ من جمالها وشبابها وطمع الخطاب فيها، ووقفت حياتها على تربيةِ ابنها، فأحسنت تربيته، ودفعت به إلى مُقرئ ليعلمه القرآن، فختمه وهو صبي، وهذه أم سفيان الثوري تقول كلمتها الحاسمة في توجيه ابنها إلى العلم: اذهب فاطلب العلم، وأنا أعولك بمغزلي.
وتقوم الأم التي يوفقها الله على تحمل المسؤولية لوحدها -بعد ترمل أو طلاق أو حتى بسبب ضعف بعض الرجال أو مرضهم- بأكثر من دور فهي فضلاً عن دورها كأم تحيط أبناءها بالحنان ستضطلع بمهام الأب في الحزم والضبط، إضافة لقيامها بالعبء المادي لتوفير احتياجات أسرتها. ولكي تنجح الأم في التوازن ما بين الدورين فإنّ عليها أن تبني جسوراً من الثقة بينها وبين أبنائها، كما يجب على الأم أن تشعر أبناءها بعظمِ المسؤولية الملقاة على عاتقها ومدى أهمية مشاركتهم في هذه المسؤولية.
ويجب أن تضع الأم أبناءها في جو أسري طبيعي وتعودهم على صلة الأرحام والتواصل مع الأقاربِ لينشأ الأبناء في جو أسري سوي، ومن الأخطاء الشائعة في مجتمعاتنا أن الزوجةَ حين تفقد زوجها تنعزل عن الأقارب والمجتمع؛ مما يؤدي في النهاية إلى مشاكل نفسية واكتئاب لدى الأبناء، إن الصورة الإيجابية للأرملة تساعدها على الانخراط والتفاعل مع الآخرين في العمل، وبين الجيران، والأقارب، وبدلاً من أن تجلس وحيدة تجتر الماضي وذكرياته، تحاول أن تخلق لنفسها منهجية سوية، تكون بمثابة إسعافات سريعة لتضميد جراحها، وضمان عودتها للبداية الصحيحة.
كثيرة هي المحن التي خلفت أعداداً كبيرة من الأرامل والأيتام، فأمتنا الإسلامية أمة جهاد ودفاع ونصرة، فان لم نعطِ كيف ننتصر؟ وهذه سنة الله في خلقه، لكن علينا نحن الناجين من المحن أن نسير على درب السابقين كي لا نهدر جهدهم الذي بذلوه في العلم والعمل والجهاد والرفعة. فالتكاسل والتقاعس أول درجات الضياع، المهم أن نمشي ونترك الألم وراءنا .. علمي أولادك سيدتي الاستمرار والسير بلا توقف فالإنسان هو من يصنع التاريخ وهو الموجه للأحداث بيديه يصنع نفسه .. والبقاء في مكان واحد والانطواء لا يجدي نفعا ولا يغير حالاً، وتذكري قوله تعالى: (لاَ يُغَيِّرُ الله مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) الرعد:11.
من هنا تبدأ عمليات التصنيع في بيتك صناعة الإنسان رجلا كان أم امرأة .. صحيح اننا قد ابتدأنا موضوعنا بصناعة الرجال، لكن صناعة شقه الآخر -أي المرأة- هي أيضاً متطلبة فكيف يصنع الرجال لولا صناعة من يربيهم ويعتني بهم ويكون لهم الأسوة الحسنة في أول سني حياتهم.
فلو تصفحنا تاريخ امتنا الإسلامية، لوجدناه يخلد أمهات عظاماً جاهدن ليكون أبناؤهن كما طمحن لهم أن يكونوا، فهذه أم الشافعي؛ حرصت وجاهدت حتى وصل ابنها للهدف الذي رسمته له وحرصت على بلوغه إياه، وغيرها كأم الإمام أبي حنيفة النعمان، وأم الشيخ عبد القادر الكيلاني رحمهم الله أجمعين، وهو وحيدها ويتيمها لكنها دفعت به ليسافر لطلب العلم موصية له أن لا يكذب مهما كانت المواقف.
و من النماذج الأخرى من النساء اللائي أوقفن حياتهن على تربية أبنائهن بعد وفاة أزواجهن، أم الإمام أحمد بن حنبل فقد تُوفي زوجها بعد ولادةِ ابنها بقليلٍ فعرفت ضيـق العيش، ولكن الأرملةَ الشابةَ رفضت أن تتزوج على الرغمِ من جمالها وشبابها وطمع الخطاب فيها، ووقفت حياتها على تربيةِ ابنها، فأحسنت تربيته، ودفعت به إلى مُقرئ ليعلمه القرآن، فختمه وهو صبي، وهذه أم سفيان الثوري تقول كلمتها الحاسمة في توجيه ابنها إلى العلم: اذهب فاطلب العلم، وأنا أعولك بمغزلي.
وتقوم الأم التي يوفقها الله على تحمل المسؤولية لوحدها -بعد ترمل أو طلاق أو حتى بسبب ضعف بعض الرجال أو مرضهم- بأكثر من دور فهي فضلاً عن دورها كأم تحيط أبناءها بالحنان ستضطلع بمهام الأب في الحزم والضبط، إضافة لقيامها بالعبء المادي لتوفير احتياجات أسرتها. ولكي تنجح الأم في التوازن ما بين الدورين فإنّ عليها أن تبني جسوراً من الثقة بينها وبين أبنائها، كما يجب على الأم أن تشعر أبناءها بعظمِ المسؤولية الملقاة على عاتقها ومدى أهمية مشاركتهم في هذه المسؤولية.
ويجب أن تضع الأم أبناءها في جو أسري طبيعي وتعودهم على صلة الأرحام والتواصل مع الأقاربِ لينشأ الأبناء في جو أسري سوي، ومن الأخطاء الشائعة في مجتمعاتنا أن الزوجةَ حين تفقد زوجها تنعزل عن الأقارب والمجتمع؛ مما يؤدي في النهاية إلى مشاكل نفسية واكتئاب لدى الأبناء، إن الصورة الإيجابية للأرملة تساعدها على الانخراط والتفاعل مع الآخرين في العمل، وبين الجيران، والأقارب، وبدلاً من أن تجلس وحيدة تجتر الماضي وذكرياته، تحاول أن تخلق لنفسها منهجية سوية، تكون بمثابة إسعافات سريعة لتضميد جراحها، وضمان عودتها للبداية الصحيحة.
كثيرة هي المحن التي خلفت أعداداً كبيرة من الأرامل والأيتام، فأمتنا الإسلامية أمة جهاد ودفاع ونصرة، فان لم نعطِ كيف ننتصر؟ وهذه سنة الله في خلقه، لكن علينا نحن الناجين من المحن أن نسير على درب السابقين كي لا نهدر جهدهم الذي بذلوه في العلم والعمل والجهاد والرفعة. فالتكاسل والتقاعس أول درجات الضياع، المهم أن نمشي ونترك الألم وراءنا .. علمي أولادك سيدتي الاستمرار والسير بلا توقف فالإنسان هو من يصنع التاريخ وهو الموجه للأحداث بيديه يصنع نفسه .. والبقاء في مكان واحد والانطواء لا يجدي نفعا ولا يغير حالاً، وتذكري قوله تعالى: (لاَ يُغَيِّرُ الله مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) الرعد:11.
من هنا تبدأ عمليات التصنيع في بيتك صناعة الإنسان رجلا كان أم امرأة .. صحيح اننا قد ابتدأنا موضوعنا بصناعة الرجال، لكن صناعة شقه الآخر -أي المرأة- هي أيضاً متطلبة فكيف يصنع الرجال لولا صناعة من يربيهم ويعتني بهم ويكون لهم الأسوة الحسنة في أول سني حياتهم.
كيف تكونين المصنع؟
مع كتاب الله
احرصي على قراءته أمامهم وبصوت عال، احرصي على أن يكون القرآن منهجك ومنهجهم الحياتي. خصصي أوقات لك تقرأين بها القرآن على مسمعهم حتى وان كانوا لاهين عنك فصوتك يصل إلى آذانهم، وستجدين يوما انهم أيضاً سلكوا نفس طريقك.
مع كتاب الله
احرصي على قراءته أمامهم وبصوت عال، احرصي على أن يكون القرآن منهجك ومنهجهم الحياتي. خصصي أوقات لك تقرأين بها القرآن على مسمعهم حتى وان كانوا لاهين عنك فصوتك يصل إلى آذانهم، وستجدين يوما انهم أيضاً سلكوا نفس طريقك.
مع الحديث النبوي
أحفظي الأحاديث النبوية التي تدعو إلى الألفة وصلة الرحم والبر والتكافل، فضلا عن الأدعية التربوية عند الطعام وعند الملبس وعند النوم، وعند الخروج، وعند الدخول، وردديها على مسامعهم فلكل تصرف حياتي حديث وهذه كتب الحديث تزخر بها فحاولي اقتناء احدها.
أحفظي الأحاديث النبوية التي تدعو إلى الألفة وصلة الرحم والبر والتكافل، فضلا عن الأدعية التربوية عند الطعام وعند الملبس وعند النوم، وعند الخروج، وعند الدخول، وردديها على مسامعهم فلكل تصرف حياتي حديث وهذه كتب الحديث تزخر بها فحاولي اقتناء احدها.
في التصرفات اليومية المعتادة
احرصي على أوقات الصلاة وحاولي أن يكون قيامك للصلاة ملحوظا لديهم ردديها (أريد أن أصلي، تعالوا نصلي) وان كانوا صغاراً اتركيهم يلعبون حولك وانت تصلين حتى لو اقتحموا عليك صلاتك بمعاكساتهم استمري بالصلاة .. احرصي على تطبيق الآداب في كل تصرف، آداب الحديث، آداب الطعام، آداب الطريق، آداب الإنصات، آداب التعامل مع الآخرين كباراً كانوا أم صغاراً.
احرصي على أوقات الصلاة وحاولي أن يكون قيامك للصلاة ملحوظا لديهم ردديها (أريد أن أصلي، تعالوا نصلي) وان كانوا صغاراً اتركيهم يلعبون حولك وانت تصلين حتى لو اقتحموا عليك صلاتك بمعاكساتهم استمري بالصلاة .. احرصي على تطبيق الآداب في كل تصرف، آداب الحديث، آداب الطعام، آداب الطريق، آداب الإنصات، آداب التعامل مع الآخرين كباراً كانوا أم صغاراً.
في أوقات الطوارئ
تعلمنا أن تكون الطوارئ ما يحدث في شارعنا العراقي من انفجارات واغتيالات وسد طرق وازدحامات، فأصبحت بمرور الوقت شيئاً معتاداً بالنسبة لنا نحن العراقيين نسمعه ونحمد الله الذي نجانا منه. لكن هناك طوارئ أخرى نكون قد نسيناها ونسأله تعالى أن يجنبنا إياها فمثلاً وعلى سبيل المثال لا الحصر احترق بيت جارتك وعلمت بهم فكيف سيكون تصرفك وقتها؟ لا تكوني سلبية، بادري لمد يد المساعدة فرجال الإطفاء قد يتأخرون أو حتى لا يأتون، وحياة جارتك وأسرتها مرهونة بتصرفك ومبادرتك، علمي أبناءك طرق سرعة المبادرة بدل الوقوف والتفرج باندهاش.
ارسمي لهم أهدافهم أو شاركيهم في رسمها: ان الطفل أو الفتى ينظر لمن حوله لينتقي قدوة له يقلده ويقتفي أثره فاحرصي أن تساعديهم في اختيار قدوات عالية لهم وكرري عليهم الصور التي تتمنين أن تريها فيهم فلقد كانت أم الشيخ السديسي تلاعبه منذ الصغر وتسميه أمام الحرمين وظلت تعيد هذه اللفظة عليه وتعينه في تحقيقها إلى أن أصبحت حلمه الكبير فسعى بكل قوة لتحقيقه ونجح في ذلك.
معهم وحدك: أخذت منك الأقدار زوجك وأصبحت أماً وأبا في آن واحد وحيدة حزينة منكسرة وحولك صغار، عودهم غض، كبيرهم يحتاج المساعدة والرعاية وهذا حال الكثيرات منا في عراق اليوم .. فما السبيل لتكوني ويكونوا؟ سيدتي هذا يتوقف عليك وعلى قرارك وتصرفك فلا تركني إلى الحزن والألم ولا تتكلي على المعونات لتصبحي بمرور الوقت إنساناً مستهلكاً عالة على غيره واعلمي إن الإنسان يصبح هما ثقيلا إلى أقرب أهله إن كان متذمراً مستهلكا عالة .. ويصبح فرحاً ومسروراً ومنشرح الصدر إن كان متفائلاً ومثابراً ومجتهداً ومنتجاً يرحب به الآخرين ويهرعون لمساعدته فبيدك واختياراتك تحددي من أي نوع تكونين أنت وأبناءك، فكوني المصنع الذي يفرد مجتمعه بأناس صالحين متفائلين منتجين رغم الألم الذي أحيط بهم.
تعلمنا أن تكون الطوارئ ما يحدث في شارعنا العراقي من انفجارات واغتيالات وسد طرق وازدحامات، فأصبحت بمرور الوقت شيئاً معتاداً بالنسبة لنا نحن العراقيين نسمعه ونحمد الله الذي نجانا منه. لكن هناك طوارئ أخرى نكون قد نسيناها ونسأله تعالى أن يجنبنا إياها فمثلاً وعلى سبيل المثال لا الحصر احترق بيت جارتك وعلمت بهم فكيف سيكون تصرفك وقتها؟ لا تكوني سلبية، بادري لمد يد المساعدة فرجال الإطفاء قد يتأخرون أو حتى لا يأتون، وحياة جارتك وأسرتها مرهونة بتصرفك ومبادرتك، علمي أبناءك طرق سرعة المبادرة بدل الوقوف والتفرج باندهاش.
ارسمي لهم أهدافهم أو شاركيهم في رسمها: ان الطفل أو الفتى ينظر لمن حوله لينتقي قدوة له يقلده ويقتفي أثره فاحرصي أن تساعديهم في اختيار قدوات عالية لهم وكرري عليهم الصور التي تتمنين أن تريها فيهم فلقد كانت أم الشيخ السديسي تلاعبه منذ الصغر وتسميه أمام الحرمين وظلت تعيد هذه اللفظة عليه وتعينه في تحقيقها إلى أن أصبحت حلمه الكبير فسعى بكل قوة لتحقيقه ونجح في ذلك.
معهم وحدك: أخذت منك الأقدار زوجك وأصبحت أماً وأبا في آن واحد وحيدة حزينة منكسرة وحولك صغار، عودهم غض، كبيرهم يحتاج المساعدة والرعاية وهذا حال الكثيرات منا في عراق اليوم .. فما السبيل لتكوني ويكونوا؟ سيدتي هذا يتوقف عليك وعلى قرارك وتصرفك فلا تركني إلى الحزن والألم ولا تتكلي على المعونات لتصبحي بمرور الوقت إنساناً مستهلكاً عالة على غيره واعلمي إن الإنسان يصبح هما ثقيلا إلى أقرب أهله إن كان متذمراً مستهلكا عالة .. ويصبح فرحاً ومسروراً ومنشرح الصدر إن كان متفائلاً ومثابراً ومجتهداً ومنتجاً يرحب به الآخرين ويهرعون لمساعدته فبيدك واختياراتك تحددي من أي نوع تكونين أنت وأبناءك، فكوني المصنع الذي يفرد مجتمعه بأناس صالحين متفائلين منتجين رغم الألم الذي أحيط بهم.
سلوكياتك وتصرفاتك وأقوالك هي المصنع التطبيقي الذي ينشئ الأجيال، فضلاً عن الدعاء الصالح لهم وخاصة أن يكون دعاؤك مسموعاً منهم (الله يوفقك، الله يسعدك، الله يحفظك، الله يحميك، الله يرضى عنك، استودعك الله في حلك وترحالك) عندما يسمعها منك سيتأكد لهم كم هم غالين عليك سيبذلون جهدهم لإرضائك وبلوغ ما تتمنين لهم، كلمات بسيطة تردديها على أسماعهم لن تكلفك الكثير لكن ستجنين منها الكثير، واحذري أن تخرج منك على مسامعهم كلمات المهانة والذلة ودعاء الشر، مهما كنت عصبية ومتضجرة عودي لسانك أن يدعو لأبنائك بالخير والإصلاح واحذري أوقات الإجابة والدعاء بالشر فإن وباله سيعود به عليك أولاً.
**********************
***منقول من إحدى المواقع الأسلامية العراقية ***
**********************
***منقول من إحدى المواقع الأسلامية العراقية ***
تعليق