هذا ما قاله لي احدهم وهو ( منشكح ) البال , فلم أعره أدنى اهتمام الى أن سألني عن حكم ذلك , فانشكحت لها وتعجبت وتقطبت ما ها ! وعن أي شيء يسأل
فقال لي صورة صاحب المقولة كالاتي : اذا اشتد الضحك وحمى وطيسه وخرجوا عن مضمار الحياء ونحرف بهم الى أكل اعراض الناس والتفكه , اطلق أحدهم ناقوس الطمانينة وقال " نوينا الزهزهه "
فحركت رأسي لها وتزهزهت لهذه العبارة وحاولت ان اجد لها مخرجا او أصلاً من زهزهه يزهزهٌ فهو مُزهزه !
فقلت لعله من الزهو غير ان السياق لا يسعف ..
فلما استفصلت
قال: المعنى انه يريد بذلك ان الزهزهه واخواتها ومجالسها غير محسوبة ولا محاسب عليها , وكأنه يريد ان يقنع نفسه بذلك
فالجواب
ان كانت هذه الزهزهه تخدم أصل شرعي كالاعناة على الصلاة او تجديد النفس لاستقبال العبادة بجد ونشاط , وتكون هذه الزهزهه لا تحوي على محاذير شرعية مثل الكذب والغيبة والنميمة وغيرها وكانت في المباحات فهذا لا بأس به بل هو مطلوب لكسر حدة الملل التي تعتري النفس البشرية
ولكن
الامر ليس كما احسنت الظن بذلك بل هو كما ذكروا , ان المراد بالزهزهه "افعل ولا حرج في هذا اليوم او المجلس او هذه الساعة " فهذا ضلال مبين اذا اعتقده المسلم
وذلك بغلبة شهوته ان يظن ان الله غير محاسبه على كلماته وعلى غيبته , ويشتد الامر في ذلك اذا زادت الى حد يظن ان المعضية ان وقع فيها قد فتحت له بابا لا رجوع فيه و قد ولج باب المعصية فلا بأس بأخواتها اذ لا فرق !
ونسي هذا ان الجنة درجات وان النار دركات بعضها أسفل من بعض , فلا تزال ذنوبه تثقله حتى تجعله ركنا في قعر النار والعياذ بالله
وفي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ "قال ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروته وسنامه ؟ قلت بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه قال كف عليك هذا فقلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون مما نتكلم به ؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم "
وقال صلى الله عليه وسلم " كل بني آدم له نصيب من الزنى أدركه ذلك لا محالة : فالعين زناها النظر واللسان زناه النطق والقلب زناه التمني والفرج يصدق ويكذب " ابن حبان
وقال صلى الله عليه وسلم "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة وإن الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فان الكذب يهدى إلى الفجور والفجور يهدى إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا "
قال الله تعالى {ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم}
و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما هذا فكان لا يستتر من بوله وأما هذا فكان يمشي بالنميمة ثم دعا بعسيب رطب فشقه باثنين فغرس على هذا واحدا وعلى هذا واحدا ثم قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا"
والاحاديث في التكليف كثيرة لا يخرج الانسان من رق العبودية والتكليف الذي خلق له بعبارات شيطانية يظن بها ان الله لن يحاسبه عليها وان ملائكته لا تكتب ذلك
فقد قال الله " ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا"
نقل ابن كثير في التفسير " ... عن سعد بن جنادة قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين, نزلنا قفرا من الأرض ليس فيه شيء, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اجمعوا من وجد عودا فليأت به, ومن وجد حطبا أو شيئا فليأت به" قال: فما كان إلا ساعة حتى جعلناه ركاما, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أترون هذا ؟ فكذلك تجمع الذنوب على الرجل منكم كما جمعتم هذا, فليتق الله رجل ولا يذنب صغيرة ولا كبيرة, فإنها محصاة عليه".
وقال تعالى "وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون " [الجاثية : 28 ، 29] .
وقال تعالى " وكل صغير وكبير مستطر"
لا تحقرن من الذنوب صغيرا ... إن الصغير غدا يعود كبيرا
إن الصغير ولو تقادم عهده ... عند الإله مسطرا تسطيرا
فازجر هواك على البطالة لا تكن ... صعب القياد وشمرن تشميرا
إن المحب إذا أحب إلهه ... طار الفؤاد وألهم التفكيرا
فاسأل هدايتك الإله بنية ... فكفى بربك هاديا ونصيرا
نسأل الله ان يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه
والله الهادي
فقال لي صورة صاحب المقولة كالاتي : اذا اشتد الضحك وحمى وطيسه وخرجوا عن مضمار الحياء ونحرف بهم الى أكل اعراض الناس والتفكه , اطلق أحدهم ناقوس الطمانينة وقال " نوينا الزهزهه "
فحركت رأسي لها وتزهزهت لهذه العبارة وحاولت ان اجد لها مخرجا او أصلاً من زهزهه يزهزهٌ فهو مُزهزه !
فقلت لعله من الزهو غير ان السياق لا يسعف ..
فلما استفصلت
قال: المعنى انه يريد بذلك ان الزهزهه واخواتها ومجالسها غير محسوبة ولا محاسب عليها , وكأنه يريد ان يقنع نفسه بذلك
فالجواب
ان كانت هذه الزهزهه تخدم أصل شرعي كالاعناة على الصلاة او تجديد النفس لاستقبال العبادة بجد ونشاط , وتكون هذه الزهزهه لا تحوي على محاذير شرعية مثل الكذب والغيبة والنميمة وغيرها وكانت في المباحات فهذا لا بأس به بل هو مطلوب لكسر حدة الملل التي تعتري النفس البشرية
ولكن
الامر ليس كما احسنت الظن بذلك بل هو كما ذكروا , ان المراد بالزهزهه "افعل ولا حرج في هذا اليوم او المجلس او هذه الساعة " فهذا ضلال مبين اذا اعتقده المسلم
وذلك بغلبة شهوته ان يظن ان الله غير محاسبه على كلماته وعلى غيبته , ويشتد الامر في ذلك اذا زادت الى حد يظن ان المعضية ان وقع فيها قد فتحت له بابا لا رجوع فيه و قد ولج باب المعصية فلا بأس بأخواتها اذ لا فرق !
ونسي هذا ان الجنة درجات وان النار دركات بعضها أسفل من بعض , فلا تزال ذنوبه تثقله حتى تجعله ركنا في قعر النار والعياذ بالله
وفي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ "قال ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروته وسنامه ؟ قلت بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه قال كف عليك هذا فقلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون مما نتكلم به ؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم "
وقال صلى الله عليه وسلم " كل بني آدم له نصيب من الزنى أدركه ذلك لا محالة : فالعين زناها النظر واللسان زناه النطق والقلب زناه التمني والفرج يصدق ويكذب " ابن حبان
وقال صلى الله عليه وسلم "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة وإن الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فان الكذب يهدى إلى الفجور والفجور يهدى إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا "
قال الله تعالى {ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم}
و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما هذا فكان لا يستتر من بوله وأما هذا فكان يمشي بالنميمة ثم دعا بعسيب رطب فشقه باثنين فغرس على هذا واحدا وعلى هذا واحدا ثم قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا"
والاحاديث في التكليف كثيرة لا يخرج الانسان من رق العبودية والتكليف الذي خلق له بعبارات شيطانية يظن بها ان الله لن يحاسبه عليها وان ملائكته لا تكتب ذلك
فقد قال الله " ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا"
نقل ابن كثير في التفسير " ... عن سعد بن جنادة قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين, نزلنا قفرا من الأرض ليس فيه شيء, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اجمعوا من وجد عودا فليأت به, ومن وجد حطبا أو شيئا فليأت به" قال: فما كان إلا ساعة حتى جعلناه ركاما, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أترون هذا ؟ فكذلك تجمع الذنوب على الرجل منكم كما جمعتم هذا, فليتق الله رجل ولا يذنب صغيرة ولا كبيرة, فإنها محصاة عليه".
وقال تعالى "وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون " [الجاثية : 28 ، 29] .
وقال تعالى " وكل صغير وكبير مستطر"
لا تحقرن من الذنوب صغيرا ... إن الصغير غدا يعود كبيرا
إن الصغير ولو تقادم عهده ... عند الإله مسطرا تسطيرا
فازجر هواك على البطالة لا تكن ... صعب القياد وشمرن تشميرا
إن المحب إذا أحب إلهه ... طار الفؤاد وألهم التفكيرا
فاسأل هدايتك الإله بنية ... فكفى بربك هاديا ونصيرا
نسأل الله ان يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه
والله الهادي
تعليق