إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدرس 3 من كتاب التوحيد :تابع فضل التوحيد وما يكفر من ذنويب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدرس 3 من كتاب التوحيد :تابع فضل التوحيد وما يكفر من ذنويب

    1- عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) أخرجه البخاري ومسلم.
    2- وفي صحيحين من حديث عتبان ( إن الله حرم على النار من قال لائله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) .
    توضيح للجمل التي في الأحاديث
    من شهد أن لائله إلا الله : المقصود نطق بها عالما بمكعناها عاملا بمقتضاها .
    يبتغي بذلك وجه الله :أي مخلصا من قلبه ومات على ذلك .
    على ماكان من العمل : من ذنوبه ما دامت دون شرك.

    إشتمل حديث عبادة رضي الله عنه على أربعة أمور مهم ألا وهي :
    الأمر الاول: شهادة أن لا ئله إلا الله .هذه كلمة عظيمة فاصلة بين الإيمان والكفر، لها مدلولها العظيم ومعناها الكبير، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم : (من شهد أن لا إله إلا الله)، قال العلماء رحمهم الله تعالى: أي من تكلم بهذه الكلمة عارفا لمعناها، عاملاً بمقتضاها باطنا وظاهراً كما دلّ على ذلك قوله تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله)، وقوله جل وعلا: (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون)، أما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا عمل بمقتضاها، فإن ذلك غير نافع بالإجماع.
    ومعنى لا ئله إلا الله : لا معبود بحق إلا الله وقد دل عليها قوله تعالى (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)
    فـ(لا إله إلا الله ) مفتاح الجنة ، ولابد لكل مفتاح أسنان ، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك ، وإلا لميفتح لك, وأسنان هذا المفتاح هي هذه الشروط السبعة كما أن هذا المفتاح لن يفتح إن فسد أو خرب أحد الاسنان و ( لا ئله إلا الله ) لا تنفع قائلها ما لم تحقق هذه الشروط :
    1- العلم، والمقصود به: العلم بمعناها المراد منها نفياً وإثباتا، العلم المنافي للجهل، كما قال سبحانه وتعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله).
    2- اليقين، والمراد به: أن يكون قائل الشهادة مستيقناً بمدلولها يقيناً جازما منافياً للشك، يقول الله عز وجل: (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون).[الحجرات:15]
    فاشترط صلى الله عليه وسلم في دخول قائلها الجنة أن يكون قالها غير شاك بها مستيقنا بها قلبه كما في الحديث ( "فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه، فبشره بالجنة") رواه مسلم.
    3- القبول، والمراد بذلك أن يقبلها بقلبه ولسانه، والآيات في هذا كثيرة، كلها تدل على أنه لا يستفيد منها إلا من قبلها، من ذلك قوله تعالى: (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون * قال أو لو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون * فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين).

    4-الانقياد لما دلت عليه، قال تعالى: (ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن)، وقال سبحانه: (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى)، ومعنى يسلم وجهه أي: ينقاد وهو محسن موحد، ومن لم يسلم وجهه لله فإنه لم يستمسك بالعروة الوثقى.

    وفي هذا الحديث الصحيح: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)، وهذا هو تمام الانقياد.
    5- الصدق، المنافي للكذب، وذلك بأن يقولها صادقاً من قلبه، يواطئ قلبه لسانه، يقول الله تعالى في ذلك: (الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين). وقال تعالى: في شأن المنافقين: (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين * يخادعون الله الذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون).
    وجاء في الصحيح من حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار).

    فاشترط في إنجاء من قال هذه الكلمة من النار أن يقولها صدقاً من قلبه، فلا ينفعه مجرد التلفظ بدون مواطأة القلب.
    6- الإخلاص، وهو تصفية العمل الصالح بالنية عن جميع شوائب الشرك، يقول تعالى: (ألا لله الدين الخالص)، ويقول سبحانه: (فاعبد الله مخلصاً له الدين).

    وفي الصحيح من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم : (أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه).
    - المحبة: والمراد بذلك المحبة لهذه الكلمة ولما اقتضته ودلت عليه ولأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها وبُغْض ما ناقض ذلك، يقول الله عز وجل: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله)، ويقول سبحانه: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان...).

    وجاء في الحديث الصحيح عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار).
    فهذا هو المفتاح سليم ليس فيه أي خلل وضعناه بين يديك فهلا حافظت عليه وعملت على الحفاظ على أسنانه التي بدونها لن يكون للمفتاح الذي معك أي قيمة .
    وقد قيلت هذه الشروط شعرا :
    وبشـروط سبعـة قد قيـدت وفي نصوص الوحي حقــاً وردت .
    فإنه لم ينتفع قـائـلهــــا بالنطـق حتـى يستكملـهـــا .
    العـلـم واليقيــن والقبـول والانقيـاد فـادري مـا أقــول .
    وجمعت أيضا في بيت :
    علم يقين وإخلاص وصدقك مع محبة و انقياد والقبول لها.

    الأمر الثاني : شهادة أن محمدا رسول الله .
    فهو صلى الله عليه وسلم موصوف بهذا الحديث بوصفين هما :
    1- أنه عبد لله : فليس له أي شيء من خصائاص الألوهية وفي ذلك رد على من غلى فيه وتوسل به وغير ذلك من أهل البدع والضلال .
    2- أنه رسول من الله :فتجب علينا طاعته وفي ذلك رد على من تبع هواه .
    ومقتضى شهادة أن محمد رسول الله : طاعته فيما أمر واجتناب ما عنه نهى وزجر وتصديقه فيما أخب وألا يعبد الله تعالى إلا بما شرع .
    الأمر الثالث : شهادة أن عيسى عبد الله ورسوله وأن كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه.

    فوصف عيسى عليه السلام في هذا الحديث بأرعة أوصاف :
    1- أنه عبد لله : وفي هذا رد على النصارى الذين قالوا أنه ابن لله أو أن الله ثالث ثلاثة ( تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ) .
    2- أنه رسول الله : وفي ذذلك رد على اليهود الذين كذبوا رسالته وطعنوا بعرضه .
    3- وكلمته ألقاها إلى مريم : والمقصود أن الله جل وعلا خلقه بكلمة ( كن ) أرسل بها جبريل عليه السلام إلى مريم فنفخ فيها الروح .
    4-أنه روح منه : المقصود أنه روحه عليه السلام من الارواح التي خلقها الله تعالى كسائر خلقه .
    ودل على ذلك قوله تعالى : ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ).


    الأمر الرابع : شهادة أن الجنة حق والنار حق .

    « أن الجنة حق » أي واعتقد أن الجنة التي أعدها الله للطائعـين من عباده ثابتة موجودة وحقيقة لا ريب فيها وأنها المقر الأخير الخالد للمؤمنين به والمتبعين لرسله و« أن النار حق » أي واعتقد أن النار التي توعد الله بها الكافرين والمنافقين حقيقة ثابتة لا ريب فيها أعدها الله لمن كفر به وجحده وعصاه.


    فالايمان بهما من جملة الايمان باليوم الآخر ولكن خصتا بالذكر في هذه الشهادة لان الجنة مستقر الابرار والنار مستقر الفجار.
    ثمرة الشهادة بالامور الاربعة المذكورة بالحديث : دخول الجنة على ماكن من العمل .
    فالموحد في دخول الجنة على امرين هما :
    1- أن من يلقى الله تبارك وتعالى سالما من يدخل الجنة من أول وهلة .
    2- إن من يلقى الله تبارك وتعالى وهو مصر على ذنب فهو تحت المشيئة , إن شاء سبحانه عذبه بعدله وإن شاء غفر له بفضله ومنته .
    هذه الأمور الأربعة من صدق وآمن بها وعمل بما تقتضيه أدخله الله الجنة وإن كان مقصراً وله ذنوب وذلك بسبب توحيده وإخلاصه العبادة لله وحده.
جاري التحميل ..
X