إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم

    قال الإمام ابن القيم - رحمه الله :-

    " في هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد "

    فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب والمحبوب قد يأتي بالمكروه

    لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة ولم ييأس أن تأتيه المسرة

    من جانب المضرة لعدم علمه بالعواقب فان الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد

    وأوجب له ذلك أمورًا منها:-

    أنه لا أنفع له من امتثال الأمر وإن شق عليه في الابتداء

    لأن عواقبه كلها خيرات ومسرات ولذات وأفراح وإن كرهته نفسه

    فهو خير لها وأنفع.

    وكذلك لا شيء أضر عليه من ارتكاب النهى وإن هويته نفسه ومالت إليه

    وإن عواقبه كلها آلام وأحزان وشرور ومصائب

    وخاصيَّة العقل تحمُّل الألم اليسير لما يُعْقِبه من اللذة العظيمة والخير الكثير

    واجتناب اللذة اليسيرة لما يُعْقِبها من الألم العظيم والشر الطويل.

    فنظر الجاهل لا يجاوزُ المبادئ إلى غاياتها

    والعاقل الكيِّس دائمًا ينظر إلى الغايات من وراء ستور مبادئها

    فيرى ما وراء تلك السُّتور من الغايات المحمودة والمذمومة

    فيرى المناهي كطعامٍ لذيذٍ قد خلط فيه سم قاتل

    فكلما دعته لذته إلى تناوله نهاه ما فيه من السمِّ ويرى الأوامر كدواء كريه

    المذاق مُفْضِ إلى العافية والشفاء وكلما نهاه كراهة مذاقه

    عن تناوله أمره نفعه بالتناول ولكن هذا يحتاج إلى فَضْلِ علمٍ تُدْرَك

    به الغايات من مبادئها وقوة صبر يوطِّن به نفسه على تحمل مشقة الطريق

    لما يؤمِّل عند الغاية فإذا فقد اليقين والصبر تعذَر عليه ذلك

    وإذا قوى يقينه وصبره هان عليه كل مشقة يتحمَّلها

    في طلب الخير الدائم واللذة الدائمة.

    ومن أسرار هذه الآية :-

    أنها تقتضي من العبد التفويض إلى من يعلم عواقب الأمور

    والرضا بما يختاره له ويقضيه له لما يرجو فيه من حسن العاقبة.

    ومنها :-

    أنه لا يقترح على ربه،ولا يختار عليه ولا يسأله ما ليس له به علم

    فلعل مضرته وهلاكه فيه وهولا يعلم فلا يختار على ربه شيئًا

    بل يسأله حسن الاختيار له وأن يرضِّيه بما يختاره فلا أنفع له من ذلك.

    ومنها :-

    أنه إذا فوَّض إلى ربه ورضي بما يختاره له أمدَّه فيما يختاره له

    بالقوة عليه والعزيمة والصبر وصرف عنه الآفات

    التي هي عُرْضة اختيار العبد لنفسه وأراه من حسن عواقب اختياره له

    ما لم يكن ليصل إلى بعضه بما يختاره هو لنفسه.

    ومنها :-

    أنه يُرِيُحه من الأفكار المتعبة في أنواع الاختيارات

    ويُفرِّغ قلبه من التقديرات والتدبيرات التي يصعد منه في عَقَبةٍ

    وينزل في أخرى ومع هذا فلا خروج له عما قُدِّر عليه فلو رضي باختيار الله

    أصابه القدر وهو محمود مشكور ملطوفٌ به فيه

    وإلا جرى عليه القدر وهو مذموم غير ملطوف به فيه

    لأنه مع اختياره لنفسه.

    ومتى صحَّ تفويضه ورضاه،اكتنفه في المقدور العطف عليه

    واللطف به فيصير بين عطفه ولطفه فعطفه يقيه ما يَحْذَره

    ولطفه يهوِّن عليه ما قدَّره.

    إذا نفذ القدر في العبد كان من أعظم أسباب نفوذه تَحَيُّله في رده

    فلا أنفع له من الاستسلام وإلقاء نفسه بين يدي القدر طريحًا كالميتة

    فإن السبع لا يرضى بأكل الجيف

    المصدر فوائد الفوائد لابن القيم

  • #2
    رد : وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم

    المشاركة الأصلية بواسطة فلسطينية واعتز مشاهدة المشاركة
    قال الإمام ابن القيم - رحمه الله :-

    " في هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد "

    فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب والمحبوب قد يأتي بالمكروه

    لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة ولم ييأس أن تأتيه المسرة

    من جانب المضرة لعدم علمه بالعواقب فان الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد

    وأوجب له ذلك أمورًا منها:-

    أنه لا أنفع له من امتثال الأمر وإن شق عليه في الابتداء

    لأن عواقبه كلها خيرات ومسرات ولذات وأفراح وإن كرهته نفسه

    فهو خير لها وأنفع.

    وكذلك لا شيء أضر عليه من ارتكاب النهى وإن هويته نفسه ومالت إليه

    وإن عواقبه كلها آلام وأحزان وشرور ومصائب

    وخاصيَّة العقل تحمُّل الألم اليسير لما يُعْقِبه من اللذة العظيمة والخير الكثير

    واجتناب اللذة اليسيرة لما يُعْقِبها من الألم العظيم والشر الطويل.

    فنظر الجاهل لا يجاوزُ المبادئ إلى غاياتها

    والعاقل الكيِّس دائمًا ينظر إلى الغايات من وراء ستور مبادئها

    فيرى ما وراء تلك السُّتور من الغايات المحمودة والمذمومة

    فيرى المناهي كطعامٍ لذيذٍ قد خلط فيه سم قاتل

    فكلما دعته لذته إلى تناوله نهاه ما فيه من السمِّ ويرى الأوامر كدواء كريه

    المذاق مُفْضِ إلى العافية والشفاء وكلما نهاه كراهة مذاقه

    عن تناوله أمره نفعه بالتناول ولكن هذا يحتاج إلى فَضْلِ علمٍ تُدْرَك

    به الغايات من مبادئها وقوة صبر يوطِّن به نفسه على تحمل مشقة الطريق

    لما يؤمِّل عند الغاية فإذا فقد اليقين والصبر تعذَر عليه ذلك

    وإذا قوى يقينه وصبره هان عليه كل مشقة يتحمَّلها

    في طلب الخير الدائم واللذة الدائمة.

    ومن أسرار هذه الآية :-

    أنها تقتضي من العبد التفويض إلى من يعلم عواقب الأمور

    والرضا بما يختاره له ويقضيه له لما يرجو فيه من حسن العاقبة.

    ومنها :-

    أنه لا يقترح على ربه،ولا يختار عليه ولا يسأله ما ليس له به علم

    فلعل مضرته وهلاكه فيه وهولا يعلم فلا يختار على ربه شيئًا

    بل يسأله حسن الاختيار له وأن يرضِّيه بما يختاره فلا أنفع له من ذلك.

    ومنها :-

    أنه إذا فوَّض إلى ربه ورضي بما يختاره له أمدَّه فيما يختاره له

    بالقوة عليه والعزيمة والصبر وصرف عنه الآفات

    التي هي عُرْضة اختيار العبد لنفسه وأراه من حسن عواقب اختياره له

    ما لم يكن ليصل إلى بعضه بما يختاره هو لنفسه.

    ومنها :-

    أنه يُرِيُحه من الأفكار المتعبة في أنواع الاختيارات

    ويُفرِّغ قلبه من التقديرات والتدبيرات التي يصعد منه في عَقَبةٍ

    وينزل في أخرى ومع هذا فلا خروج له عما قُدِّر عليه فلو رضي باختيار الله

    أصابه القدر وهو محمود مشكور ملطوفٌ به فيه

    وإلا جرى عليه القدر وهو مذموم غير ملطوف به فيه

    لأنه مع اختياره لنفسه.

    ومتى صحَّ تفويضه ورضاه،اكتنفه في المقدور العطف عليه

    واللطف به فيصير بين عطفه ولطفه فعطفه يقيه ما يَحْذَره

    ولطفه يهوِّن عليه ما قدَّره.

    إذا نفذ القدر في العبد كان من أعظم أسباب نفوذه تَحَيُّله في رده

    فلا أنفع له من الاستسلام وإلقاء نفسه بين يدي القدر طريحًا كالميتة

    فإن السبع لا يرضى بأكل الجيف

    المصدر فوائد الفوائد لابن القيم


    عسى ان تكرهوا شيءا وهو خير لكم

    كلمة تثقل من ذهب

    فكل ما قد قدره الله هو الخير قطعا بلا جدال

    ودائما نفس الإنسان تتوق إلى ما ظاهره الخير أما الله فيعلم ما هو الخير حقا لعلمه سبحانه وتعالى بالغيب الذي لا يطلع عليه أحد فيره قط


    وذلك يذكرنا بقول رب العزة عن حال المؤمنين عندما خيروا بين القتال أو دونه
    في قوله سبحانه : ( َإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ }الأنفال7 .


    ومن هنا اقول لأهل القطاع الحبيب الذي يأن الآن تحت وطأ الحصار الجائر الظالم
    عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم


    وهو والله خير

    انتهى

    تعليق


    • #3
      رد : وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم

      ومن هنا اقول لأهل القطاع الحبيب الذي يأن الآن تحت وطأ الحصار الجائر الظالم
      عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم


      وهو والله خير



      جزاكي الله خير فهذة من اجمل كلمات السلوى والصبر التي نستطيع قولها لشعبنا في غزة

      تعليق


      • #4
        رد : وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم

        بارك الله فيك
        و الرضا بالقضاء والقدر من أركان ايماننا بالله سبحانه وتعالى :::
        بوركتـــم

        تعليق


        • #5
          رد : وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم

          بارك الله فيك ،،،

          تعليق


          • #6
            رد : وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم

            المشاركة الأصلية بواسطة عاشقة نابلس مشاهدة المشاركة
            بارك الله فيك
            و الرضا بالقضاء والقدر من أركان ايماننا بالله سبحانه وتعالى :::
            بوركتـــم
            اختاه والله لولا الرضا بالقضاء والقدر ما راينا هناك مؤمنين صابرين والحمد لله على نعمة الرضا

            تعليق


            • #7
              رد : وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم

              اللهم حرر غزة وسائر بقاع المسلمين

              فإن شاء الله بإذن الله سوغف أنشر موضوع في القريب العاجل عن منافع الحصار المفروض على غزة بالنسبة لأهل غزة وغيرهم

              انتهى

              تعليق


              • #8
                رد : وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم

                نحن في انتظار مقالك بارك الله فيك

                تعليق

                جاري التحميل ..
                X