الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فقد وردت نصوص كثيرة في فضل المرابطة والحراسة والشهادة في سبيل الله، ناسب ذكر شيء من ذلك في ظل الظروف التي تمر بها البلاد من اعتداءات المتسللين الظالمين ،نسأل الله أن ينصر عباده الموحدين.
فقد روى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما مشهداً مؤثراً للنبي صلى الله عليه وسلم ليكشف لنا به عن صفحة مضيئة من أمنيات رسولنا صلى الله عليه وسلم ، وذلك عندما كان يجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويتذاكرون شهداءهم يوم أحد فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: « وَالله لَوَدِدْتُ أَنِّي غُودِرْتُ مَعَ أصحَابي بحِصْنِ الجَبل »(1)، إن هذه الرغبة النبوية يجسدها قوله صلى الله عليه وسلم : « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا أَنَّ رِجَالًا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي وَلَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ »(2).
كل ذلك لأن الله تعالى قال:[إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ] {التوبة:111}
قال ابن قَيِّم الجَوْزِية عليه رحمات رب البرية: «لما كثر المدعون للمحبة طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوى، فلو يعطى الناس بدعواهم لادعى الخلي حرقة الشجي، فتنوع المدعون في الشهود فقيل لا تقبل هذه الدعوى إلا ببينة قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله، فتأخر الخلق كلهم وثبت أتباع الحبيب في أفعاله وأقواله وأخلاقه، فطولبوا بعدالة البينة بتزكية يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم، فتأخرا أكثر المحبين وقام المجاهدون فقيل لهم إن نفوس المحبين وأموالهم ليست لهم فهلموا إلى بيعة إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، فلما عرفوا عظمة المشتري وفضل الثمن وجلالة من جرى على يديه عقد التبايع عرفوا قدر السلعة وأن لها شأناً فرأوا من أعظم الغبن أن يبيعوها لغيره بثمن بخس فعقدوا معه بيعة الرضوان بالتراضي من غير ثبوت خيار وقالوا: والله لا نقيلك ولا نستقيلك، فلما تم العقد وسلموا المبيع، قيل له مذ صارت نفوسكم وأموالكم لنا رددناها عليكم أوفر ما كانت وأضعافها معاً ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ..»(3).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: « ففي الجهاد عاقبة محمودة للناس في الدنيا يحبونها: وهي النصر والفتح؛ وفي الآخرة الجنة؛ وفيه النجاة من النار؛ وقد قال في أول السورة: [إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ] {الصَّف:4} فهو يحب ذلك؛ ففيه حكمة عائدة إلى الله تعالى وفيه رحمة للعباد؛ وهي ما يصل إليهم من النعمة في الدنيا والآخرة »(4).
لذا نجد أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تحث وترغب المؤمنين في الجهاد في سبيل الله بتبيين فضله وشرفه وعلو منزلته وعظم قدره، وكونه ذروة سنام الإسلام وأحد مبانيه العظام، وأنه النعيم الكبير والخير العميم، فاستثيرت حينئذ النفوس والهمم يحدوها قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : «لغَدْوةٌ في سبيلِ اللهِ أو رَوحةٌ خيرٌ منَ الدُّنيا وما فيها»(5)، الله أكبر .. إن الدنيا بكل ما فيها من ملذات وشهوات لا تساوي الخروج ساعة من أول النهار أو آخره في سبيل الله! إنها منحة إلهية وعطية ربانية لمن يجود بروحه لإعلاء كلمة خالقه،
ودونك أخي المبارك شيئاً من هذه المنح والعطايا:
أولاً: فضل المرابطة في سبيل الله:
1ـ متضمنة للفلاح والنجاح: قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] {آل عمران:200} ، قال ابن سعدي رحمه الله:« ثم حض المؤمنين على ما يوصلهم إلى الفلاح - وهو: الفوز والسعادة والنجاح، وأن الطريق الموصل إلى ذلك لزوم الصبر، الذي هو حبس النفس على ما تكرهه، من ترك المعاصي، ومن الصبر على المصائب، وعلى الأوامر الثقيلة على النفوس، فأمرهم بالصبر على جميع ذلك ، والمصابرة أي الملازمة والاستمرار على ذلك، على الدوام ، ومقاومة الأعداء في جميع الأحوال، والمرابطة: وهي لزوم المحل الذي يخاف من وصول العدو منه، وأن يراقبوا أعداءهم، ويمنعوهم من الوصول إلى مقاصدهم، لعلهم يفلحون: يفوزون بالمحبوب الديني والدنيوي والأخروي، وينجون من المكروه كذلك، فعلم من هذا أنه لا سبيل إلى الفلاح بدون الصبر والمصابرة والمرابطة المذكورات، فلم يفلح من أفلح إلا بها، ولم يفت أحداً الفلاحُ إلا بالإخلال بها أو ببعضها»(6).
2ـ خير من الدنيا وما عليها: عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« رِباطُ يومٍ في سبيل الله خيرٌ منَ الدُّنيا وما عليها. ومَوضعُ سَوطِ أحدِكم من الجنةِ خيرٌ منَ الدُّنيا وما عليها، والرَّوحةٌ يَروحُها العبدُ في سبيلِ الله أوِ الغَدْوَةُ خيرٌ منَ الدُّنيا وما عليها»(7)، قال ابن حجر رحمه الله:« المراد تسهيل أمر الدنيا وتعظيم أمر الجهاد، وأن من حصل له من الجنة قدر سوط يصير كأنه حصل له أمر أعظم من جميع ما في الدنيا فكيف بمن حصل منها أعلى الدرجات والنكتة في ذلك أن سبب التأخير عن الجهاد الميل إلى سبب من أسباب الدنيا فنبه هذا المتأخر أن هذا القدر اليسير من الجنة أفضل من جميع ما في الدنيا»(8).
3ـ خير من صيام شهر وأمن الفتان: عن سلمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:« رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ. وَإِنْ مَاتَ، جَرَىٰ عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ»(9)، إن هذا الخبر النبوي يسوق للمرابط عدة بشائر وفضائل وأجور فياله من عمل جليل ويسير على من وفقه الله إليه.
4ـ عين المرابط لا تمسها النار: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:« عَيْنَانِ لا تَمسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحرُسُ في سبيلِ الله»(10).
5ـ لا يختم على عمل المرابط ويُنمّى إلى يوم القيامة: عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ على عَمَلِهِ إلاَّ الَّذِي مَاتَ مُرَابِطاً في سبيلِ الله، فإنَّهُ يُنْمي لَهُ عَمَلَهُ إلى يَوْمِ القيامَةِ ويَأْمَنُ من فِتْنَة الْقَبْرِ»(11).
فإذا كان مجرد المرابطة والحراسة في سبيل الله قد جاء فيها من الخير والفضل ما ذكر؛ فما بالكم في فضل الموت والشهادة في سبيل الله!
فقد روى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما مشهداً مؤثراً للنبي صلى الله عليه وسلم ليكشف لنا به عن صفحة مضيئة من أمنيات رسولنا صلى الله عليه وسلم ، وذلك عندما كان يجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويتذاكرون شهداءهم يوم أحد فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: « وَالله لَوَدِدْتُ أَنِّي غُودِرْتُ مَعَ أصحَابي بحِصْنِ الجَبل »(1)، إن هذه الرغبة النبوية يجسدها قوله صلى الله عليه وسلم : « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا أَنَّ رِجَالًا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي وَلَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ »(2).
كل ذلك لأن الله تعالى قال:[إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ] {التوبة:111}
قال ابن قَيِّم الجَوْزِية عليه رحمات رب البرية: «لما كثر المدعون للمحبة طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوى، فلو يعطى الناس بدعواهم لادعى الخلي حرقة الشجي، فتنوع المدعون في الشهود فقيل لا تقبل هذه الدعوى إلا ببينة قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله، فتأخر الخلق كلهم وثبت أتباع الحبيب في أفعاله وأقواله وأخلاقه، فطولبوا بعدالة البينة بتزكية يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم، فتأخرا أكثر المحبين وقام المجاهدون فقيل لهم إن نفوس المحبين وأموالهم ليست لهم فهلموا إلى بيعة إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، فلما عرفوا عظمة المشتري وفضل الثمن وجلالة من جرى على يديه عقد التبايع عرفوا قدر السلعة وأن لها شأناً فرأوا من أعظم الغبن أن يبيعوها لغيره بثمن بخس فعقدوا معه بيعة الرضوان بالتراضي من غير ثبوت خيار وقالوا: والله لا نقيلك ولا نستقيلك، فلما تم العقد وسلموا المبيع، قيل له مذ صارت نفوسكم وأموالكم لنا رددناها عليكم أوفر ما كانت وأضعافها معاً ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ..»(3).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: « ففي الجهاد عاقبة محمودة للناس في الدنيا يحبونها: وهي النصر والفتح؛ وفي الآخرة الجنة؛ وفيه النجاة من النار؛ وقد قال في أول السورة: [إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ] {الصَّف:4} فهو يحب ذلك؛ ففيه حكمة عائدة إلى الله تعالى وفيه رحمة للعباد؛ وهي ما يصل إليهم من النعمة في الدنيا والآخرة »(4).
لذا نجد أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تحث وترغب المؤمنين في الجهاد في سبيل الله بتبيين فضله وشرفه وعلو منزلته وعظم قدره، وكونه ذروة سنام الإسلام وأحد مبانيه العظام، وأنه النعيم الكبير والخير العميم، فاستثيرت حينئذ النفوس والهمم يحدوها قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : «لغَدْوةٌ في سبيلِ اللهِ أو رَوحةٌ خيرٌ منَ الدُّنيا وما فيها»(5)، الله أكبر .. إن الدنيا بكل ما فيها من ملذات وشهوات لا تساوي الخروج ساعة من أول النهار أو آخره في سبيل الله! إنها منحة إلهية وعطية ربانية لمن يجود بروحه لإعلاء كلمة خالقه،
ودونك أخي المبارك شيئاً من هذه المنح والعطايا:
أولاً: فضل المرابطة في سبيل الله:
1ـ متضمنة للفلاح والنجاح: قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] {آل عمران:200} ، قال ابن سعدي رحمه الله:« ثم حض المؤمنين على ما يوصلهم إلى الفلاح - وهو: الفوز والسعادة والنجاح، وأن الطريق الموصل إلى ذلك لزوم الصبر، الذي هو حبس النفس على ما تكرهه، من ترك المعاصي، ومن الصبر على المصائب، وعلى الأوامر الثقيلة على النفوس، فأمرهم بالصبر على جميع ذلك ، والمصابرة أي الملازمة والاستمرار على ذلك، على الدوام ، ومقاومة الأعداء في جميع الأحوال، والمرابطة: وهي لزوم المحل الذي يخاف من وصول العدو منه، وأن يراقبوا أعداءهم، ويمنعوهم من الوصول إلى مقاصدهم، لعلهم يفلحون: يفوزون بالمحبوب الديني والدنيوي والأخروي، وينجون من المكروه كذلك، فعلم من هذا أنه لا سبيل إلى الفلاح بدون الصبر والمصابرة والمرابطة المذكورات، فلم يفلح من أفلح إلا بها، ولم يفت أحداً الفلاحُ إلا بالإخلال بها أو ببعضها»(6).
2ـ خير من الدنيا وما عليها: عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« رِباطُ يومٍ في سبيل الله خيرٌ منَ الدُّنيا وما عليها. ومَوضعُ سَوطِ أحدِكم من الجنةِ خيرٌ منَ الدُّنيا وما عليها، والرَّوحةٌ يَروحُها العبدُ في سبيلِ الله أوِ الغَدْوَةُ خيرٌ منَ الدُّنيا وما عليها»(7)، قال ابن حجر رحمه الله:« المراد تسهيل أمر الدنيا وتعظيم أمر الجهاد، وأن من حصل له من الجنة قدر سوط يصير كأنه حصل له أمر أعظم من جميع ما في الدنيا فكيف بمن حصل منها أعلى الدرجات والنكتة في ذلك أن سبب التأخير عن الجهاد الميل إلى سبب من أسباب الدنيا فنبه هذا المتأخر أن هذا القدر اليسير من الجنة أفضل من جميع ما في الدنيا»(8).
3ـ خير من صيام شهر وأمن الفتان: عن سلمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:« رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ. وَإِنْ مَاتَ، جَرَىٰ عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ»(9)، إن هذا الخبر النبوي يسوق للمرابط عدة بشائر وفضائل وأجور فياله من عمل جليل ويسير على من وفقه الله إليه.
4ـ عين المرابط لا تمسها النار: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:« عَيْنَانِ لا تَمسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحرُسُ في سبيلِ الله»(10).
5ـ لا يختم على عمل المرابط ويُنمّى إلى يوم القيامة: عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ على عَمَلِهِ إلاَّ الَّذِي مَاتَ مُرَابِطاً في سبيلِ الله، فإنَّهُ يُنْمي لَهُ عَمَلَهُ إلى يَوْمِ القيامَةِ ويَأْمَنُ من فِتْنَة الْقَبْرِ»(11).
فإذا كان مجرد المرابطة والحراسة في سبيل الله قد جاء فيها من الخير والفضل ما ذكر؛ فما بالكم في فضل الموت والشهادة في سبيل الله!
تعليق