قال الله تبارك وتعالى : " وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ .... " (النحل:68)
وقد تعرف علماء الحشرات على أكثر من 12.000 نوع من أنواع النحل, منها حوالي600 نوع يحيون حياة جماعية في مستعمرات متباينة الأحجام, والباقي يحيون حياة فردية. ونحل العسل المقصود في الآية القرآنية الكريمة التي نحن بصددها يحيا في جماعات منظمة تنظيماً دقيقاً للغاية, ولذلك جاء اسم السورة الكريمة بصيغة الجمع ـ النحل .
ويتراوح عدد الأفراد في خلية نحل العسل سنوياً من 40.000 إلى 80.000 شغالة من إناث النحل العاقرات ـ العواقر ـ وحوالي المائتين من ذكور النحل, وملكة واحدة تبيض حوالي 1500 بيضة في اليوم, وما يلقَّح من هذا البيض ينتج إناثاً وملكات, وما لا يُلقَّح ينتج الذكور. ووظيفة ذكر النحل منحصرة في إخصاب الملكة, بينما تقوم شغالات النحل العقيمة بجميع أعمال الخلية. والملكة تمثل أكبر الأحجام في الخلية, يليها في الحجم الذكور, ثم الشغالات.
بالإضافة إلى ذلك فإن أقدم أثر للنحل في صخور القشرة الأرضية يرجع إلى أكثر من مائة وخمسين مليوناً من السنين, وأمر الله ـ تعالى ـ إلى النحل, وإلهامه إياه بهذا السلوك المنظم الدقيق قد غرسه أو غرزه ربنا ـ تبارك وتعالى ـ في جبلة نحل العسل ـ أي في شفرته الوراثية ـ منذ الخلق الأول لأمة النحل, وجعل ذلك جزءاً من فطرتها التي فطرها الله ـ تعالى ـ) عليها, ولذلك تعرف باسم الفطرة أو الغريزة, ولما كان ذلك قد تم منذ أكثر من مائة وخمسين مليوناً من السنين، فهو بالنسبة لنا يرجع إلى ماضٍ بعيد جدا.
وتتمثل دورة حياة نحل العسل في المراحل الأربع التي تتحرك فيها من طور البيضة إلى طور اليرقة, إلى طور العذراء, ثم إلى طور الحشرة الكاملة.
وواضح الأمر أن النحل المقصود في الآية الكريمة التي نحن بصددها هو نحل العسل, ويوجد منه أربعة أصناف هي كما يلي:
(1) النحل الكبير(Apisdorsata).
(2) النحل الصغير(ApisFlorea).
(3) النحل الهندي( الشرقي)(Apiscerana).
(4) النحل الغربي(Apismelifera).
والأصناف الثلاثة الأولى لا تزال تحيا حياة برية في العديد من دول جنوب شرق آسيا, والرابع هو الصنف المستأنس والمنتشر في غالبية دول عالم اليوم, ولذلك فهو أهم هذه الأنواع الأربعة. ونحل العسل لا يستطيع العيش إلا في جماعات منظمة تنظيماً دقيقاً, فإذا انعزلت إحداها عن جماعتها لسبب من الأسباب فعليها أن تنضم إلى جماعة أخرى من صنفها إذا قبلتها أو أن تموت. وجاء التعبير عن وحي الله ـ تعالى ـ إلى النحل بصيغة الماضي " وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ... "؛ لأن ذلك يشمل الزمن كله من الماضي إلى الحاضر والمستقبل.
تعليق