السفير:
قد يكون اسم «قطاع غزة» قد ارتبط بالحصار والبؤس، والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.. لكنه في الحقـــيقة يعوم على بحر من الكنوز التاريخية.
وعثر عمال في كانون الثاني الماضي على كنز من 1300 عملة نقدية قديمة، وجدران مدينة موغلة في القدم في بلدة رفح الجنوبية، يعود تاريخها إلى أكثر من 3300 عام.
ومر ما لا يقل عن 12 من الإمبراطوريات الكبرى على هذه الأرض الفلسطينية، فقد احتلها المصريون والفرس والرومان والبيزنطيون والعثمانيون والبريطانيون، وخلفوا وراءهم الحصون المسورة والمجوهرات والأسلحة المصنوعة من البرونز وغيرها.
وحذّرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية من أنه في ظل عدم وجود قوانين، فقد بات العديد من آثار العصر البرونزي، التي غالبا ما تُكتشف «بالصدفة»، عرضة للسرقة، قبل بيعها في السوق السوداء.
ويمكن الاطلاع على العديد من القطع الأثرية التي كانت في قطاع غزة، بما في ذلك توابيت عمرها أكثر من 3 آلاف عام، في متحف إسرائيل في الـــقدس المـــحتلة، كما تتــوزع آثار أخرى من غزة على متاحف في اسطنبول ولندن.
ونقلت «كريستيان ساينس» عن وزير السياحة في الحكومة المقالة في غزة محمد الآغا أن «غزة صغيرة في المساحة، ولكنها كبيرة في تاريخها وآثارها»، واصفاً القطاع بأنه كان «نقطة التقاء أفريقيا وآسيا وأوروبا».
واشتكى الآغا من «افتقار القطاع إلى خبراء في الآثار»، ما يعيق «عملية حفاظنا على المواقع الأثرية بحرفية».
من جهته، قال الأستاذ في الجامعة الإسلامية في غزة سليم المبيض إن «غزة، كانت لعقود، السوق التي تزوّد الأردن وشبه الجزيرة العربية»، وقد «حكمها اليونانيون والرومان والبيزنطيون والمماليك والعثمانيون»، ما يعني أن «هناك أسرارا من التاريخ تحت كل بقعة أرض هنا».
وتسعى وزارة السياحة في حكومة حماس إلى فرض قيود على السوق السوداء من أجل الحفاظ على هذه الآثار، بوصف ذلك «اولوية بالنسبة لها»، موضحة أنها تتعاون مع الجامعة الإسلامية لتخريج المزيد من علماء الآثار.
ويبدو أن التحدي الأساسي يأتي من إسرائيل، التي يزعم علماؤها بأن غزة هي الأرض التي احتضنت الحضارة الكنعانية وأنها الأرض الأصلية لإسرائيل في القرنين الأول والثاني قبل الميلاد.
تعليق