خوانى الأفاضل الأعزاء
سيدنا اسرائيل مسلم هو عنوان كتاب للكاتب عنتر قطب
واليكم جزء من بعض صفحاته ارجوا تحميله والاطلاع عليه لأهميته<
يتلخص موضوع الكتاب في مقصوده .. وهو أن سيدنا إسرائيل، هو يعقوب أبو سيدنا يوسف، ابن سيدنا إسحاق، ابن سيدنا إبراهيم الخليل عليهم جميعا الصلاة والسلام؛ كان مسلما بنص قوله تعالى ]وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ[ [البقرة: 132]، وأن جميع الرسل والأنبياء من لدن أبينا آدم عليه السلام إلى خاتم الرسل والأنبياء محمد بن عبد الله صلوات الله عليهم أجمعين، كانوا على دين واحد، وهو دين الإسلام، وهو إفراد الله سبحانه بالوحدانية لا شريك له، ولا ند له، ولا ولد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
فجميع الأمم أرسل الله إليها الرسل والأنبياء تترى بدين واحـد وهو الإسـلام ]وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا[ [النساء: 36]، ولكل أمة من هذه الأمم جعل الله لها شريعة وقانونا أنزله من عنده لكي تتحاكم إليه وتسير على نـهجه، فتحيا مطمئنة في الدنيا ولها في الآخرة الجنّات العلى، قال تعالى: ]لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا[ [المائدة: 48]، وقال سبحانه: ]لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ[ [الحج: 67]، وقال: ]وَلّكُلِ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَات [[البقرة: 148].
وقد أنزل الله الكتب السماوية من عنده بأسماء مختلفة مثل «الزبور - صحف إبراهيم – التوراة - الإنجيل - القرءان» فكانت كتبا سماوية مصدرها واحد، وهو الله سبحانه، ولكنها كانت متعددة الأسماء .. وليس أدل على ذلك من قوله سـبحانه: ]الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ[ - أي القرءان - ]قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ[ [القصص: 52]، وكذلك تدل الآية على أن أتباع سيدنا عيسى وسيدنا موسى، كانوا مسلمين يدينون بدين الإسلام دين جميع الرسل والأنبياء, وقد آمنوا بنبي الله محمد (صلى الله عليه وسلم) عند بعثته ودعوته الناس إلى الرجوع إلى دين ربهم، دين فطرتهم، (الإسلام) وهو توحيد الله وترك كل ما يُعبد من دونه، وقد آمن هؤلاء الأتباع بالقرءان، وبأنه هو الحق من ربهم وأنه كتابا سماويا مثل التوراة والإنجيل.
أما الدين وهو العقيدة الراسخة بوحدانية الله، فمضمونه واحد، وله اسم واحد، وكذلك مصدره واحد، يقول سبحانه وتعالى ]إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ[ [آل عمران: 19]، وقال سبحانه: ]وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[ [آل عمران: 85]. فمن الخطأ الشنيع، أن نقول بأن هناك أديانا سماوية، أي منـزّلة من السماء من عند الله، بل الحق أن الدين المنـزل من عند الله واحد من لدن آدم عليه السلام حتى قيام الساعة، وهو الدين السماوي الوحيد، ألا وهو الإسلام.
أما اليهودية والنصرانية والبوذية والمجوسية والهندوسية وغيرها من أديان كثيرة ومتعددة، فهي مبتدعة من شياطين الجن والإنس، ما أنزل الله بها من سلطان .. وإذا رجعنا إلى أصل هذه الكلمات، سوف نجدها عبارة عن قوميات وليست في الأصل أدياناً، بل هي مسمّيات القوم فاليهودية نسبة لاسم اليهود، هم جعلوها ديانة، والنصرانية منسوبة إلى النصارى، هم جعلوا من الاسم ديانة .. والبوذية مرجعها إلى بوذا هم جعلوها بوذية .. والمجوسية منسوبة إلى المجوس، ابتدعوا من الاسم ديانة ..مثل أن نقول المصريين، فإذا أردنا أن نجعلها ديانة والعياذ بالله، قلنا الديانة المصرية أو الأمريكية أو الرومانية وهكذا..
ولذا فقد وبخهم الله عز وجل فقال: ]أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَْسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ[ [البقرة: 140]، وقال سبحانه: ]مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ[ [آل عمران: 67]، ]وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [[البقرة: 135]. ذلك لأن أي دين غير الإسلام قائم بطبيعته على الشرك بالله، لأنه من صنع الذين كفروا بدين الإسلام، وما دفعهم إلى ذلك إلا ضلالتهم ومخالفة دين أنبيائهم ورسلهم «دين الإسلام» فابتدعوا هذه الأديان بعد رحيل أنبيائهم، وزعموا أنّها منـزّلة من عند الله وجاء بها الأنبياء، ليضلوا الناس، ويُلبسوا عليهم دينهم الذي ارتضاه الله لهم وهو الإسلام.
ولذلك فقد أمرنا ربنا على لسان نبينا محمد خاتم الرسل والأنبياء بأن قال في القرءان: ]قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [[البقرة: 136] ولذلك أصبح المسلمون من لدن أبيهم آدم حتى قيام الساعة، هم المعنيون بنداء الله لهم بالمؤمنين، والمسلمين، وعباد الله، وحزب الله، لأنـهم عبادٌ له وحده وليسوا عباد للشيطان، وهم أيضا المعنيون بقوله تعالى: ]وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ[ [القصص: 5]، وقوله: ]كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ] [الشعراء: 59]، وقوله: [وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ[ [الأعراف: 137].
فكل هذه الآيات تخص المسلمين من بنى إسـرائيل، أتباع موسى وإسـرائيل (يعقوب) وإسحاق وإبراهيم، وكذلك المسلمون أتباع محمد، ومن قبل ذلك أتباع داود وسليمان وعيسى وأيوب، وهود ونوح، وجميع الرسل والأنبياء، وهم على دين واحد، هو الإسلام، وهم المعنيون بخلافة الأرض والمقدسات، أمّا ما يدّعيه اليهود اليوم، من أنّهم أصحاب الأرض من النيل إلى الفرات، بما فيها سيناء وفلسطين وبابل وغيرها، فلهم الحق فيه إن كانوا مسلمين، لأنّ هذه الأماكن والمقدسات تخص كل المسلمين وذلك الميراث من حق كل مسلم، سواء كانوا من بنى إسرائيل أو العرب، أو العجم، أو الفرس، أو الروم، لأن الله قد جعل هذه المقدسات للمسلمين من خلقه.
نعم أيها اليهود، لكم الحق في هذه الأرض إن كنتم فعلا أتباع موسى وعلى دينه، ذلك النبي المسلم ومن قبله نبي الله إسرائيل (يعقوب) وإسحاق وإبراهيم المسلمون الموحدون، ولكنكم كفرتم بذلك الدين (الإسلام) مع إنّه دين آبائكم، ولو أن سيدنا موسى بين أيدينا الآن لقاتلكم، وأخرجكم من تلك الديار، لأنكم أنتم أتباع الكافرين الذين كفروا برب موسى المسلم وعيسى المسلم، وكذلك لكفركم بدين الإسلام وهو دين جميع الرسل والأنبياء، بل إن أئمتكم في الكفر قتلوا الأنبياء ومنهم زكريا ويحيى، مع أنّهما من أنبياء بنى إسرائيل، وكذلك حرّفوا وبدّلوا التوراة والإنجيل، وقاتلوا المسلمين على مر العصور، وقد اتبعتموهم أنتم في ذلك الدرب.
فها أنتم يا يهود اليوم تفعلون أبشع المجازر بأطفال وشيوخ ونساء المسلمين، وتريدون هدم بيت الله الحرام (بيت المقدس) الذي بناه أبوكم إسرائيل المسلم بأمر من الله، فلو أنكم صادقون في ادّعائكم باتباع إسرائيل، فلماذا تريدون هدم البيت الذي بناه؟! ولماذا تقتلون المسلمين الذين هم على ملة أبيكم إسرائيل، وملة أخيه من الأنبياء محمد بن عبد الله؟! ولماذا تكفرون بمحمد (صلى الله عليه وسلم) ، وهو على دين الإسلام دين أبيكم إسرائيل، ومن وراء إسرائيل إسحاق وإبراهيم، وجميع رسل الله وأنبيائه ]قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ * قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ[ [آل عمران: 98، 99].
ماذا يريدون وقد قال الله عنهم: ]أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ [[آل عمران: 83] ماذا تريدون، وقد أمر الله محمدا (صلى الله عليه وسلم) وقال له: ]قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [ [آل عمران: 84، 85].
يا إخوتنا من أبينا آدم، نحن اخوة لكم، قد سِرنا على دين أبينا الذي ارتضاه الله لنا دينا فلماذا هجرتمونا، وذهبتم إلى إبليس عدو أبيكم آدم؟ أتريدون أن تذهبوا معه إلى النار ؟ وهو الذي أخرج أبويكم من الجنة، ونصب لكم ولهما العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، فقد أقسم بعزة الله أن يغويكم، لتكونوا معه في جهنم والعياذ بالله: [قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ] [ص: 85] فلماذا تتبعونه وتحاربوننا وتقاتلوننا؟، ونحن إخوانكم من أبيكم آدم، نخاف عليكم من إبليس وجنوده، هلموا إلينا إخواننا، اخرجوا من تحت لوائه، تعالوا معنا إلى حزب أبيكم آدم، حزب الله الذي ارتضاه الله لنا ولجميع الرسل والأنبياء .. ألا وهو دين الله الحق، دين الرسل والأنبياء، دين الإسلام [مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ ] [الحج: 78].
روابط تحميل الكتاب
أو
أو
filename=1_up_1_qotp17_22687_589135.rar
أو
أو
أو
أو
http://www.******.com/download/22681..._.___.rar.html
أو
سيدنا اسرائيل مسلم هو عنوان كتاب للكاتب عنتر قطب
واليكم جزء من بعض صفحاته ارجوا تحميله والاطلاع عليه لأهميته<
يتلخص موضوع الكتاب في مقصوده .. وهو أن سيدنا إسرائيل، هو يعقوب أبو سيدنا يوسف، ابن سيدنا إسحاق، ابن سيدنا إبراهيم الخليل عليهم جميعا الصلاة والسلام؛ كان مسلما بنص قوله تعالى ]وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ[ [البقرة: 132]، وأن جميع الرسل والأنبياء من لدن أبينا آدم عليه السلام إلى خاتم الرسل والأنبياء محمد بن عبد الله صلوات الله عليهم أجمعين، كانوا على دين واحد، وهو دين الإسلام، وهو إفراد الله سبحانه بالوحدانية لا شريك له، ولا ند له، ولا ولد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
فجميع الأمم أرسل الله إليها الرسل والأنبياء تترى بدين واحـد وهو الإسـلام ]وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا[ [النساء: 36]، ولكل أمة من هذه الأمم جعل الله لها شريعة وقانونا أنزله من عنده لكي تتحاكم إليه وتسير على نـهجه، فتحيا مطمئنة في الدنيا ولها في الآخرة الجنّات العلى، قال تعالى: ]لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا[ [المائدة: 48]، وقال سبحانه: ]لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ[ [الحج: 67]، وقال: ]وَلّكُلِ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَات [[البقرة: 148].
وقد أنزل الله الكتب السماوية من عنده بأسماء مختلفة مثل «الزبور - صحف إبراهيم – التوراة - الإنجيل - القرءان» فكانت كتبا سماوية مصدرها واحد، وهو الله سبحانه، ولكنها كانت متعددة الأسماء .. وليس أدل على ذلك من قوله سـبحانه: ]الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ[ - أي القرءان - ]قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ[ [القصص: 52]، وكذلك تدل الآية على أن أتباع سيدنا عيسى وسيدنا موسى، كانوا مسلمين يدينون بدين الإسلام دين جميع الرسل والأنبياء, وقد آمنوا بنبي الله محمد (صلى الله عليه وسلم) عند بعثته ودعوته الناس إلى الرجوع إلى دين ربهم، دين فطرتهم، (الإسلام) وهو توحيد الله وترك كل ما يُعبد من دونه، وقد آمن هؤلاء الأتباع بالقرءان، وبأنه هو الحق من ربهم وأنه كتابا سماويا مثل التوراة والإنجيل.
أما الدين وهو العقيدة الراسخة بوحدانية الله، فمضمونه واحد، وله اسم واحد، وكذلك مصدره واحد، يقول سبحانه وتعالى ]إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ[ [آل عمران: 19]، وقال سبحانه: ]وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[ [آل عمران: 85]. فمن الخطأ الشنيع، أن نقول بأن هناك أديانا سماوية، أي منـزّلة من السماء من عند الله، بل الحق أن الدين المنـزل من عند الله واحد من لدن آدم عليه السلام حتى قيام الساعة، وهو الدين السماوي الوحيد، ألا وهو الإسلام.
أما اليهودية والنصرانية والبوذية والمجوسية والهندوسية وغيرها من أديان كثيرة ومتعددة، فهي مبتدعة من شياطين الجن والإنس، ما أنزل الله بها من سلطان .. وإذا رجعنا إلى أصل هذه الكلمات، سوف نجدها عبارة عن قوميات وليست في الأصل أدياناً، بل هي مسمّيات القوم فاليهودية نسبة لاسم اليهود، هم جعلوها ديانة، والنصرانية منسوبة إلى النصارى، هم جعلوا من الاسم ديانة .. والبوذية مرجعها إلى بوذا هم جعلوها بوذية .. والمجوسية منسوبة إلى المجوس، ابتدعوا من الاسم ديانة ..مثل أن نقول المصريين، فإذا أردنا أن نجعلها ديانة والعياذ بالله، قلنا الديانة المصرية أو الأمريكية أو الرومانية وهكذا..
ولذا فقد وبخهم الله عز وجل فقال: ]أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَْسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ[ [البقرة: 140]، وقال سبحانه: ]مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ[ [آل عمران: 67]، ]وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [[البقرة: 135]. ذلك لأن أي دين غير الإسلام قائم بطبيعته على الشرك بالله، لأنه من صنع الذين كفروا بدين الإسلام، وما دفعهم إلى ذلك إلا ضلالتهم ومخالفة دين أنبيائهم ورسلهم «دين الإسلام» فابتدعوا هذه الأديان بعد رحيل أنبيائهم، وزعموا أنّها منـزّلة من عند الله وجاء بها الأنبياء، ليضلوا الناس، ويُلبسوا عليهم دينهم الذي ارتضاه الله لهم وهو الإسلام.
ولذلك فقد أمرنا ربنا على لسان نبينا محمد خاتم الرسل والأنبياء بأن قال في القرءان: ]قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [[البقرة: 136] ولذلك أصبح المسلمون من لدن أبيهم آدم حتى قيام الساعة، هم المعنيون بنداء الله لهم بالمؤمنين، والمسلمين، وعباد الله، وحزب الله، لأنـهم عبادٌ له وحده وليسوا عباد للشيطان، وهم أيضا المعنيون بقوله تعالى: ]وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ[ [القصص: 5]، وقوله: ]كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ] [الشعراء: 59]، وقوله: [وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ[ [الأعراف: 137].
فكل هذه الآيات تخص المسلمين من بنى إسـرائيل، أتباع موسى وإسـرائيل (يعقوب) وإسحاق وإبراهيم، وكذلك المسلمون أتباع محمد، ومن قبل ذلك أتباع داود وسليمان وعيسى وأيوب، وهود ونوح، وجميع الرسل والأنبياء، وهم على دين واحد، هو الإسلام، وهم المعنيون بخلافة الأرض والمقدسات، أمّا ما يدّعيه اليهود اليوم، من أنّهم أصحاب الأرض من النيل إلى الفرات، بما فيها سيناء وفلسطين وبابل وغيرها، فلهم الحق فيه إن كانوا مسلمين، لأنّ هذه الأماكن والمقدسات تخص كل المسلمين وذلك الميراث من حق كل مسلم، سواء كانوا من بنى إسرائيل أو العرب، أو العجم، أو الفرس، أو الروم، لأن الله قد جعل هذه المقدسات للمسلمين من خلقه.
نعم أيها اليهود، لكم الحق في هذه الأرض إن كنتم فعلا أتباع موسى وعلى دينه، ذلك النبي المسلم ومن قبله نبي الله إسرائيل (يعقوب) وإسحاق وإبراهيم المسلمون الموحدون، ولكنكم كفرتم بذلك الدين (الإسلام) مع إنّه دين آبائكم، ولو أن سيدنا موسى بين أيدينا الآن لقاتلكم، وأخرجكم من تلك الديار، لأنكم أنتم أتباع الكافرين الذين كفروا برب موسى المسلم وعيسى المسلم، وكذلك لكفركم بدين الإسلام وهو دين جميع الرسل والأنبياء، بل إن أئمتكم في الكفر قتلوا الأنبياء ومنهم زكريا ويحيى، مع أنّهما من أنبياء بنى إسرائيل، وكذلك حرّفوا وبدّلوا التوراة والإنجيل، وقاتلوا المسلمين على مر العصور، وقد اتبعتموهم أنتم في ذلك الدرب.
فها أنتم يا يهود اليوم تفعلون أبشع المجازر بأطفال وشيوخ ونساء المسلمين، وتريدون هدم بيت الله الحرام (بيت المقدس) الذي بناه أبوكم إسرائيل المسلم بأمر من الله، فلو أنكم صادقون في ادّعائكم باتباع إسرائيل، فلماذا تريدون هدم البيت الذي بناه؟! ولماذا تقتلون المسلمين الذين هم على ملة أبيكم إسرائيل، وملة أخيه من الأنبياء محمد بن عبد الله؟! ولماذا تكفرون بمحمد (صلى الله عليه وسلم) ، وهو على دين الإسلام دين أبيكم إسرائيل، ومن وراء إسرائيل إسحاق وإبراهيم، وجميع رسل الله وأنبيائه ]قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ * قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ[ [آل عمران: 98، 99].
ماذا يريدون وقد قال الله عنهم: ]أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ [[آل عمران: 83] ماذا تريدون، وقد أمر الله محمدا (صلى الله عليه وسلم) وقال له: ]قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [ [آل عمران: 84، 85].
يا إخوتنا من أبينا آدم، نحن اخوة لكم، قد سِرنا على دين أبينا الذي ارتضاه الله لنا دينا فلماذا هجرتمونا، وذهبتم إلى إبليس عدو أبيكم آدم؟ أتريدون أن تذهبوا معه إلى النار ؟ وهو الذي أخرج أبويكم من الجنة، ونصب لكم ولهما العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، فقد أقسم بعزة الله أن يغويكم، لتكونوا معه في جهنم والعياذ بالله: [قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ] [ص: 85] فلماذا تتبعونه وتحاربوننا وتقاتلوننا؟، ونحن إخوانكم من أبيكم آدم، نخاف عليكم من إبليس وجنوده، هلموا إلينا إخواننا، اخرجوا من تحت لوائه، تعالوا معنا إلى حزب أبيكم آدم، حزب الله الذي ارتضاه الله لنا ولجميع الرسل والأنبياء .. ألا وهو دين الله الحق، دين الرسل والأنبياء، دين الإسلام [مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ ] [الحج: 78].
روابط تحميل الكتاب
أو
أو
filename=1_up_1_qotp17_22687_589135.rar
أو
أو
أو
أو
http://www.******.com/download/22681..._.___.rar.html
أو