إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أبو أنفال قناص الموصل.. كتيبة قنص جوالة! / حسين المعاضيدي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبو أنفال قناص الموصل.. كتيبة قنص جوالة! / حسين المعاضيدي

    المختصر / لعل أفضل توصيف لطريقة عمل حركة طالبان الأفغانية هو " أسلوب نجمة البحر" وليس أسلوب " العنكبوت" المتبعين في العمل الإداري والسياسي، فأسلوب نجمة البحر يعني اللامركزية وأن كل مجموعة مقاتلة تملك قرارها وتمويلها وطريقة عملها العسكري الخاصة بها ، ويشكل الرمز الملا محمد عمر بمثابة رمز روحي وقيادي دون العودة إليه في التفاصيل وهو ما يضعف طريقة عمل الخصم الأميركي المعتمد على أسلوب العنكبوت وبالتالي فتصفية قادة طالبانيين أو اعتقال قادة بارزين كما حصل أخيرا مع الشخص الثاني في الحركة الملا عبد الغني برادرز وحاكمي ولاية قندوز الطالباني الملا عبد السلام ، وولاية بغلان مير محمد لا يشكل ضربة قوية لعناصر ومجموعات طالبان الأفغانية المنتشرة في أفغانستان..

    الظاهر والواضح أن المجموعات الأفغانية التي تقاتل القوات الأميركية تملك تمويلا ذاتيا من خلال جباية الأموال عن طريق الضرائب أو التبرعات ...، وبالتالي فإن ضرب مجموعة أفغانية في منطقة لا يعني بالضرورة النيل من الحركة ككل، ما دام المرشد الروحي الملا محمد عمر حيا، تجلى ذلك بوضوح مع اعتقال الملا عبيد الله وزير الدفاع الطالباني عام 2003 في كويتا بباكستان، والذي صور اعتقاله في حينها ضربة قوية لطالبان ولاستراتيجيتها كونه القائد العلني والظاهري والعملي للحركة في ظل غياب الملا محمد عمر، ونفس الأمر تردد عند قتل المسؤول العسكري الطالباني السابق الملا داد الله، ثم اعتقال شقيقه الذي خلفه في القيادة العسكرية منصور داد الله، والآن يتردد نفس الأمر على الملا برادرز بينما سير العمليات في منطقة مرجة بولاية هلمند ستشكل امتحانا مهما لاستراتيجية أوباما وربما لقدرة طالبان على الصمود والمواصلة مع غياب قادتها الفاعلين مثل برادرز، هذه العمليات أظهرت حتى الآن مقتل أكثر من اثني عشر جنديا أجنبيا في ظل اعتراف القوات الدولية بصعوبة التقدم في تلك المنطقة مع انتشار الألغام والعبوات الناسفة بالإضافة إلى القناصين الطالبانيين المدربين، وهو اسلوب طالباني جديد دخل على المعركة لأول مرة في الصراع مع الأميركيين ..

    الظاهر أن الأميركيين يسعون إلى التحضير لانسحاب أميركي استراتيجي من أفغانستان، وربما على طريقة الجنرال الأميركي في فيتنام الذي رفع شعاره أعلن انتصارك ثم انسحب ،فهم يقومون بنفس العمل أي أنهم يريدون إضعاف حركة طالبان الأفغانية عسكريا على الأرض يتزامن ذلك مع اعتقالات متشددين طالبانيين يعارضون التفاوض والتصالح، وذلك من أجل التمهيد لمفاوضات مع طالبان يكون فيها الطرف الأميركي في موقف قوي وطالبان في موقف ضعيف وذلك من أجل فرض شروطهم، أو على الأقل عدم الظهور عالميا وكأنهم هُزموا في أفغانستان ..

    ضمنت على ما يبدو الولايات المتحدة الأميركية تعاونا باكستانيا لا بأس به وهو ما شكل تحولا في الموقف الباكستاني وتغيرا في طبيعة التعاون الأميركي ـ الباكستاني بقبضهم على عبد الغني برادرز، وبغض النظر عما قيل في ظروف اعتقاله، و فيما إذا كان ضربة حظ قادت الأميركيين والباكستانيين إليه، أو كان شد أذن باكستانية للملا برادرز الذي تحدث البعض عن فتحه لقناة اتصال مباشرة مع الأميركيين متخطيا الباكستانيين وهو الأمر الذي أزعجهم، لكن البعض يعتقد بالمقابل أن إسلام آباد تُطور تعاونها مع الأميركيين خصوصا مع استهداف شبكة القائد الأفغاني جلال الدين حقاني في شمال وزيرستان وهو الحليف الاستراتيجي لطالبان، وهو أمر لم يحصل في السابق ولا يمكن للاستهداف الصاروخي الأميركي أن يتم دون تعاون وتنسيق باكستاني الأمر الذي يعزز من قناعة البعض في أن ثمة تغيير وتحول استراتيجي باكستاني تجاه حركة طالبان الأفغانية، مرده بنظر البعض في تشكل قناعة لدى المسؤولين الباكستانيين في أن حركة طالبان أفغانستان تتعاون وتنسق مع حركة طالبان باكستان التي تخوض حربا ضروسا ضد الحكومة و الجيش الباكستانيين، وهو ما دفع الباكستانيين إلى الطلب من شبكة حقاني نقل نشاطاتها إلى داخل الأراضي الأفغانية لضمان استمرار الهدوء على الأراضي الباكستانية ..

    وفي ظل قناعة البعض بأن هذا الاعتقال والتحول الاستراتيجي الباكستاني سيضعف الموقف الباكستاني التوسطي بين طالبان والأميركيين، كون التعاون الباكستاني في اعتقال ملا برادرز أحدث شرخا عميقا في جدار الثقة والعلاقة بين طالبان أفغانستان والحكومة الباكستانية، إلا أن البعض يراه من منظور آخر وهو أن الاعتقال قد يكون نافذة اتصال وتفاوض، واختراق على صعيد الانسداد السياسي والتفاوضي بين طالبان والأميركيين، وربما التلويح في أن باكستان ربما تلجأ إلى خيار زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني قلب الدين حكمتيار للتفاوض معه وترتيب دور له في المستقبل، سيما وهو المطلوب أميركيا والمعارض لطالبان حتى الآن ...

    الحكومة الباكستانية الطامحة في لعب دور مهم في أفغانستان والمعنية بإبعاد الدور الهندي عن أفغانستان وهو ما تحقق لها في مؤتمر لندن من خلال تعهدات أميركية بتفهم القلق الباكستاني في أفغانستان، عرض قائد جيشها الجنرال اشفاق كياني تدريب عناصر الجيش الأفغاني وهي رسالة واضحة لطالبان في أن باكستان لديها خيارات أخرى في أفغانستان وأنها ليست أسيرة للخيار الطالباني فحسب ..

    المصدر: المصريون
جاري التحميل ..
X